أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - إلى أمي .. رسائل














المزيد.....

إلى أمي .. رسائل


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4953 - 2015 / 10 / 12 - 19:45
المحور: الادب والفن
    


رسائل إلى أمي
الرسالة الأولى
سلام من الله عليك يا أغلى من في الوجود ..
أشعر اليوم بحاجة كبيرة لتبادل حديث الصباح معك .. الأحداث من حولنا تسير بسرعة كبيرة .. لن تنتظرني حتى أعود مع الطيور المهاجرة ، ونتجاذب أطراف الحديث على فنجان قهوة الصباح ، أوعلى مائدة الإفطار .
لا أعلم لماذا خطر ببالي أحداث الحرب الأخيرة عام ... ربما لأنها كانت آخر الحروب التي شهدناها سوياً قبل سفري .. تذكرت تجمهركم حول التلفاز ، وحالة القلق والترقب التي كانت تعتريكم .. وأنا أقول إليك إهدأي يا أمي .. لا تحلمي بالنصر الأكيد .. لا أشتم رائحة النصر قادمة إلينا .. وأنت تقولين : دعي عنك هذا التشاؤم .
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها .. ولم ننتصر .. أتيتِ لزيارتي يومها صباحاً .. جلسنا نحتسي قهوة الصباح .. قلت والحسرة تغمرك : معك حق يا ميساء يبدو أن النصر بعيد .. بعيد .. وشردت بعينيك بعيداً عني .. ربما أخذتك الذاكرة إلى سلسلة الحروب التي عاصرتيها في حياتك ، وكانت جميعها انكسارات وهزائم أدت بنا إلى ما وصلنا إليه الآن .
شعرت بأنني قسوت عليك حين كنت لا أبثك الأمل والتفاؤل اللازمين .. لكنني كنت في حينها أخاف عليك من فرط حالة التفاؤل والأمل التي كانت تعتريك ، وأنا يا أمي كما عهدتني ، لا أنساق بسرعة وراء أحد ، ولا أحكم على أحد مهما كان مهماً .. شجاعاً .. حتى أرى بأم عيني نتائج أفعاله .
قد أكون متطرفة في هذا الموضوع .. قد أكون أنانية بعض الشيء ؛ لأنني دائماً أضع القدس نصب عينيَّ بحيث لا أرى أن هناك أي نصر يذكر دون عودة القدس السليبة .. وطالما أن القدس لم تعد يا أمي .. فهذا يعني أننا لم ننتصر .
اعذريني يا أمي فالقدس تعني لي الكثير .. وحبها في قلبي كحبي إليك بالضبط ، يزداد كل يوم ، ويفجره الشوق .. الحنين .. وطول المسافات .
القدس تتآكل كل يوم عن يوم .. وأنا أصبحت في حالة من اليأس لم أصلها في يوم .. أشعر أن العمر يركض ، وملاعب الطفولة لن تنتظرني ، وباحات الحرم هرمت ، وشاخت ، وظهرت التجاعيد على وجنتيها البراقة ، وأقصى ما أخشاه أنها ما عادت تعرفني .
من الصعب يا أمي أن تشعري أنك في هذه الحياة مجرد نكرة .. وحدك فقط تعرفين أنتِ من تكونين ، ومن أي بلادٍ طاهرةٍ أتيت ، والله وحده يعلم متى تعودين إليها .. إن كان أصلاً بعد كل هذا العذاب يوجد مخطط للعودة ؟!
أشبعونا وعوداً كاذبة ، وتنازلات فُضحت وفضَحت معها الكثيرين ، وأمل العودة أصبح كخيط دخان .
أمي كتبت إليك اليوم ليس لأبثك حزناً أو قهراً لا سمح الله .. بل لأقول إليك أنني هذه المرة وضعت الأمل والثقة في جيل الشباب .. وأن الأمل عاد ينام في مخيلتي .. ويصحو معي في الصباحات الجميلة .. ويشرب معي قهوة الصباح .. وأحدثه عنك وعن الأمل بالعودة لتلك الديار .




#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأقصى يسألني عنك
- هلالك الذي يغيب
- العهد
- رائحة البقاء
- وجوه عابرة
- رسائل أدبية بعنوان كفانا ابتعاداً ... لن أبتعد
- - أنا بخير -
- الغريب
- لم أعد أنتمي إليك!
- إرحل يا نيسان
- غصة اسمها أنت
- النرجس لا يكذب
- هديتي إلى نيسان
- وتموت الكلمة
- شبعت موتا
- انكسار يتلوه انتصار
- حذاء السندريلا
- عذراً سيدتي ومولاتي
- أساطير المطر
- آخر البوح


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - إلى أمي .. رسائل