أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - مخططان مختلفان شكلاً حققا الهدف المرسوم















المزيد.....

مخططان مختلفان شكلاً حققا الهدف المرسوم


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1247 - 2005 / 7 / 3 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خطاب الرئيس الامريكي دبليو بوش الأخير امام ثلة من عسكره اوضحت تماماً ذلك الهدف الذي اشرنا اليه منذ البداية والحقيقة ان اي شيء من هذا القبيل لم يكن مستتراً ولا مخفياً رغم الخطابات والتصريحات والمقابلات في اجهزة الاعلام التي كانت تتناقض مع بعضها وتصارع لكي تخفي النية الحقيقية لاستمرار الهيمنة الامريكية ووجود قواعد عسكرية دائمة لها، ومنذ قضية التحرير!! الذي طبل له البعض من الوطنيين الاقحاح وجزلوا الوعود والعهود بالرغم من ان الولايات المتحدة الامريكية منذ ان وضع اول جندي بسطاله على ارض العراق قالت بصريح العبارة انها دولة محتلة وايدها قرار دولي صدر من مجلس الامن وبحجة اسلحة الدمار الشامل واسقاط النظام كان الامل يحدو بالكثير من ابناء شعبنا الغيارى على وطنهم ان مهمة القوات الامريكية وحلفائها وقوات متعددة الجنسيات ستنتهي بعد استكمال بناء الدولة ومؤسساتها الضرورية او على الاقل وضع جدول زمني لخروج هذه القوات لكن الامر على ما يبدو أخذ مسارات اخرى فاجأة اولئك الساذجين الذين وضعوا ثقلهم في كفة ميزان خروج الامريكان باقرب فرصة ممكنة، وهو هدف كان مخفياً تتلاعب به الالفاظ الخطابية والتصريحات الصحفية، في الجانب المقابل فقد ادرك هدف القوات الامريكية والانكليزية وغيرهما اي جانب الارهاب ووبقايا النظام البعثفاشي فوجدوا انها فرصة لتحقيق الهدف الآنف الذكر وهو بالتالي سيخدمهم ويخدم تحركاتهم ونشاطاتهم وبخاصة ان دعوى الخلاص من الاحتلال شعار ممكن ان يجر خلفه مئات الآلاف من الوطنين العرقيين مدعومين بالشارع العربي والكثير من الرأي العالمي فقضية التحرير والاستقلال تكاد ان تكون من المسلمات التي لا يمكن ان يقف ضدها اي مواطن شريف يحرص على استقلال بلده ولقد استغل هؤلاء هذا الشعار " تحرير العراق من الاحتلال الامريكي وحلفائه " وراحوا يتحركون على كافة الصعد وهو يقتلون ويخربون ويعثون فساداً ودماراً بالبلاد وكأن حقبتهم الطويلة السابقة لم تكف بمأسيها وتجاوزها على حقوق الاسنان فزادوها دماراً وارهاباً، وهنا تحق الهدف المنشود الذي سعى اليه الطرفان ولكن وفق مخططين مختلفين شكلاً لكنهما ذا مضمان واحد وهذا يعني..
1 ـ استمرار الاضطراب الامني ، التفجيرات وتفخيخ السيارات والاغتيالات والقتل والخطف والتمير وغيرهم يمنح حجة للولايات المتحدة وحلفائها بالبقاء اطول مدة ممكنة حيث الحجة عدم الاستقرار يضر الوضع الامني ومالمصالح الامريكية في المنطقة والعالم وهذا ما اكدنا عليه منذ البداية وقد اشار اليه الرئيس الامريكي دبليو بوش في خطابه الاخير واكده في الآونة الاخيرة وزير دفاعه رامسفيد
2 ـ في الوقت نفسه يمنح قوى الارهاب والجريمة وفي مقدمتهم فلول النظام الفرصة لأعادة نشاطهم وتخريبهم بدون محاسبات قانونية تبحث في تاريخهم وتاريخ قادتهم ونسيان جرائمهم التي ارتكبوها اثناء الحكم الشمولي.
3 ـ يجعل الحكومة الجديدة " اية حكومة " مشغولة بالوضع الامني المضطرب وبالتالي لا تستطيع تنفيذ مهماتها الآنية ولا المستقبلية في عملية اعادة بناء واعمار البلاد.
4 ـ يجعل اكثرية العراقيين في وضع مضطرب ومتردد لشعورهم بعدم الامان والاستقرار وخوفهم من المستقبل .
خلال السنتين والنيف تحقق هذا الهدف للطرفين الامريكي ــ الارهاب بقسميه السلفي والاصولي وبقايا النظام البعثفاشي العراقي والعصابات الاجرامية التي تشكلت على اساس منظمات او احزاب تدعي الدين اساساً لسياستها المنفذة على الارض، فلا وجود عن نية حقيقية ملموسة ولو للحد الادنى بوضع جدول زمني لسحب القوات الامريكية ـ الانكليزية ومتعددة الجنسيات مما زاد الشك حسب الانباء الواردة بطلب الولايات المتحدة الامريكية انشاء بعض القواعد العسكرية وعدم مصداقيتها للخروج من العراق ارتباطاً باهدافها ومصالحها الاستراتيجية وهي الهيمنة على المنطقة وتمرير حل يرضى بالدرجة الاولى دولة اسرائيل على حساب حقوق الشعب العربي الفلسطيني واداة ضغط وتهديد على سوريا لكي ترضخ للمطالب الامريكية الاسرائيلة فيما يخص الجولان ثم انهاء حالة التوتر القائم بين لبنان واسرائيل بالتنازل عن قسماً من اراضيها التي احتلتها اسرائيل في حرب 1967 والحجة الاقوى الوجود العسكري لحزب الله اللبناني المدعوم ايرانياً، الجانب الآخر من العملية ومنذ ان تحقق بقاء القوات الامريكية ازداد العنف المسلح الذي كان حسب ادعاءاتهم انه موجه الى القوات المحتلة ليشمل الجيش والشرطة العراقية ثم تطور هذا الاتجاه العنفي في عقاب الجماهير الكادحة بتفجير المحلات والداكين التجارية والاسواق والخطف والاغتيالات فقد دلت الاحصائيات الاخيرة ان عدد الضحايا من العراقين خلال الستة الاشهر الماضية يقارب 8000 ضحية بريئة لاذنب لها الا اللهم وقوعها تحت طائل الهدف الارهابي السعي من أجل عدم خروج القوات الامريكية والمتعددة الجنسيات وخلق حالة من الفوضى والاضطراب الامني وتحجيم عمل الحكومة فيما يخص متابعة ملفات محاكمة المسؤولين السابقين في النظام السابق بما فيهم صدام حسين وطريقة معالجة القضايا التي تخص اولئك البعثيين الذين تلطخت ايديهم بدماء ابناء الشعب العراقي والسراق الذين نهبوا الدولة وخزينتها وهم الآن ينفقون مما سرقوه لزيادة اعمال العنف والقتل العشوائي وقد شجعهم استمرار مسؤولي البيت الابيض وعلى رأسهم دبليو بوش والقادة العسكرين في موقفهم الضبابي غير المميز وعدم قدرة أكثرية الشعب العراقي على تفهم مخططهم فيما يخص الخروج من العراق حتى بالحديث عن استكمال قدرات الجيش والشرطة والمؤسسات الامنية وكيان الدولة.
ان المصيبة الاخرى التي خلقها هذا الوضع المربك ان بعض القوى المحسوبة على بعض التيارات العلمانية والتي تطالب بدولة ديمقراطية تعددية لا دينية وبعض القوى الاسلامية المتحكمة الآن تصر على بقاء القوات متعددة الجنسيات بحجة تدهور الاوضاع الامنية والاضطراب الامني وعدم استكمال المؤسسات الامنية لتحل محل القوات متعددة الجنسيات ويظهر في المطلب المطروح انه مطلب عادل ومشروع لكن بدون الاشارة حول ضرورة وضع جدول زمني لخروج هذه القوات وجدول زمني لاستكمال بناء الدولة ومؤسساتها المهمة وفي مقدمتها الاجهزة الامنية والوطنية مما زاد في الوقت ذاته ارباك الكثيرين وبخاصة من يرون ان الاستعمار في شكله القديم والجديد هو الوباء الحقيقي الذي يصيب البلاد.
في آخر المطاف فان اكثرية شعبنا العراقي وبخاصة كادحيه من عمال وفلاحين وكسبة وموظفين ومثقفين يعيشون في كل لحظة كابوس القتل والتفجيرات والاغتيالات وحالات الخطف والسرقات والبطالة والغلاء الفاحش والاوضاع المعيشية الصعبة بدون اي تحسن يذكر على الرغم من الوعود التي اطلقها الامريكان والحكومات المتعاقبة فخلال سنتين ونيف اصبحت الحياة صعبة جداً وعلى الرغم من الزيادة المحدودة في الرواتب والاجور فان غلاء المواد المعيشية الضرورية استطاع كوحش متربص ان يلتهم الزيادة المذكورة ولم يجر الا تحسن جد طفيف على الاوضاع العامة لا بل ساءت الاوضاع في بعض مناطق الجنوب والوسط بهيمنة بعض الاحزاب الدينية وفرض سياستها واهدافها بالقوة ومعاقبة من يختلف معهم بالرأي وهو اضعف الايمان.
ان الهدف تحقق وفق مخططين مثلما اشرنا عليه سابقاً وقلنا ان هناك مخططاً واسعاً يتضمن اهداف عديدة ومنها هدف بقاء القوات الامريكية البعيد الامد وعدم متابعة جدية وحقيقية لاتباع النظام القتلة والمسؤولين عن الجرائم اللاانسانية خلال 35 عاماً من حكم العراق وللمثال فان ما يخص لجنة اجتثاث البعث التي تشكلت في زمن الحاكم الامريكي بريمر وهو تشكيل عشوائي اصبحت في خبر كان لا بل هناك حديث طويل ومتشعب عن حوارات بواسطة وسطاء تعقد مع قوى مسلحة للانخراط في العملية السياسية ونبذ العنف والقاء السلاح بل ان تصريحات عضو القيادة القومية وامين سر القيادة القطرية في اليمن اليمني قاسم سلاّم في هذا الصدد ان قيادة حزبهم موجودة في العراق وممكن فتح حوار معهم ويقصد صدام حسين لم يأت من فراغ على الرغم من نفى رئيس الجمهورية حول الحوارات لكن الامريكان يستطيعون تنفيذ اي عمل لهم مصلحة فيه ثم فرض شروطهم بطريقتهم الخاصة وبخاصة في اوضاع مثل الاوضاع التي يمر بها العراق والشعب العراقي. ولهذا تحتاج القوى الوطنية الديمقراطية الى الانتباه والحذر فيما يخص المرحلة القادمة وما سيترتب عليه نتائج الانتخابات وضرورة اجراء المحكمات القانونية لرأس النظام واقطابه الذين ارتكبوا الجرائم اللاانسانية بحق شعبنا ووطننا العراق



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل المليشيات الشيعية العراقية ومليشيات الباسيج شكلان لهدف وا ...
- الإنتخابات الإيرانية وغروب رفسنجاني البراغماتي بفوز محمود أح ...
- لو كنت في مكـــان صدام حسين والعياذ بالله ماذ كنت ستفعل؟
- لأنـــهُ كان العراق.. لأنـــهُ كل العراق
- الانتخابات البرلمانية القادمة وضرورة انجاز الدستور الاتحادي ...
- الاصلاحات حسب مفهوم التيار الوطني الديمقراطي
- صرح النصوص في طريق العلامـــة
- دعوة الشيخ الجليل عبد المحسن التويجري لكن..! ما حك جلدك مثل ...
- العملية الأمنية ودول الجوار ودبلوماسية الحوار الهادئ
- العلاقـــة ما بين الحكومة العراقية والقوات متعددة الجنسيات
- القــرار الفردي والالتزام بالقوانين
- انعكـــاس لرؤى قادمــــة
- لمـــاذا الآن ؟ صور لصدام حسين نجومية على طريقة الاعلام الدع ...
- ماذا يريد السيد الامين العام عمرو موسى من العراق ؟
- الشهداء أسماء خالدة في سماء العراق وضمير الشعب
- الارهاب بوجهيه القديم والجديد بقيادة المنظمة السرية
- الجامعة العراقية المفتوحة ومسؤولية الدولة والحكومة العراقية ...
- ثقافـــة الفكــر الشمولي ومنهج الديمقراطية المصنّع
- ما يكتبه البعض من الكتاب والحسابات حول واقع التيار الوطني ال ...
- حكومة الحد الأدنى والموقف من التيار الوطني الديمقراطي


المزيد.....




- هدده بأنه سيفعل بأخته ما فعل به لإسكاته.. رجل يتهم قسيسًا با ...
- مصر تفتتح أكبر مراكز بيانات -مؤمنة- في تاريخها تحتوي على كل ...
- يوتيوبر أمريكي ينجو من الموت بأعجوبة (فيديو)
- السعودية.. جدار غباري يجتاح وادي الدواسر وزوبعة ضخمة تظهر ش ...
- بوريل: لسنا مستعدين للموت من أجل دونباس
- السيسي للمصريين: علموا أولادكم البرمجة بدلا من كليات الآداب ...
- محمد صلاح.. يلمح إلى -خطورة- الأسباب وراء المشاجرة الحادة بي ...
- الزي الوطني السعودي.. الحكومة توجه موظفي الحكومة بارتدائه اع ...
- الشرطة الليبية.. ردود فعل واسعة بعد تدافع رجال أمن خلف شاحنة ...
- حمزة يوسف أول رئيس وزراء مسلم لاسكتلندا يستقيل قبل تصويت مقر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - مخططان مختلفان شكلاً حققا الهدف المرسوم