أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى محمد غريب - لا..للمساواة بين المــرأة والرجـــل















المزيد.....

لا..للمساواة بين المــرأة والرجـــل


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1291 - 2005 / 8 / 19 - 11:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


هل من المعقول ان ترفع هذا الشعار امرأة؟
بمناسبة تثبيت حقوق المرأة في الدستور الجديد وعدم التجاوز عليها مثلما كان قرار 137 السيء الصيت والسمعة فقد تضامنت العديد من الاحزاب الوطنية الديمقراطية ومئات الالاف من الرجال مع منح المرأة حقوقها في العراق، وأقول من الرجال لأن النساء اولاً وآخراً يجب ان يدافعن عن انفسهن وحقوقهن المشروعة ويقع على عاتق المنظمات النسوية مسؤولية نشر الوعي السياسي والمطلبي الحقوقي بين النساء كما يجب ان تبذل النساء جهوداً مكثفة من اجل وحدة مطالبهن وكل ما باستطاعتهن لكي ينص الدستور العراقي الجديد على حقوق واضحة لهن دون رش الغبار على بنوده وفقراته التي تخص النساء والذي من الممكن ان يتفنن البعض في ازالتها او التظليل عليها، وأعني بذلك ان لا يفسح المجال لتفسرات واجتهادات تستغل ليتم الالتفاف على تلك الحقوق . ان قيمة التضامن الكبير هو ذلك التضامن الذي أتى ويأتي من الجنس الآخر، من الجنس الذكوري الذي استغل المرأة وداس على حقوقها بذرائع عديدة وحسب المصلحة الذكورية، وعندما يتمخض الوعي الجديد بالتراجع عن الحق الذكوري المطلق ويعترف بسلبيتة ومواقفه السابقة فيمضي في طريق ان تمنح المرأة العراقية حقوقها المشروعة فذلك يعني التطور النوعي في وعي الرجال ومن جهة ثانية تشير ان المعادلة المنحازة للحق الذكوري التي استمرت حقب طويلة في التاريخ بدأت تتلاشى وتضمحل واصبح الوعي الجديد يقر بمساواة المرأة بالرجل فتداعت تلك النظرات والتفسيرات الخاطئة بضعف المرأة التي يجب ان تكون للبيت وهي عورة يستعار منها الرجل.
ومنذ ان سقط النظام الشمولي اصبحت قضية المرأة وحقوقها مطروحة على طاولة الدولة وقوانينها القادمة كأي قضية وطنية اخرى وهي لا تقل اهمية عنها لأن المرأة نصف المجتمع وهو عِرف متداول وان بالكلام لكنه يعني انها ستكمل الواجبات التي تقع على عاتقها اتجاه القضايا المصيرية التي تمر بها البلاد وقضية اخرى هي اعظم من جميع القضايا انتاج الجيل الجديد وتربيته والحفاظ عليه، ولقد تعاطف الكثيرون مع مطالبها العادلة واعتبروها من المهمام الاساسية التي يجب ان ينجزها الدستور والدولة بمؤسساتها المختلفة، لكن الملاحظ هنا ان فريقاً من الذين كانوا يصرخون من اجل المستضعفين في العهد السابق وبضمنهم المرأة بدءوا يتراجعون عن مواقفهم لا بل عن وعودهم السابقة واخذوا يضعون العصي في دورة التقدم لاصلاح الضرر الذي اصاب كل النساء العراقيات وبحجة الدين الاسلامي والالتزام بالعرف الذي يقول لا مساواة بين المرأة والرجل لأنه يشكل خطراً على المفهوم الاسلامي الذي يفلسفونه حسب المصالح بأنها " ناقصة عقل ودين " وهي تكاد ان تكون منهجاً ثابتاً في جميع المفاهيم الحزبية الدينية السياسية الاسلامية في العراق وغيره وهذا يعني ان تكون المرأة بلا حقوق ولا مساواة الا حسب التصرف والفهم الذكوري المتخصص في اغتصاب النساء وحقوقهن المغتصبة اساسا بيافطات الحق الذكوري المتعالي والافضل صحيا وحياتياً.
لقد اعلنت اكثرية النساء العراقيات عن مواقفهن الجريئة تجاه مسودة الدستور لا بل غضبهن لما جاء في هذه المسودة المعاقة التي تنتهج الطريق القديم نفسه، بمفاهيمه وحججه واهدافه لطمس حقوق المرأة ايضاً باسم الدين، وتصاعدت احتاجات النساء ونظمت العديد من الفعاليات تساندها القوى الوطنية والديمقراطية الخيرة من ابناء شعبنا ووصلت هذه الاحتجاجات الى قيام الاعتصام النسوي من قبل المنظمان النسائية ، شبكة نساء العراق، رابطة المرأة العراقية، منظمة نهضة المرأة العراقية، واتحاد نساء الرافدين في ساحة الفردوس بدعم من منظمات المجتمع المدني والنقابات والاتحادات المهنية وفي مقدمتها الطلابية والشبيبية وجمهرة المثقفين الواعين في داخل الوطن وخارجه، وكان الاعتصام مبادرة عن اعلان احتجاجي واضح موجه الى لجنة كتابة الدستور والى كل من رئيس الجمهورية والحكومة العراقية والمجلس الوطني وجميع الكتل السياسية التي تشارك في اجتماعت تذليل العقابات وتقريب وجهات النظر في انجاز الدستور لاقراه وعرضه على الشعب للاستفتاء عليه، ولقد رفع الاعتصام النسوي شعارات وطنية غير معقدة لا تسيء الى احد ولا تثريب عليها من اية جهة الا اللهم الذين في قلوبهم المرض المستعصي المضاد لحقوق المرأة، وهذه الشعارات مقرة قانونياً وانسانياً على المستوى الوطني والعالمي وفي مقدمتها " دستور مدني يجسد القانون والحق والمساواة " ثم " المساواة امام القانون لجميع المواطنين بدون تمييز بين الذكور والنساء" والتمييز هنا يعني في العمل والحقوق المدنية والسياسية وليس الجسدية كي لا يفسره بعض المعادين لهن حسب الاهواء المريضة، وشعار آخر " الالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية التي تضمن حقوق الانسان ومنها حقوق المرأة والطفل "
هذه الشعارات المطلبية الحقوقية والانسانية لا يمكن ان ترفض من عاقل يريد ان يبني العراق ويخلصه من آفات التخلف والفقر والجوع والامراض وفي مقدمتها الارهاب الذي يساوي في قتله بين الجميع، فهل هناك من لا يقبل بهذه المطاليب وينكر حقوق النساء المشروعة؟ نقول نعم يوجد من يقف حجر عثرة امامهن وفي المقدمة، التشدد الاسلامي بجميع مذاهبه والاحزاب الدينية السياسية الاسلامية واكثرية قادتها من الرجال الذين يحلمون باربعة نساء فما فوق وحسب الشهية وقد نقول هذا طبيعي في المفهوم القديم الذي ساد وما يزال عند العديد من الرجال لكن العجيب في الأمر فقد دفع هذه المرة وبشكل جديد العقل الذكوري ان تخرج ثلة من النساء اللواتي لا يستطيع اي متفرس بالجنس ان يميزهن او يفرق بينهن الا السواد المطلق ويندفعن ضد حقوقهن ليطرحن شعار الرجال القديم " لا للمساواة بين المرأة والرجل.. الاسلام خير نصير للمرأة " ويدل هذا الدفع الموجه على ان تلك القوى، المتشددةالاسلامية التي كانت وراء عملية التشويش ما زالت تؤمن باستعمال جميع الاساليب بما فيها القوة لتنفيذ اهدافها وسياستها وهي لا تختلف عن تلك القوى التي عاثت بالحقوق ، كل الحقوق خراباً ودماراً حتى وصل الدمار والخراب لكل العراق واكثرية العراقيين..
فهل من المعقول ان تقف المرأة ضد حقوقها وتريد ان تبقى امعة لا حول ولا قوة لها في تغيير الواقع المتخلف الى شيء حضاري يخدمها ويخدم المجتمع؟ وهل من العقلانية ان تقول المرأة لا اريد هذه الحقوق التي تجعل مني انساناً متساوياً مع الرجل ولا اريد المساواة وليبقى الرجل هو الذي يقرر حتى كيف أموت، فأموت بدون اي وجهة حق ؟
لا نعتقد ذلك وان حدث فذلك يدل على خطورة النهج الذي يجتهد في ايجاد المعوقات لتشويه وعي المرأة وابقائها في ظلام العصور القديمة المتخلفة وجعلها آلة للمتعة وللانتاج البشري والخدمات الذكورية لا صوت لها .
نقول هذا ماحدث من قبل ثلة النساء التي حاولت التشويش على حقوقهن قبل غيرهن وبدفع من خلف الحجاب.. ولكن في الوقت نفسه نقول لن تعود عجلة الزمان القديم لتلبس ثوباً جديدا تحته تتخبأ تلك العقلية القديمة التي ترتعبُ من حقوق المرأة وحقها الطبيعي في المساواة، حقها ان تكون انساناً مستقلاً يحترمه المجتمع الذكوري ويعترف بحقه المشروع.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران ــ لماذا الإصرار على القنبلة النووية بحجة الطاقة؟
- فيدراليــة للشيعة أم ضد مطالب الكرد وفيدراليتهم.. يكــاد الم ...
- رحلـــة الكاتب حسن اللواتي للبحث عن الذات في الألم واللذة
- ليكن الدستور القادم عراقياً فدرالياً تعددياً كي يبقى العراق ...
- الطائفية المبررة في طلب الحصانة ومساعٍ أخرى للتشابه بثوب جدي ...
- لتكن حقوق المرأة في الدستور مسؤولية كل الضمائر الحية
- دعـــــاء زكيـــة
- ايتها الدول العربية ايتها الحكومات العربية هذا هو الارهاب
- المحـاولة الثانية لإغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم
- نهــج جديد لكنه في الجوهــر من الرحم القديم
- التطرف الديني ـــ السلفي، الاصولي.. وصنوهما الارهاب الحالي
- الجمهوريــة العراقية الاسلامية الاتحادية الى أين؟
- ثمــة سكون.. ثمــة حركة في البار الصيني
- هل كانت ثورة 14 تموز انقلاباً عسكرياً منعزلاً عن الشعب العرا ...
- المحاصصة الطائفية والقومية الضيقة مالها وما عليها
- كركوك بموقعها الجغرافي وتطبيع الاوضاع فيها
- مخططان مختلفان شكلاً حققا الهدف المرسوم
- هل المليشيات الشيعية العراقية ومليشيات الباسيج شكلان لهدف وا ...
- الإنتخابات الإيرانية وغروب رفسنجاني البراغماتي بفوز محمود أح ...
- لو كنت في مكـــان صدام حسين والعياذ بالله ماذ كنت ستفعل؟


المزيد.....




- وزيرة التنمية الاجتماعية العمانية تلتقي مساعدة الرئيس الإيرا ...
- “أخر أخبار منحة المرأة الماكثة” تسجيل منحة المرأة الماكثة في ...
- -كفى!-.. مظاهرات في أستراليا تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة ور ...
- البابا فرنسيس يزور سجنا للنساء في البندقية بعد 7 أشهر من تجن ...
- قدمي واحصلي علي منحة تصل لــ 8000 دينار.. خطوات التسجيل في م ...
- عادة سيئة على النساء التوقف عن ممارستها لحمل ناجح
- “منحة 450 ريال عماني هُنــــــا spf.gov.om“ التسجيل في منفعة ...
- “415 ريال عماني spf.gov.om“ كيفية التسجيل في منحة منفعة الأس ...
- -علم زائف-.. المكسيك تسعى إلى حظر علاج يتعلق بتغيير الجنس وي ...
- “لولو خلعت سنتها!!”.. تردد قناة وناسة 2024 WANASAH TV لمشاهد ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى محمد غريب - لا..للمساواة بين المــرأة والرجـــل