أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح اميدي - الخطاب الديني و طمس الهوية القومية الكوردية















المزيد.....

الخطاب الديني و طمس الهوية القومية الكوردية


صلاح اميدي

الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 08:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لايخفى على احد ان انضمام الكورد للاسلام كان له الاثر الاعظم في كبح الشعورالقومي الكوردي منذ القدم ومرورا بالمراحل التاريخية , ووصولا الى وقتنا الحاضر ,الذي نشاهد فيه الصراع القومي على اشده بين الشعوب والاقوام من اجل اثبات الهوية الوطنية و تقرير المصير ..
طغى على الهوية الكوردية صبغة الدين والهوية الدينية لقرون من الزمن .. ونتيجة لاسباب عديدة , منها اجتماعية ومنها جغرافية متمثلة بالانعزال الجغرافي وانعدام المنافذ المائية للعالم الخارجي , بقي الكورد اسرى لهذه الهوية, لانهم كانوا محاطين دائريا بالشعوب الثلاثة الرئيسية المسلمة ، العرب و الفرس و الترك .
عندما سؤل المؤرخ البارز (كمال مظهر )عن الاسباب الرئيسية التي ظلمت الكورد في تاريخهم ، سواء اكانت الجغرافيا اوالعامل الخارجي اوالمستوى الثقافي للكورد انفسهم , لم يتردد في تشخيص الجغرافيا في كونه السبب الرئيسي , لانه يؤدي بدوره الى الاسباب الاخرى السلبية كتاخر التطور الاجتماعي و الفقر والجهل و البقاء تحت سيطرة المحتل ...

قساوة بيئتها ووعورة تضاريسها ربما ساعدت كوردستان على الحفاظ على اللغة و التقاليد القديمة و حتى الحماية من الغزاة او الانخراط في المعارك الدائرة عبر التأريخ بين الامبراطوريات العظمى و لكن في النفس وقته حرمتها من الانفتاح على ما يجري في العالم الخارجي ,في خارج اطار الاقوام المحتلة لارضها , الاقوام التي بدورها تعاني من مرض التخلف الديني و العرقي و الطائفي .

كثيرا يتردد سيرة صلاح الدين الايوبي و كيف انه اقام الدولة الايوبية التي انضوت تحت رقعتها مساحات شاسعة و اقواما عدة , ومع هذا اخفق في ابراز هوية الكورد القومية .. السبب ربما يعود الى تغليب العنصر الديني في التفكير انذاك , اي انه لم يكن معنيا بقوميته( سواء عن وعي اوعن غير وعي ) , قدر ما كان مدافعا عن راية الدولة الاسلامية , علما و حسب قول المؤرخ نفسه , السيد مظهر , فانه اي صلاح الدين (كان غالبا يتحدث في ديوانه الخاص بلغة لم يفهمه الاخرون -اي اللغة الكوردية) .... اما السبب الاخر فلربما لان مفهوم القومية بالمنظورالسياسي الحالي ايضا , لم يتبلور , الا في القرن الثامن عشر في اوربا , و التاسع عشر في الشرق الاوسط ...

ولكن لو نظر الشخص في اشعار الكورد البارزين الاوائل (فقي تيرا /القرن السادس عشر , احمدى خاني/ القرن السابع عشر , بيره مير/ السادس عشر ) يرى ان الشعور القومي والدعوة الى الوحدة الكوردية من اجل التحرر القومي واضح وجلي في بعض هذه الاشعار , و بقارق 4 قرون فقط عن زمن صلاح الدين نفسه , و قبل ظهور القومية في اوربا بفترة لا باس بها ...
يكتب يوسف يوسف في مجلة ((كوانة)), الكرد...جدل المقاومة في خضوع كوردستان الى الاقوام الاخرى:

"يقف أحمدي خاني أمامه فيقول في التعبير عنه وبما يوضح أبعاده: إنني حائر في المصير الذي خصصه الله للكرد. هؤلاء الكرد الذين بلغوا المجد بسيوفهم، كيف يصح منعهم من حكم أنفسهم بأنفسهم وإخضاعهم لسلطة الآخرين؟ إن الترك والفرس محاطون بأسوار كردية..وكلما تحركت جيوش العرب والترك سبح الكرد في الدماء التي يسفكها هؤلاء .إننا متفرقون دوما ، وعلى خلاف فيما بيننا، ولا يخضع الواحد منا للآخر، أما إذا اتحدنا جميعا،
فلن يستطيع هؤلاء الوقوف في وجهنا "...

و الامرهذا لم يتوقف عند صلاح الدين بل استمر الى القرن العشرين فمجمل الحركات والثورات الكوردية بدأ من محمد باشا الراوندزي 1835و عبيدااله النهري 1880 اتسمت بالطابع العشائري وقيادة شيوخ دين افقدت هذه الثورات الكثير من زخمها و فحواها القومي من جهة , و ساعدت الخصم ( العربي والتركي والفارسي ) على الطعن في هذه الثورات بتصويرها للعامة من الكورد المسلم , بانها خروج وعصيان على الدين و دعوى الى الكفر والردة !! .. بل و استخدم الكورد مرارا كاداة بطش من قبل غزاتهم تجاه الاقوام و الاقليات الاخرى , خدمة للدين كما حدث في (فرمانات الارمن والاشوريين و الايزيدين ,,, والفرمانة من التركية هي المرسوم اي امر الوالي و الحاكم ، حكم او أمر )...

اصحاب الدين من غير الكورد يدافعون عن صلاح الدين , ولو ببرود شديد ,عندما ياتي سيرته الكوردية , بانه عمل تحت "راية الاسلام وليس القومية الكافرة " , ويُسخِّرون القومية لصالح الدين ,, اما العروبيين فدأبوا ان يمحوا الهوية القومية لصلاح الدين و يُسخِّرون الدين لصالح العروبة , كما يعبرعنها الشاعر الفلسطيني معين بسيسو:

((صلاح الدين انتصر فكان بطلا عربيا ... لو انهزم لكان جاسوسا كورديا )) ...

اما الاسلام السياسي الحالي الممول من قبل السعودية وقطر وايران والمشبع بافكار السلفية و الجهادية من جهة , و"بروتوكولات حكماء ولاية الفقيه " من الجهة الثانية , فاصبح, الدين , يمثل اداتها المثلى للتصدي ومحاربة التوجهات القومية ...
والامر لايختلف الان في كوردستان عن معظم الدول العربية التي سببت فيها الحركات الاسلامية كالقاعدة و حماس و حزب الله , حالة من الفوضى لا يحسد عليها ,مسببة موت الالاف المؤلفة من الابرياء ..
خذ لبنان مثلا وماال اليه نتيجة وجود حالة" دولة في دولة " متمثلة بحزب الله .. تونس بعد الربيع العربي , وليبيا و اليمن , ناهيك عن سوريا و العراق و الخراب الابدي الذي لحق بهما من وراء القاعدة وداعش والحكام الطائفيين ..

في احد كتبه ينوه الاستاذ (صادق ج العظم) الى , متولي الشعراوي ,الذي كان في وقت من الاوقات وزيرا للاوقاف وعضوا في مجلس الشورى ,و في مناصب اخرى عديدة في مصر منها اكاديمية و اخرى دينية ... معروف عنه انه قال على قناة تلفزيونية بعد الهزيمة مباشرة , بانه" صلى ركعتين شكرا لله بهزيمة مصر و العرب, فى حرب 1967 (الهزيمة العربية الكبرى) , وكان وقتها بالجزائر وعندما ساله ابنه :
كيف تصلى يا ابي شكرا للهزيمة الكبرى؟ قال :
لو انتصرنا لكنا فتنا من ديننا للشيوعية ! , و قوله ان جمال عبدالناصر ذنب من اذناب الشيوعية , ولو انتصر لكبر وتجبر اكثر! ...
والقصد من هذا المثال هو ليس التعبيرعن من كان يستحق النصر اوالهزيمة , بل كيف يمكن لدولة لن تنتصر لو وجد فيها مواطنون على هذه الشاكلة من الوطنية !! علما انه كان من الفئة المتعلمة الواعية والمثقفة .. ولوعلمنا ان معظم اعضاء و مؤيدي الاحزاب السياسية في بلداننا , هم من هذه الشاكلة فكيف لنا ان نستبشر خيرا في المستقبل !!! ..


الاحزاب الكوردية الاسلامية جميعها تعمل بطريقة وتفكير الشعراوي هذه , تاثيرها ربما اكبر , لان الدول العربية على اية حال ,لا تسعى لتقرير المصير ... مصيرها مقرر و حدودها معروفة الى حد ما.. اما الكورد فان وجود هؤلاء يمثل مانعا وعقبة اخرى ,تضاف الى العقبات الموجودة الممثلة في التقسيم وغيرها , والتي وضعت لنا من قبل المحتلين للاراضي الكوردية ,اي الترك و الفرس و العرب ..

تارة يقول احد اعضاء البرلمان من هذه الاحزاب الاسلامية الكوردية , بان النشيد الوطني الكوردي حرام, لانه تشكيك في الولاء للدين , "لانه يقول دينمان ئاينمان هه ركوردستان ,,اي ان ديننا وايماننا هودائماكوردستان " , وفي اخرى لا ينهضون للوقوف للنشيد , وفي ثالثة يحرضون الائمة في المساجد بتذكير الناس دائما و ترهيبهم , ان "لا شرع غير شرع الجهاد ,ومن ياخذ غير ذلك في الحياة سبيلا , فمصيره هو تهشيم الرؤوس " , اي سوف ناتي اليكم على خيول داعش و نطرق ابوابكم للقصاص عندما يحين الوقت !!..
واخيرا رفع القناع عن ميولهما الارهابية كل من دلشاد كرمياني و سوران عمر القياديين في الجماعة الاسلامية والحركة الاسلامية على التوالي , بتصريحهم "عدم جدوى محاربة داعش , وانهما غير مستعدان لتشجيع الشباب الكوردي للدفاع ضد هذا الارهاب الاسود ,بحج واهية كمظلومية العنصر السني والخ من الاكاذيب "...

على البرلمان الكوردي تشريع قوانين جديدة بعد عرضها على الاستفتاء على الشعب , خاصة بالارهاب , تجرم كل حزب يشجع الارهاب ويسعى بالضد من مصالح الشعب الكوردي في الاستقلال , و تجرم كل ما من شانه عرقلة الحركة التحررية الكوردية ,و تشترط على جميع الاحزاب الكوردستانية الكوردية و غيرالكوردية واجب الدفاع عن الارض ضد المعتدين ايا كان نوعهم ...

على القيادة الكوردية عدم المساومة والتهادن مع هذه الاحزاب الاسلامية لمدة اطول , بل محاولة وضع حد ليس"" لداعش الخارج فقط , بل لدواعش الداخل ايضا "", وقبل ان يصبح هذا السرطان عصيا على الاستئصال ..



#صلاح_اميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسييس الدين و أسلمة السياسة
- كوردستان بين 1916 -2014
- تفتت الدولة المصطنعة (العراق )
- كوردستان : ام يهودستان النكبة الثانية ؟ مؤامرة اللقلق واسماك ...
- القييم و المبادئ :هل اصبحت سلعا منتهية الصلاحية؟؟
- ازمة الجامعات العراقية و الكوردستانية
- العمالة الاجنبية في كوردستان
- الانتخابات - الناخب و المرشح و ما بينهما - الجزء الثاني
- الانتخابات: الناخب والمرشح و ما بينهما
- كوردستان ؛ رحلة البحث عن الاجبان.
- السلفية و الاخوان في كوردستان
- ديژافو Déjà vu
- العار في جرائم غسل العار
- قواعد الدماغ
- هل فعلا الفساد وليدة القوة و السلطة؟
- تغيير طرق التعليم ضرورة ملحة-الجزء الثاني
- ====تغيير طرق التعليم ضرورة ملحة =====
- النشاة الاولى و نوعية الامومة و العناية في السنوات المبكرة – ...
- النشاة الاولى و نوعية الامومة و العناية في السنوات المبكرة – ...
- العزائم و الولائم و الهدايا قبل الانتخابات هل تاتي قصدا او ا ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح اميدي - الخطاب الديني و طمس الهوية القومية الكوردية