ميساء البشيتي
الحوار المتمدن-العدد: 4749 - 2015 / 3 / 15 - 20:02
المحور:
الادب والفن
بوح أخير
كلمات لن ترى النور لأن النور لا يراها !
سألقيِ بهذه الحروف المتعبة في وجه هذا الزمان ، إن كُتِبَت لك خُطَاً إلى هذه الحروف فاقرأها .. واتلها على مسامعك .. كما كان بودي طِوال العمر أن أفعل .
رددها بصوتٍ عالٍ .. حرف بحرف .. ونَفس بنَفس .. أريد أن أراها مرتسمة في بؤبؤ عينيك .. أريد أن أراني فيها وأنت تقرأني .
كم رغبت في هذا .. وكم حلمت برنة الحروف تفرُّ من حنجرتك لتلامس شغاف قلبي معلنة موعد الوصول !
لكن هي الريح كعادتها أقوى من كل القراءات ، عصفت بما كان فلم تُبقِ منه شيئاً .. وأظنها الآن متوارية خلف الباب .. وستعصف بكل بوحي .. وأنت ما زلت تتوكأ عتبة الأيام .. وتختبىء خلفها .. لتعدَّ أنفاسي .. هل ما زالت منتظمة في غيابك الأخير ؟
كفاك عبثاً .. فانا لست هنا .. غادرت مع أول زوبعة ثارت في فنجان قهوتك .. رحلت لأني لا أقبل المناصفة .. ولا الاسترضاء .. أنا كحد السيف .. إما أن أكون أو لا أكون .
قلبي يحدثني بأنك عائد .. صدى همساتك ما يزال يرُّنُ في جوف قلبي كأنها اللحظة .
هل ستعود ؟ ربما ..
أنت وحدك في هذا العالم من يسبر غور قلبي .. ويشفي جراحه .. وحدك من يداعب دقات فؤادي الناعسة ويستحلفها كي ترقص بين ذراعيه رقصة المساء .. حين يستلقي القمر على شرفة ليلي .. وتتهامس نجومه خجلانة من عيون الظلام .
ولكن يبقى السؤال .. هل ستعود ؟
#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟