أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - تسويق الحلم الكردي وسحق الذات العروبية














المزيد.....

تسويق الحلم الكردي وسحق الذات العروبية


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 4616 - 2014 / 10 / 27 - 02:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاحظت، مؤخرا، احتفاءً غير مسبوق بالأكراد، خاصة مع تداول صورة المقاتلات الكرديات بعد هجوم "داعش" على مدينة "عين العرب" التي يتم ترديد اسمها الكردي أكثر من العربي، والحديث بفخر عن شجاعة الكرد وتميزهم عن العرب بالولاء والانتماء والبأس، مع حملة هجوم جديدة ذات نبرة مرتفعة على القومية العربية وامتهان لها على نحو استفزازي، بشكل يتساوق مع الحملات الصهيوأمريكية المستمرة للإجهاز على الفكرة العروبية وسحق الذات، وفي ذات الوقت يتماشي مع مخطط القبول بدولة كردية واقتطاع أجزاء من الأراضي العربية لصالح الأكراد ضمن مشروع إعادة تقسيم المنطقة الذي بدأ منذ 1991 بحظر الطيران فوق كردستان العراق، ثم تباعا تحول الأمر للحكم الذاتي، والآن تتصرف كردستان كدولة مستقلة تبرم اتفاقات وعقودا مع دول أخرى، وتسيطر على مصادر النفط في الشمال العراقي ولها حكومة ذات استقلالية وتمثيل ديبلوماسي خاص، ومطار وقوات عسكرية، واستغلت فزاعة"داعش" للسيطرة على كركوك الغنية بالنفط، فيما "داعش" بحسب كل المعطيات والتحليلات الموضوعية، صنيعة المخابرات الأمريكية، وتمويل دول الخليج خاصة السعودية لتقويض النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ولبنان وحصاره، عبر تحزيم حلفائها بهذه الكرة الملتهبة، واستغلال هذه الورقة لتبرير التدخل العسكري، وربما الغزو ، وإقامة مناطق عازلة أو اقتطاع أراضي.
ومن يتابع هذا الملف عن قرب، يجد أن أكراد سوريا، وان تحالفوا مع النظام السوري ضد وجود الجماعات الإسلامية المتطرفة، فأنهم استغلوا الحرب داخل سوريا، في بسط نفوذهم على مناطق واسعة شمالي سويا، وقام الزعيم الكردي المتطرف مسعود برازني باستضافة قياداتهم ومحاولات توحيد صفوفهم ومدهم بكافة أشكال الدعم، وهو ما يكشف أن مخطط اقتطاع أجزاء من الشمال الممتد من إيران وحتى سوريا مرورا بالعراق يداعب المخلية الكردية التي تريد الانفصال لا العيش المشترك مع الدول المتواجدة فيها والمختلفة معهم عرقيا.
وللأسف، تركيا التي يتم انتقادها لأنها لا تهب لنجدة الأكراد هي ذاتها التي بينها وبين حكومة كردستان علاقات متطورة خلال السنوات الأخيرة على المستوى النفطي والتجاري بشكل عام، وهي التي وافقت على صفقة مع حكومة برازني لترحيل مقاتلي حزب العمال الكردستاني إلى الشمال العراقي، وهم الذين يقاتلون الآن ضد ما يسمى ب"داعش" إلى جانب قوات "البشمرجة" الكردية، وهو ما يؤشر أن لا شئ يسير بشكل اعتباطي، ويوضح لنا أن وجود هؤلاء المقاتلين في هذه المنطقة لم يكن بشكل عفوي.
بالإضافة إلى أن اشتراط تركيا إسقاط النظام السوري وإقامة منطقة عازلة مقابل مشاركتها في التحالف لحرب "داعش"، يؤكد أن المخطط اكبر من محاربة جماعات متطرفة مصنوعة لهدف التدخل وانتهاك سيادة دول أخرى، بل وإعادة تقسيمها واقتطاع أجزاء منها.
وهي الخطة الأمريكية التي ترمي لإضعاف إيران من ناحية عبر ضرب حلفائها، ومن ناحية أخرى استنزاف الموارد العربية، وتأجيج الصراعات الاثنية والدينية بشكل عال الوتيرة، وهو ما يصب لصالح الكيان الصهيوني الذي تربطه بالقيادات الكردية علاقات وثيقة وتعاون استخباراتي، فيما يفاخر البعض هنا بغباء ببسالة الكرد الذين تتدرب قياداتهم في تل أبيب، وتذهب عناصر استخباراتية وعسكرية إسرائيلية لتدريبهم أيضا في كردستان ومدهم بالسلاح، إلى جانب أمريكا وبريطانيا، ويقاتلون بدافع أثني ولمصالح انتهازية تجعلهم طوال الوقت يتحالفون حتى مع الشيطان، ويرى الكردي العراقي أو السوري، أبناء الكرد في أي مكان هو الأقرب إليه، لا ابن وطنه العراقي أو السوري العربي، تماما كانتماء الصهاينة لبعضهم البعض ولأرض ليست لهم.
أليس بعد هذه المعطيات يبدو مستهجنا أن نرى من يهاجم بجهل أو بسذاجة العروبة واتخاذ الحكام المستبدين موطئا لضرب هذه الفكرة العبقرية التي طوال الوقت كانت تتسع لكل العرقيات، وتستوعب الوطنيين المخلصين من كل الخلفيات العرقية والدينية، وليس المتآمرين الذين يريدون هدم الدول العربية لتكوين دولة تداعب خيالهم المريض والعدواني.
أخيرا، ما أود أن أؤكد عليه إن النقد الذاتي، وإن كان مقبولا ومطلوبا من أجل إصلاح الخلل في المنظومة العربية، والتخلص من أخطاء الماضي وربما تداعيات الحكم الاستبدادي الفاسد المتجاوز للشعوب والمضر بمصالحها العليا، والذي يفتح ثغرات للتدخلات الخارجية، إلا أن علينا في ذات الوقت ألا نستعذب جلد الذات، لدرجة نسف انتماءاتنا وإضاعة هويتنا، والتماهي مع خطاب الأعداء ومخططاتهم، فوجود أخطاء، وربما خطايا في الحكم لا تعنى الكفر بالعروبة وتسليم أنفسنا للأخر الكردي أو الصهيوني واعتبارهما النموذج الأمثل الذي يجب أن نقتدي بهما أو نسلم بقيادتهم لنا.
كما أن العروبة الحقة ليست شوفينية كما يزعم البعض، ولكنها انتماء يحافظ على الهوية والمصالح العليا والأمن الجماعي لشعوب المنطقة ويستوعب أيضا المختلفين معنا في الهوية الدينية والأثينية طالما هم أبناء هذه المنطقة، ولا يعينون الأعداء علينا.
كما أن العروبة قادرة على الحوار مع الآخر، واعتبار كل المكونات ذات الخلفيات المختلفة، تعمل على تكوين فسيفساء ثقافية متنوعة الروافد، في إطار من الوحدة والقوة، وليس التصارع والإضعاف.



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان شركاء في -مذبحة رابعة-
- محاكمة-يناير-.. لا نظام الفساد والاستبداد
- عادت مصر للاتحاد الأفريقي وغاب -الدور التاريخي-
- صوت الاستحقاق الرئاسي يعلو على الدستور في مصر
- حين يدعم هيكل الديكتاتورية ويشوه تاريخ ناصر
- سد النهضة وسنوات الاخوان العجاف
- -صفقة الكردستاني- الجار الذي يتجاهل جاره
- سيناريوهات الازمة السورية تتصارع
- ليبيا والأمن المفقود
- مادورو.. اختبار الشافيزية الصعب
- انتخابات الرئاسة الايرانية ضبابية
- الملف النووي الايراني.. محلك سر
- الاخوان وصفقة رجال القذافي
- سوريا.. الحل العسكري يتقدم
- شبه الجزيرة الكورية تحت كابوس الحرب
- فنزويلا وتركة شافيز الثقيلة
- ملف ايران النووي.. العصا والجزرة
- السلفيون والأخوان:-الأخيار- في مواجهة -الأغيار-
- بيونج يانج والتحدي بالسلاح النووي
- اختراق سياسي للأزمة السورية


المزيد.....




- حصريا لـCNN.. مصادر تكشف عن جهود إدارة ترامب -السرية- لإعادة ...
- سوريا.. أحمد الشرع يثير تفاعلا بما قاله عن -أبناء منطقة الرئ ...
- تقييمات استخبارية: مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب سل ...
- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - تسويق الحلم الكردي وسحق الذات العروبية