أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح اميدي - تركيا من ارهاب السلطان الى ارهاب اردوغان














المزيد.....

تركيا من ارهاب السلطان الى ارهاب اردوغان


صلاح اميدي

الحوار المتمدن-العدد: 4628 - 2014 / 11 / 9 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما انهى ما يقال عنه بمؤسس تركيا الحديثة (كمال اتاتوك ) سلطة الخلافة العثمانية رسميا في 1924 ، وضع مكانها بديلا مضادا مئة في المئة ... تركيا كانت في عهد الخلافة مؤسسة تدارعلى شاكلة ولاية الفقيه الحالية في ايران , تحكم من الالف الى الياء من قبل السلطة الدينية , تحولت الى (مؤسسة عسكرية ذات توجهات علمانية " على الطريقة التركية") ...
منع لبس الحجاب في المدارس وفي الدوائر الرسمية والوظائف الحكومية ومنع الجيش من ممارسة الطقوس الدينية وكذلك منع العسكر والضباط من اعفاء اللحى وحفي الشوارب وامروا " بحفي الاثنين معا" , استبدل العديد من الكلمات ذات الاصول العربية والفارسية الى كلمات من جذور انكليزية وفرنسية وشجع على مظاهر عديدة اخرى مضادة لما كان مالوفا من قبل , وفي العديد من المجالات ..
كان ذلك بمثابة تطعيم شجرة استوائية اونبتة صحراوية ببلوط جبلى! ....فلم يحدث التطعيم ..

كان الامرمرادفا لتطعيم المجتمع اليمني الجنوبي القبلي والغارق في الولاء الديني والبدائي اجتماعيا الى العظم بافكار الشيوعية و"دكتاتورية البروليتاريا الصناعية الماركسية" , واطروحات ماركس التي كانت تتنبأ باستحالة عدم حصولها , كنتيجة جدلية حتمية تاريخية تتمخض عن تطور الامبريالية الصناعية في اوربا .. اي ما كان يعرف بان "عشية ارأسمالية هي الشيوعية"... الكلام هذا ولو انه لم يتحقق, لكنه كان تصورا لاوربا المستقبلية , ليس اليمن ! ...
الحال نفسه رايناه عندما تصورالسوفييت انهم يستطيعون تبديل النظام في افغانستان بالشيوعية , في اواخر سبعينات القرن الماضي, فاتى محله في النهاية اول نظام ارهابي على شكل دولة , وهوالطالبان ..

تركيا اتاتورك واردوغان كانت وريثة 620 سنة من حكم الخلافة والسلطة الدينية .. كيف يمكنها ان تتحول في ليلة وضحاها الى دولة علمانية! ؟ .. وبالرغم من محاولة الجيش احكام الغطاء على ما كان يشبه قارورة الضغط , فانها لم تفلح في تغيير الشارع التركي البسيط الى هيئة منفتحة متمدنة ديمقراطية كحال جواره في اوربا وظل هذا الشعب متمسكا بولائه الديني و ليس العلماني , وظل العسكر في نهجه العدواني ضد بقية الاقليات التي سلبت ارضها من قبل الاتراك كالكورد والارمن واليونانيين والقبارصة ...
و كماان في اليمن وافغانستان و بعد حوالي نصف قرن من فشل زرع الاعضاء الشيوعية فيها ..ارتد الوتر عكسيا وتحولا الى بؤر ارهاب دينية .. كذلك هوالحال مع تركيا اردوغان ..

جريدة التايمز The Times تايمز في عنوان نشر في (الديلي زمان التركية) :"جهادي يكشف اسرار صفقة تبادل اسرى داعش مع تركيا " فيها قابلت احد قادة (داعش ) المقداد الشهروري الذي يعتقد انه الان في العراق مع ( داعش ) ، من اصول يمنية و نشاته سعودية، و الذي سجنه الجيش الحر في سوريا ، ثم سلم لاسباب غير قابلة للتفسير ، عدا ان الجيش الحر هو ليس الا جناحا(داعش) في سوريا و تركيا ، سلم الى تركيا و كان قد وضع في السجن في بلدة (اورفا الكوردية) ..
يقول هذا الارهابي ان الاتراك كانوا في غاية الاحترام و المودة معهم وان اكثر من 180 من هؤلاء ، اي اعضاء داعش" نقلوا في ليلة اواسط ايلول المنصرم الى الطرف الثاني عبر الحدود ,للالتحاق ثانية بداعش مقابل الرهائن ال49 من القنصلية التركية في الموصل ..
وقتها اعلن اردوغان ان الرهائن حرروا بواسطة عملية استخباراتية ..
داعش من جهتها في 20 من الشهر نفسه اي بعد 5 ايام, احتفلت على مواقع التواصل الاجتماعي بالافراج عن الشهروري .. فكان ذلك محل شك الاتحاد الاوربي في امكانية حصول الصفقة التركية فعلا وصدق الشبهات عن الموضوع ..

هنا تبرز حقيقة مفادها هي انه ليس بالامكان تطيعم دولة خرجت من احضان الارث الديني لقرون من الزمن بافكار العلمانية التي تاخذ قوتها الفعلية ليس من الاشخاص بل من المؤسساتية والقانون والتشريع المدني و ليس ايضا من تعاليم الدين ..
لا يمكن تطعيم الشوفان بالرمان ..
لا يمكن زرع اعضاء بشرية غير متطابقة مناعيا في الجسد المضيف, والا سوف تجابه بالرفض و يودي ذلك الى الموت .

تركيا و بعد قرن من التحول , اوالمفترض ان يكون تحولا ,عن طريق مؤسسها اتاتورك .. ارتدت الى الفكر السلفي الوهابي واصبحت تسيطرعلى سياستها في العقدين الاخيرين شخصيات متزمتة دينيا امثال اردوغان وولي عهده "ابن داود - او داود اوغلو و عبدااله غول"..

الدرس المستخلص هوان المؤسسات العلمانية لا تخرج من بطن سلطات غير ديمقراطية سواء اكانت دينية كما في تركيا الخلافة والسلطان ,ام دكتاتورية كما في توركيا بعد اتاتورك .. بل بانعدام الحريات الديمقراطية فان ما ستورثه من الارهاب هو الارهاب .. من ارهاب السلطان الى ارهاب اردوغان ..
لا بديل ابدا عن الحريات الديمقراطية, في اي مكان او زمان ، لتحويل نضام او شعب من اتجاهاته التعصبية , دينية كانت او قومية او سياسية ، نحو المدنية وحكم القانون والمواطنة الفعلية .. ليس هناك ما يسمى " بالطفرة النوعية " لمجتمع من حالة الركود الى حالة القوة والازدهار , بمجرد تحويل انظمة الحكم او اسمائها , كما راينا في افغانستان واليمن وتركيا التي تمارس الارهاب مع حليفها داعش في القرن الواحد و العشرين ..

التغيير انما يحصل بتغيير انظمة التشريع .. ولك ان تسمي حكمك انواع من المسميات كما فعلها اتاتوك :علمانية ,ديمقراطية ام ليبرالية , محافظة ..الخ . لكن في الاخير يبقى ان ما يغيير المجتمع هو فقط تفعيل الحريات الديمقراطية التي هي وحدها كفيلة الانتقال نحو الافضل و لكن بمرورالوقت ..



#صلاح_اميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفاعا عن العلمانية .. ليس الالحاد
- صمود كوباني داود ... وهزيمة جالوت داعش واردوغان
- الكورد و الغرب و المصالح
- اردوغان واللعب على وتر-داعش-
- الخطاب الديني و طمس الهوية القومية الكوردية
- تسييس الدين و أسلمة السياسة
- كوردستان بين 1916 -2014
- تفتت الدولة المصطنعة (العراق )
- كوردستان : ام يهودستان النكبة الثانية ؟ مؤامرة اللقلق واسماك ...
- القييم و المبادئ :هل اصبحت سلعا منتهية الصلاحية؟؟
- ازمة الجامعات العراقية و الكوردستانية
- العمالة الاجنبية في كوردستان
- الانتخابات - الناخب و المرشح و ما بينهما - الجزء الثاني
- الانتخابات: الناخب والمرشح و ما بينهما
- كوردستان ؛ رحلة البحث عن الاجبان.
- السلفية و الاخوان في كوردستان
- ديژافو Déjà vu
- العار في جرائم غسل العار
- قواعد الدماغ
- هل فعلا الفساد وليدة القوة و السلطة؟


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صلاح اميدي - تركيا من ارهاب السلطان الى ارهاب اردوغان