أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - الملف النووي الايراني.. محلك سر















المزيد.....

الملف النووي الايراني.. محلك سر


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 4060 - 2013 / 4 / 12 - 23:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال أقل من شهرين، انعقدت جولة مفاوضات ثانية بين إيران ومجموعة 5+،1 في ذات المكان في كازاخستان، وما بين “جولة المآتي 1” و”جولة المآتي 2”، كان لقاء الخبراء في اسطنبول، غير أن المحصلة النهائية لكل هذا الماراثون التفاوضي صفر، والعنوان العريض لكل تلك المباحثات الأخيرة “محلك سر” .

وإن كان ثمة انفتاح كبير في “جولة المآتي1”، فإن الحذر والترقب هو ما سيطر على “المآتي 2” التي انتهت بعد يومين طويلين من التفاوض دون التوصل إلى أية نتائج سوى الاتفاق على مواصلة المباحثات لاحقاً، حتى من دون تحديد مكان وزمان اللقاء الجديد .

ربما ما أربك “جولة المآتي2”، هو مواجهة إيران للغرب بمبادرة مضادة، رداً على ما طرحته القوى الكبرى سابقاً، ففي حين عرضت المجموعة السداسية تخفيف بعض العقوبات الاقتصادية على إيران، خاصة في مجال تجارة الذهب والبتروكيماويات، مقابل وقف إنتاج الوقود عالي التخصيب وإرسال مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، وإغلاق أحد المواقع المشكوك فيها والمحصنة ضد الضربات العسكرية، طرحت طهران اعترافاً دولياً بحقها في التخصيب النووي للأغراض السلمية وفق معاهدة الانتشار النووي، مع تعليق طوعي ومؤقت في “مفاعل فوردو” مقابل رفع العقوبات الأحادية خارج مجلس الأمن، والسماح بتخصيب اليورانيوم بنسبة 5%، فضلاً عن الإلحاح على وضع تصور لتسوية شاملة للأزمة وليس تعاطياً جزئياً، الأمر الذي اعتبره أحد الدبلوماسيين الأمريكان “محاولة تقديم تنازلات محدودة مقابل مكاسب كبيرة” .

ولم يكن بد إزاء رفض طهران ما تم عرضه عليها في “المآتي 1”، وما طرحته بنفسها في “المآتي 2” سوى ترك الباب مفتوحاً لجولة أخرى، ولذا تم الاتفاق على أن يعود كل طرف إلى بلاده لتقييم الموقف، ثم التفكير في جولة تفاوضية جديدة لم يتحدد موعدها ولا موقعها .

ولم يعد خافياً على أحد أن ملف إيران النووي بات جزءاً من حسابات إقليمية ودولية معقدة، وأن أية تطورات على صعيد ملفات المنطقة العربية خاصة ما يتعلق بسوريا، يعقد أو يحلحل إشكاليات إيران مع المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ولذا كان واضحاً كيف كانت في “جولة المآتي 1” ثمة مرونة وحوافز مطروحة، أسهمت في إيجاد أرضية جيدة للحوار بين طهران واللجنة السداسية التي تضم أعضاء مجلس الأمن الخمسة، إضافة إلى ألمانيا، على خلفية تسوية سياسية كانت تلوح وقتها في الأفق، للأزمة السورية وتوافق أمريكي روسي كبير على حل وفق “بيان جنيف”، غير أنه مع تراجع فرص الحل السياسي في سوريا، وتصعيد لغة الحرب وقلب الطاولة بتدشين التحالف الأمريكي الأوروبي التركي القطري “حكومة مؤقتة” للمعارضة السورية، انعكست تلك الأجواء على جولة “المآتي 2” ولم نلمس الروح الإيجابية نفسها، ولا الانفتاح الذي كان من قبل، على العكس تشدد كل طرف في مطالبه، ما قاد لتعثر المفاوضات وعدم توصلها لأية نتائج .

ولأن الغرب يعرف كيف أن إيران يُشكل رقماً صعباً في الأزمة السورية، وأنه رغم الدعم السياسي والعسكري الكبير للمعارضة السورية، فإنهم ليسوا على يقين كبير بأنها قادرة على حسم الصراع قريباً، ولذا لم يتم إغلاق الباب نهائياً في وجه إيران، وتم إرجاء التفاوض لوقت لاحق، لترك مساحة لإعادة تقييم المواقف وفقاً للتطورات المرتقبة، خاصة أن الغرب وبخاصة واشنطن، مشغولون هذه الأيام ببؤرة مشتعلة أخرى في آسيا، ولديهم تحد آخر هذه الفترة متمثلاً في التهديد الكوري الشمالي، وإمكانية اندلاع حرب في شبه الجزيرة الكورية، بعد استنفار كل الأطراف والاستعداد للمواجهة العسكرية، وربما تتوسع نطاق المعارك، إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة، لنجد أنفسنا أمام حرب عالمية ثالثة .

وحيث إن “الخطر الإيراني”، المتمثل في الوصول إلى السلاح النووي حسب تقدير الرئيس الأمريكي نفسه باراك أوباما، بعيد نسبياً، وأن إيران تحتاج إلى ما يزيد عن العام ونصف العام للوصول إلى هذه التقنية، فلا بأس من الانتظار قليلاً في التعاطي مع الملف النووي الإيراني .

كما أن خيار “التصفية العسكرية” إن جاز التعبير، أو الضربة الاستباقية التي يدفع إليها الكيان الصهيوني كان ومازال لا يحظى بترحيب كبير، خاصة مع تزايد القوة العسكرية لإيران باستمرار، وتشكيلها خطراً على مصالح أمريكا في الخليج وأفغانستان، فضلاً عن إمكانية تهديد أمن الكيان ذاته .

ولذا لا يزال سلاح الضغوط الاقتصادية والسياسية هو المطروح على الطاولة في التعاطي مع الملف النووي الإيراني .

وتبدو إشكالية مفاوضات الملف النووي الإيراني الأساسية في تمسك كل من الطرفين بمواقفه، فضلاً عن خلفية الصراع السياسي خلف الكواليس وتوازنات القوى الإقليمية والدولية، ما يمثل حجر عثرة في طريق أي تقدم، ففي الوقت الذي تتمسك إيران بحقها في تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وضرورة الاعتراف الدولي بحقها في امتلاك التقنية النووية ومساعدتها دولياً بدلاً من الوقوف في وجهها، طالما تستهدف مشروعاً سلمياً لا عسكرياً، نجد إصراراً كبيراً من الدول الكبرى على التشكيك في نوايا طهران، خاصة في ظل الدعاية الصهيونية وتصعيد المخاوف باستمرار، والإشارة إلى أن ثمة تحركات تنم عن مشروع عسكري نووي تعمل عليه إيران، وأن مثل هذه الهواجس لن تتبدد إلا بالسماح بتفتيش أية مواقع محل شبهة، وإغلاقها إن لزم الأمر، فضلاً عن وقف إنتاج الوقود عالي التخصيب، وإرسال مخزونها من اليورانيوم للخارج .

وإن كانت “جولة المآتي 1” قبل أقل من شهرين، قد وصفت بالإيجابية، وأنها وفرت مناخاً من الثقة المتبادلة والاختراق السياسي للأزمة الممتدة بين الجانب الإيراني والمجموعة السداسية، فإن التصريحات التي خرجت بعد “المآتي 2” تؤكد أننا عدنا للمربع الأول، فكاترين آشتون مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي التي كانت تقود المفاوضات نيابة عن المجموعة الدولية، خرجت لتقول “مواقف الطرفين لاتزال متباعدة جداً”، بينما نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف “لا يرى تقدماً في المباحثات، ولا وجود لتفاهم متبادل”، في الوقت الذي دعا فيه كبير المفاوضين الإيرانيين، سعيد جليلي، الدول الكبرى إلى “كسب ثقة الشعب الإيراني لمواصلة التفاوض، وإظهار صدقها وتبني سلوك مناسب في المستقبل” .

فالجميع يراهن على عنصر الوقت، لكن منظور كل طرف للموقف مختلف بشكل ملحوظ، ويتصور كل من الطرفين أن الزمن في صالحه، وسيساعده على تحقيق أهدافه .

واللافت هنا هي التصريحات الأمريكية التي بدأت مخالفة لمسار المواقف المعلنة لكل الأطراف، ولم نلمس فيها نبرة تشاؤم، أو حديث عن تباعد أو صعوبات أو حتى فشل، وسعت إلى التحدث بلغة إيجابية لا يمكن فهمها إلا في سياق فتح نافذة للتقارب مع طهران، في ظل تقاطع المصالح في العديد من الملفات مع هذه الدولة الإقليمية الكبرى، وتقدير أن العصا الغليظة بما في ذلك العقوبات شديدة الوطأة لم تعد تجدي كثيراً مع إيران، فالناطقة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند اعتبرت على سبيل المثال أن ثمة جديداً في المفاوضات الأخيرة، تمثل في أنهم تطرقوا إلى المشكلات الفعلية، وهذا لم يحصل على الدوام في السابق”، بينما اعتبر أحد المسؤولين الأمريكان الذي رفض ذكر اسمه لدى حديثه لإحدى الصحف، أن “المفاوضات لم تنهار رغم كل شيء، وأن نوعية المناقشات في المآتي كانت مختلفة، حيث تحدثنا عن كل الموضوعات في طريقة من شأنها إعادة إرساء الثقة” .

وثمة من يربط حدوث أية تطورات على صعيد الملف النووي الإيراني، بأحداث داخلية إيرانية تتمثل في الانتخابات الإيرانية المقبلة المقررة منتصف يونيو/حزيران المقبل، غير أنه من المعلوم أن الملف النووي الإيراني بعيد عن يد الرئيس، وأنه من الملفات الاستراتيجية التي بيد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية شخصياً، وإن كان وصول رئيس “إصلاحي” وليس “محافظاً”، يمكن أن يخفف من حدة الصراع مع الغرب، على غرار ما فعل في السابق الرئيس محمد خاتمي، لكن في النهاية “المشروع النووي الإيراني” خط أحمر لدى الجميع، و”مشروع وطني” يحظى بتوافق كل القوى، ولا يمكن التخلي عن هذا الحلم الإيراني، أو تقديم تنازلات حوله، وإن كان بالإمكان تقديم تسهيلات في ملفات إقليمية أو صفقات لا تمس جوهر الطموح النووي، ولا المصالح الإيرانية المباشرة .



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخوان وصفقة رجال القذافي
- سوريا.. الحل العسكري يتقدم
- شبه الجزيرة الكورية تحت كابوس الحرب
- فنزويلا وتركة شافيز الثقيلة
- ملف ايران النووي.. العصا والجزرة
- السلفيون والأخوان:-الأخيار- في مواجهة -الأغيار-
- بيونج يانج والتحدي بالسلاح النووي
- اختراق سياسي للأزمة السورية
- الهند وباكستان.. هدوء ما بعد العاصفة
- سوريا إلى نقطة الصفر
- تونس في مواجهة الافلاس والعنف
- الجحيم السوري يفيض على الجيران
- ثورة الياسمين تضل الطريق
- غموض المشهد السوري مجددا
- -نهضة- تونس.. العنف بدل الحوار
- صراع النفوذ في سوريا
- -ائتلاف الدوحة- خطوة على طريق الألف ميل
- الأزمة السورية في دهاليز التسويات
- -طائف جديد- في سوريا
- حتمية التحالف المصري مع إيران.. وفك الارتباط مع الكيان الصهي ...


المزيد.....




- شبيه جيف بيزوس يسرق الأضواء في شوارع البندقية.. قبل زفاف الم ...
- سان جورجيو ماجوري.. الجزيرة الساحرة التي اختارها بيزوس ليومه ...
- إسرائيل ترصد صاروخا من اليمن والمتحدث باسم قوات الحوثي يعلق ...
- إيران تُشيع قتلى الحرب مع إسرائيل بموكب جنائزي ضخم في قلب طه ...
- توجه لحظر حركة -فلسطين أكشن- في بريطانيا، فماذا نعرف عنها؟
- مجلس الشيوخ يجهض مساعي الديمقراطيين لتقليل صلاحيات ترامب في ...
- خلف ستار الهجمات الإسرائيلية على إيران: كيف أعد جواسيس الموس ...
- تشيع رسمي وشعبي في إيران لقادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا ف ...
- وزير الخارجية الإيراني يندد بـ-النوايا الخبيثة- لمدير الوكال ...
- ترامب يرى أن وقف إطلاق النار في غزة بات -وشيكا-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - الملف النووي الايراني.. محلك سر