أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر ثابت - الخط الفاصل بين الموج الأزرق والرمل














المزيد.....

الخط الفاصل بين الموج الأزرق والرمل


ناصر ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 4916 - 2015 / 9 / 5 - 01:26
المحور: الادب والفن
    


(إلى إيلان الكردي الذي صرعه المتوسط في معركة غير متكافئة،
عندما كان هارباً من جنة الوطن إلى جحيم اوربا)
شعر ناصر ثابت

في شاطئ زوما
نغسلُ موجَ "البحر الهادئ" بالحُب
ونعيش مع النورسِ والرملِ قليلاً
نتعبُ من ذهبِ الوقتِ
ويلمعُ في القلبِ فراغٌ عاديٌّ جداً،
يتراكمُ فينا إحساسٌ أنّا ننتظر القادمَ من خلفِ الأفق الرحب
ونشمُّ سطورَ الماءِ
ونعبثُ بمزاج محيطٍ سُمي بالهادي.
هل في الإسم مكانٌ للصدقِ؟
الأمواجُ الهائلةُ؟ التسونامي؟ الحيتان الضخمةُ؟ أصواتُ الصخرِ يدقُّ رؤوس الموج؟
الشمس الصفراءُ إذا عجزتْ عن تسخين الماء قليلاً؟
لا شيءَ هنا يمكن أن يقنعنا بالإسم الهادئ!
يضربُنا الرملُ بسوطٍ حانٍ
ويدللُنا بنعاسٍ خصبٍ،
فننامُ
ولا نصحو إلا من صوتِ هدير الهيلوكابتر،
وهي تنادي من فوق رؤوس الناس
على "كيرين"
فالطفلة تاهت منذ قليلٍ،
هل تاهتْ في الموجِ أم الرملِ أم الإثنين معاً؟
تأتي امرأةٌ تسعى، وتنادي
"كيرين". وتهاجمُ صدرَ البحرِ، تدق عليه بعنفٍ
تتحركُ غرباً وجنوباً وشمالاً
تبحثُ عن شَعرِ ابنتِها
وتفكرُ في رعبٍ "هل يعلكُه الموجُ أم الرمل؟"
في الحالِ، تهاجمني صورة ايلان الكردي،
وأحاول تهدئة المرأة:
يا سيدتي، قري عيناً، فالبحر القاهرُ لا يأكلُ إلا أجسادَ الأطفالِ السوريين
أما في شاطئ زوما،
فانتظري بعضَ الوقتِ، لترجعَ "كيرين"
سالمةً، بيضاءَ، ولم يمسسها سوءٌ
هي كانت تركضُ خلفَ الغيمة، ظناً منها أن الغيمة قطعة بوظة.
لا ترتجفي!
***
(مع أن الصورة في الإنترنت تعيدُ الأجواء السوداء إلى نصي الشعري
سأحاولُ أن أتراجع عن هذا التعذيب السادي لذاتي.
من أين مزجتُ تفاصيل القصة بين شواطئ زوما، والبحر المتوسط؟)
***
وكما كنتُ أظنُ رأيتُ المرأة باسمة، وتغني
وهي تسير على الخط الفاصل بين الموجِ الأزرق والرمل،
كانت تزهو بابنتها
تعبثُ بجدائلها
وتطير لأن الصخر الجاثمَ فوق الصدر انزاح
تتنهدُ من قوة إحساسٍ ضخمٍ وثقيلٍ بالإطمئنانِ
يخيمُ فوق الروحِ
وينعشُها.
***
عدتُ إلى ذاتي
لملمتُ الأشياءَ المنثورة فوق الرملِ
أعدتُ ثيابَ البحرِ إلى الصُّرة
ألقيتُ نفاياتِ الرحلةِ في حاويةٍ سوداءَ
مسحتُ جبينَ امرأتي بالإعجابِ،
نظرتُ إلى الموجِ،
وودعتُ اللونَ الأزرقَ بالحزنِ العادي
ورفعتُ الكرسيَّ على كتفي، وتأبطتُ مظلتيَ الحمراء، وعدتُ إلى مركبتي
كي أحملَ نفسي فوق بساطِ الريح إلى بيتي
وأفتشَ في الإنترنت على صورة إيلان الكردي
وأحلمَ أن ينهضَ حياً من فوق الخط الفاصلِ بين الموج الأزرق والرمل!

3-9-2015



#ناصر_ثابت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلان كردي، ومأساة ضميرنا الجمعي
- تعذيب الساعدي القذافي، على طريقة الربيع العربي.
- المدينة هي الزمان، والصباح هو المكان
- قهوة خفيفة السُّكَّر
- أحبكِ، وهذا كلُّ شيءٍ
- عن تفجيرات الكويت، وجولة سريعة مع الانتحاري القاتل!
- صباحاً، يفضُّ الإلهُ المظاريفَ
- اقبال
- ورقةٌ بيضاءُ ناصعةُ التحدي
- البندول
- غيمة الغلو
- ضد الحرب.. ولكن!
- الواقعُ يحلمُني أيضاً
- يومياتٌ على هامش المطر
- دونَ أن أنظرَ إلى الخلف
- أملٌ زائفٌ، ألمٌ حقيقيٌّ
- ألم في الذائقة
- لم يحدث هذا معي
- أهي العصبية القبلية أم ماذا؟
- قصيدتان عن النوم


المزيد.....




- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران
- المغربية ليلى العلمي.. -أميركية أخرى- تمزج الإنجليزية بالعرب ...
- ثقافة المقاومة: كيف نبني روح الصمود في مواجهة التحديات؟
- فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا ...
- روبيو: المفاوضات مع الممثلين الأوكرانيين في فلوريدا مثمرة
- احتفاء مغربي بالسينما المصرية في مهرجان مراكش
- مسرحية -الجدار- تحصد جائزة -التانيت الفضي- وأفضل سينوغرافيا ...
- الموت يغيب الفنان قاسم إسماعيل بعد صراع مع المرض


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر ثابت - الخط الفاصل بين الموج الأزرق والرمل