أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - المال مقابل الكرسي














المزيد.....

المال مقابل الكرسي


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4962 - 2015 / 10 / 21 - 14:19
المحور: المجتمع المدني
    


حين أنزلُ من بيتي لأُدلي بصوتي في الانتخابات البرلمانية الراهنة، سأقولُ لنفسي: إياكِ أن تُعطي صوتَك لمن يستجدي صوتك ويتهافت عليه. فمن يودُّ أن يفيد الناسَ، لا يتوسّلُ ولا يتحايلُ ولا يستجدي. إنما يستجدي ويقاتل من أجل كرسي البرلمان، مَن يخطط لأن "يرتزق" من وراءه، لهذا يدفع كل غال وثمين حتى ينال هذا الكرسي. فمن يُرد أن يكون صوت الغلابة، لا ينفق الملايين لشراء أصوات الغلابة!
منذ عقود، أسألُ نفسي: لماذا يتناحر الناسُ لكي ينالوا مقعدًا في البرلمان؟! لماذا يتهافت الناسُ على التعب ووجع القلب؟ أحبُّ أن أعيد الأمورَ إلى صورتها المجرّدة الأولى كي أستوعبها. أُقشّرُ عنها التراكمات والخبرات التي قد تشوّه معناها الأوليَّ. بهذا المنطق، لا أفهمُ أن يدفعَ مُرشّحٌ برلمانيّ مبالغَ هائلة، بل يتعارك ويقاتل لكي يصل إلى مقعد، المفروض أنه سيقدّم من خلاله خدمات للوطن وللمواطنين! هل يُقاتل الإنسانُ من أجل أن ينالَ إنسانٌ آخر مغانمَ وحقوقًا؟ لو أرجعنا الأمور إلى أصولها وجرّدناها من الخبرات، سوف نقول إن المواطنين هم الذين يجب أن يجتهدوا حتى ينال مرشّحٌ نزيه مقعدًا في البرلمان، لأنه سيجلب لهم الخير، ويكون صوتهم الجسور أمام الحكومة! لكن الخبرات تعلّمنا شيئًا آخر. للأسف. أن المرشحين يَعِدون الناخبين بالرغد والنعيم والغد المشرق، ثم سرعان ما ينسون وعودَهم بمجرد الاسترخاء على كرسي البرلمان! ينسون الفقراء في فقرهم، والمرضى في مرضهم، والمُجهّلين في جهلهم، وينسون المظلومين في قبضة ظالميهم!
زمان، سألتُ أمي: "لماذا يتصارعون على مناصبَ سوف تُشقيهم لأن مشاكل الفقر والمرض والأميّة في مصر لا حصر لها؟ المفترض أن يسعى المواطنون لأن يقبل المرشّح أن يقتصَّ من وقته وجهده وأعصابه ليحلَّ مشاكلَهم؟" ابتسمت أمي ولم تتكلم. أعرفُ تلك الابتسامة. ترميني بها أمي كلما أرادت أن تقول: "مازلتِ لا تدركين الحياة؛ الناس في الواقع، غير الناس الذين تقرأينهم في الكتب." أحببتُ أن أؤكد فكرتي وأبيّن لأمي أنني "فاهمة كل حاجة عكس ما هي فاكرة"، فقلتُ لها: "المفترض أن يُشطَب كلُّ من ينفق مبالغَ طائلة في الدعايا الانتخابية. لأن الأموال التي ينفقها دليلٌ واضح على أنه ينتوي أن يجلس على الكرسي لكي يثرى ويستردَّ أضعافَ ما أنفق. فمتى وكيف يأتي بحقوق الفقراء؟!" هنا ابتسمت أمي الابتسامة الأخرى التي أحبّها. تلك التي تقول: "براڤ-;---;--و. بدأتِ تفهمين الحياة."
لماذا يُنذروننا في وسائل الإعلام بدماء في "المعركة" الانتخابية؟ لماذا هي معركة من الأساس؟! ولماذا تُراقُ فيها دماء؟! عجبًا! المفروض أن "فردًا" شريفًا ما، "يتطوّع" من أجل "الجمع". يُضحّي بوقته وفكره وجهده من أجل صالح الناس واسترداد حقوقهم. فهل "يُقاتِل" شخصٌ لكي يشقى؟! لا يفعلُ هذا إلا نبيٌّ. فهل المرشّحون المقاتلون من أجل الكراسي أنبياء؟! ربما. ولكن ما القول فيمَن يُنفقون المالَ هائلَه، لكي يحصدوا أصواتَ الناس بسيف الفقر والحاجة والعوَز؟! مَن يقفون بسيارات نقل ليُلقوا بأكياس اللحم للفقراءَ الجوعى، بعدما يجمعون صور بطاقاتهم الشخصية لكي تعيد استخدامَها منتقباتٌ يضعن قفازاتٍ لإخفاء الحبر الفوسفوريّ. يغتصبون أصوات الفقراء مقابل ما يقيم أود اطفالهم؟! من الحتميّ، إذن، أن يعملوا على أن يظلَّ الفقيرُ فقيرًا كي يبيع صوتَه دائمًا. بكم كيلو لحمٍ تبيع صوتَك، أيها المصريّ؟



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال الغيطاني... خذلتني
- قانون مكافحة التجهيل العمدي
- هكذا الحُسنُ قد أمر
- ما العلمانية؟
- سجينة طهران
- السلطان قابوس والاستنارة
- حزب النور سنة 1919
- السيف والرمح والقرطاس والقلم
- المراجعات على نهج ناجح إبراهيم
- أرجوحةُ الخَدَر ودولةُ الحاجة
- الأوغاد لا يسمعون الموسيقى
- حوار شامل مع الشاعرة المصرية فاطمة ناعوت حول التيارات المتطر ...
- صباحُ الخير يا زينب
- الكارت الخائب
- أنا أغنى امرأة في العالم
- مسيحيو حزب النور
- بيان إلى السلفي ناجح إبراهيم من فاطمة ناعوت
- إحنا آسفين يا خروف!
- مرة واحد فكّر، طق مات ( حوار تليفزيوني مع كاتب)
- شهداءُ من أبناءِ زايد


المزيد.....




- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فاطمة ناعوت - المال مقابل الكرسي