أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - حَمِيمِيَّات فيسبوكية -22-















المزيد.....

حَمِيمِيَّات فيسبوكية -22-


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4824 - 2015 / 6 / 1 - 15:30
المحور: الادب والفن
    


حين تعدو في الغابة الخضراء .. تعدو وحيداً وبطيئاً وساهماً .. حين تعدو مستحماً مستجماً بأشعة الشمس الألمانية الخجولة .. تعدو ناظراً إلى ساعة معصمك وتتساءل: "متى تنقضي ساعة الواجب الإسبوعية" ..
تعض على أسنانك وتتابع الركض البطيء .. وإذ تلمح أمامك على بعد عشرات الأمتار مؤخرة ألمانية رياضية متناسقة .. يدب الحماس في داخلك .. تعدّل قامتك .. ترفع رأسك .. تشد ظهرك إلى الوراء قليلاً .. تُجهد نفسك بالتحكم في الشَّهِيق والزَّفِير .. تحاول أن تبدو رياضياً متفائلاََ ..
ما هي إلّا بضعة ثواني وتقترب من المؤخرة .. تتأمل اهتزازاتها وتراقصها المتناغم .. وسعيها الحثيث لبلوغ الهدف .. تُقارنُ جمالها وتناسقها وشبابها بجمال وشباب الجسد الحامل لها .. تتمهلُ بخطواتك أكثر فأكثر .. تتظاهر بالتعب قليلاً .. تصبح على موازاة الوجه .. وجه المؤخرة .. تنظر إليه بطرف عينك اليمنى .. وتبتسم له إن أعطاك الحق في ذلك .. أو إن لمحت فيه جاذبية حنونة .. وإذا بادلك الوحه جمال الابتسامة .. تسألها: أترغبين أن نتابع الرحلة سويةً؟ ..

وفدى خفيك كل من ركض في الغابة وهو لا يعرف للخبث/للمؤخرة مقاما ..

***** ***** ***** *****

"ميلانه" طبيبة نفس وإحدى صديقاتي الرائعات .. التقيتُها صباحَ اليوم في مقهى "الجدار" .. طلبنا فطوراً وقهوة .. وتسامرنا .. حدثتني عن أشياء كثيرة وعن ابنها الوحيد "رومان" الذي باشر في السنة الماضية دراسة الاقتصاد المعملي في جامعة "كارلسروه" .. لأنه يرغب فيما بعد بإدارة المصنع الذي يملكه والده ..
ولمّا سألتها .. وأنا الذي يعرف الشاب "رومان" بعض الشيء وخاصة عندما أمضى في مكتبي قرابة الساعتين وهو يستشيرني بالاختصاص الدراسي الذي قرر الخوض به .. لمّا سألتها لماذا لم يدرس الطب ليستلم عيادة أمه فيما بعد؟ .. تغيرت ملامح وجهها قليلاً وحاوت تغيير الموضوع .. وحكت لي أنّه ومنذ نعومة أظافره انشغل بالاقتصاد ولو بأبسط معانيه .. فكان مثلاً يجلس في المساءات على الصوفا في غرفة الجلوس يبدأ بعد مدخراته من العملة الورقية التي يخبئها في خزانته .. يفرشها أمامه .. ثم يمسكها بيده ويشم رائحتها ورقة تلو الورقة .. وعندما كبر قليلاً وصار في المرحلة الثانوية بدأ ينظم سراً لقاءات مع رجالات الأعمال الناجحين وكان له فعلاً شرف اللقاء بالبعض منهم ..

سأعترف لكم باختصار أنّ الشاب "رومان" ذكي ومنظّم جداً.
ثم جاء دوري لأحكي لها قليلاً عن عملي و"فيسبوكي الأهتر" .. ثم حدثتها عن طالب الطب والإنفورماتيكي "حيدر" ابن أختي .. والذي أصبحت تعرفه من كثرة ما حدثتها عنه .. يافع يركض خلف فراشةٍ .. عن ذكاءه العجيب .. عن فرح الغابات الفاتن في عينيه وعن سحر يديه ورأسه .. وبأنّه سيصل غداً في تاريخ 31.05.2015 في الساعة العاشرة والنصف إلى مطار فرانكفورت .. بهدف الدراسة والاختصاص لاحقاً في ألمانيا ..
كان فرح "ميلانه" .. والتي تتابع الوضع السوري! .. لقدومه يعادل فرحي بقليل .. تناولت رشفة قهوة وقالت لي مادحةً: أنت شخص رائع .. وأردفت بسؤال: كيف استطعتَ إحضاره؟ .. من أين لديكَ القدرة على تنظيم كل شيء؟
وحينها فقط احمرّ وجهي .. تلعثمتُ وتلوث قميصي الأبيض بنطفتين من القهوة وقلت لها: لم أساعده بشيء على الإطلاق .. لقد فاجأني مثلك خبر قبوله للدراسة وتحضيراته وسفره .. ألم أقل لكِ سابقاً أنّ "حيدر" هو شاب المستحيلات .. أهلاً بك "حيدر عبود".

***** ***** ***** *****

درست "هنيلوري" العلوم السياسية في جامعة ميونيخ وتعمل في إحدى مؤسسات الإعلام .. احتفلت بالأمس بعيد ميلادها .. صار عمرها 31 سنة .. حلوة ورشيقة وأنيقة .. وحزينة .. لم تعش حتى اليوم علاقة عاطفية أو جنسية .. لم تلتقي حتى اليوم بالرجل الذي يبحث عنها .. في الأمس وبعد كأس النبيذ الثالث قالت وَلْهَانة:
"أشعر بنفسي أحياناً وكأني تُفَّاحة طيبة في السوبرماركت .. تُفَّاحة شهية تبقى في الصندوق وحيدة بعد إطفاء النور وإغلاق المحل .. رغم أنّ كل "التُفَّاحات" التي رافقتني الرحلة الطويلة قد تم شراءها .. وما زلت إلى الآن لا أعرف لماذا لم يشتهيني حتى هذه اللحظة أحد الشُّراة".

ملاحظة:
ما كتبته هو واقعة حدثت فعلاً .. والسيدة "هنيلوري" فيها كل صفات المرأة الخارجية .. ومن المشاكل الاجتماعية الكبرى في ألمانيا هي عدم الإلتقاء بالشريك المناسب ..
قبل حوالي عشرين عاماً كان من المعيب بعض الشيء في ألمانيا أن يعيش الشخص "رجل أو إمرأة" لوحده .. أما اليوم فقد أصبح هذا النمط الحياتي معتاداً ويضفي على صاحبه جواً من السعادة والتصالح مع الذات .. طبعاً بالإضافة إلى وجود أنماط حياتية اجتماعية أخرى متمثلة بالمثلية الجنسية .. "Homosexuality " .. إذاً: جميل أن يكون الإنسان وحيداً.

***** ***** ***** *****

السيد سيباستيان كورتس "29 عام" من مواليد 1986 .. والذي لم ينهي دراسة القانون التي بدأها .. هو اليوم .. ومنذ آواخر عام 2013 .. أصغر وزير خارجية في العالم .. والسياسي الأكثر شعبية في النمسا .. والعضو في حزب الشعب النمساوي .. ليس له قدوة في عالم السياسة .. لكنه يجد أن شخصية السيد شتاينمير وزير خارجية ألمانية "59 عام" والذي يكبره بحوالي 30 عاماً .. مثيرة للإعجاب ومحيرة للعقل وقيادية .. وأنّ لديه ثروة كبيرة من الخبرة والحنكة ..

***** ***** ***** *****

سأل زوج سوري زوجته: ماذا ستطبخين لنا اليوم؟
نظرت الزوجة إلى زاوية المطبخ .. وقالت: سأطبخ لكم هذه الدجاجة المتبقية .. كيف ترغبها يا حبي؟
أجاب الزوج: اطبخيها بالفرن يا روحي !
الزوجة: لا يوجد كهرباء يا عمري! ..
الزوج: اعمليها ع الغاز!
الزوجة: يا حبيبي لا يوجد غاز ..
الزوج: حبيبتي .. اشويها ع الحطب!
الزوجة: يا قلبي أنت تعرف .. لم يتبقى حطب ..
حينها رفعت الدجاجة رأسها عالياً وصاحت: الله .. سوريا .. بشار وبس!

***** ***** ***** *****
الدعوات إلى تصدير الإرهاب هي دعوات غير حضارية وغير إنسانية وغير جديرة بالوقوف عندها وتأملها .. هي دعوات لا تختلف بشيء عن دعوات المافيوزي بهجت سليمان أو المسمى المفتي حسون ..
مسلمات ..
1- الإنسان الأوروبي الغربي لا يشجع العنف ولا الإرهاب.
2- التفكير أوالتخطيط أوالتحريض الإرهابي أو الدعوة إليه أو محاولة تنفيذه هو حالة لاوطنية ولاثورية ولاإنسانية .. بل إنها جريمة.
3- ينبغي ألا يدفعنا العجز الوطني/الثقافي إلى هذا المستوى من التفكير الحضيض

لا يمكن مجابهة الإرهاب في بلد لا يحترم الحريات الأساسية لمواطنيه .. والدول التي تحترم نفسها يجب أن تقوم ببناء منظومات دفاعية وطنية لحماية كياناتها ومؤسساتها الوطنية .. الحلول الأقلوية والفوضوية لها معنى لها ..

***** ***** ***** *****



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جميلة هي أمي
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -21-
- موعد مع السيد الرئيس
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -20-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -19-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -18-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -17-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -16-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -15-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -14-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -14-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -13-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -12-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -11-
- حكاية أبو العُلى -3-
- حكاية أبو العُلى -2-
- حكاية أبو العُلى -1-
- كومبارس في مقهى ألماني
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -10-
- النَّقْصُصَّافِي في ألمانيا


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - حَمِيمِيَّات فيسبوكية -22-