أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - ماذا يريد حكام ايران من العراق؟















المزيد.....

ماذا يريد حكام ايران من العراق؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1326 - 2005 / 9 / 23 - 11:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عجيب امر البعض من الحكام فهم لا يرون سيقانهم العارية المكشوفة التي تشبه سيقان الطوواويس ويتصرفون بشكل يدل في كثير من الاحيان على عنجهية وعدم احترام للآخرين، ويراهنون على الغيب بدون ان يفكروا لحظة في شعوبهم التي ترى العالم يمشي الى الامام بينما هؤلاء يرجعون الى الوراء خادعين انفسهم قبل غيرهم بانهم يتقدمون..
حكام ايران طراز فريد من الحكام الذين عرفناهم فهم يجمعون ما بين الاخرة وملذات الدنيا واحياناً يتصرفون وكأنهم خالدون وينسون آخرتهم ولو كانت الحكمة ناطقة لصرخت بهم اين الذين سبقوكم الا تعقلون!! ولكن لا فائدة من الحديث الطويل فقد تكرر وتكرر وتكرر.. ولا فائدة من النصائح فالنصيحة اصبحت عدواً لدوداً لهم ولأنصارهم في العراق.
عندما واجهت ايران بعد الثورة مخططات التآمر الامريكي والمحاولات للتدخل في شؤونها الداخلية وقفنا معها بدون قيد او شرط على الرغم من اختلافناً مع حكامها ونهجهم وكنا نؤمن وما زلنا ان الشعوب الايرانية هي صاحبة الحق في قبول او رفض حكامها وطريقة ادارتهم للدولة وعلى الرغم من اننا نعرف ان هؤلاء الحكام كانوا ومازالوا من اشد الاعداء لقوى اليسار الديمقراطي ليس في ايران فحسب بل في كل بقعة في الارض وهو دليل على اصطفافها تريد ام لا تريد مع السياسة الامريكية والغربية بشكل عام الهادفة الى تقويض مكانة الاحزاب والقوى اليسارية الديمقراطية حتى لو كان ذلك على حساب الشغيلة في بلدانها، وعندما شن النظام العراقي حرباً عليها في 22 / ايلول / 1980 كنا ضد هذه الحرب ودافعنا عن الشعوب الايرانية وطالبنا بوقف الحرب لأنها بؤرة وموقد جحيم للجماهير الكادحة في كلا البلدين وعرينا مواقف واهداف النظام العراقي العدوانية لأننا كنا واثقين ان هذا النظام قد انخرط في المخطط الامريكي الغربي الذي صعق من الثورة الايرانية وانهيار حكم الشاه محمد بهلوي والغاء القواعد الامريكية ومع كل ذلك بقى الحكام الايرانيين يساوون في عدائهم غير المبرر ضد الاتحاد السوفيتي السابق ولا يفرقوها عن المواقف العدائية للولايات المتحدة الامريكية وهو يدل على نمط تفكيرهم المتخلف والموقف العام من القوى اليسارية الديمقراطية مثلما سلكته القوى القومية العربية وفي مقدمتها حزب البعث العراقي.. ولقد طالبنا نحن قوى اليسار الوطني الديمقراطي بعدم التدخل في شؤون ايران الداخلية ووقف الحرب واعتماد المفاوضات وحسن الجوار من اجل حل المشاكل المتعلقة بين البلدين الجارين وبحكم الروابط ما بين الشعبين الصديقين وكان موقفنا نابع من حرصنا على مصلحة ايران والشعوب الايرانية بالرغم من اختلافاتنا الفكرية والايديولوجية مع السياسة والنهج الذي ينتهجه حكام ايران، ولقد كان مواقفنا واضحة ومعروفة للداني والقاصي.
بعد سقوط النظام الشمولي واحتلال العراق اصبح الوضع يختلف عن ما سبقه وبدأ حكام ايران يخططون لشيء آخر مستغلين الفراغ الذي خلقه الاحتلال وانهيار الدولة ومؤسساتها وبدلاً من تقديم المساعدة اللازمة لتمكين الشعب العراقي وقواه الوطنية المخلصة لأخذ زمام المبادرة لاعادة بناء الدولة ومؤسساتها المختلفة لكي يتخلصوا من الاحتلال والقوات الاجنبية فهم صاروا كمن يضع العصى في الدولاب لابل هناك الكثير من الحوادث والقضايا تؤكد انهم او مؤسساتهم الامنية والمخابراتية ساعدت الارهابين في الدخول عن طريق ايران الى العراق ومدتهم بالاسلحة وساعدت على ترويج وتهريب مختلف المخدرات فضلاً عن انها وبواسطة حلفائها من الاحزاب الاسلامية ارسلت العشرات من المخابرات الايرانية الى مناطق الجنوب والوسط وباقي المحافظات وفي كل مرة تثار قضية ملموسة ضدهم ينبري الحلفاء في اخر الامر الى طمسها او الغائها.
فماذا يريد حكام ايران وحلفائهم من العراق وشعبه؟ هل يريدون تدميره انتقاماً منه ام انهم يتصورون ان خلق هذه الفتنة الطائفية ستمكنهم من تقسيم العراق الى دويلات يسيطرون بعدها على الجنوب ويضمونه اليهم مثلما فعلوا مع الاهواز والشعب العربي الاهوازي او الجزر الثلاث حتى بعد سقوط الشاه! والا ماذا تهدف هذه الاعمال والتدخلات في الشؤون الداخلية وتواجد مخابراتهم ودفع حلفائهم لتطبيق نوعاً من الحكم المشابه للحكم في ايران؟ وكيف نفسر مواقفهم المعادية في تشجيع القوى الارهابية على الاستمرار في عملياتها الارهابية المسلحة ضد الشعب بحجة محاربة القوات الاجنبية؟
ان نظرة بسيطة لما يجري في الجنوب من اعمال ومن تجاوزات ومضايقات وتطبيقات غريبة عن اخلاقيات وعادات شعبنا تؤكد ان الذي يجري بدفع من ايران يؤدي في النهاية الى عدم الاستقرار واستمرار الاضطراب الامني والوقوف ضد نجاح العملية السياسية التي يرتعب منها حكام ايران وغيرهم من الحكام الذين ينتهجون ديمقراطية على طريقتهم الخاصة كما كان النظام الشمولي يفعل، اما ادعاءاتهم حول تحرير العراق من القوات الاجنبية والدفاع عن الشعب العراقي فما هي الا مسرحية مغفلة لا تنطلي على المشاهدين لأنهم يعرفون في قرراة انفسهم مدى هزالة مطلبهم هذا لأن القوى الوطنية المخلصة ومنذ البداية اكدت على ضرورة الاستقرار وبناء الدولة وحسم تواجد القوات الاجنبية على ارض العراق .. لكن تصور ايران باشغال القوات الامريكية وغيرها عنهم دفعها لكي تنتهج هذه السياسة غير الصحيحة فعلى الاقل سيبقى العراق ساحة للدم والتفجيرات والقتل بينما تكون هي آمنة منه ولكن المصيبة ان هذه السياسة الخاطئة ستدفع ايران ثمنها باهضاً بعد ذلك فمتى انتصر الارهاب في العراق فلن تسلم هي بالذات منه وبخاصة ان وضعها الداخلي لا يحسد عليها ولديها من المعارضة المسلحة الكثير الكثير كما انها سمعت ورأت وعرفت رسائل وبيانات المنظمات الارهابية وبالذات منظمة القاعدة في وادي الرفادين واميرها الزرقاوي ولا حاجة لتكرار تهديداته ضد ابناء الشعب العراقي من الشيعة " فهل يخفى القمر؟ "
لقد اكدنا سابقاً ونؤكده الآن ان مصلحة ايران والشعوب الايرانية هي الاستقرار في العراق وتمكين الشعب العراقي من الوقوف على قدمية وبناء بلده واقامة علاقات طيبة معه على اسس حسن الجوار والتعاون في مجالات عديدة وهو ما سيدر على الشعبين والبلدين الجارين منافع كثيرة اما اذا استمر حكام ايران وحلفائهم في سياسة التفرقة الطائفية والاطماع الاخرى فذلك لن يخدم ايران بالدرجة الاولى ولن ينفع الندم بعد فوات الآوان.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آه.. يا أموال العراق أواه يا أموال الشعب العراقي
- ستسمع لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
- دولة واحدة لا دويلات متداخلة حسب المصالح الحزبية
- التصيد في المياه العكرة ومأساة جسر الأئمة
- الدوائر الانتخابية ورؤية المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات ...
- عمليات الفساد والتمييز ضد المواطنين والقوى الديمقراطية
- مواقف سياسية وثقافية أكثر من مريبة
- طارق عزيز بريء كلّ البراءة ونظيف اليدين زيادة
- وأخيراً.. ها هي مسودة الدستور امامكم لعلكم تعقلون
- هل ستضيع حقوق الناس بهدوء...! ولكن التاريخ لن يرحم
- لا..للمساواة بين المــرأة والرجـــل
- ايران ــ لماذا الإصرار على القنبلة النووية بحجة الطاقة؟
- فيدراليــة للشيعة أم ضد مطالب الكرد وفيدراليتهم.. يكــاد الم ...
- رحلـــة الكاتب حسن اللواتي للبحث عن الذات في الألم واللذة
- ليكن الدستور القادم عراقياً فدرالياً تعددياً كي يبقى العراق ...
- الطائفية المبررة في طلب الحصانة ومساعٍ أخرى للتشابه بثوب جدي ...
- لتكن حقوق المرأة في الدستور مسؤولية كل الضمائر الحية
- دعـــــاء زكيـــة
- ايتها الدول العربية ايتها الحكومات العربية هذا هو الارهاب
- المحـاولة الثانية لإغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - ماذا يريد حكام ايران من العراق؟