|
كوبا قلعة الصمود
فهد المضحكي
الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 11:27
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
مضت 56 سنة منذ قيام الثورة في كوبا، لقد حققت الثورة ذ رغم الحصار ذ تقدماً مثيراً للاعجاب في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
لقد تمكنت كوبا بقيادة فيدل كاسترو بمساعدة موسكو الصمود في وجه العدوان الامريكي المتمثل في الاستفزازات العسكرية المسلحة والسطوة الامبريالية، وحصار واشنطن الاقتصادي والمالي الشامل في العام 1962 الذي جاء بعد انتصار الثورة الكوبية واستقلال الجزيرة عن الولايات المتحدة، وتأميم الشركات الاجنبية والمرافق العامة بالإضافة إلى اقامة سلسلة من الاصلاحات للاراضي الزراعية، ودعم الثورات في امريكا اللاتينية وحركات التحرر من اجل الاستقلال الوطني والحرية.
ولا نستطيع ان ننسى مساندة الاتحاد السوفيتي الأممية لكوبا وهناك حقيقة هامة تدلل على ذلك وهي فشل عملية خليج الخنازير عام 1961، وباختصار لقد تراجعت الولايات المتحدة عن غزو كوبا والأمر يعود إلى نشر الصواريخ السوفيتية داخل الأراضي الكوبية والتي سحبت بعد تعهد الرئيس الامريكي كندي بعدم غزوها وذلك في عام 1962.
ورغم كل مخططات واشنطن العسكرية والسياسية والحصار الاقتصادي، استطاعت كوبا ان تحقق انتصارات وانجازات بارزة اشار اليها الكثير من المحللين السياسيين من بينهم الكاتب الامريكي فيليب بيرسن لخصها في تحقيق العمالة الكاملة، وتوفير خدمات الرعاية الصحية الشاملة وحصول الجميع على التعليم المجاني، وتحقيق ارتفاع متوسط العمر المتوقع، وانخفاض معدلات الفقر مقارنة مع أي بلد آخر في امريكا اللاتينية، في الواقع اكدت دراسة في 2014 صادرة عن البنك الدولي ان نظام التعليم في كوبا مماثل لذلك المتواجد في كندا وفنلندا وسنغافورة في الماضي، وقد اعترف البنك الدولي ايضاً ان كوبا انجحت دولياً في مجالات التعليم والرياضة والصحة والخدمات الاجتماعية التي تتجاوز تلك التي في معظم البلدان النامية وهي مماثلة لتلك الموجودة في الدول المتقدمةب.
علاوة على ذلك، وبناء على تقديرات برنامج الأمم المتحدة الانمائي، تأتي كوبا في المرتبة الثالثة في امريكا اللاتينية من حيث مؤشر التنمية البشرية.
وبجانب كل ذلك يقول بيرسن: يعمل حالياً حوالي 50000 من المهنيين الصحيين الكوبيين في 66 بلداً حول العالم، وتشمل الامثلة الاخيرة لهذه المساعدات ارسال الاطباء الكوبيين لدول غرب افريقيا خلال تفشي مرض الايبولا وإلى هايتي بعد زلزال العام 2010 حيث كانوا الافضل في انهاء مرض الكوليرا إلى حد كبير بالاضافة إلى ذلك يساعد الاطباء الكوبيون في توفير المدارس الطبية المجانية للطلاب من مختلف البلدان النامية.
اللقاء الامريكي ذ الكوبي اثار ردود فعل متباينة وهو يعني فك الحصار عن كوبا الذي دام اكثر من ستة عقود، وبالتالي ان تحسين العلاقة مع امريكا دعماً للاقتصاد الكوبي وكسر جدار العزلة عنها وهو لا يكتمل كما يقول الكاتب فيصل جلول الا بعد الغاء المقاطعة الامريكية للجزيرة وبخاصة الغاء تصنيف كوبا في قائمة الدول الداعمة للارهاب، حيث صنفت فيها منذ عام 1982 عندما استقبلت قادة منظمة الانفصاليين الباسك ومجموعة أخرى من الثوار الكولومبيين! وبين مُتوجس تساوره الشكوك في السياسة الامريكية المتهورة التي تتدخل في الشؤون الداخلية للدول النامية، ويظهر هذا التوجس والخوف والقلق في الانتقاد الحاد للسياسة الخارجية الامريكية التي تعمل وفق مبدأ الكيل بمكيالين، فهي لا تخرج عن سياسة االعصا الغليظةب تلك السياسة التي تعتقد الولايات المتحدة بموجبها ان لها الحق في فرض السيطرة على الدول الفقيرة وتحديد سبل تطورها!.
وفي ضوء هذه السياسة النفعية المبنية على المصالح من الطبيعي تنتهك الحريات والديمقراطية وتشجع الاصولية الاسلامية المتطرفة وفقاً لأجندتها التوسعية واهدافها الاقتصادية لزعزعة الحكومات التي ترفض الخضوع للاملاءات الامريكية وهو ما نشهده على سبيل المثال في دول امريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط!.
ومع ذلك ثمة سؤال وهو رغم كل ما يشهده العالم من متغيرات سياسية جديدة مرتبطة بعد انتهاء الحرب الباردة بالمصالح الامريكية السياسية والاقتصادية اي بمصالح القطب الواحد القائمة على الضغوط والابتزاز ونظرية الفوضى الخلاقة ومشروع الشرق الأوسط الجديد واشعال الفتن الطائفية والحروب المحلية وتفتيت الحدود وتقسيم الدول هل تنجح الولايات المتحدة بعد التقارب الامريكي ذ الكوبي باحكام سيطرتها على كوبا الاشتراكية؟
النموذج والمثال الذي ثبت للعالم وفي أكثر من مجال التفوق والتقدم رغم النشاط الامريكي المعادي لها ولثورتها المستمرة الداعمة للاستقلال الوطني والتحرر والحرية وتطلعات الشعوب نحو الديمقراطية وحقوق الانسان وتحقيق مصالح العمال والمصالح الوطنية للدول الرافضة للوصاية الامريكية.
والجواب على هذا السؤال يكمن فيما قاله الرئيس الكوبي راؤول كاسترو بعد لقائه اوباما في بنما، على هامش قمة دول القارة الامريكية التي انعقدت في النصف الأول من هذا الشهر: اان كوبا متمسكة بالنظام الشيوعي، ولن تتخلى عن مبادئ الثورةب.
#فهد_المضحكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تجربة جديدة
-
انتهاء ولاية الرئيس الأفقر في العالم!
-
أمريكا تعيد تقسيم دول الشرق الأوسط في -البلاي استيشن-!
-
الثقافة والتنمية
-
ثقافة السلطة وسلطة الثقافة
-
العمالة السائبة!
-
تحية للمرأة في يومها العالمي
-
اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية
-
-التحرير- تبقى عالياً ومضيئة
-
الأصولية الدينية بين كتب التراث والمشاريع الأميركية!
-
وجوه في مصابيح الذاكرة
-
تقرير ديوان الرقابة والمساءلة النيابية!
-
مرئيات النواب وبرنامج الحكومة
-
هل تندفع أمريكا إلى فرض شروطها كما كانت في السابق؟
-
تراجع أسعار النفط وتنوع مصادر الدخل!
-
-الأخطاء القاتلة- للدولة الوطنية في العالم العربي
-
لنرفع القبعات احتفاءً بالمبدع عبد الله خليفة
-
الأقنعة الأمريكية
-
اليوم العالمي لمكافحة الفساد
-
عن الرقابة البرلمانية والشعبية
المزيد.....
-
فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ
...
-
تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق
...
-
السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا
...
-
الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو
...
-
بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو
...
-
شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك
...
-
دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
-
مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر
...
-
قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
-
مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة
...
المزيد.....
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
-
سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية
/ دلير زنكنة
-
أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره
/ سمير الأمير
-
فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة
/ دلير زنكنة
المزيد.....
|