أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح اميدي - لمن نبكي: للاسود ام للبشر؟














المزيد.....

لمن نبكي: للاسود ام للبشر؟


صلاح اميدي

الحوار المتمدن-العدد: 4894 - 2015 / 8 / 12 - 19:58
المحور: كتابات ساخرة
    


فعل شنيع قام به احد اطباء الاسنان الامريكان في زيمبابوي بقتل الاسد الذي كان يسمى ب( سيسل)..
سيسل الذي كان المفضل للسياح الاجانب بسبب العرف الاسود الدائر حول عنقه, قتل في رحلة صيد للسائح الذي دفع 50 الف دولار فاتورة رحلة صيده, و بحسب الزيمبابويين قام هو ودليله المحلي بمطاردة واستدراج الاسد الى ان خرج من دائرة محميته الطبيعية التي هي الحديقة الوطنية الزمبابوية ثم رماه بسهم ليؤدى الى موته ..
اقيم في امريكا والغرب على مدى الاسبوعين الماضيين مناحة وعزاء واستنكار في مواقع التواصل وقام البعض بمظاهرات منهم حاملين شعار مكتوب " كلنا سيسل !" .
طالب البعض بشنق المتهم و البعض بتسفيره لامريكا للمحاكمة و اخرون بتسليمه للاخ الشقيق لسيسل الذي يعيش في البارك نفسه ليأخذ بثأر اخيه من طبيب الاسنان !!
في البداية اعتبر الزمبابيون الامر شيئا عاديا , لكن بعد ان رأوا ان نشطاء و فرسان التويتر والفيسبوك الذين يدعون الدفاع عن حقوق الحيوان الغربيون ثار كل في موقعه , ادركوا انه بالامكان تضخيم الموضوع نوعا ما على الشاكلة الغربية , ربما يؤدي ذلك الى صفقة او محاكمة على طريقة جلسات (الحاكمة جودي) و تاتي بمنفعة في بلد يعيش الغالبية العظمى من الشعب تحت خط الفقر المدقع..
فقام مستعجلا رئيس زيمبابوي الدكتاتور الطاعن في السن باستنكارالحادثة وبمهاجمة السياح الاجانب عبر تصريحات ربما يضحك هوالاخر في داخله منها ايضا .

و تعقيبا على الموضوع و قبل اسبوع من الان بالضبط , كتب طالب دراسات عليا زيمبابوي يدرس في امريكا, مقالا في النيويورك تايمز بعنوان:
" نحن في زيمبابوي لا نبكي للاسود" ..
فيها يعبر الشاب عن ماذا يعني الاسد للفرد الفقير الزمبابوي .. خاصة في القرى النائية و ياتي ببعض الامثلة على الهجمات الفتاكة التي تقوم بها بين الفينة و الاخرى قطعان الاسود على القرى ... فسيرة الاسود تراثيا مربوط بسيرة خطف الاطفال و الرعب والذعر والفتك بالمواشي والاغنام( ان وجدت )..
فالبشروالحيوان يتنافسون في بلد كهذا على نفس لقمة العيش .. يظهرهذا جليا في فيديو منشور على اليو- تيوب شاركه الملايين , يرى فيها ثلاثة من الرجال الافارقة بدون اي سلاح شبه حفاة الاقدام يهجمون على قطيع 10 من الاسود الذين لتوهم قد انقظوا على فريستهم( الجاموس) ليسرقوا من الاسود بنجاح بعضا من اللحم! .

لم نرى يوما مظاهرة نشطاء امريكيين او فرنسيين يقولون لاداراتهم "كلنا فقراء زيمبابوي " ..
لا يرى حتى في الحلم اي مرشح رئاسة امريكي بان ياتي بسيرة منع الاسلحة من التداول , الاسلحة التي تؤدي بحياة المئات منهم كل عام ..لن يكون الفشل فقط بل الفظيحة ايضا من نصيبه بدون شك.. اين هؤلاء الناشطين ايضا ..

اختبر عالم نفس اجتماعي جمعا من الناس جلسوا في قاعة هادئة .. اتى بلوحة بيضاء على المسرح ثم رسم بقلمه نقطة صغيرة سوداء في وسطها, و سألهم عدة مرات ماذا ترون هنا ؟ مؤشرا لللوحة ..
بالاجماع كانوا يقولون نقطة سوداء, كل مرة !!
نسوا اللوحة (السبورة) التي هي اكبر من النقطة مساحة بعشرات المرات ..
كلما تعقد فكرنا وتطورت اساليب ادراكنا ربما ازداد اهتمامنا بالجزئيات و نسينا الاطر الكبرى وفقدنا الحس العام ..
نعيش عصر التخصص ..
اطباء العيون اصبحوا حوالي سبعة الى عشرة تخصصات لا يتقن اي منهم عمل اختصاص الاخر .. احدهم مختص في القرنية والماء الابيض والاخر في الشبكية و الاخر في الماء الاسود و اخر في تصحيح الحول و ثم الذي يتخصص في عمليات تجميل العين و منهم في معالجة حالات العين الطارئة وهكذا ..

وزارة الخارجية الامريكية فيها اكثر من 300 قسم .. منهم مختص بالشرق الاوسط والاخر للشرق الادنى واخر لجنوب شرق اسيا و رابع لاوربا و خامس بدراسة شعوب كل منطقة واديانهم ولغاتهم وعادات المائدة لكل شعب وكيف يقعدون على المرحاض وو ..
ثم عندما غزوا العراق لم يعرف احدهم, رئيسهم بوش الابن , من هم الشيعة و من هم السنة !!
و تصور اوباما انه يجب تقبيل ايادي نظرائه العرب فقبل يد عبدالله بن عبدالعزيز قبل ان يعلم ان هذا ليس امرا ضروريا!! ثم ذهب الى ملكة بريطانيا ولم يقولوا له انه هنالك شيء اخترعه العائلة المالكة لنفسهم يسمونه العرف او الاتاكيت الملكية فاذا به يرفع كاس النبيذ بوجه الملكة والثانية تدير وجههاعن تقرا شيئا ما حسب العرف , ثم هي ترفع الكاس من المائدة واذا بصاحبنا قد اوشك على سكب الجرعة الاخيرة في المعدة ..

مئات الالاف قضوا في سوريا و العراق و افغانستان و شعوب الغرب و الشرق في سبات وغفوة الضمير .. يبكون للاسد سيسل ( مع كل احترامنا لنشطاء الرفق بالحيوان) الذي ربما كان سيفتك بطفل زيمباوي...
و يتركون" اسد سوريا و كلاب القاعدة و فئران داعش " يفتكون بالابرياء ..
في التخصص تهنا .. لمن نبكي للانسان ام للحيوان ؟؟
قسم منا نبكي لعوائل كاملة دمرت بسبب صيد الطائرات والصواريخ , سقطوا شهدائا على بعد امتار منا, و قسم في امريكا و اوربا يبكون على المرحوم سيسل على بعد الاف الاميال منهم و نسونا كشعوب !! ..



#صلاح_اميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صياغة الدستور : كسب او ضياع مستقبل شعب
- الدين و المعتقد : تحويل البشر الى وحوش مفترسة
- هيجان اردوغان قبل انتخابات البرلمان
- الانتخابات البرلمانية التركية القادمة..هل سينجح حزب الكوردHD ...
- القضاء على داعش اليوم لمنع جيش مماليك ابناهم المستقبلي
- تخبط اليسار في الرد على الارهاب الديني السلفي
- الكون : بين لابلاس و هوكينك
- تركيا من ارهاب السلطان الى ارهاب اردوغان
- دفاعا عن العلمانية .. ليس الالحاد
- صمود كوباني داود ... وهزيمة جالوت داعش واردوغان
- الكورد و الغرب و المصالح
- اردوغان واللعب على وتر-داعش-
- الخطاب الديني و طمس الهوية القومية الكوردية
- تسييس الدين و أسلمة السياسة
- كوردستان بين 1916 -2014
- تفتت الدولة المصطنعة (العراق )
- كوردستان : ام يهودستان النكبة الثانية ؟ مؤامرة اللقلق واسماك ...
- القييم و المبادئ :هل اصبحت سلعا منتهية الصلاحية؟؟
- ازمة الجامعات العراقية و الكوردستانية
- العمالة الاجنبية في كوردستان


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح اميدي - لمن نبكي: للاسود ام للبشر؟