أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مصطفى محمد غريب - حقـــوق الشعوب والقوميات المفقودة في ايران















المزيد.....

حقـــوق الشعوب والقوميات المفقودة في ايران


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1179 - 2005 / 4 / 26 - 11:13
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لم يكن يوماً من الايام في تاريخ الدولة الايرانية الحديثة اشارة لحقوق الشعوب والقوميات الاخرى غير الفارسية وبخاصة العرب والكرد والأذريين وغيرهم واعتمدت السلطات المتعاقبة على الحكم سياسة شوفينية تختلف عن السياسات التقليدية التي مارستها الاحزاب القومية في الدول العربية بعدما سيطرت على الحكم بواسطة الانقلابات العسكرية في بعض الدول العربية مثل العراق، وانتهج نظام الشاه محمد رضا بهلوي الحليف والتابع للولايات المتحدة الامريكية والذي كان يعتبر كقاعدة عسكرية للانقضاض على الاتحاد السوفيتي السابق والحركة التحررية في المنطقة، وكان يمارس سياسة ارهابية معتمداً على جهازه السيء الصيت " السافاك " تتشابه مع سياسة الامبراطوريات القديمة لكن بنزعة شبه قومية حديثة تجاه القوميات غير الفارسية من خلال عملية تحويل المجتمع الايراني تدريجياً من نظام اتوقراطي اقطاعي الى راسمالية تابعة استفادت من مظاهر الرأسمالية الامريكية والغربية على العموم وزاوج النظام الشانشاهي ما بين مفهوم سلطة الامبراطور المطلقة وبين الاتوقراطية والاقطاعية والبرجوازية والدين ليجعل من شعار وحدة " الامة الايرانية " منطلقاً لغمط حقوق القوميات الاخرى وهو شعار مركب من النقيض المتناقض ما بين المفاهيم الموما اليها لكنها تجتمع بوحدة مصلحية تحت غطاء الامة والوطن والاخلاص للامبراطور وللامبراطورية التي تحمل حضارة الفرس كقومية وتاريخ، وقد اسقطت حكومة مصدق بعد ما هرب الشاه لأنها لم تستطع ان تفهم مدى التحالف الرجعي مع الامبريالية الامريكية حينذاك التي تحركت على محورين الاول معاداة الشيوعية والديمقراطية ككفر والحاد اي استغلال القوة الدينية السياسية وللوقوف في وجه الاتحاد السوفيتي وثانياً مكانة ورفعة قدسية الامبراطور باعتباره اباً روحياً للشعب والمتحالف مع الاتوقراطية والملاكين الكبار والبرجوازية المرتبطة مصالحها مع الرأسمالي الاجنبي ولا سيما الامريكي الاوروبي..
عندما انتصرت الثورة الايرانية في 1979 بعد تراكمات نضالية طويلة وتضحيات جسيمة قدمتها القوى الوطنية والديمقراطية والشعوب الايرانية جمعاء حذا الجميع امل تحقيق الدولة الديمقراطية الحديثة، دولة تعددية تحترم فيها حقوق الانسان وحقوق الشعوب الايرانية التي عانت من السياسات القمعية الارهابية الكثير، تحقيق اعادة الجزر العربية الثلاث التي احتلت من قبل النظام الشاهنشاهي ، ومنح عرب الاحواز حقوقهم الشروعة وكذلك منح الشعب الكردي والاذاري حقوقهم التي غمطت لسنوات طويلة، لكن الامر تغيّر حينما استولى البعض من رجال الدين التابعين للسيد الخميني على الثورة والسلطة وبدلاً من توجيه الاهتمام للتخلص من تركة محمد رضا بهلوي اتبعت سياسة مهادنة مع القوى التي كانت تتحالف داخلياً مع النظام الشاهنشاهي بينما شنت اعنف حملات الاضطهاد ضد القوى الوطنية الديمقراطية والغيت بجرة قلم حقوق الشعوب الايرانية غير الفارسية ولكن هذا المرة بحجة الدين الاسلامي الذي يجب ان تلغى فيه حقوق الآخرين والانضواء تحت خيمة رجال الدين الحكام الجدد ، فبدأ استغلال الدين والطائفة وهي سياسة ثيوقراطية متحجرة ادت الى خلق فجوة بين النظام الجديد وبين اكثرية الشعوب الايرانية، فالثيوقراطية الكلاسيكية القديمة كانت تضع السلطة بيد الله الخالق بينما حدث في ايران انهم وضعوا انفسهم بدلاً من الله وجمعوا السلطة كل السلطة في يد هذه المجموعة الا ان الحرب التي شنها النظام الشمولي العراقي في 22 / ايلول / 1980 جعلت الشعوب الايرانية تتوجه للدفاع عن وطنها المهدد من قبل قوى اجنبية تريد احتلال ايران او اجزاء منها ووجدت السلطة الجديدة نفسها امام ظرف جديد خلق لصالحها واصبحت في الوقت نفسه في حل من مراقبة الرأي العالمي ومنظماته الانسانية والشعوب الايرانية نفسها فاستغلت الحرب لصالح اهدافها بالتوسع في رقعة الارهاب المنظم وزج الالاف في السجون ورفعت راية محاربة الديمقراطية وبالضد من حقوق الشعوب الايرانية وبقوة قانون الحرب والاجهزة الامنية الجديدة التي اعتمدت على تركة السافاك راحت هذه السلطة تقوى نفسها وتزيد من سيطرتها بدون تحقيق اي مطلب عادل للشعوب الايرانية جمعاء بما فيهم الشعب الفارسي الذي اصبح هاجس القيادة الايرانية الجديدة مما دفع بمئات الالاف من الايرانيين ومن مختلف القوميات الى ترك البلاد هرباً من جحيم رجال الدين وسطوتهم ومحاكمات خلخالي التعسفية.. وبدلاً من منح بعض الحقوق للشعب العربي في الاحواز او الكرد والاذاريين وغيرهم دفع بالالاف نحو اتون الحرب باشكال همجية ساذجة للتخلص منهم ومن معارضتهم في المستقبل " اكبر مثال الدعوة لتفجير الالغام الارضية باجسادهم و الذهاب الى الجنّة وغيرها ".
وعندما انتهت الحرب كان النظام الايراني الجديد قد تخلص تقريباً من أكثرية معارضيه حتى من بعض رجال الدين الذين كانوا يعارضون سياسة القمع والارهاب وولاية الفقيه والدعوة الى تجنب المؤسسة الدينية العمل في السياسة، ولم يستفد هذا النظام من تجربة حرب الثمان سنوات فاستمر على سياسته ووقوفه ضد حقوق الشعوب الايرانية مما زاد في الاختناقات السياسية وبزوغ حركة جماهيرية واسعة من اجل اصلاح النظام واحترام حقوق الانسان وهنا دفعت المؤسسة الدينية محمد خاتمي الرئيس الحالي ليكون فخاً لهذه الحركة وبحجة انه اصلاحي النزعة لكي تفرغ محتوى االحركة الاصلاحية التي تمثلت في ملايين الناخبين التي جلبت محمد خاتمي كرئيساً للجمهورية، الا ان الرئيس الجديد سرعان ما كشفت لعبته وتعرت مواقفه اثناء الحملات القمعية البوليسية التي شنتها اجهزة السلطة ضد الجماهير ووسائل الاعلام والعاملين فيها وبعض النواب الاصلاحيين في البرلمان الايراني، وانتهت هذه اللعبة بعودة ما يسمى بالقوى المحافظة الى البرلمان وها هو رفسنجاني يطل برأسه على رئاسة الجمهورية..
لقد اثبت الضغط الجماهيري المتزايد ان السلطة في ايران لا تحترم اية حقوق ولا الحريات الديمقراطية وهي تسعى باستمرار الى زيادة هيمنتها وتسلطها بدون مراعاة للحقوق الشعوب الايرانية فاي تحرك معارض حتى لو كان سلمياً يجابه بعنف بوليسي تمارس فيه شتى انواع التعذيب والسجن والاعتقال دون سند قانوني وصولاً الى القتل مثلما حدث للصحفية الكندية الايرانية الاصل وكذلك احتجاجات الطلبة التي حدثت في العديد من المرات وكما تطالعنا اخبار التحركات الجماهيرية بالنسبة لعرب الاهواز في الفترة الاخيرة والممارسات غير الانسانية التي اتبعتها وتتبعها الاجهزة الامنية الايرانية ضد الشعب العربي في الاهواز..
ان الحكومة الايرانية وقيادة البلاد الدينية السياسية يجب ان تفكر الف مرة ان هذه الممارسات وغيرها من الممارسات القمعية لايمكن ات تقيها العزلة التي تزداد و تتشد يوماً بعد آخر عليها ولا يمكن ان تنقذها من السقوط الحتمي وان يتأخر بعض الوقت وامامها امثلة عديدة فان الانظمة القمعية التي سقطت واصبحت من مخلفات الماضي لم تنفعها جميع مؤسساتها وأجهزتها الامنية واجراءاتها القمعية ولهذا عليها ان تمنح هذه الشعوب والقوميات حقوقها المشروعة وتقيم بدلاً من الدولة الثيوقراطية دولة ديمقراطية حديثة لا تتدخل في الدين ولا يتدخل الدين في سياستها وقيادتها للبلاد.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الرحمن مجيد الربيعي ووظيفته الجديدة القديمة
- الحلــم المـــلازم
- متى تتشكل الحكومة ويحاكم صدام حسين وزمرته؟ متى تأخذ العدالة ...
- اختلاف وتضارب الآراء حول طريقة كتابة الدستور العراقي الدائم
- التحليلات حول سقوط النظام الشمولي - طالما الوالي الأمريكي -
- الوجـــه المظلم في الاعتداء على مقر الحزب الشيوعي في مدينة ا ...
- عزْلـــــة العــــراق والعراقيين شعار صوفي
- الدستور الجديد وحقوق القوميات وحرية المعتقدات الدينية في الع ...
- لائحــــة حقوق الإنسان والإغتيال السياسي للنساء
- قـــوى اليسار الديمقراطي ما لها وما عليها في الانتخابات القا ...
- قلـــق مشــروع
- عدنـــــــــــــان كــــــــان
- حول الجنسية.. لماذا التهجم على الكرد واحزابهم وعلى احزاب اخر ...
- مؤشر خطر من قبل التطرف الديني في الاعتداءات على حرية الطلبة ...
- ذكرى حلبجة القديمة
- السيد علي السيستاني ومنح الجنسية العراقية
- جائزة نوبل والتحفظ على الاكراد
- الحكومة العراقية الجديدة ومستلزمات المرحلة الحالية
- التداخل العذري لهمس النداء
- في عيدها الـــوردُ يعطرُ نفسه ... 8 آذار الجميل


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مصطفى محمد غريب - حقـــوق الشعوب والقوميات المفقودة في ايران