أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - صالة قِمار عراقية














المزيد.....

صالة قِمار عراقية


موفق الرفاعي
كاتب وصحفي

(Mowaaffaq Alrefaei)


الحوار المتمدن-العدد: 4933 - 2015 / 9 / 22 - 13:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صالة قِمار عراقية
موفق الرفاعي
كلما استحضرتُ صورة مجلس نُوّابنا، تخيلتُه مثل صالة قمار، والـ 327 نائبا ما هم سوى مجموعة مقامرين (كما في افلام الكاوبوي الأمريكي)، كل واحد منهم إصبعه على زناد مسدسه مُتحسِّبا مُستَفَزا مُستعِدا ليقلب الطاولة في وجوه اللاعبين ولإطلاق الرصاص عليهم بمجرد إحساسه ان الأوراق التي بيده لا تؤهله للفوز أو تقلل من مكاسبه.
وكأية صالة في نادي قمار، هناك من يوزع الأوراق (القوى الخارجية) ووراء كل لاعب مَنْ يقف خلفه يغششه أو ينصحه بالانسحاب في الوقت المناسب (قيادات الكتل السياسية).
هذا بالضبط ما يجري في مجلس النواب العراقي عندما تُطرَح مشاريع القوانين، كما هو مشروع قانون الحرس الوطني هذه الايام.
في هذا المشروع بلغ الحال حد إصدار مليشيا بيانا حذرت فيه البرلمان إنْ هو صادق على القانون. وتوعدت بـ "القصاص" كل من يصوت على تشريعه وإقراره.
الكتل النيابية بأحزابها المتعددة لديها أذرع عسكرية (مليشيات). أما الكتل التي لا تمتلك مليشيا، فلربما اتكأت على مليشيات أخرى مستفيدة من نتائج أعمالها الإرهابية وإن كانت لا تمت لها بصلة. لتبقى الكتل المستقلة من ليبراليين ويساريين وغيرهم من غير حماية وبالتالي من غير تأثير.
إنها مقامرة ما بين مافيات. فمن لا يتمكن من تصفية حساباته داخل الصالة ربما بسبب قواعد اللعبة، بإمكانه فعل ذلك خارجها. في الأزقة الضيقة قريبا من مكبات النفايات والسواقي الآسنة.
مَنْ يوزع الورق (القوى الخارجية)، هم وحدهم بيدهم - عندما يتفقون أو يتقاسمون الأرباح (المكاسب)- تشريع القوانين التي تخدم مصالحهم أو في الأقل، التي لا تهددها.
نحن في زمن التحولات الكبرى حيث الدول الصغيرة (ليست بالضرورة محدودة المساحة قليلة السكان)، قرى لا تستحق أن يديرها سوى المخاتير وفق إرادات القوى (الدولية – الإقليمية) المهيمنة.
الحديث عن الإستقلال واستقلالية القرار أضحى من الماضي و"حديث خرافة". مجرد نغمة تدغدغ عواطف الشعوب المغلوبة على أمرها.
في العراق، لا تستطيع قواه السياسية ولا حتى جيشه اتخاذ قرار من مثل انتزاع مدينة كالفلوجة من براثن "داعش" ولهذا تتعطل الحركات العسكرية وتُرَحّل مواعيد الهجوم إلى أوقات غير معلومة.
القرار سوف يأتي من الخارج عندما يتفق الكبار.
صار الحديث عن الاستقلال والسيادة يثير السخرية، كما يحصل عندما يصرح بذلك المسؤولين.
في العراق، برلمان ولكن ليس ليمثل الشعب وطموحاته. إنما من أجل تمرير مصالح القوى الدولية والإقليمية، وشرعنة تلك المصالح لتبدو وكأن الشعب هو من يريد ذلك.
لماذا كل هذا الإسراف في استخدام كلمتيّ السيادة والاستقلالية في خطابات وتصريحات وبيانات المسؤولين لدينا لو لم يكن معناه شعورا باطنيا بعدم وجودهما على أرض الواقع؟
الشعب ادرك بعد سنوات ناهزت العقد أن ما يجري في العراق من اقتتال إنما يجري بالنيابة عن تلك القوى الخارجية. وأن البلاد فقدت استقلالها وسيادتها.
وقد يكون ذلك أحد الأسباب التي تدعو الشباب اليوم إلى الهجرة نحو بُلدانٍ، (السيادة، الاستقلال، الديمقراطية، الحرية) فيها ليست مجرد كلمات تقال من أجل المزايدات السياسية، بل هي سلوكيات وقِيَم ونمط حياة وثقافة.



#موفق_الرفاعي (هاشتاغ)       Mowaaffaq_Alrefaei#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الهجرة عبر المتوسط والمرور عبر -جسر بزيبز-...
- الانتفاضة الثانية.. أوهام وحقائق
- الحكومة العراقية وازدواجية المواقف
- العراق: سلطة واحدة ام سلطات..!؟
- تراتبية الخراب العراقي
- الدعوة إلى نبذ الطائفية، -بينَ الجدِ والهزلِ-
- كيانات مؤدلجة لديمقراطية ليبرالية.. كيف!؟
- مأزق العملية السياسية في العراق
- في ذكرى سقوط جدار برلين..
- وهم الحرية الصحفية في العراق.. وهم الديموقراطية
- المشروع الاستراتيجي الإيراني وواقع الأنظمة العربية
- مأساة الصحفي العراقي في ظل (دولة القانون)
- الهوية الوطنية بدلا من الطائفية.. لعبة الانتخابات العراقية ا ...
- في خريطة الانتخابات العراقية المقبلة
- خياران امام الحكومة.. الكشف عن المجرمين او الاستقالة
- خطاب اوباما في جامعة القاهرة.. -الموضوع الرابع-
- الصحافة العراقية.. مخاطر ومسؤوليات
- وزير التجارة والصحافة.. علاقة محتدمة
- -مناطق مقتطعة- واخرى -متنازع عليها-.. بين مَن ومَن!؟
- العراقيون.. من سينتخبون هذه المرة..!؟


المزيد.....




- رمز للفخامة.. نظرة على تاريخ عربات الطعام في القطارات الأورو ...
- مقتل شخص وإصابة أربعة آخرين بإطلاق نار قرب أسدود.. والشرطة ا ...
- الأمين العام لـ-الناتو- واثق من قدرة مركز الحلف لدعم أوكراني ...
- علامة مبكرة -غير معروفة- للخرف تظهر على المرضى صباحا!
- سنة تحت القصف: قصص من غزة
- -هل غيرت إيران خطها الأحمر في الشرق الأوسط- - جيروزاليم بوست ...
- مقتل شرطي إسرائيلي وإصابة أربعة آخرين في هجوم بإطلاق نار بال ...
- تحليل: شبح أزمة دولار في مصر.. كيف تريد الحكومة مواجهة ذلك؟ ...
- من يعوض نكبتي غزة ولبنان؟
- لأول مرة.. مصر تكشف عن 24 ألف قطعة أثرية جديدة


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - موفق الرفاعي - صالة قِمار عراقية