أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - هل ستضيع حقوق الناس بهدوء...! ولكن التاريخ لن يرحم















المزيد.....

هل ستضيع حقوق الناس بهدوء...! ولكن التاريخ لن يرحم


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1294 - 2005 / 8 / 22 - 07:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ــ 1 ــ
أقبح ما في السلوك الاجرامي السادي ان القاتل يمشي في جنازة مقتوله وهو يبكي عليه لا بل يبكي اكثر من غيره وقد يكون هذا المثل منسجماً مع اولئك الذين فقدوا الاحساس بالضحية فحولوا القاتل الى ضحية يطالبون بتغيير الاماكن فينتقل الحاكم مرة اخرى ليحاكم ضحاياه مرة ثانية وثالثة ورابعة.. وراحوا يستغلون الزمن الطويل نسبياً في تكريس التعتيم ومسح الاحداث من الذاكرة البشرية اي غسل الادمغة بما للماضي من آثار مؤثرة بوصفها تضحيات قدمت من اجل العدالة والمساواة والحقوق الانسانية في العيش الكريم وبحرية وجعلها مآثر بطولية خاصة بهم دون غيرهم، ان التاريخ شهد العديد من التجاوزات على حقوق الآخرين كما شهد التشويه المتعمد الذي جعل من الابيض اسوداً ومن الاسود ناصع البياض فكرسوا مرة اخرى انفسهم لقضاياهم الخاصة دون قضايا المجموع الاكبر والاوسع منهم وكأنهم لم يستفيدوا من التجارب المريرة التي مرت حيث فضح الزيف والباطل وتكشفت الحقائق بما لا يستطيع احد من الموضوعيين مناقشتها لأنها بديهيات عرفتها المجتمعات والناس وان تنوعت مشاربهم وتنوع وعيهم ما بين الوضوح والتعتيم.. وكما يقال دائماً لا بد ان يأتي زمن يمزق حجاب الغش عن الحوادث والافعال والقضايا التي اريد منها الغاء الحقوق وتشويه الاحداث وعند ذلك لن يكون التاريخ رحوماً ولا مشفقاً على الذين تجاوزوا عليه وشوهوا اكثر صفحاته المشرقة لاجل مصالح ضيقة تخصهم وحدهم ..
هكذا على ما يبو يسير مرة اخرى العراق او بالاحرى يريد من له مصلحة في هذا الطريق ان ينتهج ذلك النهج المريب الملطخ بالاثم والفحشاء وحسبما يقولون في العهد الذي تلى سقوط النظام الذي عبث بكل شيء ولم يدع اية زاوية او منحى الا ودخل عليه وفتشه ثم حوره وشوهه لصالح الحزبية الضيقة اولاً وثانياً عندما وضع اوزاره وثقلت موازينه نقلها لصالح العشيرة والعائلة والفرد المطلق الذي راحت عبادته مستوجبة من قبل جماعته وفرضها على الابعدين هذا السقوط المريع وان بقت فلوله منتشرة تزرع الموت والدمار وهذا الاحتلال الذي لم تنج بقعة والا داسها البسطال بقوة وعنجهية جعل الشره مرة اخرى يركب بغلته وليس حصانه الاصيل وقرب جماعته لا بل امعن في طريق التعتيم ليكون بديلاً عن القديم وراح يكد من اجل الاستئثار والهيمنة والعقلية التي تفكر بانانية وسلوك جديد ليس بالغريب عن السلوكيات القديمة وتناسي ما وعد به وما قاله وما وقع عليه فهو يريد ان يشكل الثالوث القديم حيث يسطر على التشريع والتنفيذ والسماح بفعل القانون ولا يهمه الا نوع الكرسي الذي يجلس عليه ولا تشكل عنده مطاليب الناس سوى هبّة عفوية سرعان ما تخفت اذا ما استحدث ازمة اخرى اشد واعنف من سابقتها وعندما يذكرونه بمواقفه السابقة يفلسفها لكل حادث حديث وهو يصل في آخر المطاف الى " الغاية تبرر الوسيلة " ونقطة ولا جواب آخر. فهل هناك من يعتقد ان حقوق الناس ستضيع بهدوء تام دون ضجة؟؟؟؟.
ـــ 2 ــ
من يستطيع ان يعد الآخرين بأخذ حقوقهم المسلوبة؟
من يستطيع ان يحصي بشكل اولي ضحايا النظام الشمولي الفردية والجماعية؟ لا نقول منذ 8 / شباط 1963 لأن هذه الفترة وما جرى فيها يتحمل اوزارها ليس البعثفاشي العراقي فحسب انما هناك من يقول اليوم انه وطني ومعارض واصبح في دست الحكم، لو ينصف التاريخ الحقيقة والعدل وحقوق الناس لقال وبصوت واضح نعم يتحمل البعض الآخرجزء من مسؤولية المجازر الجماعية والاعتداءات على شرف الناس تحت طائلة الفتوى والقومية والدين ولكن يبدو ان الوقت مازال غير كافي للتاريخ ليقول كلمته ويكشف اسرارهم الدفينة.
نقول مرة اخرى ليحصي من يستطيع منذ 17 / تموز 1968 وحتى جريمة احتلال العراق بسبب سياسة البعثفاشي العراقي جماعة احمد حسن البكر وصدام حسين اللاوطنية واللاقومية واللااسلامية فقدم قدموا العراق كل العراق على طاولة الاحتلال والبعض يرقص ويغني ويقول هو تحرير.. والبعض من الارهابين فلول النظام السابق ما زالوا يقتلون بالعراقيين ليحرروا العراق بعدما قدموه هدية في صينية من " جينكو "
من يستطيع ان يحصي عدد الضحايا من النساء العراقيات اللائي قتلن وذبحن واعدمن واغتصبن !..
كيف يمكننا ان نحصي اولئك الضحايا الشهداء الذين فقدوا في المعتقلات والأقبية السرية ودوائر المخابرات والامن السرية منها والعلنية وفي السجون وفي اماكن قد لا تكتشف حتى يوم القيامة؟ وكيف يمكن معرفة الذين اغتيلوا حتى وان كانوا بعثيين معارضين لصدام حسين وعائلته وتسلطه بطرق مختلفة وبأساليب معروفة وغير معروفة؟ ومن يستطيع ان يدلنا بشكل تقريبي عن عدد الضحايا في الحرب العراقية الايرانية ونقصدعلى الاقل الجانب العراقي؟ وما هي الارقام الدقيقة لضحايا الكرد الفيليين الذي يواجهون الآن من بعض القوى الاسلامية تهمة كونهم فرس وليسوا اكراد عراقيين! من ذا يستطيع ان يقول لنا بالضبط ضحايا مدينة الدجيل؟ ومن يقدر ان يقدم لنا عدد الضحايا بين الكرد منذ ان شن عليهم الحرب المدمرة واستعمال النابالم والفسفور والكيمياوي والانفال..؟ من يستطيع ان يقول لنا كم هم ضحايا الشعب العراقي من العرب والكرد والتركمان والكلدو اشوريين والارمن، وغيرهم ومن المسلمين والمسيحين والازيدين والصابئة والكاكئيين وغيرهم؟
من الذي يرفع صوته عالياص ويصرخ في وجوه الصامتين الساكتين عن الحق فيقول بقوة من هو المسؤول او المسؤولين! من يقدر على كل ذلك عليه ان يسأل السادة الحكام الجدد ويقول لهم يامن تجلسون على كراسي الحكم بدلاً من القديم قولوا لنا متى سيحاكم المتهمين بقضية الشعب العراقي؟ لماذا هم يمثلون افلاماً ومسرحيات ومسلسلات كما كانوا يمثلوها في السابق؟ وهل عرضهم على المحاكم العراقية تحتاج الى " 100 " عام من العزلة على حد عنوان رواية الكاتب الكولومبي ماركيز ؟
نقول وفي قلوبنا غصة نريد ان تكون المحاكمة عادلة وليخرج البريء منهم اذا كان بريئاً من دم الشعب ولكن متى؟ نقول للذين كتبوا عن معارضتهم للاعدام وهم يفلسفون المسألة من على طولة جميلة للكتابة او سرير مرفه او حاسوب من النوع الحديث جداً .. نحن ايها السادة ضد الاعدام ولكن كيف يمكن ان تقنع اصحاب الضحايا وهم يعرفون القاتل الذي تسبب في فقدانهم ابنهم او ابوهم او امهم او اخوهم او اختهم او اولاد اعمامهم وهكذا تنحو القضايا؟ نحن نريد العدالة ان تقول في التاريخ كلمتها ونقول بكل تأكيد ان كل عضو قيادي في النظام السابق يجب ان يقدم للمحاكمة لأن المسؤولية جماعية وليست فردية فالقرارات التي تصدر يصادق عليها مجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية وقادة الحزب المتقدمين فليس من المعقول ان يكون عضواً في القيادة دون غيره بريئاً من جرائم النظام الشمولي وتقع التهمة فقط على رأس صدام حسين وكأنه كان يدير مؤسسات الدولة المختلفة جميعها بمفرده، يصدر الحكم وينفذه بيده يشعل الحرب ويحمل السلاح ليقتل يقود الدبابة ليحرق القرى والبيوت.. الخ؟
لكن ايها السادة.. الا يمكن ان تكون هناك مسرحيات تعد خلف الكواليس ليضيع حق الضحايا وحقوق اهل الضحايا الذين نقدرهم بالشعب المضطهد وليس الشلة التي كانت تتربع على عرش السلطة وفي يدها الصولجان وخدمة من الابالسة والشياطين والجان ..
من يدري هل يبدأ مسلسل تزوير التاريخ مرة اخرى؟ تشويه الوقائع فينقلب ضحايا 35 عاماً وكأنهم المذنبين المجرمين القتلة والسارقين قوة الشعب الذين سهلوا لاحتلال العراق، والحكام السابقين ضحاياهم لانهم خالفوهم وخالفوا شرائعهم السادية ولأنهم لم يقولوا نعم.. ولماذا لا ؟ الم يزوروا التاريخ ويشوهوا الحقائق وما زالوا يعبثون بها بل يكررون الافتراءات المشبوهة ؟ الم يكن الضحايا من الوطنيين والديمقراطين والشرفاء المخلصين حتى المستقلين هم السبب في اذية الامن العام والخروج عن الوطنية والقومية والدين الاسلامي والقضية المركزية وفي تعكير راحة السادة الحكام؟ تلك القضية المركزية التي باعوها بثمن بخس من الخضوع والمذلة والذل وهم يتحدثون عن الشجاعة والاقدام.. وكما يقال فقط " على ابناء جلدتهم اسود " لأنهم يملكون الطائرات والدبابات والاساطيل والجيوش والشرطة والمخابرات والامن وغير ذلك من ادوات القمع التي يسمونها " من اجل خدمة الشعب المسكين "
من يدري ماذا سيفعلون بنا الآن؟ وهذا المخطط المريع يجري امام اعيننا، هذا الذي نراه ونستنكره فيحور الى عمل ايجابي وحسن بحجج سمعناها نحن واجدادنا.. حجج من التشويه للحاضر في التاريخ.. هذا الذي يريدون ان يطبقوه بمختلف الحيل والاساليب غير الشمروعة واستغلال المشروعة لصالحهم من قضية الانتخابات وكتابة الدستور وقضية الفيدرالية ومحاكمات رجال العد الشمولي وغيرها من القضايا النائمة
نتسآل وفي الوقت نفسه نحتاول ان سؤلنا جواباً لمن لا يريد الجواب ـــ هل ستصمد الاكاذيب والمؤامرات والاباطيل والتشيوهات والكذب والاحتيالات والسرقات والتهريب والمخدرات والمحسوبيات والمنسوبيات والشعارات الكذابة من كل الانواع والالوان واستغلال الدين والطائفية والقومية والوطنية الى الابد؟ اذا اقتنعوا هم او اقتنع اي امرء غيرهم" بهذه الى الابد " فعليه ان يتذكر ان ( 37 ) عاماً من التعتيم والتشوية والكذب على الذقون، كان كل شيء مستتر وكانت الفضيحة بعدها وكأنها علم فوقه نارُ ولهذا ستكون فضائحهم الجديدة " بجلاجل انشاء الله ".وحتماً لن تضيع حقوق الناس بهدوء كما يرغبون وسيقول التاريخ كلمته وان طال الوقت وستكون اطالته نسبياً ولن ترحمهم عند ذلك الاجيال.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا..للمساواة بين المــرأة والرجـــل
- ايران ــ لماذا الإصرار على القنبلة النووية بحجة الطاقة؟
- فيدراليــة للشيعة أم ضد مطالب الكرد وفيدراليتهم.. يكــاد الم ...
- رحلـــة الكاتب حسن اللواتي للبحث عن الذات في الألم واللذة
- ليكن الدستور القادم عراقياً فدرالياً تعددياً كي يبقى العراق ...
- الطائفية المبررة في طلب الحصانة ومساعٍ أخرى للتشابه بثوب جدي ...
- لتكن حقوق المرأة في الدستور مسؤولية كل الضمائر الحية
- دعـــــاء زكيـــة
- ايتها الدول العربية ايتها الحكومات العربية هذا هو الارهاب
- المحـاولة الثانية لإغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم
- نهــج جديد لكنه في الجوهــر من الرحم القديم
- التطرف الديني ـــ السلفي، الاصولي.. وصنوهما الارهاب الحالي
- الجمهوريــة العراقية الاسلامية الاتحادية الى أين؟
- ثمــة سكون.. ثمــة حركة في البار الصيني
- هل كانت ثورة 14 تموز انقلاباً عسكرياً منعزلاً عن الشعب العرا ...
- المحاصصة الطائفية والقومية الضيقة مالها وما عليها
- كركوك بموقعها الجغرافي وتطبيع الاوضاع فيها
- مخططان مختلفان شكلاً حققا الهدف المرسوم
- هل المليشيات الشيعية العراقية ومليشيات الباسيج شكلان لهدف وا ...
- الإنتخابات الإيرانية وغروب رفسنجاني البراغماتي بفوز محمود أح ...


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - هل ستضيع حقوق الناس بهدوء...! ولكن التاريخ لن يرحم