|
العلاقـــة ما بين الحكومة العراقية والقوات متعددة الجنسيات
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1217 - 2005 / 6 / 3 - 13:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتبادر الى ذهن الكثيرين أسئلة عديدة بعد سلسلة من الممارسات الخاطئة والتجاوزات من قبل القوات الامريكية على رموز سياسية عراقية لها دور مميز في العملية السياسية وهذا لايعفينا من ان بعض الأسئلة تشمل ايضاً تلك الممارسات ضد الأبرياء من ابناء الشعب العراقي الذين تنالهم الممارسات تلك والتجاوزات وبمختلف الطرق والاساليب.. من هذه الاسئلة الملحة ـــ هل مازال العراق محتلاً بطريقة القرار الدولي لمجلس الامن؟ ـــ الا يفهم الامريكان ان العراقيين اعادوا بناء دولتهم وعليهم احترامها وعدم التجاوز على حقوق الانسان وعلى المواطنيين بما فيهم الرموز الوطنية العراقية؟ ـــ الم يفهموا انهم الان ضمن القوات المتعددة الجنسيات ومهمتهم مساعدة الجيش العراقي والمؤسسات الامنية لحين استكمال وضعها لكي يحل يوم رحيلهم عن العراق؟ لا شك ان ما يحز في نفس الانسان الوطني ويؤلمه أشد الألم رؤية بلاده محتلة من قبل قوات أجنبية لأي سبب كان وبأي طريقة كانت، فالوطن من المقدسات التي يعتبرها الانسان غالية جداً عليه، وقد يتصور البعض ممن تعمي بصيرتهم الحقائق ان عملية الاحتلال سهلة وسوف تمر بدون مصاعب ومآزق ومشاكل للمحتلين والمتعاونين معهم وهو تصور احمق غير موضوعي، لكن الذي حصل للعراق ان صدام حسين ونظامه البعثفاشي سهلوا الطريق لعملية الاحتلال وفي الجانب الثاني لم يبق في قلوب اكثرية العراقيين ولا ذرة من العطف او التعاون لدرء الخطر المذكور المحدق ببلادهم ولهذا كانت ردة الفعل الاول السلبية بمعناها الوطني العام اي قبول الاحتلال على اساس التحرير لكنه في الحقيقة عدم الوقوف مع النظام وكأنه استفتاءً لسقوطه باعتباره أعتى نظام سياسي بربري مر على المنطقة وتجسدت فيه افضع واقسى القوانين الوضعية والتغيب القسري للانسان باستلابه انسانيته والتطاول الفج على حقوق الجماعة ككل. بعد ان ذهب النظام الشمولي الى غير رجعة كان الامل يحدو جميع الذين اكتووا بنار الدكتاتورية العدوة لحقوق الانسان ان تتغيير تلك الاساليب القديمة لتحل محلها اساليب جديدة تجعل من الانسان اثمن رأسمال في الحياة ومع هذا فقد قدرنا اننا نحتاج الى وقت غير قصير لتحقيق هذه الامال لكننا مع انفسنا كنا نراهن على شعبنا وقدرته على تحقيق طموحاته بما فيها احترام القانون وتحقيق العدالة وعدم التجاوز على حقوق الافراد والجماعات وليس عن طريق قوات الاحتلال نفسها. لقد ظهر الاحتلال بقواته العسكرية وكأنه جاء شكلاً ليحقق طموحات شعبنا وهو تناقض واضح وغير صحيح ما بين اقواله وتصرفاته وقد الحق الكثير من الاذى من خلال ممارسات واعتداءات البعض من قواته واستفزازهم لمشاعر الشعب العراق وعلى ما يبدو ان قرار مجلس الامن الذي اقر الاحتلال بقى ساري المفعول في نظرهم حتى بعدما اصدر قراه الثاني رقم 1546 في 28 حزيران 2004 الذي اشار فيه على انهاء الاحتلال ونقل العمليات العسكرية ضد الارهابين وفلول النظام الشمولي وعصابات الجريمة الى ما يسمى بقوات متعددة الجنسيات ثم تَطَوّر الجيش العراقي والشرطة العراقية ليأخذا مكانهما كمؤسستين مؤهلتين للحلول بدلاً من القوات الاجنبية ولهذا كان على هذه القوات توخي الحذر والحيطة في التعامل مع المواطنين لا ان تستفزهم بطرقها العسكرية وانفلات قواتها بدون التأكد من الاشخاص والمجاميع كي لا تقع في مطبات تخلق من خلفها مشاكل من الصعب تلافيها، وعندما نقول ذلك فنحن نعي اسباب المشاكل التي حدثت وربما تحدث اذا لم تزول ونجد من الضروري جداً ان تفرق هذه القوات ما بين المتهم والمجرم والبريء. ان ما حدث بالامس القريب من اعتداءات على البعض من اعضاء الجمعية الوطنية وما لحقه من اعتقال للسيد عبد الحميد رئيس الحزب الاسلامي يدل على مدى جهل القوات الامريكية بما تحدثه هذه التجاوزات والممارسات غير المسؤولة وقد يكون من المفيد الالتفات من قبل الحكومة ورئيس الجمهورية ووضع النقاط على الحروف مع قادة قوات المتعددة الجنسيات وجعلهم يفهمون مدى الاضرار التي ستلحق بالعملية السياسية اذا استمروا تجاهل الجانب العراقي ومشاعر العراقيين الابرياء وتكررت التجاوزات وعدم احترام حقوق المواطنين والخلط ما بينهم وبين الارهابين والمجرمين وبعد ذلك يقدم الاعتذار بشكل سهل وبسيط وكأن شيء لم يحدث وان كرامة الذين اعتدوا عليهم تصلحت مثلما يصلح جدار بعد سقوطه فالاعتذار بعد ذلك مثلما حدث في العديد من المرات وآخرها اعتذار حول التجاوز على السيد عبد الحميد واولاده سيكون دون فائدة اذا تكررت الاخطاء ولم تعالج نواقص اداء عمل قوات متعددة الجنسيات وفعلا كان تدخل رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وموقف البرلمان الذي هاجم الممارسة الامريكي واستنكار حميد موسى وغيره من الشخصيات العراقية لعملية الاعتقال وكذلك رئيس البرلمان دلالة على عمق الوعي بخطورة نتائج هذه الممارسات غير المسؤولة.. الدولة العراقية بشخص السيد رئيس الجمهورية والحكومة العراقية ورئيس الوزراء السيد الجعفري عليهم تثبيت العلاقة فيما بينهم وبين قوات متعددة الجنسيات على اساس ان رحيل هذه القوات سوف يكون مع انتهاء مهماتها وهذا مرتبط باستكمال قوام القوات المسلحة العراقية والشرطة والمؤسسات الامنية الاخرى.. فقوى الارهاب وفولو النظام السابق المتربصة بالعراق وشعبه ما زالت تراهن على استثمار تلك الممارسات والتجاوزات لصالح عملها الاجرامي بتعميق الازمة والانقضاض بعد ذلك على العملية السياسية بدفع البلاد الى الحرب الطائفية البليدة.
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القــرار الفردي والالتزام بالقوانين
-
انعكـــاس لرؤى قادمــــة
-
لمـــاذا الآن ؟ صور لصدام حسين نجومية على طريقة الاعلام الدع
...
-
ماذا يريد السيد الامين العام عمرو موسى من العراق ؟
-
الشهداء أسماء خالدة في سماء العراق وضمير الشعب
-
الارهاب بوجهيه القديم والجديد بقيادة المنظمة السرية
-
الجامعة العراقية المفتوحة ومسؤولية الدولة والحكومة العراقية
...
-
ثقافـــة الفكــر الشمولي ومنهج الديمقراطية المصنّع
-
ما يكتبه البعض من الكتاب والحسابات حول واقع التيار الوطني ال
...
-
حكومة الحد الأدنى والموقف من التيار الوطني الديمقراطي
-
الثلج والذاكرة وصديقي عدنان جبر في سفينة الرحيل
-
المسؤولية التاريخية والانسانية لمقبرة الكرد الجديدة وللمقابر
...
-
أيــار الرمــز عيد الطبقة العاملة من شغيلة الفكر واليد
-
حكومـــة وحــدة وطنية أم حكومـــة طائفية قومية ضيقة ؟
-
حقـــوق الشعوب والقوميات المفقودة في ايران
-
عبد الرحمن مجيد الربيعي ووظيفته الجديدة القديمة
-
الحلــم المـــلازم
-
متى تتشكل الحكومة ويحاكم صدام حسين وزمرته؟ متى تأخذ العدالة
...
-
اختلاف وتضارب الآراء حول طريقة كتابة الدستور العراقي الدائم
-
التحليلات حول سقوط النظام الشمولي - طالما الوالي الأمريكي -
المزيد.....
-
صحتها -ممتازة-.. هاريس تنشر تقريرًا بحالتها الصحية.. وترامب:
...
-
الفائزون بجائزة نوبل للسلام يحذرون من تزايد خطر نشوب حرب نوو
...
-
لماذا قرر المعارض الروسي نافالني العودة إلى موسكو رغم التهدي
...
-
لحظة انفجار هائل في محطة للوقود في عاصمة الشيشان غروزني
-
مراسلنا: -حزب الله- يستهدف بصاروخ موجه قوة إسرائيلية تحاول ا
...
-
شقيقة كيم جونغ أون تتوعد سيئول -بعواقب رهيبة- في حال انتهاك
...
-
بولندا تعتزم تعليق حق اللجوء مؤقتا
-
الإعلام الحكومي بغزة: الجيش الإسرائيلي يمنع طواقم الإسعاف من
...
-
إيران ترسل إلى روسيا قمرين صناعيين لإطلاقهما
-
القوات الروسية تستحوذ على أسلحة أمريكية
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|