أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - حكومة الحد الأدنى والموقف من التيار الوطني الديمقراطي















المزيد.....

حكومة الحد الأدنى والموقف من التيار الوطني الديمقراطي


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1191 - 2005 / 5 / 8 - 16:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ان من يدعي الحرص على الوطن عليه ان لا يتجاوز غيره من الحريصين

قد يفهم من خلال بعض الملاحظات والانتقادات حول تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة السيد الجعفري من قبل بعض الكتاب في التيار الوطني الديمقراطي وكأنها تريد ان تعيق عمل هذه الحكومة وتقف في طريقها لكن الحقيقة هي غير ذلك لأن الملاحظات الانتقادية للسلبيات والتأخير دلالة على حرص التيار الديمقراطي وفي مقدته على ما اعتقد الحزب الشيوعي العراقي على تلافي هذه النواقص والاخطاء لكي تستمر الحكومة في عملها اللاحق وتنجح في تنفيذ المهمات الآنية التي تقع على عاتقها ومخلفات حكومة السيد علاوي وهي تركة ثقيلة تتطلب الكثير من الجهد والوحدة الوطنية لتجاوزها، ونعني بالوحدة الوطنية ليس على طريق المحاصصة التي انتجت تشكيل الحكومة عربي كردي تركماني اشوري او شيعي سني مسيحي أيزيدي .. الخ انما الوحدة الوطنية التي تمثلها التيارات الاساسية في المجتمع وعدم تجاوز اي تيار وطني حريص على نجاح العملية السياسية والتصدي لقوى الارهاب المنظم بشكل محبك وتنظيمات النظام السابق والعصابات المنظمة على شكل تنظيمات سياسية ولهذا كان الموقف من تأخير تشكيل الحكومة وشكلها الحالي انتقادياً بناءناً وليس بالنقد الهدام الذي يهدف الى تقويض العملية السياسية وهذا فرق بين الاتجاهين المتضادين بالاساس لتناقض مصالحهما واهدافهما ومواقفهما من القضايا الاساسية التي دارت وما زالت تدور في العراق ومنها الموقف من النظام السابق وفلوله والارهاب المنظم ومافيا العصابات التي تنفذ اعمالا ارهابية وجرائم ضد الموطنين العراقيين ومؤسسات الدولة الحديثة.
ان التيار الوطني الديمقراطي ليس له هموم ذاتية لربح كرسي او عدة كراسي في هذه الحكومة او تلك لأنه يؤمن بمبدأ حرية الاعتقاد والانتماء ويراهن على جماهير الشعب وتحقيق العدالة وحقوق الانسان وهذه مبادئ صحيحة تمنح الثقة في الناس ولو بعد حين ولابد هنا الاشارة الى ان البعض من الكتاب لايميزون بين النقد البناء الموما اليه ولا يرون ان هناك اتجاه سياسي ديني وسياسي واضح يهدف الى تجاوز التيار الوطني الديمقراطي واضعافه باستخدام اساليب غير ديمقراطية للتحريض والعمل ضده وهنا يلتقي هذان الاتجاهان وبدون اية مقدمات مع الاتجاه المعادي لنجاح العملية السياسية واقامة نظام وطني ديمقراطي فدرالي موحد ودولة القانون التي تمثل بحق المجتمع المدني الذي يعتمد على حرية الفكر والتنظيم السياسيين وكذلك احترام التعددية القومية والدينية في المجتمع ثم في آخر المطاف فهو مجرى ذو اثر رجعي يلتقى مع السياسات القديمة التي اتبعتها الحكومات في العراق وفي مقدمتهم نظام البعثفاشي ، ويرى البعض من الكتاب المعتدلين الوطنيين يجب السكوت عن الاخطاء والممارسات غير الديمقراطية لمصلحة العملية السياسية والمضحي في هذه العملية هو التيار الوطني الديمقراطي الذي يجب ان يقدم تنازلات مبدئية وتضحيات كثيرة تضاف الى تضحياته الطويلة اما الباقون المستفيدون من مجمل الاوضاع ومنذ سقوط النظام واحتلال العراق يجب مراعاتهم ومراعات اوضاعهم ، هذه المطاليب تكاد ان تكون ساذجة تماماً في عرف العمل السياسي لأنها ستضر مجمل الاوضاع في البلاد وبدلاً من الوقوف على ارضية وطنية قوية ومعالجة جذرية لتركة الماضي وما افرزته الاحداث خلال السنتين يجري ترك الحابل على النابل وهنا يكون التيار الوطني الديمقراطي كبش فداء تحت حجة تقديم تنازلات على حسابه الخاص بينما يريد الآخرون اكثر مما ينبغى لكي يحافظ التيار الوطني الديمقراطي عليهم وهم في قمة السلطة وها هو السيد الجعفري رئيس الوزراء الجديد يظهر موقفه المنحاز تماماً لاعداء التيار الوطني الديمقراطي بالصمت عن شهيدات وشهداء مذابح 13 / شباط / 1963 وشهداء قصر النهاية ومعتقلات وسجون النظام الشمولي السابق مقدماً من خلال القسم الذي اخل به من قبلهم او من خلال الموقف من هؤلاء الشهداء يحيث يتجاوزهم جميعاً ليذكر لنا " حفصة العمري" وتأييده لحركة الشواف التآمرية ضمناً وان لم يقل بشكل علني ضد ثورة 14 تموز وشهدائها وفي مقدمتهم المرحوم عبد الكريم قاسم والمهداوي والجنابي ووصفي طاهر وماجد محمد أمين وعبد الكريم الجدة وسلام عادل والحيدري والعبلي ومئات غيرهم وكانهم ليسوا عراقيين مناضلين قدموا حياتهم من اجل وطنهم وشعبهم.. الا يثير هذا الموقف الأسئلة الكثيرة والريبة من توجهات التيار الاسلامي السياسي بعدما تخلى عن مواقفه السابقة قبل سقوط النظام الشمولي واصبح في موقع حامل العصا والقيودالقديم؟ ثم لماذا يريد البعض من التيار الوطني الديمقراطي وفي مقدمته الحزب الشيوعي العراق ان يكون الضحية دائماً وان يتنازل عن حقه ؟ ان يكون كبش الفداء دائماً بحجة مصلحة " فلان و علان " الا تكفي تضحياته وشهدائه خلال 71 عاماً وتضحيات فرق انصاره ضد النظام البعثفاشي في جبال كردستان العراق؟!....
ان التيار الوطني الديمقراطي مطالب ان يقف بحزم ضد اية انتهاكات او محاولات تهدف الى تحجيمه او تهميشه ولا ينبغي السكوت عن السلبيات التي تصدر من هذه الحكومة الوقتية والوقوف ضد اي موقف عدائي علني او مبطن بكل صرامة ومبدئية وهذا لا يعني حمل السلاح مثلما يفعل الارهابيون وفلول النظام الشمولي ولكن عن طريق النضال السياسي وهو حق طبيعي اذا ما مورس بشكله الصحيح. على حكومة السيد الجعفري والقوى الدينية الاسلامية ان تفكر مليون مرة انها جاءت بفعل العامل الخارجي اي بواسطة الجيوش الامريكية والبريطانية وليس عن طريقها الخاص لكي تجيّر كل شيء باسمها وتستحوذ على ما تستطيع عليه وبواسطة الاساليب غير الديمقراطية التي استعملت سابقاً ضد التيار الوطني الديمقراطي وضدها ايضاً ومن هنا فأن الصراع مازال في بدايته مع القوى الظلامية من ارهابيين وفلول النظام الشمولي كما عليهم ان يفكروا مليون مرة اخرى ان العراق مازال يرسخ تحت جيوش القوات المتعددة الجنسيات.. عليهم ان يكونوا ديمقراطين حقيقين لنجاح العملية السياسية وان يكبحوا النفس العدائي المتجذر في نفوس البعض كي يصل العراق الى شاطئ الامان والا لن يكون هناك خاسراً سوى الشعب العراقي وحده، بينما نحن نسمع صرخ الجميع انهم في خدمته وخدمة العراق! ولهذا قلنا ومازلنا نكرر لاولئك المطالبين بعدم نقد السلبيات والسكوت عن التجوازات والاخطاء والممارسات اللاقانونية ولا الديمقراطية ولا تخد العملية السياسية : ـــ ان من يدعي الحرص على الوطن والشعب العراقي عليه ان لا يتجاوز او يحاول تهميش اي تيار وطني حريص ومخلص في وطنيته واخلاصه لقضية الشعب العراقي وفي مقدمته الجماهير الشعبية الكادحة.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثلج والذاكرة وصديقي عدنان جبر في سفينة الرحيل
- المسؤولية التاريخية والانسانية لمقبرة الكرد الجديدة وللمقابر ...
- أيــار الرمــز عيد الطبقة العاملة من شغيلة الفكر واليد
- حكومـــة وحــدة وطنية أم حكومـــة طائفية قومية ضيقة ؟
- حقـــوق الشعوب والقوميات المفقودة في ايران
- عبد الرحمن مجيد الربيعي ووظيفته الجديدة القديمة
- الحلــم المـــلازم
- متى تتشكل الحكومة ويحاكم صدام حسين وزمرته؟ متى تأخذ العدالة ...
- اختلاف وتضارب الآراء حول طريقة كتابة الدستور العراقي الدائم
- التحليلات حول سقوط النظام الشمولي - طالما الوالي الأمريكي -
- الوجـــه المظلم في الاعتداء على مقر الحزب الشيوعي في مدينة ا ...
- عزْلـــــة العــــراق والعراقيين شعار صوفي
- الدستور الجديد وحقوق القوميات وحرية المعتقدات الدينية في الع ...
- لائحــــة حقوق الإنسان والإغتيال السياسي للنساء
- قـــوى اليسار الديمقراطي ما لها وما عليها في الانتخابات القا ...
- قلـــق مشــروع
- عدنـــــــــــــان كــــــــان
- حول الجنسية.. لماذا التهجم على الكرد واحزابهم وعلى احزاب اخر ...
- مؤشر خطر من قبل التطرف الديني في الاعتداءات على حرية الطلبة ...
- ذكرى حلبجة القديمة


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - حكومة الحد الأدنى والموقف من التيار الوطني الديمقراطي