أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - همسة في أذن السماء














المزيد.....

همسة في أذن السماء


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4677 - 2014 / 12 / 30 - 15:09
المحور: الادب والفن
    


همسة في أذن السماء
حروفي باردة ، أناملي باردة ، روحي باردة ، مقاعد الحبِّ في بلادي يفترشها الصقيع !
في آخر حديثٍ لي مع ممالك الجانِّ ، قالوا لي : أنهم رفعوا أياديهم عن أرواحنا ، قالوا لي : أنهم استقلوا سفنهم نحو السماء ، وغادروا الأرض ، ومن عليها ، ومن في جوفها ، ومَن بين الأنقاض .
قالوا لي : على الأرض اليوم ، ما لا تقوى عليه ملوك الجانِّ ، في ممالك الإنس ، جنونٌ لم تعرفه في يوم ، ممالك الجانِّ !
رأيتهم بأمِّ عيني ، التي ترى قليلاً ، قليلاً ، وتبصر كثيراً، كثيراً ، رأيتهم وهم يتغامزون ، ويتهامسون فيما بينهم ، ويقولون في سرَّهم ، لقد انتهى زماننا ، وجاء زمان الإنسيُّ الجبَّار !
رحلت قوافل الجانِّ ، وتركتني أرتعد خوفاً من خاتم سليمان ، الذي سقط بين مدينتين ، فجلجلت الريح ، وأرعدت ، وأبرقت ، وتصارعت ، وتكالبت ، ثم أشهرت سيوفاً من رصاصٍ ، وأضرمت نيراناً من أبناء الغابات ، وأطلقت عويلها ، صافرات الليل ، حين تداهمها قوافل الذئاب .
تغير شكل الأرض ، من فرط الصعود نحو السماء ، والنزول إلى ساحات الوغى ، فأخذت شكل المقابر ، ولكن على استحياء !
تخاطب المطر بلغة السيد للعبد ، وتقصف الغيوم ببعض الشك ، وتطارد عطارد ، وبلوتو ، وزحل ، تتهمهم بأنهم أبناء زنى ، وأنها ستقيم عليهم الحدّ ، في أول خبر عاجل ، يصدر عن رعاع الأرض .
وقبائل الجانِّ تلملم أذيالها ، وتغمزني بطرف عينها ، وتقول في سِّرها ، من أين جاءت ممالك الإنس بكل هذا السحر ، وشعوذة الألوان ، وبأي تعويذة استطاعت أن تحيل هذا الكون ، إلى لون واحد ، الرمادي ، وتتوجه سيدَّ كل الألوان ؟
كيف استطاعت أن تلغي الفصول الأربعة ، وأن تُغرق الأرض بأمطار من الغضب ، وتحيل الجنان إلى صحراء من الجدب ، ومقابر لا حصر لها ، ولا عدد ، ومشانق تصل ذروتها عنان السماء ، ثم تنفجر ؟
على هذا الأرض بركان ، يتدفق ، تخرج منه وحوش آدمية ، تقتل كل حرف دخيل على أبجديتها ، لا تتعرف إليه قواميسها ، وتنكلُّ بجثته ، وتلقي به إلى نشرات الأخبار ، ليكون عبرة ، وعظة ، وخبراً عاجلاً في عناوين الصحف .
ويسألني المداد بحرقة ، هل أختفي ، هل أذوب ، هل أتلاشى ، هل ألتحق بقبائل الجانِّ ، فأنا حرف غريب في قواميس الغجر ، أنا حرف بارد في أبجدية النيران ، أنا لن أنتظر حتى أُعلَّقَ خبراً عاجلاً على موائد اللئام ، أو تطاردني أصابع الشك فأبقى رهين المحبسين ، أنتظر براءتي ، كما بلوتو , وعطارد وزحل ؟
هل تأذن ليَّ السماء بمكان أختفي فيه عن عيون الإنس ، وممالك الإنس ، ومقابر الإنس ، إلى أن تهدأ ثورة الربيع ، وتتقلص الصحراء ، ويهبط المطر حرَّاً ، ليس مخفوراً ، أو مكبل اليدِّ والقدم ؟
سَلْي السماء عني ، هل لي مكانٌ فيها ، قبل أن أصلب على أعواد الظلم ، أو أنتحر ؟



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمن يريد أن يستمع !
- لقاء الخريف جزء 6و7
- لقاء الخريف جزء 5
- لقاء الخريف 4
- أسرار صغيرة .. إلى روح الشاعر - محمود درويش - .
- بوابات الانتظار
- يسألني الخريف
- لقاء الخريف .. جزء 3
- تمرُّ الأعوام
- لقاء الخريف جزء 2
- لقاء الخريف جزء 1
- مدينة أيلول الجديدة
- الحج إلى صقلية - Sicily -
- نغم من بلادي
- رسالة طفل
- عاجل ومهم جداً
- أزهر اللوز
- حلم كأنت
- ممرات شائكة
- مشوار الألف ميل


المزيد.....




- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - همسة في أذن السماء