أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الانفراد بالحكم والقرارات الفردية سياسة غير صائبة.. مثال مذكرتي التحالف الكردستاني















المزيد.....

الانفراد بالحكم والقرارات الفردية سياسة غير صائبة.. مثال مذكرتي التحالف الكردستاني


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1332 - 2005 / 9 / 29 - 11:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يوجد في العالم حاكم يستطيع بمفرده معرفة شؤون رعيته ويحكم فيها بالعدل والنزاهة فاذا اصلح مكاناً فان مكاناً آخر يفسده بحكم القرار الفردي البعيد عن الجماعة، حتى لو كان هذا الحاكم سوبرماناً على الطريقة الامريكية، وعلمنا التاريخ وعلمتنا التجربة ان هذا الشكل من الحكام عندما يرحل بطريقة ما تظهر مثالب حكمه الفردي ومدى الاضرار التي لحقت بالرعية والبلاد.
فيبدأ النحيب والتقليب في عظام الميت منهم ومتابعة او المطالبة بمحاكمة الهارب الباقي على وجه الحياة، وتبدأ الامنيات بالحاكم الجديد الذي يجب كما يقول ان يستفيد وان يكون جماعياً وديمقراطياً على الاقل مثلما يقول المثل العراقي " ليس للكشر " وصادفنا مثل هؤلاء على امتداد حقب السياسة في العراق فكان الفرد الحاكم المطلق القائد الفذ والعظيم وابو الشعب هو الذي يقرر ويأمر ويفهم وعليه التعويل لأنه خالد الى الأبد، وتبدأ قوانة الاعلام بالتمجيد والتخليد والنباح والصياح وتطل الرؤوس الانتهازية والمصلحية والطبالين في الاعراس والمآتم على حد سواء له حتى يصدق انه يستطيع الطيران بيده واقدامه وبدون اجنحة مثل الطير.
ان الاعتقاد الطبيعي الواعي غير المشوه السائد في نوعية الحاكم الجماعي انه ان اخطأ فالأخطاء قليلة واقل من قراراته الفردية وتفرده بالحكم وبخاصة اذا تمثل برأي الجماعة، على ان يكون صاحب قرار متأني وان لا يلغي الرأي الآخر الذي يتصارع معه بالحوار والكلمة وان يتبع القانون ويكون نزيه القاب واليدين وهناك موصفات أخرى.
ان الرأي الجماعي الذي ينتج قراراً جماعياً يضمن المشاركة الجماعية في المسؤولية وبه تتقلص الكثير من النواقص والتجاوزات والسرقات والرشاوي والمحسوبيات المنسوبيات للذات الشخصية والقومية والطائفية والحزبية،وتجعل الحاكم وطنياً اقرب مما يتصور الى فهم خصومه السياسيين.. فهل كانت الحكومتين العراقيتين السابقتين مثل ذلك، على ما نتصوران الكثير يشاركوننا الرأي: انهما ليسا كذلك وبالعكس فهناك الكثير من النواقص والمثالب بسبب القرارات الفردية والاداء الفردي غير الجماعي ، وهل استفاد السيد الجعفري من الماضي ام انه سار على الدرب نفسه الذي سلكه ليس السيد علاوي بل ما قبل علاوي من حكام؟..
نحن هنا لسنا اعداء نحاول اصطياد الاخطاء بل بالعكس نشعر بالمسؤولية تجاه وطننا وشعبنا ولهذا لا نسكت عن الخطأ والتجاوز وليس في نيتنا كسباً سياسياً او مادياً على حساب المبادئ التي نؤمن بها وبالعكس فنحن نرغب من صميم قلوبنا ان يكون اداء الحاكم او الحكومة من اي طرف كان ماعدى العملاء والخونة والدكتاتوريين اداءً وطنياً نزيهاً صادقاً مخلصاً لا تفرقة ولا طائفية ولا حزبية ضيقة امام المهمات الوطنية ومصالح الشعب وفي مقدمتهم كادحية.. نعم في المقدمة العمال والفلاحيين الفقراء والكسبة والموظفين والمثقفين والمعلمين والمهندسين وغيرهم من الفئات التي تركض من اجل لقمة عيشها كي لاتذل كرامتها مثلما كانت ايام الحصارين الاقتصاديين والسياسيين ، حصار الامم المتحدة وحصار النظام الشمولي السابق.
ولو تابعنا فترة قيادة البلاد منذ ان جاء السيد الجعفري لوجدنا ان التل الهائل من التجاوزات والاخطاء والغاء الآخر وبقاء القضايا الملحة وقد تراكمت اكثر من السابق واصبحت بدون حلول وهي فرجة للعالمين، وهنا يجب عدم السكوت عليها وفضح ما هو مؤذي ومضر بدافع الاصلاح وتجاوز الاخطاء وليس الانهيار والفشل الذي قد يؤخر انجاز العملية السياسية وقضية خروج القوات الاجنبية من البلاد..
ونحن هنا نضرب مثالاً على عدم الرجوع للرأي الأخر المذكرتين التي قدمهما التحالف الكردستاني للسيد الجعفري والائتلاف العراقي بخصوص تجاوزهم وتفردهم بالقرارات واهمال الآخركحلفاء، فاذا كان الحليف قد أهمل وجرى تجاوزه فكيف الآخرين؟؟؟؟.
لقد توضحت المذكرة الثانية التي قدمتها كتلة التحالف الكردستاني ضد تفرد السيد الجعفري بالقرارات واهمال رئيس الجمهورية الكردي المتحالف معهم على ان هذه السياسة قد رسمت قبل تحالفهم وهذا الانفراد عبارة عن طريق لالغاء الآخر بحجج غريبة تبتعد عن روح المسؤولية الجماعية والقرارات الجماعية التي يجب ان تسود في اداء حكومة السيد الجعفري وقبلها ولو كانت هذه المرة الاولى لقلنا انها قد تكون غير مقصودة ولكن التحالف الكردستاني اعلن سابقاً عن استيائه واحتجاجه من خلال رسالة السيد الطلباني رئيس الجمهورية ضد تفرد السيد الجعفري بالقرارات واهمال المجلس الرئاسي ورئيس الجمهورية ووزراء التحالف وعدم اطلاعهم على الخطوات الضرورية التي تهم مستقبل العراق، ولا نغالي ان نقول ان ذلك يذكر ابناء العراق بتلك القرارات الفردية التي كان يتخذها الحاكم المطلق صدام حسين وكيف اوصلت البلاد واهلها الى فاجعة الاحتلال الاجنبي الذي هزّ كرامة كل وطني مخلص وشريف ، ولكن ما باليد حيلة..
ان استمرار هذه السياسة وكأنها قدر كتب على العراقيين هو فجيعة اخرى تنتظرهم لأن على ما يبدو ولحد هذه اللحظة ان السيد الجعفري وحتى الائتلاف العراقي لم يستفد من الحاضر والماضي وكذلك الاجهزة الامنية المخترقة اساساً من اتباع النظام السابق والارهابيين وغيرهم فهي ما زالت تتصرف بالطريقة القديمة نفسها وهي منقادة الى عدة جهات حزبية وتطيع منظمات سياسية ومليشيات عسكرية اسلامية علنية وسرية ضاربة عرض الحائط القوانين والتوصيات التي تصدرها الجمعية الوطنية العراقية وكذلك القرارات الحكومية المركزية واهمال وجود رئيس للجمهورية.. وما زال التجاوز الفج على حقوق الانسان وعدم احترام رأيه وحرية انتمائه ومعاقبة الذين يختلفون معهم بعقوبات تصل لحدالسجن بدون الرجوع للقضاء والتهديد والوعيد والاساءات والاعتداءات والتعذيب وكذلك الاغتيال، ولو راجعنا الشكاوي التي يتقدم بها المواطنين ويعلن عن 10% منها فقط بسبب الخوف والملاحقة في الاعلام لوجدنا كيف اصبحت الامور وكيف تصور الذاكرة ما كان يجري في الماضي.. اما القضايا التي تخص حياة المواطنين في السكن والمستنقعات التي حولهم والبيئة المولوثة بشتى السموم التي اصبحت خطراً حقيقياً على ارواح الناس والقضايا الامنية وكيف يسرح ويمرح الارهاب والمجرمين والاختلاسات والسرقات والتجاوزات والتعينات الوظائفية التي ابدعت فيها بعض القوى الاسلامية في الدوائر والوزرات فحدث بما تستطيع عليه من الحديث. الا اننا بعيدين عن الحلول بل العكس التمادي اكثر فأكثر في التجاوز والنواقص والاخطاء، ولمجرد مجابهة هذه الاخطاء فان الاتهام الجاهز موجود فانت مع الارهابين والقتلة او عدواً للدين الاسلامي وتهم اخرى كثيرة موجودة في جعب من يرسم لهذه السياسة.
نقول ان التفرد والقرارات الفردية مهما كانت فهي لن تكون صالحة للمجتمع والبلاد مثل الحكم الجماعي والقرارات الجماعية والشفافية واحترام الآخر وحقوق الانسان المشروعة ومنح الحريات بدون قيود او شروط.. وهذا ما يجعلنا نؤمن ونعتمد على الشعب المنفذ بشكل واعي لها.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون الخدمة المدنية لسنة 1939 وتقرير لجنة النزاهة عن التجاو ...
- ماذا يريد حكام ايران من العراق؟
- آه.. يا أموال العراق أواه يا أموال الشعب العراقي
- ستسمع لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي
- دولة واحدة لا دويلات متداخلة حسب المصالح الحزبية
- التصيد في المياه العكرة ومأساة جسر الأئمة
- الدوائر الانتخابية ورؤية المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات ...
- عمليات الفساد والتمييز ضد المواطنين والقوى الديمقراطية
- مواقف سياسية وثقافية أكثر من مريبة
- طارق عزيز بريء كلّ البراءة ونظيف اليدين زيادة
- وأخيراً.. ها هي مسودة الدستور امامكم لعلكم تعقلون
- هل ستضيع حقوق الناس بهدوء...! ولكن التاريخ لن يرحم
- لا..للمساواة بين المــرأة والرجـــل
- ايران ــ لماذا الإصرار على القنبلة النووية بحجة الطاقة؟
- فيدراليــة للشيعة أم ضد مطالب الكرد وفيدراليتهم.. يكــاد الم ...
- رحلـــة الكاتب حسن اللواتي للبحث عن الذات في الألم واللذة
- ليكن الدستور القادم عراقياً فدرالياً تعددياً كي يبقى العراق ...
- الطائفية المبررة في طلب الحصانة ومساعٍ أخرى للتشابه بثوب جدي ...
- لتكن حقوق المرأة في الدستور مسؤولية كل الضمائر الحية
- دعـــــاء زكيـــة


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الانفراد بالحكم والقرارات الفردية سياسة غير صائبة.. مثال مذكرتي التحالف الكردستاني