أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - البعثصدامي العراقي والنفخ في اوردته المنخوبة














المزيد.....

البعثصدامي العراقي والنفخ في اوردته المنخوبة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1354 - 2005 / 10 / 21 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلما كتب او سيكتب في المستقبل عن خوف وانهيار صدام حسين او شجاعته وبسالته المفرطة لا تنفي انه ونظامه اصبح في ذمة التاريخ الحاكم العادل الذي سجل له كل ما قام به ضد الشعب العراقي من جرائم ودمار، كما ان زمن ذلك النظام البربري وقائده اصبح في خبر كان ولا يمكن ان يعود يوماً الى ما كان عليه وهذه الحقيقة لا يريد البعض الاعتراف بها وهم كما يقال الغريق يأمل في قشة لانقاذ نفسه الغارقة لا محال وهذا مستحيل.
لقد كانت ولم تزل المساجلات كثيرة ومتناقضة فيما بينها حتى اثناء الجلسة الاولى للمحاكمة فقد اشار موفق الربيعي مستشار الامن القومي " صدام كان خائفاً متخاذلاً " فما كادت رغد ابنة صدام ان تحصل على فرصتها من خلال القناة العربية الفضائية حتى قالت " والدي اشجع واروع أب.. ولم يكن خائفاً او خانعاً.. وانها سعيدة لرؤيته بهذا الشكل " اي شكل كان!! " اسداً في مظهره وطلعته، هل اكذب عيني واصدق الاكاذيب، صدام هو صدام.. بطل ويبقى بطل، وعندما يتكلم الصعاليك " تقصد الربيعي " عليهم ان لا يتجرأوا باطلاق هذه الاوصاف لوالدي وعليهم اطلاقها على انفسهم" كما اصدر الاعلام السياسي والنشر لحزب البعث العراق بياناً اشاد بشجاعته وبطولته ورجولته..الخ
هل تنفي هذه اقوال المادحة ذلك التاريخ غير البعيد حيث لا يمكن تشويهه او تحريفه عندما هرب صدام حسين متخفياً تاركاً اركان حكمه ورفاق حزبه وجماعته وكل من كان معه الى تلك الحفرة البليدة وبجانبه مسدسه ورشاشته وما يقارب المليون دولار.. كيف يمكن محو تلك الصورة الهزيلة وهم يقبضون عليه بهيئته ولحيته خاضعاً لتفتيش شعر رأسه كاشفاً عن اسنانه بتلك الطريقة المذلة وهو الشجاع الصنديد بطل التحرير، فكان على الاقل ان يقاوم حتى النفس الاخير ولا يمنح نفسه هدية بذلك الشكل المقرف.. وكنا سنقول عنه حتى لو كنا ضده ونحاربه انه كان شجاعاً غير خانع. لكن ذلك لم يحدث فقد سلم امره لقوات الاحتلال الامريكي الذي تحالف معهم في السابق ونفذ دوراً جليلاً لخدمتهم بمحاربة ايران فكانت الخسائر عدى المادية انما البشرية بعشرات الالاف قدمها هدية للولايات المتحة الامريكية حليفته القديمة وكان يعتقد كأي ساذج في السياسة انها سوف لن تحرك ساكناً عندما احتل الكويت.. اما الآن فهو في القفص وبهيئتة التي لا يحسد عليها لا هو ولا السبعة الجبابرة في الماضي والرعاديد اثناء القاء القبض عليهم او تسليم انفسهم خانعين..
البعض مازال يصدق كذبته ويحاول نفخ الدماء في اوردة البعثصدامي المنخورة حالماً باعادة عجلة التاريخ الى الوراء وهذا شيء صعب للغاية، هؤلاء مازالوا يعيشون على تصوراتهم القديمة وخطاباتهم الاقدم وهم لا يرون ان كل لحظة وليس كل دقيقة تمر على الاوضاع في العراق والمنطقة والعالم تتغير فيها اشياء كثيرة وتتكسر قيود عديدة كما انهم لم يفهموا ان الوقت اصبح لا يتحمل المزيد من العنف والارهاب والحكم الدكتاتوري الفردي المبني على الغاء الآخرين والذي يقدس الفرد الواحد تقديساً الاهياً فيصدق هذا الفرد انه صاحب رسالة انيطت به من السماء مثلما كان صدام حسين يتصور وهو يرى ان اقواله غير الحكيمة كانت تقرأ قبل تلاوة القرآن الكريم وقبل خطب الائمة يوم الجمعة في الجوامع والمساجد ..
الزمن تغير وما علينا الا ان نعرف كيف يمكن معالجة اضراره الجديدة وفي مقدمتها الارهاب والاحتلال والاستفادة من ايجابياته في البناء وتثبيت دعائم الديمقراطية لتكن لجميع الذين يؤمنون بالحريات المدنية العامة والخاصة ويؤمنون ان العنف والقتل العشوائي والتفجيرات ضد ابناء الشعب الابرياء وتخريب الاقتصاد وغيرها ما هو الا سلاح بيد الذين يريدون ابقاء العراق على حاله وعدم مغادرة القوات الاجنبية اراضيه.
اما اذا كان صدام خائفاً متخاذلاً او اسداً صهوراً فهذا لن يلغي حقيقة واحدة ان الظلم والارهاب والاستبداد لا يمكن ان يبقى الى الابد والتاريخ الحاكم العادل يعلمنا ان الشعوب وان سكتت بعض الوقت عن الضيم لكنها لن تبقى ساكتة الى الابد..
ليكن هذا المعتقل السجين كما قال الربيعي خائفاً متخذلاً او كما قالت المترفة رغد من قصرها في عمان أسداً وبطلاً وكما اشار لها بيان لجنة الاعلام والنشر.. لكنني اعتقد ان السجال والجدال والنقاش سوف يستمر حتى ال 28 /11/2005 حول وقوفه وجلوسه وهدوئه وكلامه وغيرها اثناء المحاكمة وسوف يستمر بعد الجلسة الثانية وربما بموسوغات حديثة يفتشون عهنا ليقنعوا انفسهم ان الاوردة مازالت سليمة معافية، وهي قضية لا تستحق المناقشة ولا تتحمل الاجتهادات، لكن نقول من باب لو وهي لا تزرع.. لو لم يكن صدام حسين طاغية وحاكم ظالم لما وصل به واركان نظامه البعثفاشي العراقي لهذه الحالة المزرية جداً وهي حالة جميع الطغاة حتى وان ماتوا بشكل طبيعي وهم في قمة السلطة الا ان ذكراهم ستبقة مسبّة من الاجيال التي تقدم بعدهم.. وستبقى صفحات حياتهم رثة مقززة .



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق المرأة والطبقات والعلاقة مع المادية التاريخية - التلقائ ...
- القوى الوطنية الديمقراطية والاستفتاء الشعبي في القبول او رفض ...
- مسؤولية القوى الوطنية الديمقراطية - اليسار العراقي - في الظر ...
- ثورة السيد بيان باقر صولاغ والدفاع عن ايران بحجة العراق
- هل الحرب الأهلية على الأبواب؟
- الانفراد بالحكم والقرارات الفردية سياسة غير صائبة.. مثال مذك ...
- قانون الخدمة المدنية لسنة 1939 وتقرير لجنة النزاهة عن التجاو ...
- ماذا يريد حكام ايران من العراق؟
- آه.. يا أموال العراق أواه يا أموال الشعب العراقي
- ستسمع لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
- دولة واحدة لا دويلات متداخلة حسب المصالح الحزبية
- التصيد في المياه العكرة ومأساة جسر الأئمة
- الدوائر الانتخابية ورؤية المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات ...
- عمليات الفساد والتمييز ضد المواطنين والقوى الديمقراطية
- مواقف سياسية وثقافية أكثر من مريبة
- طارق عزيز بريء كلّ البراءة ونظيف اليدين زيادة
- وأخيراً.. ها هي مسودة الدستور امامكم لعلكم تعقلون
- هل ستضيع حقوق الناس بهدوء...! ولكن التاريخ لن يرحم
- لا..للمساواة بين المــرأة والرجـــل
- ايران ــ لماذا الإصرار على القنبلة النووية بحجة الطاقة؟


المزيد.....




- -تنمر وخيانة-.. المتحدث باسم خارجية إيران عن الضربات الأمريك ...
- من فوردو إلى أصفهان.. إليكم تسلسل هجوم أمريكا الزمني على منش ...
- الصواريخ الإيرانية تخرق القبة الحديدية.. دمار كبير يصيب عدة ...
- هل -انتهى- البرنامج النووي الإيراني بالفعل كما أعلن ترامب؟
- هل تم استهداف محطة بوشهر النووية جنوب إيران؟
- مؤتمر صحفي لوزير الدفاع الأمريكي : -دمّرنا البرنامج النووي ا ...
- ضربات إيرانية متواصلة على إسرائيل تحدث اضرارا بمواقع مختلفة ...
- مضغ العلكة قبل الأكل.. حيلة غذائية أم فخ للجهاز الهضمي؟
- ما القصة وراء تسريب 16 مليار كلمة مرور؟
- إيران تمتص أثر الضربة الأميركية وتخفي طبيعة ردها القادم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - البعثصدامي العراقي والنفخ في اوردته المنخوبة