أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح اميدي - الكون : بين لابلاس و هوكينك














المزيد.....

الكون : بين لابلاس و هوكينك


صلاح اميدي

الحوار المتمدن-العدد: 4641 - 2014 / 11 / 23 - 16:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الفرنسي" سيمون لابلاس " كان عالم فيزياء وفلك بارع , اضاف مادة موثقة جديدة و مقرونة بادلة علمية اضافية على ما قد توصل اليه من قبله " اسحاق نيوتن "
عندما كتب عن استنتاجاته و تحليلاته عن تفسير الكون" و انهيار الجاذية و الثقب السوداء " ارسل في طلبه للحضور" نابليون بونابرت "...لابلاس كان في حياته اليومية مبهما في بعض الاوقات , ولكن عندما كان الامر متعلقا بالعلم , كان لا يعرف المساومة والتردد في الدفاع والتمسك بارائه العلمية و اظهارها بكل صراحة و بدون لف او دوران .

قال له نابليون : "كتب نيوتن عن "الاله" في كتاباته .. لكني لا ارى في فرضياتك ااشارة , ولولمرة واحدة لمكانة الاله في خلق الكون"! ..

اجاب العالم بهدوء :

لم احتاج لذلك الفرضية , يا سيدي !...
" Je n avais pas besoin de cette hypothèse-là"
[I had no need of that hypothesis]

نظر نابليون اليه بتفحص و رد له العالم النظرة بثقته المشهورة وبكل هيبة, مع علمه ان في قوله كان الكثير من الخطر والتداعيات ..
يقال على لسان العالم الفرنسي الاخر "لاغرانج" ان الامبراطور عندما سئل tيما بعدعن لقائه هذا مع العالم ,كان قد قال" ولكنها فرضية جميلة جدا تفسر الكثير من الاشياء "....
لكن نابليون الذي كان يراعي كثيرا مشاعر بالكنيسة , وبراي الكثيرين ممن عرفوه , كان قد شعر بالاحباط من جواب لابلاس وعدم ارتياح في داخله , مع ان علاقة الاثنين كانت جيدة رغم طموحات " لابلاس" السياسية ..
لكن و بعد ان وسع نابليون حجم طموحاته الحربية , وكان حينئذ ابن لابلاس في الجبهات الشرقية, شعر الابوين لابلاس بالخيبة من سياسات الامبراطور , و جلب النهاية لعلاقتهما فجأة ,عدم الاحساس من طرف الامبراطور لمشاعر العالم الكبير عندما اراد ان يثأر بطريقة ماعليه و مواقفه العلمية و السياسية ..
فعند رجوعة من معركته التي انهارت فيها قواته في ليبزيك ضد بروسيا و النمسا و حلفاء اخرين 1813 Battle of Nations .. التقى نابليون بلابلاس و قال للعالم :
"ارى انك فقدت الكثير من الوزن" ..
اجاب لابلاس "نعم سيدي .. فقدنا ابنتنا "صوفيا " ,(التي ماتت اثناء عملية الولادة ) ..

قال الامبراطور ببرود شديد : "لكن هذا لا يفسر فقدان الوزن , انت عالم رياضيات , لو وضعت فقدان ابنتك في المعادلة فهذا لا يفسرعلميا النقص في الوزن "!! ...
هذا كان قبل حوالي 250 سنة ..

الان فان " ستيفن هوكينك " الذي يعتبر رائدا في علم الفلك والفيزياء يقول الشيء ذاته :
"قد يكون الإله موجودًا ، لكن بإمكان العلم تفسير الكون بدون الحاجة إلى خالق"، وقال مؤكّدا:
" أن باستطاعة العلم تفسير الكون ، واننا لا نحتاج لاله بغية تعليل وجود شيء عوضا عن العدم، أو تعليل كون قوانين الطبيعة على ما هي عليها".
جواب "هوكينك" المستفاد من علم الفيزياء الحديثة، يذكرنا بجواب "لابلاس" العالم الكبير في الفيزياء الكلاسيكية أو التقليدية..

و لكن لو نظرت الى رد المسلمين عليه وتهجمهم عليه( على هوكينك) و على كتابه" التصميم العظيم " , في صفحة منتديات العقيدة مثلا , يقول احدهم و يدعي انه حامل دكتوراه ( ربما علوم شريعة):
"إذا كان هناك قانون للجاذبية فمن الذي وضعه وأوجده؟"... جدل صاحبنا من البدائية و السطحية مثلما كان سابقا يقال في ظاهرة البرق والرعد بانها من الاعجاز , ثم اتى العلم و فسر الظاهرة بل اصبح بالامكان صنع واحدة منها في اي وقت ...
بعد سنوات عدة من اخبار الراديو بان الانسان وطأت قدمه سطح القمر1969 بواسطة القمر الصناعي ابولو .. احب احد ائمة المسجد المتنورين علميا في مدينتنا الصغيرة ان يذكرها بعد صلاة العشاء في المسجد كجزء من الموعظة الحسنة التي يجب ان يمليها لجمعه ,, و كاد الجمع الغفير من الغير متعلمين ينهالون عليه بالضرب لولا معرفة البعض الشخصية به .. اليوم و بعد 50 سنة فان المئات من صفحات الانترنت التابعة للمسلمين يشككون( اليوم) في حقيقة وصول الانسان للقمر بالرغم من الصوت و الصورة ... و في المقابل يصدقون الاعجاز الديني بالرغم من عدم وجود اي دليل ..
اوكما يقول احدهم نحن نقبل ان مليون + مليون =2 مليون , فالغبي وحده يبحث في الاعجاز وراء هذه الحقيقة لاننا نراها بقياس عدد الاقلام ..
صاحبنا يعترف بالجاذبية "الحمد و الشكر لله" .. لكن يربطها بما وراء الطبيعة , بالميتافيزيقا الدينية , و يحاول ان يحشر الاله او الخالق فيه .. فيرجع الحقيقة العلمية للوراء والى دهاليز اللاهوت الديني , اي في الاخير ..
"ارجع كما كنت" .. الا يفسر هذه المواقف سر تخلف المسلمين ؟ ..

المدافعين عن وجود الاعجاز في الدين و خاصة" المتعلمين منهم", يسعون جاهدين في اظهار وعرض الكتب و التعاليم الدينية وكانها حزم اختزلت فيها جميع العلوم الحديثة الرياضيات والكيمياء والوراثة والاجتماع والعلوم الفلكية و الحياتية الاخرى , و يصورونها للغير بانها رزم علمية كاملة تتطور من تلقاء نفسها مع تقدم العلم ومع تقدم معرفة الجنس البشري ...
لكن الحقيقة هي فعلا ليست كذلك ,و تبدوا وانها مخيبة لامال البعض منهم ... بالنسبة لعلماء امثال (هوكينك و لابلاس و نويتن و اينشتاين و دوكينس و غيرهم ) فان الفلسفة قد ماتت , ولكن لمعظمنا لحد الان لم تمت الفلسفة ولا الاعجاز كاملا, الى ااشعار اخر ..

عندما يعلم السبب ربما يبطل الكثير من الاعجاز , و ربما سيظل و يبقى البعض بل الكثير من "الرجب ممتطيا حمار العجب " ..



#صلاح_اميدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا من ارهاب السلطان الى ارهاب اردوغان
- دفاعا عن العلمانية .. ليس الالحاد
- صمود كوباني داود ... وهزيمة جالوت داعش واردوغان
- الكورد و الغرب و المصالح
- اردوغان واللعب على وتر-داعش-
- الخطاب الديني و طمس الهوية القومية الكوردية
- تسييس الدين و أسلمة السياسة
- كوردستان بين 1916 -2014
- تفتت الدولة المصطنعة (العراق )
- كوردستان : ام يهودستان النكبة الثانية ؟ مؤامرة اللقلق واسماك ...
- القييم و المبادئ :هل اصبحت سلعا منتهية الصلاحية؟؟
- ازمة الجامعات العراقية و الكوردستانية
- العمالة الاجنبية في كوردستان
- الانتخابات - الناخب و المرشح و ما بينهما - الجزء الثاني
- الانتخابات: الناخب والمرشح و ما بينهما
- كوردستان ؛ رحلة البحث عن الاجبان.
- السلفية و الاخوان في كوردستان
- ديژافو Déjà vu
- العار في جرائم غسل العار
- قواعد الدماغ


المزيد.....




- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...
- الفاتيكان يتخلى عن تقليد رداء البابا الذي يعود إلى قرون مضت ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح اميدي - الكون : بين لابلاس و هوكينك