أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - الهجرة اليك














المزيد.....

الهجرة اليك


مراد سليمان علو
شاعر وكاتب

(Murad Hakrash)


الحوار المتمدن-العدد: 4866 - 2015 / 7 / 14 - 11:07
المحور: الادب والفن
    


الهجرة إليك
(لا أملك إلا أن اتبع كلماتي. أفرح إذا فرحت، وأبكي إذا بكت... ـ مراد سليمان علو ـ)
الليلة، وقبل أن يرحل القمر عن شواطئ عمري سأقول له أن يتأخر قليلا لأن أوراقي البيضاء، وأقلامي الملّونة ليست بعيدة عنِ (سيباى) وأنّي أريد بشدّة أن أرسمك هذه المرّة على جدرانها الطينية؛ لأنعم مثل الآخرين بذكرى، فالليل ـ ليلي ـ لو تدرين خاوي، وممل بلا ذكرى منك.
سأطلب من القمر أن يتوقف عن الجري؛ لأن (سيباى) لا تبتعد كثيرا عن كتبي: (الجذور، المجنون، هكذا تكلم زرادشت*...)، ولو تحققت أمنيتي سيصبح ماء البحر حبرا، وسأكتب به لآخر قطرة فيه رسائل شوق إليك، فقد ينسى البحر ماؤه، ولكنه لا ينسى أبدا حبره الذي ينزفه بشدة، وسيهاجر ،وينتظر في الموانئ ـ رغم الأعاصير ـ من أجله.
*******
نسياني لك مرهون بنسيان البحر لموانئه، وبتخلّي القمر عن لياليه.
سأنساك عندما يبلع الحوت القمر، وعندما تكفّ كلماتي عن ركوب الأمواج المجنونة، وتصّر على الهجرة إليك.
ليتني لم اغرق في بحر عينيك، ولم أنهل منهما كلماتي، فهي تبدو لا نهائية. تستمر في الخروج من ظلماتي. تعلن عن حضورها.
تدوّن نفسها بنفسها، وتهاجر إليك مسرعة، وعندما أمنعها من السفر؛ تجثم فوق كل لحظة من لحظات شوقي كما العمارات العالية، والتي تجثم فوق صدر الأرض، وينتظران معا الضوء الأخضر لزلزال يفرقهما في يوم ما.
*******
يتسلل أريجك إلى الدروب الرملية لهجرتي إليك، هجرتي التي لم أبدؤها بعد. أدركت مديات جرحك قبل أن أغفو في عينيك، فأنا لا أملك جسرا لعبور الأحلام، وأحلامي تساقطت أجنحتها، ولن تدعوني الدروب للسير عليها من جديد.
ها هي كلماتي ـ كلماتك ـ تجتاح غابات ذاكرتي وتفرض نفسها بقوة مستمدة من قوة نظراتك وتحيل كل شيء آخر فيه إلى رماد.
حضورك مع الكلمات معجزة انتظرها كل يوم لأجدّد معها عهدي لك، ولا أملك إلا أن أتبع الكلمات. أفرح إذا فرحت، وأبكي إذا بكت. اجتاز معها الحدائق، ونشمّ الورود، ونرفرف مع الفراشات، ونجري مع الجداول، ونغنّي مع أنغام الناي، وندخل معا في جاذبية عسل عينيك.
أحبّ هذه الكلمات لأنها؛ منك، وعنك، وإليك. هذه الكلمات وجدتها في عينيك، ووضعتها في قلبي. وما أن يقولها لساني، أو يكتبها قلمي؛ حتى تعود إليك من جديد.
أغار من كلماتي، فيا ليتني كنت بعضها؛ لأهاجر معها إلى شفتيك، وإلى عينيك، وإلى أصابعك. سأبقى أكتب إلى أن أصبح يوما كلمات ككلماتي، وأهاجر مثلها إليك خلسة لأفاجئك بحضوري. أعلم كم تحبين المفاجآت.
*******
لا تهتمي لترنّحي في توهجات عشقك، فأنا صامت في دهاليز أسرارك، ولا يجافيني النوم في عسل عينيك. الليل سيخبئني في عباءته، والبحر سيحملني إليك، والقمر وعدني بالحراسة حتى أصل لمرافئك سالما، ولكن أحلامي. أحلامي صرّحت قائلة: "لم أعد قادرة على الطيران لأهاجر إليك.













ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*(الجذور، المجنون، هكذا تكلم زرادشت...): كتب مشهورة لألكس هيلي، وجبران خليل، وفريدريك نيتشه.



#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السير على الحرير
- الحب واللاحب
- الأصدقاء الثلاثة
- أغار عليك
- أصابع أتهام
- أريدك أن ترحلي
- أحزان الحب
- احتلال الحب
- بتلات الورد64
- أحبك
- صديقي القديم96 و97 و98 و99 و100
- صديقي القديم93 و 94 و 95
- صديقي القديم90 و 91 و 92
- صديقي القديم87 و 88 و 89
- صديقي القديم84 و 85 و 86
- صديقي القديم81 و 82 و 83
- صديقي القديم78 و 79 و 80
- صديقي القديم75 و 76 و 77
- صديقي القديم72 و 73 و 74
- صديقي القديم69 و 70 و 71


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مراد سليمان علو - الهجرة اليك