أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - الورق














المزيد.....

الورق


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4738 - 2015 / 3 / 4 - 17:17
المحور: الادب والفن
    


ورق
هات الورق يا سيدي .. أعطني كل الورق كي أملأه لك .. كي أجيبك على أسئلتك الحائرة . أنا اليوم أملك كل الإجابات لكل الأسئلة التي كانت تدور في مخيلتك .. والتي لم تكن تجرؤ على أن تدور ..
قد لا تذكر الورق .. ولا الأسئلة .. وربما لم تعد تذكر الموضوع ! مضى زمن طويل على ذلك الورق الذي ينتظرني في تلك الزاوية ، وينتظر مني الإجابة ، بينما أنا غارقة أؤدي مسرحية هزلية على مسرح الحياة أبطالها أنتَ وأنا .. هو وهي .. ومجموعة ممن يرتدون النفاق وجوهاً لهم .. ويقيمون بيننا أحبة لنا .
هكذا كان دورهم ودورنا على مسرح هذه الحياة .
اليوم تبدلت الأدوار وأنتَ لم تعد تطيق التمثيل أكثر مما مضى .. وأنا مللت كل هذه الأدوار التي وهبتني إياها هذه الطبيعة ..
مللت أن أكون أنا المثال الأجمل والأنقى والأطهر .. مللت أن أكون أنا القدوة الحسنة ومنبع الطيبة وشلالات الخير والحب الذي لا ينضب .. ومللت أن أكون أيضاً الضحية .
مللت أن أكون الرقم الصعب كما كنت تسميني .. مللت أن أكون أصلاً رقماً في أية مسرحية وعلى أي مسرح حتى لو كان مسرح هذه الحياة .
ماذا تنتظر مني أن أقول إليك ؟
هل أعلن عن مسابقة جديدة وعلى الملأ تحمل عنواناً من تلك العناوين التي كُنتَ تنثرها في الهواء كلما لاحت في الأفق حسناء .. هل تريد هذا العنوان .. من الذي سيفوز بقلب الشقراء ذات الأشرطة الحمراء ؟
كل الأمور اليوم تقاس ب الفوز .. الربح .. الكسب .. الجوائز .. الصور .. الألوان .. الاحتيال .. الكذب .. النفاق ..
الرقم الصعب الذي كنت تتحدث عنه فيما سبق ولىَّ إلى غير رجعة على مسرح لا يفهم أصلاً لغة الأرقام .. مع أنه يقصد الربح في كل اتجاه .
وأنتَ .. أنتَ لم تعد تفهم شيئاً .. تتخبط في كل خطوة تخطوها .. وتغرق في شبر من الماء .. وتغوص حتى أذنيك في ضحالات قميئة كي تنشد العدالة والرقي والحضارة فيها ..
أين أنت من العدالة والرقي والحضارة وأنتَ أصبحت مجرد رقم في سلسلة من سيربح قلب السندريلا ؟
" من سيربح ... " أصبحت عنوان هذا المسرح الذي أصبح أجوفاً ولا يحتوي في داخله إلا على الفراغ ..
وأنت لا داعٍ كي تستل سيفك كل لحظة .. الحرب انتهت .. وما تراه أنتَ اليوم ليست حرباً .. بل هي مهزلة بكل المقاييس .. مهزلة أصبحت أنتَ جزءاً لا يتجزأ منها ..
هل ما زلت تريدني أن أملأ لك الورق ؟
أنا هذا المسرح لم يعد يعجبني .. لكن قبل أن أغادرخشبته اسمح لي أن أستل سيفك وأطيح به جميع هذه الأقنعة .. كل هذه الوجوه التي لا تضحك إلا على نفسها .. أنا كشفت كذبها منذ زمن .. لكنّي كنت أرجىء تعبئة هذا الورق ..
كنت أخشى عليك من هذا الورق ..
اليوم .. بعد أن أصبحت أنتَ مجرد رقم .. ورقم هزيل في هذه المسرحية .. فتفضل ..
هذا هو الورق ..
وهذا هو سيفك ..
رحل عنترة .. وامرؤ القيس .. وكل من كان هو الرقم الصعب في زمن الحب .. فلا داعٍ لأن تستل سيفاً بعد اليوم ..
يكفيك فقط قراءة هذا الورق .



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورق..ورق
- أريد حريتي
- رسائل من قلب الحصار
- وردة لأمي
- زوابع الياسمين
- همسة في أذن السماء
- لمن يريد أن يستمع !
- لقاء الخريف جزء 6و7
- لقاء الخريف جزء 5
- لقاء الخريف 4
- أسرار صغيرة .. إلى روح الشاعر - محمود درويش - .
- بوابات الانتظار
- يسألني الخريف
- لقاء الخريف .. جزء 3
- تمرُّ الأعوام
- لقاء الخريف جزء 2
- لقاء الخريف جزء 1
- مدينة أيلول الجديدة
- الحج إلى صقلية - Sicily -
- نغم من بلادي


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - الورق