أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - المجتمعات العربية والتعددية السياسية!














المزيد.....

المجتمعات العربية والتعددية السياسية!


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4890 - 2015 / 8 / 8 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عند الحديث عن التعددية السياسية في البلدان العربية، تجدر الاشارة إلى كتاب «السلطة والقانون والحرية» للمؤلف محمد نور فرحات الخبير القانوني الذي يعتبر إصداره هذا – كما قيل عنه – بمثابة المشروع الفكري الذي جاءت مواده المنشورة قبل عقد ونيف استجابة وقتذاك لمعطيات الوقائع القانوني والاجتماعي والثقافي في مصر والعالم العربي.
في وجهة نظره أو رؤيته ان القضية التي يجب ان تطرح على بساط البحث وتتطلب النظر والتوقف ليست هي مجرد ظاهرة وجود التمايزات الاجتماعية، والسياسية داخل المجتمع الواحد، وانما ما يستحق التوقف والمناقشة في سياقنا العربي قضية حق الجماعات الاجتماعية في الاعلان عن نفسها والتعبير عنها، واكثر من ذلك حقها في المشاركة السياسية الرسمية بأن يكون لها منابرها وقنواتها وتنظيماتها المستقلة التي تمكنها من الاعلان عن رؤاها السياسية بل تمكنها من تحقيق هذه الرؤى في مجال الفعل السياسي.
واذا كانت حرية الرأي والتعبير هي مقدمة اولى نحو اعتماد التعددية السياسية فان هذه الحرية في اغلب التشريعات العربية تخضع لقيود القانون، وبالتالي لا يمكن الحديث عن وجود اعتراف دستوري وتشريعي بمبدأ مشروعية التعددية السياسية!.
من هذا الواقع المقيد يقول عن هذا المبدأ او عن النصوص الدستورية التي تتضمنها معظم الدساتير العربية الداعمة للتعددية السياسية «ان هذه النصوص هي في الغالب الاعم نصوص زخرفية تهدف اولاً إلى إبراء ذمة المشروع العربي امام المجتمع الدولي بأنه قد تبنى أكثر مبادئ حقوق الانسان تقدماً فيما يتعلق بالتعددية السياسية، ثم افراغ هذه النصوص من كل مضمون لها عندما يستدير المشروع العربي للتعامل مع المخاطبين باحكام هذه النصوص من مواطنيه في الداخل».
ومن هنا تبرز الازدواجية كاشكالية في التعامل الدستوري مع مبدأ التعددية السياسية.
ويستطرد فرحات «لقد اثبتت خبرة التاريخ العربي الحديث ان انكار بعض السلطات الحاكمة العربية لمبدأ التعددية السياسية، وهي أزمة يمكن إجمال أعراضها في كلمات قليلة كما يلي: العجز عن احداث تنمية اقتصادية واجتماعية مستقلة متحررة من إسار التبعية، العجز في حالات كثيرة عن تأمين التراب الوطني في مواجهة الهجمات الاستعمارية والعنصرية ذات المطامع في التراب العربي والثروة».
ومما يزيد المسألة تعقيداً هو موقع المؤسسة العسكرية في منظومة التعددية السياسية، اي تبقى هذه القضية على جانب كبير من الأهمية والخطورة، كيف نتحدث عن التعددية السياسية والجيوش في الدول العربية تقوم بأدوار اساسية في الحركة السياسية الرسمية، وكان للازمة هذه تأثير سلبي كبير على التعددية السياسية والحريات!. فيما يتعلق بهذه المشكلة يرى فرحات ان المطالع للخريطة السياسية في العالم العربي سرعان ما سيلحظ ان المؤسسة العسكرية العربية تباشر الحكم والسياسة إما بطريقة سافرة في شكل حكم عسكري معلن، واما بطريقة غير سافرة من خلال موقعها المؤثر في قلب النظام السياسي العام، إذن في الحقيقة التي لا مجال للمجادلة فيها ان المؤسسات العربية قد احتلت موقعها طوعاً أو كرهاً في قلب النظام السياسي العربي الرسمي، ولكن المعضلة التي تتطلب توافر الجهود للتفكير في حلها ان المؤسسة العسكرية العربية وإن اسهمت في صنع المسار السياسي للعالم العربي إلا انها لا تعكس رؤى منسجمة ومتسقة من الناحية الاجتماعية من ناحية، وترفض بحكم تراثها العقلي من ناحية اخرى ان تعترف بحق الاطراف الاخرى في منظومة التعددية في الوجود والتأثير وتداول السلطة!.
اذا كانت هناك عقبات اجتماعية واخرى لها علاقة بالمؤسسة العسكرية في الدول العربية تحد من تفعيل التعددية السياسية فان التحدي الاكثر خطورة يكمن كما يناقشه الكاتب في التوجه الايديولوجي ويعني بذلك ان الجماعات السياسية خارج السلطة، تطالب بإلحاح باشاعة مناخ التعددية السياسية كوسيلة، لتداول السلطة وعدم احتكارها، الا ان نفي الآخرين والايمان بوحدانية الحقيقة التي تعلنها هي وحدها هما قيمتان تقعان في قلب بنائها الايديولوجي، الامر الذي يضفي شكوكاً جدية حول ما اذا كانت هذه الجماعات تؤمن بالتعددية وبتداول السلطة كموقف مبدئي أم تتخذ هذه الشعارات كوسيلة للوصول إلى السلطة ثم يأتي بعد ذلك شأن آخر!.
ومن أهم البراهين على ذلك الجماعات الإسلامية، وبشكل أدق الاسلام السياسي بكل تلاوينه الذي ما ان يصل إلى السلطة حتى يصر على نفي الآخر، ومن الامثلة على ذلك السودان ومصر في عهد الاخوان!.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران بعد الاتفاق النووي!
- مبادرة الغرير دعماً للتعليم والابتكار
- الدولة والدين في الاجتماع العربي الإسلامي
- نحو وحدة وطنية راسخة!
- خطاب الكراهية وتجديد الخطاب الديني
- أمريكا والتفرقة العنصرية!
- أشباح الماضي في الحاضر الإسلامي
- عن واقع القراءة في المجتمعات العربية!
- الإرهاب وإزدواجية المعايير
- وجهة نظر واضحة وصريحة
- الدين العام
- متى يصدر للصحافة قانونها المستنير؟
- قضايا عمالية
- كوبا قلعة الصمود
- تجربة جديدة
- انتهاء ولاية الرئيس الأفقر في العالم!
- أمريكا تعيد تقسيم دول الشرق الأوسط في -البلاي استيشن-!
- الثقافة والتنمية
- ثقافة السلطة وسلطة الثقافة
- العمالة السائبة!


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - المجتمعات العربية والتعددية السياسية!