أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - حَمِيمِيَّات فيسبوكية -30-














المزيد.....

حَمِيمِيَّات فيسبوكية -30-


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4862 - 2015 / 7 / 10 - 22:08
المحور: الادب والفن
    


جاري مستشار أوروبا المالي ..

حاول أحد الهستيريين الألمان اغتيال جاري السيد "فولفغانغ شويبله" في عام 1990 أثناء تواجده في إحدى التجمعات الانتخابية .. تمت إصابته ذاك اليوم بطلقتين .. الأولى أصابت فكه العلوي والثانية نخاعه الشوكي .. وعلى أثرها أُصيب بالشلل اعتباراً من الفقرة القطنية الثالثة في الانحناء القطني للعمود الفقري باتجاه الأسفل .. وعليه أعتقد أنّه لا يستطيع حتى التبوَّلَ أو التبرَّزَ بشكل طبيعي ..

رغم كل الألم فإنّ جاري الذي بلغ 73 من العمر .. هو البرلماني الأقدم في ألمانيا الذي عاصر 10 حكومات ألمانية متتالية .. خدمته في البرلمان تعدت اليوم 42 عاماً .. درس القانون والاقتصاد وحصل على شهادة الدكتوراه في القانون .. استلم مناصباً سياسية رفيعة المستوى .. كان رئيساً لحزبه "الديمقراطي المسيحي" ووزيراً للداخلية واليوم وزيراً للمالية في ألمانيا ..

في الساعة العاشرة صباحاً في أيّام الأسبات والآحاد تصل سيارة الشرطة إلى منزلي وتتبعها سيارتان محملتان بالعناصر المدربة والعاملة لدى شركة خاصة لحماية الأشخاص .. يتم إحضار الكرسي المتحرك المخصص للرياضة وفحصه .. يصلُ جاري "فولفغانغ شويبله" قادماً من شقته في الطابق الرابع على كرسي متحرك .. يتم تبديل الكراسي وينطلق إلى رياضته التي يمارسها منذ ما يزيد عن عشرين عاماَ ..

وإذْ أراه أغار منه .. أغار من إرادته، دأبه وصبره، من ديناميكيته ونشاطه وقدراته .. أرتدي ملابس الرياضة وألحقه ركضاً .. بعد دقيقتين أو ثلاثة ولأنه الأسرع في كل شيء حتى في رياضته الصباحية .. يختفي من مجال رؤيتي لأتابع رياضتي وحيداً .. وقدوتي في ذلك هي جاري المشلول حتى الموت ..

تحية قلبية لصاحب كل إرادة قوية .. لجاري ولذوي الحاجات الخاصة، هؤلاء المختلفون في كل أنحاء العالم .. وبصورة خاصة للمبدعين منهم ..

***** ***** ***** *****

بعض الطلبة البسطاء في ألمانيا ..

لقد تعرفت إلى عشرات الطلاب والطالبات الذين وصلوا ألمانيا بهدف الدراسة .. لقد خسرت معظمهم لأنني شجعتهم يوماً ما على البقاء وقدمت لهم الدعم المعنوي والمعرفي والوقتي والخبراتي بغية تحسين أوضاعهم الإنسانية والمهنية والمادية .. دون أن يكون لي أية مصلحة شخصية مباشرة بذلك ..

عندما يسألكَ أحدهم في إحدى الجلسات المسائية الحميمية بطربقة غير مباشرة .. بطربقة ما وحده من يظنها ذكية .. عن إمكانية البقاء والعمل في ألمانيا والفرص المتاحة لذلك .. وتقول له بموضوعية وبعض الطيبة والود: هناك فرصا ً كثيرة للعمل .. أنصحكَ بالبقاء والبدء بترتيب وضعك المهني .. لأن المستقبل في سوريا غير واضح المعالم .. لأن سوريا تقف على كف عفريت ..

حينها كان يصرخ بوجهك مثل المسعور رافضاً ترهاتك .. يتهمك بالخيانة العظمى لأنكَ لا ترغب بالعودة معه .. بل يلعن ألمانيا وأجدادها وملكتها ورأسمالها ومؤسساتها ولغتها وناسها .. في الوقت الذي يخطط به سراً لفكرة البقاء .. ثم يبتعد عنك بعد أن يكون قد وصل إلى ما يريده .. يبتعد عنك خوفاَ منكَ لأنكَ تعرف كل نقاط ضعفه وغباءه ..

أحدهم .. وكثيرة هي أمثاله .. غادر ألمانيا عائداً إلى سوريا الحبيبة قبل بدء الانتفاضة السورية .. حالماً بتحقيق ذاته وبناء مزرعة وما شابه .. وهذا بالتأكيد حقه وحريته .. لم تمض أيام على عودته حتى بدأ بالتوسل فعلياً لصديقته التي تركها وحيدة كي تساعده على العودة .. وعادَ مختلفاً عمّا كان عليه قبل عدة أسابيع .. وعادَ مشكوراً بالحد الأدنى لأنه رجعَ صادقاً نادماً معتذراً ..

أما من بقي في ألمانيا رغم اتهاماته لكَ وللآخرين بالخيانة الوطنية وما شابه .. ولم يعتذر منكَ بعد لأنه بقيَ .. وهذا بالتأكيد حقه وحريته .. يتوجب عليه أن يخجل من نفسه قليلاً دون أن يعتذر منكَ عن قسوته معكَ ..

***** ***** ***** *****

تنجز العنكبوت عمليات الحَيَّاكَة التي تشبه إلى حد بعيد تلك التي ينجزها الحائك المحترف .. بل تتفوق عليه أحياناً .. فيتعلم منها!
تنجز النحلة عمليات البناء والتعمير للخلايا الشمعية التي تشبه إلى حد بعيد تلك التي ينجزها المعماري المحترف .. بل تتفوق عليه أحياناً .. فيتعلم منها!
ينجز الكمبيوتر الرقمي عمليات الحساب والتصميم بسرعة هائلة ودقة كبيرة تفوق قدرة الإنفورماتيكي/المصمم .. وتسبب الحرج والخجل له .. فيتعلم منه!
لكن لا يمكن للعنكبوت أو النحلة أو الكمبيوتر القيام بقضايا التذوق والإحساس والتفكير العقلاني لإجراء التعديلات المطلوبة والقدرة على ربط الكل بالجزء والجزء بالكل لاستنتاج شىء ما وبرمجة العمليات من جديد .. فقط وحده الإنسان بعقله المعقد من هو قادر على إنجاز هذه العمليات.

***** ***** ***** *****

بيان رقم 1:
لم يتسنّ لإمبراطوريتي ذات العمر القصير القيام بالزيارة الدبلوماسية إلى بلد عربي ما!

بيان رقم 2:
لو لم أكن سورياً لتمنيت أن أكون عراقياً!

بيان رقم 3:
الدريوسية = امتداد سري للعقيدة الآريوسية ..
الدراوسة = جبل دريوس.
الدريوسية غير الدراوسة ..

***** ***** ***** *****

لو لم تكن أنت كما أنت الآن .. وسُمِحَ لك العودة هناك لحظة انفصام المطر .. كيف ستكون؟ .. كيف سَتنْفَصم من جديد؟

***** ***** ***** *****



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -29-
- أيكون اسمها العنقاء؟
- وعندما يكبر الضَّجَر
- سيدة محلات ألدي
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -28-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -27-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -26-
- حين يعانقك الكر في بسنادا
- الهِجْرَة مَرّة ثانية يا مَنْتورة
- سينما في بسنادا
- صباحك جميل أيها الرجل الأسود
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -25-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -24-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -23-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -22-
- جميلة هي أمي
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -21-
- موعد مع السيد الرئيس
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -20-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -19-


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - حَمِيمِيَّات فيسبوكية -30-