أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - وأخيراً.. ها هي مسودة الدستور امامكم لعلكم تعقلون















المزيد.....

وأخيراً.. ها هي مسودة الدستور امامكم لعلكم تعقلون


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1297 - 2005 / 8 / 25 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن اناقش مواد وفقرات مسودة الدستور ولن نموت غيظاً بل ليموت غيظاً اولئك الذين يرون انهم لا يستطيعون فرض ما يردونه على الجميع على الرغم من نجاحهم الوقتي هنا وهناك ، اقول الدستور الاعرج لأنه تمخض عن ولادة غير طبيعية وفي ظروف هي الاخرى شللية غير ناضجة، ظروف يسود فيها الغل والحقد والتفرقة، ولعل القانونين والباحثين سيتناولون بالتفصيل كل مادة وكل فقرة ويضعون بصماتهم على الاعوج المنحرف او يطبلون له اويطالبون بالاضافات الحروفية والكلمات اللغوية لكنهم لن يحصلوا على نتيجة لان الائتلاف العراقي والحلفاء غيير الحلفاء اجمعوا الرأي ان يكون العراق على شاكلة ولاية الفقيه الايرانية ولكن بطريقة جديدة، طريقة تكنيكية محشوة بالمفردات التي لا معنى لها في التطبيق اذا ما اصطدمت بالتشريع الاساسي واذا ما رحلت على اساس انها ضد الاسلام وقد تكون الديانات والمعتقدات الاخرى تحت طائلة السوط الطائفي لكلا الطرفين الاصولي والسلفي الشيعي والسني وما يسعاه كل طرف بوضع شارة الاسلام على تكتيكه المرحلي ما هو الا غسل للادمغة والتحضير للبلاء القادم وسنرى كم كانت اكذوبة عندما كانوا يدعون انهم افضل من النظام البعثفاشي وانهم ـــ شعبيون ديمقراطيون للكشر يسعون لحرية الشعب ودمقرطة مؤسساته.
ولد الستور المعاق بعد كذبة الصراعات وهم يعرفون انهم سوف يقومون بالعمل اللازم حسب الانتصار الساحق على الاعداء المخالفين لهم ومن وجهة النظر التي عبر عنها عبد العزيز الحكيم بعد الانتخابات وكانت بمثابة صرعة ولعبة سياسية قضية التحالف مع القائمة الكردستانية لأنهم وحسب الانتصار الساحق سوف يمررون ما يريدون باعتبارهم الاكثرية وهي اسطوانة مشروخة لأنهم لم يستطيعوا قراءة الواقع وانهم ليسوا بالاغلبية المطلقة اي امامهم اغلبية اخرى غير طائفية تحس انهم يريدون ان ينتقلوا للصف الايراني نهجاً وتكتيكاً وسياسة طويلة الامد ونسوا انهم ليس بمفردهم من يقرر فهناك من يخالفهم الرأي ونسوا انهم ليسوا الشعب العراقي كله وانسوا ايضاً انهم اذا فازوا مرة او مرتين او حتى ثلاث فانهم سيخسرون في آخر الامر لأنهم انتهجوا الطريق المظلم ليس في قضية الدين الاسلامي لان الدين الاسلامي بريء من هذه المخططات الطائفية، وليس لأننا ضد الدين الاسلامي عندما نطالب ان يفصل عن رغبات السياسين والاحزاب السياسية الدينية وهم يدركون جيداً أننا نعرف جيداً انهم سيستغلون الدين ليمرروا مقاصدهم ونواياهم المشبوهة والمخالفة لمصلحة كل الشعب العراقي وهم يستغلون اسم الدين الاسلامي ليستكملوا نهجهم الطائفي في بعثرة العراق وتقسيمه الى كتل وطوائف متعددة ثم الاجهاز على ما يريدون الحصول عليه لأنها فرصتهم التاريخية.
المسودة التي ظهرت وكأنها لدولة دينية لكنها دولة مبعثرة في بنود ومواد اخرى تثير الكثير من التساؤلات والظنون بمواقفهم ستعرض على الشعب للاستفتاء عليها.
اقول مقدماً انهم وضعوا المخطط الذي سوف يجبر الناس عليه على الأقل في الجنوب والكثير من وسط البلاد وبواسطة مليشياتهم ومريدهم الحاضرين على مدار 24 ساعة وبواسطة ابواقهم المعممة بعمامات سوداء او بيضاء او افندية عصرين وسينشدون نشيدهم " واحسيناه وا مظلوماه " استغلالاً لهذا الشهيد الذي ضحى بنفسه من اجل العدل وضد الظلم وشتان بينهم وبين مقامه الكبير في قلوب عشاق العدل والحرية، وسوف يستعملون الخطاب البعثفاشي وما سبقه من خطابات بذيئة بطريقة عقروبية مستحدثة من خزين ولاية الفقيه في ايران باتهام الآخرين بالكفر والزندقة والالحاد والزواج باخواتهم وامهاتهم " وما كو مهر بس هلشهر البعثقومية المعروفة " لكي يضحكوا على ذقون الذين لا يعرفون الحقيقة او الذين يخدعهم ويخدع وعيهم خطابهم التحريضي المنافي لكل شريعة او الدين او اخلاق.. الا ان الاخطر من كل ذلك سوف يستغله الارهاب المتطرف الذين يقتل الناس بالجملة تحت يافطة الدين الاسلامي ايضاً وسوف يجعلهم متحدين امام النهج الطائفي الجديد ويصعدوا من مواقفهم العدائية ضد الجماهير الكادحة.. واما الولايات المتحدة الامريكية التي جاءوا معها بعد الاحتلال وحلفائها الفرحين بالمسودة فهم ينتظرون الفرصة لاستكمال مخططهم الخاص ليس بتحرير العراق واستقراره والخروج بلحيتهم سالمة كما ادعوا او يدعي البعض وانما في جعل العراق مقسماً على شكل جماعات طائفية وقومية ودينية لكي يستطيعوا الحفاظ على مصالحهم، وفرحة الولايات المتحدة الامريكية في مسودة الدستور ليس كما يدعي البعض انها رضخت للتوجه الاسلامي وقيام دولة دينية وانما فرحت للتوجه الذي سيشق وحدة الشعب العراقي وهو تحصيل حاصل كما يقال ولو نظر الحصيف الى التقسيم من وجة نظر موضوعية محايدة لوجده واقع حاصل امام عينيه فانظر ماذا يجري في الجنوب وبعض محافظات ومدن الوسط وانظر الى المحافظات الغربية ثم هناك الخصوصية لكردستان العراق التي اصبحت واقعاً منذ .. 1991 فهناك تتحرك القوى ذات التأثير السلطوي المسلح على الناس ولا داعي لتقديم خارطة لها او تسمية أعمالها المنافية للقوانين ومناطقها المغلقة تقريباً والتي تتحكم فيه كما تريد وكما تشتهي وما تقوم به فرقهم المسلحة تحت اسم الشرعية او السرية التي تعمل في اجهزة الامن الخاصة بهم او تلك التي تدعي بالمقاومة للاحتلال الاجنبي وهي التي كرست نفسها لبقاء الاحتلال واستمراره كما فعل النظام الشمولي السابق حينما سهل عملية احتلال البلاد بطريقة فنية رائعة وبالحجة نفسها من اجل العراق واستقلاله. فهل مثل هذه المسودة ستساعد على زيادة اللحمة ام شق وحدة الشعب اكثر فأكثر؟؟؟
مسودة الدستور وان اشارت بشكل خجل الى الحقوق ومنها حرية الرأي والمعتقد وقضية الديمقراطية وبخاصة الديانات والطوائف الاخرى لكنها تؤكد الزامية الآخرين بالتشريع الاساسي لأن ذلك سيستخدم كقميص عثمان فاي رؤيا تخالف نهجهم او طقوساً يرونها مجافية لهم سيدعون انها تخالف الدين الاسلامي وهي ضده ولهذا سيكون المنحى القانوي في فرض السيطرة والهيمنة والمنع نصيب الآخرين وسوف يستخدم الدستور ببنوده ومواده التي تتسم بالمبدئية لفرض سياستهم وتوجهاتهم على الآخرين وان خالفته الاكثرية.. البعض متفائل وآخرين يشيرون بأن العراق لا يتحمل دستور علمي آخر وهو يحاول التفتيش في الظلام الدامس على فسحة نور ولو بسنتمتر مربع ليبرر ان ذلك تحصيل حاصل في مجتمع متخلف ويصرح ماذا تريدون من العراق الحالي بعد ان خضع الى دولة وحزب ارهابي طوال 37 عاماً ولهذا يجب ان نرضى مقتنعين بالواقع ولا نخالفه بقيد انملة لا بل نصفق ونفرح ونزغرد لهذه المنّة ونسكت لأننا شعب متخلف لا نستحق اكثر من ذلك ولا نطالب بالبديل الأكثر وضوحاً وصحة للوحدة، ويربط بين المطالب الحقوقية الحريصة على نجاح العملية الساسية وتحصيناً لوحدة العراقيين وبين الاعمال الارهابية الجارية ومساعي فرق البعثفاشي التي تسعي لتدمير العراق هذا النوع من الناس الطيبين جداً لا يرى الخطر الحقيقي القادم والذي سيكون اكثر وحشية من السابق ويعتقد ان زمان الدكتاتورية ولى ولن يعود بعدما انتهت دولتهم بالسقوط والاحتلال اننا نقول لهم مؤكدين ان المصيبة ان هناك دكتاتوريات لا تقل بشاعة وارهاباً وتدميراً عن النظام الشمولي السابق وليس في حسن نوايا الذين خططوا لمثل هكذا دستور انما المصيبة في النوايا التآمرية الدفينة المبطنة والمغلفة بكلمات الحرية والديمقراطية والحقوق، انه العداء التاريخي لكل ما هو تقدمي متنور، هذه هي العلة التي بكل بساطة ستنتج الدكتاتورية والتسلط واستغلال مواد الدستور بالطريقة التي تخدم مصالحهم فقط وان ادعوا غير ذلك في الوقت الراهن، وهل نصيحته بالمعنى انه يجب علينا القبول بالحمى لأن الموت افضع فالحمى اذا لم تعالج تؤدي الى التهلكة..
ايها السادة الطيبين لحد السذاجة انتم تريدون ان يقبل الناس بهذه المسودة وان يرضخوا للامر الواقع لأن الشعب العراقي لا يستاهل اكثر من ذلك بسبب الوعي المتدني والتخلف الذي اصيب به جراء القمع السابق انكم على ضلالة وكل ضلالة في النار وسترون النتائج.
نحن على ثقة ان الاستفتاء سيكون لصالح المسدوة لاسباب ذكرناها واذا لم يوافق احد فالى الجحيم مثلما اعلنها رئيس البرلمان العراقي بطريقة عنجهية او تذمرية محرضة " لكم ثلاثة ايام " وعند ذلك ستقبل المسودة ولسان حاله يفصح عن ما يفكر " ليطخ رأسه بالحائط من لا يوافق" اللهم لا تعطيه سلطة في المستقبل خوفاً عليه من العقلية المستبدة. لكن المشكلة ستبقى دون حل فإن قبلت المسودة على علاتها او جرى تغيير فيها لصالح فئة اخرى بدن اعتبارات لمصلحة الجميع ستبقى الامور على حالها ومثلما يقال ستبقى النار تشتعل تحت الهشيم وستجد الطريق للخروج ولكن لتحرق اكثر مما حرقته في السابق وعند ذلك لا تفيد مياه العالم لكي تخمدها لأنها ستكون حرباً اهلية.
نقول وبكل طيبة قلب: لا سامح الله كل من خطط ويخطط ويريد بالعراق وشعبه هذه المأساة " التفرقة الطائفية " وان ادعى كذباً بالدين والشريعة وان قال موتوا بغيظكم فنحن طائفة بفوطة الاسلام.. ان الذي يجب ان يموت بغيظه ليس المعارضين الذين ينتقدون ليصلحوا الخلل بل الذين سيصْحون يوماً على سذاجتهم وقلة وعيهم فيما سيدبر للعراق، الا اللهم من كان يعرف الاهداف ويخطط معهم للوصول اليها فهو سيطلب الموت للجميع باستثناء شخصه وصحبه لأنه يتصور انه خالد وصحبه الى الأبد !! .



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستضيع حقوق الناس بهدوء...! ولكن التاريخ لن يرحم
- لا..للمساواة بين المــرأة والرجـــل
- ايران ــ لماذا الإصرار على القنبلة النووية بحجة الطاقة؟
- فيدراليــة للشيعة أم ضد مطالب الكرد وفيدراليتهم.. يكــاد الم ...
- رحلـــة الكاتب حسن اللواتي للبحث عن الذات في الألم واللذة
- ليكن الدستور القادم عراقياً فدرالياً تعددياً كي يبقى العراق ...
- الطائفية المبررة في طلب الحصانة ومساعٍ أخرى للتشابه بثوب جدي ...
- لتكن حقوق المرأة في الدستور مسؤولية كل الضمائر الحية
- دعـــــاء زكيـــة
- ايتها الدول العربية ايتها الحكومات العربية هذا هو الارهاب
- المحـاولة الثانية لإغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم
- نهــج جديد لكنه في الجوهــر من الرحم القديم
- التطرف الديني ـــ السلفي، الاصولي.. وصنوهما الارهاب الحالي
- الجمهوريــة العراقية الاسلامية الاتحادية الى أين؟
- ثمــة سكون.. ثمــة حركة في البار الصيني
- هل كانت ثورة 14 تموز انقلاباً عسكرياً منعزلاً عن الشعب العرا ...
- المحاصصة الطائفية والقومية الضيقة مالها وما عليها
- كركوك بموقعها الجغرافي وتطبيع الاوضاع فيها
- مخططان مختلفان شكلاً حققا الهدف المرسوم
- هل المليشيات الشيعية العراقية ومليشيات الباسيج شكلان لهدف وا ...


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - وأخيراً.. ها هي مسودة الدستور امامكم لعلكم تعقلون