أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - -دعاية الجنرال- والفرح الكاذب














المزيد.....

-دعاية الجنرال- والفرح الكاذب


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 6 - 21:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"دعاية الجنرال" والفرح الكاذب

*محمود عبد الرحيم:
نعم، من حق شعب مصر أن يفرح، خاصة أنه من الشعوب التعسة التى عانت الكثير من المرارات لعقود طويلة، تحت وطأة الفساد والاستبداد والتبعية، واكتست أيامه، بشكل خاص في السنوات الأخيرة، بالسواد والدماء والقمع غير المسبوق.
لكن ماذا جد ليفرح؟ أم أن عليه أن يخادع نفسه، ويصدق حملات الدعاية الكاذبة التى رُصدت لها المليارات من جيب الشعب، لبيع الوهم وصناعة هالة حول الجنرال "الوطني المخلص" .."صاحب الانجازات".. و"رجل الأفعال .. لا الأقوال"، و"صانع المعجزات والتاريخ".
وما هي بواعث هذا الفرح والاستبشار؟ أم أن علي هذا الشعب أن يتوهم أن بحور اللبن والعسل في انتظاره، وليس عليه سوى أن يغترف منها، أو أن هذا البلد القابع تحت ديكتاتورية عسكرية لا تعترف بأية حقوق أو حريات أو استحقاقات المواطنة، انقلب فجأة إلى واحة للديمقراطية والعدل الاجتماعي، وأن النظام التابع منذ صنعه غير المغفور له السادات ليخدم مشاريع امبريالية وصهيونية ويدور في فلك ممالك الخليج، صار مستقلا، وصاحب ارادة وطنية خالصة يعمل لخدمة الوطن والمواطن، ولا احد غيرهما مثلما فعل من قبل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر صاحب المواقف والسياسات المنحازة حقيقة للشعب، وصاحب الانجازات الملموسة والمشاريع العملاقة الحقيقية ذات التحدي، وذات العائد المباشر على كل المصريين، والتى تربص بها الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني لأنحياز للوطن، لا لأجندات أجنبية.
لو كانت نجحت انتفاضة المصريين وتحولت لثورة حقيقية، وأتت برجال يقطعون الصلة مع الماضي، ويسعون لهدم قواعد الفساد والاستبداد والتبعية، وينسفون شبكات المصالح القديمة الممتدة للخارج، كان يمكن أن نقول وقتها إن ثمة أملا، وأن شيئا جديدا قد حدث، أو نصدق أن المستقبل أفضل، وأن أية تحركات وأية مشاريع تأتي لصالح جموع الشعب، لكن طالما هذا لم يحدث بعد، ومازلنا تحت حكم نظام السادات/مبارك بتبعيته لأمريكا وتكريس نفسه لحماية الأمن الصهيوني وخدمة الرأسمالية المستغلة الجشعة.. فماذا ،إذن، ننتظر؟
وماذا يمكن أن نتوقع وسط هذه المعطيات المحبطة، سوى المتاجرة بأحلام الجماهير فاقدة الوعى والمشوشة، وتضليلهم والعزف على الأوتار العاطفية، وابتزاز مشاعر الناس بشعارات الوطنية الزائفة، والانجازات العظيمة والتحديات الكبرى، والانتصارات الكاذبة، وأوهام أعظم شعب وتاريخ يتوقف فقط ليسجل امجادنا الجديدة غير الموجودة اصلا.
إن خبرة السنوات الماضية، والتقييم العقلاني الموضوعي، تخبرنا أن معظم المشروعات الكبرى أو الصغرى التى كرست لها الطاقات والأموال واستنزفت ميزانية الدولة، واحاطتها هالة من التمجيد والتبشير بالرخاء، لم تكن في معظمها سوى دعاية للحاكم الاله "الفرعون" وكهنته، ليخدرا الجماهير بوعود حول إمكانية تخلصهم من البؤس والعوز، لكن واقع الحال أنهم ظلوا يعانون وتتدهور أحوالهم من يوم لآخر، بينما يستمر هؤلاء الفسدة المستبدين جاثمين على أنفسهم ينعمون في خيرات البلاد هم وذووهم فقط ، وحفنة من الانتهازيين تجار الشعارات والمتاجرين بالآم الشعب.
وحتى المشروعات التى لم تكن وهمية كانت تسقط ثمارها فقط في خزائن فئة النصف في المائة من رجال الأعمال المرتبطين بالنظام وشركائه في الفساد من المصريين والعرب والأجانب، أو يتم نزحها للخارج، ولا يستفيد أبناء الوطن من هذه العوائد التي هي في الأساس ملك لهم، وكان يجب توزيعها بشكل عادل ليستني للجميع الاستفادة من ثروات بلاده.
أخيرا، من السهل أن تستخدم الإعلام في بيع الوهم، وتعظيم الصغائر وتقزيم العظائم، لكن إلى متي يستمر هذا العبث؟
وهل تقام الأمم وتتقدم للأمام بالدعاية والتسويق السياسي لحاكم أو جماعة، أم تنهض بسياسات وانجازات حقيقية يلمسها بنفسه كل مواطن، خاصة الفقراء، ويرى عائدها متحققا في تحسن حياته المعيشية وفي الخدمات العامة من صحة وتعليم وبنية تحتيية، لكن غير هذا خداع وتخدير للجماهير وتلاعب بالعقول.
وحتما سيأتي يوم تنهار فيه جبال الاكاذيب، مثلما حدث برحيل رجل أمريكا والصهاينة السادات، وإبعاد الديكتاتور العجوز مبارك، لكن ساعتها سيكون فات الأوان، ولن ينفع الندم على ضياع فرص، واهدار أموال كان يمكن توجيهها لصنع تنمية حقيقية وطنية تستوعب البطالة وتحرك الاقتصاد المتعثر وتحسن أحوال الغالبية البائسة التى لم تجد من يحنو عليها، فقط من يستغلها ويستغفلها ويستغباها، ويستثمر في تغييب الوعي والجهل، والاستقطاب والانقسام المجتمعي والمكايدة والخوف، ليجني مكاسب مباشرة وغير مباشرة، ويمد في العمر الافتراضي لسلطته الفاسدة.
*كاتب صحفي مصري
Email:[email protected]



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الصعلوك-.. فنتازيا شعبية تنتصر للمهمشين
- -قانون الإرهاب-..إستكمال مهمة القمع ومصادرة الحريات
- حتمية نزع -الغطاء الشعبي- عن الجنرالات والإخوان
- محاكمات لتصفية الحسابات .. لا لإجلاء الحقائق
- -مذيع العرب- وتكريس الفهلوة الإعلامية
- كشف حساب عامين من حكم -جنرال مبارك-
- مصالح السلطة ومصالح الشعوب والمكايدة السياسية
- -النكبة-:إحياء الذاكرة وإلاصرار على التحرير
- طبقية وزير أم نظام حكم يستعلي على شعبه
- أى تحرير وعودة لسيناء .. نحتفل بهما؟!
- الجزائر والدور المشبوه ل -الناتو- العربي
- -ديما- رواية الهم الإنساني وتعرية المجتمع
- الإخوان ليسوا أهل حكم ولا ثورة
- -يحدث- ..تراجيديا الذاكرة المثقوبة
- براءة نظام مبارك و-اليوم الأسود- في تاريخ مصر
- مهرجان القاهرة السينمائي والاصرار على الفشل
- تونس ..استكمال للثورة أم ترميم للنظام القديم
- تسويق الحلم الكردي وسحق الذات العروبية
- الإخوان شركاء في -مذبحة رابعة-
- محاكمة-يناير-.. لا نظام الفساد والاستبداد


المزيد.....




- حقن العشرات بإبر غامضة خلال حفل موسيقي في فرنسا.. إليكم ما ق ...
- الدولة والتوقيت؟.. أول رحلة خارجية لوزير دفاع إيران بعد ضربا ...
- مذيع CNN يوجه انتقادات لاذعة لترامب وهجومه على تغطية الضربات ...
- بعد ثلاث سنوات على تشريعه... تايلاند تُعيد تجريم القنب وتربك ...
- عطلة نهاية أسبوع دامية بألمانيا: 15 حالة وفاة بالغرق في أسوأ ...
- اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردنية: متضامنون م ...
- مقتل 21 فلسطينيا على الأقل في غزة و3 آخرين برصاص الجيش الإسر ...
- محللون إسرائيليون: هذا ما يجعل جنودنا صيدا سهلا في غزة
- شائعات جديدة عن -آيفون 17-
- زهران ممداني أول مسلم يترشح لمنصب عمدة نيويورك


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - -دعاية الجنرال- والفرح الكاذب