أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - عمليات الفساد والتمييز ضد المواطنين والقوى الديمقراطية














المزيد.....

عمليات الفساد والتمييز ضد المواطنين والقوى الديمقراطية


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1306 - 2005 / 9 / 3 - 10:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كل مرة نتحدث عن الفساد المتنوع والمتشعب وضرورة البدء في معالجته نجد انفسنا نرجع ليس خطوة الى الوراء بل خطوات الى الوراء فيزداد الفساد فساداً بحجج مختلفة. وعندما نتفحص اكثر نجد ان المواطنين البسطاء هم الضحايا بالدرجة الاولى لأن بوس اللحى وبخاصة الآن شاعت واصبحت ظاهرة مميزة مثلما كان شائعاً رقم (8) لها دلالتها والتوصيات الحزبية والخصوصية في التعامل والتعيين والرشاوي المميزة المنتقلة من الماضي للحاضر، حيث تثقل كاهل المواطنين المراجعين لقضاياهم في الوزرات او الدوائر التابعة لها، وتتنوع هذه المراجعات ما بين طلبات تخص مظالم سابقة او اخرى جديدة لكن الحيف الاكبر وقع على ما يبدو ضد المفصولين من الديمقراطين سياسياً او الهاربين من جحيم الدكتاتورية او الذين تركوا وظائفهم تحت ضغوط وتهديدات وملاحقات بوليسية والحيف هذا لم يمس اصحاب اللحى بقدر ما اصاب الكثيرين من الوطنيين الديمقراطين والشيوعين حيث بدأ التعامل التهميشي والتمييز السياسي والفكري معهم وباساليب قذرة جداً على الرغم من وجود تزكيات واثباتات مادية بواقع المظالم ضدهم من الفصل او السجن او الطرد او الهجرة او حتى المهجرين فلمجرد معرفة المواطن المراجع للعودة لوظيفته وبخاصة تلك الدوائر والوزارات التي سيطرت عليها القوى الاسلامية واحزابها السياسية انه ليس من احزابهم ولا تجمعاتهم ويختلف معهم فكرياً تضع امامه العديد من العقبات والعراقيل ويحارب بطرق عديدة وقد يكون الى جانبهم اولئك الموظفين الذين كانوا للامس القريب بعثيين مخلصين انقلبوا الى اسلامين الانتماء ولقد سمعنا عشرات الشكوي من الكثيرين الذين يؤكدون ممارسة هذه السياسة المعادية التي لا تختلف عن السياسات الرجعية والبعثية التي كانت تمارس لمحاربة الافكار الديمقراطية والشيوعية وكأن الزمن لم يتغير وهو احساس اخذ يرواد المواطنين العراقيين الذين يراجعون او قدموا طلباتهم للعودة لوظائفهم.. وتحضرني العديد من القصص بخصوص ذلك استطيع ان استعرض منها واحدة لكي تكون شاهداً على هذا التعامل " فقد كانت احدى المعلمات التي هربت نتيجة الملاحقات البوليسية والخوف من الاعتقال وهروب والدها وعائلتها الى الخارج وقد عادت الى الوطن بعد سقوط الدولة الشمولية لتقدم طلباً من اجل عودتها بعد( 24 ) عاماً من الغربة القاسية فطلب منها تزكية سياسية مع العلم ان فصلها ومكان عملها يؤكدان انقطاعها عن الوظيفة بسبب معارضتها للنظام السابق وبعد ان احضرت تزكية من الحزب الشيوعي العراقي باعتبار والدها الذي استشهد في الخارج عضواً في هذا الحزب وانتظرت فترة غير قليلة حتى صدر قرار اعادتها بعد التي والتية الا انها اصطدمت بعوائق جديدة وطلبات كثيرة عندما عرفوا ان تزكيتها من هذا الحزب وكان احد طلباتهم جلب اضبارتها من مخزن الاضابير وقرار تعينها والمباشرة والانفكاك مع العلم ان المعلمة هذه قد قدمت كل ذلك في اول يوم التقديم وقد بدأت الرحلة الطويلة المضنية الخطرة ودفع الرشاوي حينما اختفت الاضابرة بقدرة يد تلعب هذه اللعب لكي تسرق النقود، ومن اين؟ من جيوب الموظفين المفصولين الفقراء.. الا ان الرشوة عالجت هذه القضية ووجدوا اضبارتها ومستلزماتها الوظيفية بعدما انكروا وجودها سابقاً، وبعد اسابيع من البحث وعند التدقيق قيل لها ان قرار اعادتها المؤقت انتهى بسبب عدم استطاعتها تقديم الطلبات خلال شهر واحد من اصدار القرار، وبدأت رحلة اخرى اكثر مضنية ومؤلمة من مراجعة مديرية تربية الكرخ وديوان الوزارة والوزارة والكل يعرف مقدار المخاطر وفقدان الامن وهي امراة وحيدة ولا تعرف متى تنتهي هذه الاجراءات ويصدر قرار جديد بعودتها لوظيفتها ..
ان هذا النموذج الذي نسوقه لم نتناوله بالتفصيل وباسماء الاشخاص والمعاملة غير الانسانية لمعلمة كونها امرأة عراقية اضطهدت وطوردت وهربت بعدما مورس ضدها الضغط للانتماء لحزب البعث ثم فقدانها والدها حيث تعالج قضيتها بهذه الطريقة وهنالك العديد من حالات اخرى في كافة المجالات.
النهج الموما اليه لم يكن بدوافع ذاتية او شخصية منفردة وانما يخضع لعقليات حزبية لا بل قيادية التوجيه ومثلما جرى مسح شهداء الاحزاب الديمقراطية والحزب الشيوعي في خطاب رئيس الوزراء الجعفري الموجه واعتبار حفصة العمري الشهيدة الوحيدة التي تصطف مع من ذكرهم من الشهداء فهناك عملية جارية على قدم وساق ضد القوى الديمقراطية والشيوعين العراقيين والمنتمين لهم او الذين يتعاطفون او يؤييدونهم واذا كان علاج الكوي بالنار وطرق الاعتقال والسجن قد ولى لاعتبارات عديدة فان مهمة محاربة الارزاق بديلة عن كل ذلك لتنفيذ المخطط الذي يقضي بابعاد كل الذين يختلفوفكرياً وحزبياً عن الذين سيطروا على مفاصل كثيرة في المؤسسات والدوائر والوزرات وبخاصة القوى السياسية الاسلامية.
لقد اخذ فساد العقول والنيات يتضخم ويتجاوز الحدود الضيقة بالدائرة او الموقع ليصبح شائعاً يعم مفاصل كثيرة من مفاصل الدولة واصبحت قضية الرشوات عبارة عن طريقة للوي اذرع المواطنين وقد كتب عن هذه المواضيع الكثير لكن لا مجيب بل ان تفشي الظاهرة ازداد وتوسع واصبح زادياً يومياً للطفيلين والانتهازين والبيروقراطين والحرامية والمتربعين على كراس الوظيفة بينما المواطن البسيط هو الضحية ليس في الماضي فحسب بل حتى الوقت الراهن.
من يستطيع ان يضمن توقف هذا النهج المعادي المتجذر في العقول الفاسدة اذا كانت القيادات الجديدة تؤمن به وتخاف من المستقبل؟ ثم اذا كنا نحن نعيش هذا الانفلات الامني وما زلنا نواجه مثل هذه التسلكات والمخططات العدائية فكيف اذا استقر الحال لهم؟ وكيف سيكون تصرفهم اللاحق وهم اساتذة في التشويه والفساد .. اسئلة من الصعب الاجابة عليها لكننا نؤمن بقدرة اكثرية المواطنين والقوى الوطنية الديمقراطية المخلصة في الوقوف بوجه هذا النهج الذي من الممكن ان يشكل خطراً كبيراً على العملية السياسية ومستقبل العراق الديمقرلطي.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواقف سياسية وثقافية أكثر من مريبة
- طارق عزيز بريء كلّ البراءة ونظيف اليدين زيادة
- وأخيراً.. ها هي مسودة الدستور امامكم لعلكم تعقلون
- هل ستضيع حقوق الناس بهدوء...! ولكن التاريخ لن يرحم
- لا..للمساواة بين المــرأة والرجـــل
- ايران ــ لماذا الإصرار على القنبلة النووية بحجة الطاقة؟
- فيدراليــة للشيعة أم ضد مطالب الكرد وفيدراليتهم.. يكــاد الم ...
- رحلـــة الكاتب حسن اللواتي للبحث عن الذات في الألم واللذة
- ليكن الدستور القادم عراقياً فدرالياً تعددياً كي يبقى العراق ...
- الطائفية المبررة في طلب الحصانة ومساعٍ أخرى للتشابه بثوب جدي ...
- لتكن حقوق المرأة في الدستور مسؤولية كل الضمائر الحية
- دعـــــاء زكيـــة
- ايتها الدول العربية ايتها الحكومات العربية هذا هو الارهاب
- المحـاولة الثانية لإغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم
- نهــج جديد لكنه في الجوهــر من الرحم القديم
- التطرف الديني ـــ السلفي، الاصولي.. وصنوهما الارهاب الحالي
- الجمهوريــة العراقية الاسلامية الاتحادية الى أين؟
- ثمــة سكون.. ثمــة حركة في البار الصيني
- هل كانت ثورة 14 تموز انقلاباً عسكرياً منعزلاً عن الشعب العرا ...
- المحاصصة الطائفية والقومية الضيقة مالها وما عليها


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - عمليات الفساد والتمييز ضد المواطنين والقوى الديمقراطية