أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - السيسي وحده لا يكفي!














المزيد.....

السيسي وحده لا يكفي!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4974 - 2015 / 11 / 3 - 02:17
المحور: المجتمع المدني
    


لماذا لم تنزل لتمنح صوتَك، وهو أثمن ما تمتلك وأغلى ما يجب أن يقدّره وطنك، في الانتخابات البرلمانية حتى نستكمل معًا أحد أهم وأخطر بنود خارطة الطريق؟
تطرح هذا السؤال على مواطن مصري، فيجيبك المواطنُ بأن أسبابًا عديدة تقف وراء عزوفه عن المشاركة في العملية الانتخابية الراهنة. منها أنه أدى دوره في الثورتين وانتهى الأمر. فماذا ننتظر منه أكثر، خاصة وأنه لم يحصد نتائج ملموسة تجعله يأمل في غدٍ طيب. عديد الأمور لم تتغير مثل ارتفاع الأسعار المطّرد واحتكار بعض التجار لبعض السلع، دون أدنى متابعة من المسؤولين. ومنها انتشار الرشوة في الدوائر الحكومية والمحليات. تلك التي بدأت تأخد شكلا شرعيًّا مكرّسًا وقارًّا كأنها طبائع الأمور. فتندهش إن رفض أحدهم منك "إكرامية"، وتكاد لا تصدقه وتشكّ في الأمر، رغم أن الإكرامية في الدول المحترمة تُعدّ إهانة، بل جريمة، من قِبل المواطن في حق الموظف الذي لا يقبلها، مثلما لا يقبلها المواطن الذي يعرف جيدًا حقوقه وواجباته. أما لدينا فلا جهاز رقابيًّا يلجأ إليه المواطن للإبلاغ عن مرتش يطلب الرشوة علنًا، ولا للإبلاغ عن مواطن يُسيّر أموره، القانونية أو غير القانونية، بالرشوة والعمولة. ومنها غلاء تعريفة الكهرباء، والمياة، وفوضى قوانين العقارات، وانهيار حال الزراعة والميكنة وتدني مستوى الفلاح الذي يحتاج إلى إعادة منظومته التي هي ركن أصيل من اقتصاد مصر وأمنها الغذائي. باختصار، يرى المواطن العادي أن أحوال مصر الآن، لا تختلف كثيرًا عنها أيام عصر مبارك الذي ثار عليه الشعب، ودفع الدم والروح لكي يُسقطه، وما تبع هذا من سنوات ويل وعذاب حتى استقر رأيه على رئيس نزيه ووطني وواع حصد إجماع الناس واستلب قلوبهم بعدما أنقذهم من غول هائل كاد يلتهم الوطن بأرضه ومواطنيه.
لكن أولئك العازفين عن الاحتشاد حول صناديق الانتخاب ينسون أن العملية الديمقراطية ليست تنحصرُ في اختيار زعيم وطني حصد قلوب الشعب، ولا أن عليه وحده تقع تبعة النهوض بالوطن دون مد يدٍ للبناء معه. ينسون أن استكمال مراحل خارطة الطريق لا تتم إلا بأيادي الشعب مجتمعة، وليس وحسب بيد الرئيس الذي يصحو من نومه في السادسة صباحًا، وأجبر رجالات حكوماته على فعل المثل، وانتظر طويلا من المواطنين أن يحذو حذوه، فلم يفعلوا، رغم أن ذلك كان أحد أهم شروطه لقبول الترشّح للانتخابات الرئاسية لو تذكرون، حين قال: “لو اترشحت للرئاسة مش هاخليكوا تناموا"، فقبِل الناسُ الشرط الصعب، وأوفى الرجلُ بعهده وترشّح وفاز، لكننا لم نف بعهدنا وبقينا على تكاسلنا وتواكلنا ولا مبالاتا، والدليل الأخير الذي قدمناه على ذلك، هو خلو لجان الانتخاب من الناخبين في المرحلة الأولى التي شملت محافظات مصر من دون القاهرة!
بعض العازفين عن التصويت يرى أن دوره قد انتهى بنزوله يوم 30 يونيو لطرد الإخوان وإسقاط الجاسوس مرسي، ثم يوم 26 يونيو 2013 للإجماع على مواجهة الإرهاب الإخواني، ثم الاحتشاد لانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي عليه، وفق ما يرون، يقع عبء استكمال المشوار وحده. والبعض يرى أن ما لم يتحقق اليوم لن يتحقق أبدًا مادامت كثير الأمور لم تتغير من فساد وفوضى ورشوة وغلاء وعسر معيشة. هؤلاء وأولئك ربما يعرفون أن بناء الوطن، أصعب، ولو قليلا، من بناء بيت مكون من طابقين. لكنهم حين يهمون ببناء البيت يحتشدون ويبذلون الجهد والعرق والساعات الطوال لحفر أساساته وبناء هيكله الخرساني، ثم تشكيل الكتلة والفراغ بالطوب وصقل الأسطح بالملاط والطلاء، وتهذيب الأرضيات بالبلاط وتشذيب الفتحات بالأخشاب والزجاج، وغيرها من الأعمال حتى يستوي البيتُ أمام ناظريه جميلا أنيقًا يليق بأن يقطنه القاطنون.
لكنهم، حين يفكرون في بناء وطن، ينتظرون أن يبنيه شخص واحد، في ساعة واحدة، كأنه ربٌّ من أرباب الإغريق أو الرومان ممن قرأنا عنهم في الميثولوجيات. يبخلون أن يمدوا يد العون والبناء، ويد المراقبة الشعبية لمكافحة الهدم والفساد، ثم يتساءلون أين الوطن؟ هؤلاء وأولئك ينتظرون من رئيس الجمهورية أن يطرد الإرهابيين ويعلو بالاقتصاد وينهض بالتعليم ويُشرّع التشريعات ويراقب الحكومات ويسنّ القوانين ويحاسب الفاسدين ويصلح عجز الموازنة ويراقب الأسواق والتجار ويصلح منظومة الصحة والمرور ويحارب الفقر والجهل والمرض، بينما نحن نسترخي أمام شاشات التليفويون في المساء، وفي الصباح نذهب إلى أعمالنا متأخرين ونعمل 27 دقيقة فقط هي صافي الثماني ساعات التي أقرتها دساتير العالم. وحين تنادي الدولة بالنزول لانتخاب أعضاء البرلمان الذي سوف يشرّع ويراقب ويعدّل، نتكاسل عن المشاركة في استكمال خارطة الطريق!
الوطن يتشكّل بنا جميعًا، مثلما لا ترتفعُ البناية ذات الطابقين إلا باصطفاف كواهل البُناة.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة جمال الغيطاني الأخيرة
- لماذا تسمونها: معركة انتخابية؟
- المُغنّي والزعيم... وشعبٌ مثقف
- عسل أسود
- المال مقابل الكرسي
- جمال الغيطاني... خذلتني
- قانون مكافحة التجهيل العمدي
- هكذا الحُسنُ قد أمر
- ما العلمانية؟
- سجينة طهران
- السلطان قابوس والاستنارة
- حزب النور سنة 1919
- السيف والرمح والقرطاس والقلم
- المراجعات على نهج ناجح إبراهيم
- أرجوحةُ الخَدَر ودولةُ الحاجة
- الأوغاد لا يسمعون الموسيقى
- حوار شامل مع الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت حول التيارات المتطر ...
- صباحُ الخير يا زينب
- الكارت الخائب
- أنا أغنى امرأة في العالم


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - السيسي وحده لا يكفي!