أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - حَمِيمِيَّات فيسبوكية -28-















المزيد.....

حَمِيمِيَّات فيسبوكية -28-


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4849 - 2015 / 6 / 26 - 18:05
المحور: الادب والفن
    


يفرح قلبي حين تقول لي ابنة أختي: "مرحبا خالو" .. لكني لا أوافق على أن تقول لي صبية غريبة: "مرحبا خالو" .. لأنني ببساطة لست أخاً لأمها .. لها أن تخاطبني باسمي مسبوقاً بحرف الدال إنْ ودّت أو بكلمة سيد أو أستاذ إنْ رغبت .. وسوف أمتعض إذْ تخاطبني إحدى الغريبات مثلاً بكلمة: "من فضلك يا أخي" .. لأني ببساطة لست أخاً لها .. وقس على ذلك سبيلاً ..

في الأمس اتصلت بأحد الأصدقاء الشباب في سوريا كي أسأل عن أخباره .. يعمل هذا الصديق .. القريب نوعاً ما .. طبيباَ في عيادته الخاصة وقد تجاوز عمره الخامسة والعشرين ربيعاً .. وحين رن جرس الهاتف في عيادته وعرّفته على نفسي .. حيّاني بلطف وحرارة قائلاً: "أهلاً خال" ..

استغربت واستهجنت كلماته .. وأخبرته باسمي ضاحكاً ورجوته أن نتعامل بطريقة اجتماعية مختلفة .. أجابني بلطف: لقد سمعت أنّ ابنة أختك تقول لك "خال" .. ولهذا حاولت تقليدها ..

علمتني الغربة أن أرفض كلمات اجتماعية عربية كثيرة .. بل أتجنبها .. لأنها كلمات خطيرة .. بليدة وساذجة .. لأنها شكل لغوي تافه ..غايته القمع والكبت وتحطيم الجمال وتسويته بالتربة .. منها مثلاً .. "خالة/خال" .. "عمة/عم" .. "أخ/أخت" .. "زوجة خالي/عمي" .. "زوج خالتي/عمتي" ..

تعلمت في الغربة أيضاً أن أقف معارضاً لكلمات مثل "أبو عمر/أم عمر .. أبو علي/أم علي .. أو أبو جورج/أم جورج" .. وأن لا استخدمها لأنها برأيي بلا معنى .. لأنها سطحية ..

دعاني أحد الأطباء السوريين المحترمين لزيارته وعائلته اللطيفة في منزله الجميل في إحدى المدن الألمانية .. هناك التقيت أيضاً بأصدقاء له جاؤوا لزيارته مع عائلاتهم وأولادهم .. وجميعهم يعيشون في ألمانيا أوفرنسا منذ عشرات السنين بعد أن غادروا قراهم المسيحية الجميلة في الوطن سوريا بكامل الطواعية .. دون سبب سياسي أو اقتصادي مباشر .. بعض أولادهم تجاوزا العشرين من العمر .. ويتكلمون الألماني أو الفرنسي بطريقة أفضل بكثير من اللغة العربية ..

ولأنه نادراً ما سُمِحَ لي أن أكون برفقة هذه الأجواء فقد كنتُ ممنوناً لمضيفي المحترم الذي منخني هذه الفرصة الاجتماعية .. وهكذا جلست بتواضعٍ كاذب أراقب وجوه الحضور وأحاديثهم .. ومع مرور الوقت لفت انتباهي أنّ بناتهم وأولادهم يكثرون من استخدام الكلمات التي أعارضها ولا أرغب بتداولها ..

فقد أَكْثرَ على سبيل المثال ابن أحد الحضور .. ذاك الشاب المراهق الذي ينضح جسده الرياضي بالرغبات .. من مخاطبة إحدى الزائرات الشابات بكلمة "خالتو" .. وفي المقابل بالغت إحدى اليافعات بمخاطبة أحدهم بكلمة "عمو" ..

وبتواضعي الكاذب أعلنت عن رغبتي بالكلام .. وعندما راحوا يصغون لي .. طرحتُ لهم رأيي المحنون .. ورفضي الصارخ لتربية "الثالوث المحرّم" .. انتفض الأهل "الأطباء" الذكور .. رفضوا كلامي وآرائي السخيفة جملة وتفصيلاً .. لكني لمحت انفراج الأسارير في وجوه النسوة الحالمات بأسمائهن الضائعة وشبابهن الضائع ..

وبدلاً من النقاش العقيم مع "الأطباء" الذكور توجهتُ بكلامي للأبناء والبنات .. وفوجئت حين سمعت منهم عبارات الإعجاب برأيي الشخصي والمديح لكلماتي الرافضة لبناء الجدار اللغوي المبني بحجارة "خالة/خال" +"عمة/عم" + "أخ/أخت" + "زوجة خالي/عمي" + "زوج خالتي/عمتي".

***** ***** ***** *****

يقول السيد إلياس:
القضية أعقد بكثير مما نتصور .. لاشك أن تركيز الحضاره الأوروبية على الفردية أنتج الأنماط التي تفضلت بذكرها في التخاطب الفردي .. بينما بالنسبه لمجتمعاتنا فلا زالت الصورية الفردية نتاج لحالة إجتماعية ينٌظر للفرد من خلالها .. جوهرها تقديس الأسره .. والسؤال هنا لماذا النموذج الأوروبي هو معيار الصح؟ .. وهذا ليس سؤالي فقط بل تساؤل الكثير من المهتمين والباحثين وهو مصطلح مابعد الحداثه .. برأي أن مشكلة الحضارة الحديثة هي سيادة القيم الأوروبة أمام تنحي المراكز الحضارية تاريخياً كالحضارة العربية والصينية والهندية ..

***** ***** ***** *****

جواب:
ما طرحته أنت في تعليقك مهم جداً .. ويحتاج إلى معرفة اختصاصية .. وأنا لا أستطيع التعمق بنقاش أفكارك القيمة .. أرغب فقط أن أقول أن البلدان المتقدمة لا تسعى إلى تعويم قيمها وتسييدها على حساب قيم الحضارات الأخرى .. بل على العكس تماماً .. فهي تبني لنا مراكزاً حضارية ثقافية وتشجعنا على التمتع والافتخار بالقيم المختلفة عن قيمها ..
في بعض المدن الأوربية بُنيت مدناً فرعية كثيرة .. يعجز العقل العربي عن تصورها .. بُنيت مدناً وأسواقاً لكل بلدان العالم .. يوجد في بعض المدن الأوربية تنوعاً كبيراً وتلوناً حضارياً مجنوناً .. في بعضها تعيش أكثر من 150 جنسية بسلام ..
لا أقصد هنا الحالة العمرانية بتاتاً .. وإنما التداخل والتكامل الحضاري/ الثقافي/الإنساني/المهني .. أقصد الهيكلية المرعبة الديمقراطية والشكل التنظيمي الإبداعي لجهاز الدولة .. والمحاولات الحثيثة لاحترام حضارات الغير ..

***** ***** ***** *****

يقول السيد إلياس:
أنا أعتقد أن معظم الأوروبيين يتعاملون معنا من منطق إستشراقي وفي هذا الموضوع كتب الكثيرين عن نظرة الغربيين المتعالية وخصوصاً المفكر إدوار سعيد .. ولدي تعليق بسيط حول عبارة "أنّ بعض المدن الأوروبية بنيت بطريقه يعجز العقل العربي عن تصورها" .. بإمكانك أن تتعرف على مدن وتجمعات بنيت في الخليج العربي والسعودية بعقول عربية .. نحن لسنا متخلفين لكنا مخلفين والفارق كبير بين الحالين ..

***** ***** ***** *****

جواب:
أرى أنّ الكائن السوري .. ولا استثني ذاتي .. أراه متخلفاً بكل المعاني حتى في أفضل الظروف .. نحن متخلفون حتى العظم .. حتى التعب .. هذه حقيقة بديهية .. متخلفون في القانون وكتابة الأدب .. متخلفون في السياسة وفي الحب .. متخلفون في العلم وطبيعة الطعام .. متخلفون حتى في مشاعرنا ..
لا أرغب في تسييس الموضوع بل في تجنيسه ..

***** ***** ***** *****



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -27-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -26-
- حين يعانقك الكر في بسنادا
- الهِجْرَة مَرّة ثانية يا مَنْتورة
- سينما في بسنادا
- صباحك جميل أيها الرجل الأسود
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -25-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -24-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -23-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -22-
- جميلة هي أمي
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -21-
- موعد مع السيد الرئيس
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -20-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -19-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -18-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -17-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -16-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -15-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -14-


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - حَمِيمِيَّات فيسبوكية -28-