أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - تحية الى بوكر الرواية العربية للعام 2014م














المزيد.....

تحية الى بوكر الرواية العربية للعام 2014م


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4851 - 2015 / 6 / 29 - 11:05
المحور: الادب والفن
    


عن جائزة البوكر للرواية (2014)
محمد الأحمد
سألني احد الاصدقاء سؤالاً عابراً، يريد به غاية اخرى. ولكن سؤاله قد اثار في بعض الهمّ، حول رواية كانت فائزة بجائزة "البوكر العربية"، وعادة ما اقول باني دائما اكون مدينا لتلك الجوائز بشكل او باخر لأنها دائما تعرفني بما يفوتني مع زحمة روايات كثيرة، وخصوصا اغلبها تضيع مع ما تعرض علي قبل النشر، واخرى انا ملزم بقراءتها لأني اعد نفسي واحداً بين المشهد الكبير الذي يمر سريعا امام شاشة حاسبي.
السؤال كان حول رواية "فرانكشتاين في بغداد" لصديقنا "احمد السعداوي"، ان كانت تستحق تلك الجائزة الكبيرة. وخصوصا ان الدار ستناصف المؤلف، بكل الاعتبارات المادية والمعنوية.
يومها لم اكن قد اطلعت عليها، بسبب اطلاعي على روايتين لم يستطع فيهما "السعداوي" على اثارتي، واقناعي بما قدمه فيهما.
بينما كنت مطلعاً بشغف على "الفيل الأزرق" للمصري "أحمد مراد" التي اخذتني الى عمق فني لذيذ من الهلوسة والعقارات الطبية وجعلت القاريء يرى ما يرى من اوهام ويقتنع بها معه، وكشفت لي "احمد مراد" كان قارئا مثقفا قد اطلع على عدد غير محدود تخص المرضى النفسيين وانجرافهم للجريمة..
بعد ذلك اطلعت بشغف على رواية "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" للسوري "خالد خليفة"، والتي اخذتني اخذا حيث علم لم يستطع ان يكتب عنه احد اقراننا العراقيين وهي عن دكتاتور سوريا الذي لم يختلف قليلا او كثير عن دكتاتورنا العراقي، حيث فضحت التمزق الفكري للفرد المثقف بعد ان جرى عليه منهجاً تقصده في لقمة عيشه، وهناك الكثير من المقومات الجرئية والمهمة التي انفردت بها تلك الرواية السورية العميقة.
ثم انتقلت الى رواية "طائر أزرق نادر يحلق معي" للمغربي "يوسف فاضل"، والتي لم تقل شأنا عن سابقتها.. حتى وصلت الى "طشاري" ل"انعام كججي"، فكان وقوفي الطويل عندها لأنها الروائية الخبيرة التي سبق ان قرات لها واستطاعت ان تتواصل بي عن عالم عراقي مؤلم ورحلة المواطن الذي يترك وطنه الى غربته الاخيرة. فكنت متعاطفا معها الى ابعد حدّ، وكنت اجدها الرواية الاكثر استحقاقا للجائزة، حيث فيها كل ذلك العمق والتجوال في مرابع عراقنا واطيافه العديده، من اديان وثقافات مقارنة اخذت العناية الكافية من نفسي، وحسب آرائي السابقة، كنت اقول بانها الوحيدة الاوفر حظا بالإنصاف اذ ما فازت، وتستحق الفوز لاعتبارات فنية كثيرة اولها ان تسلط الضوء على طبقة اجتماعية معينة من طبقات الطيف العراقي، وانه عاني من تهميش وتذليل وتقصيص وتمليص.
فكان ذلك السبب هو الذي اخرني قليلا عن الاطلاع الجدي متن رواية "فرانكشتاين السعداوي"، وجدتني قد باشرت بعد تأخر قراءتها، حتى وجدتني قد خسرت منها موقفا ولابد ان اصحح مساره، لكونها رواية عميقة، مهمة وتكاد لا تقل بأهميتها عما كتب سابقا من اقلام نزيهة مهمة ومحترمة لذاتها، وهي توثق بجد مرحلة لصورة العراقي بين احتلالين مسخا الصورة العراقية وحرصا على تهميشها وجعلها الصورة التي لا يفتخر بها.
بقيت مؤيداً بعمق لذلك الراي والتعاطف لأنها رواية "عالم بغداد المصور بدقة بالغة، وكانه لم يترك تفصيلا مهما كان عن بغداد اليوم، بغداد التي عاشت بها تلك الطائفة". وكلما قرأت بقية الروايات الفائزة بالجائزة حتى اجد نفسي قد وقعت على سجال اخر لابد وان اقرا هذه الرواية الفائزة قراءة دقيقة وكي اعطي عليها حكمي المنطقي، وخصوصا بان السؤال كان يتكرر علي في كل محفل، وكأني صاحب الزمان، وللرواية اكثر من خصيصة تجعلها فعلا رواية عراقية، تستحق الوقوف عندها قراءاً ونقاداً، رواية اعتمدت الحبكة المنظومة على جعل نقطة في "بغداد" لتكون مركز قطر دائرة، مساحة امام الكاميرا او امام العدسة السردية النبيلة.. حيث وجدت حول النقطة العبقرية ما ينتظم من التفاصيل المثيرة، كاشفة دقائقا من المخفيات لا يمكن لاحد ان ينكر ان كاتبها كان عبقريا في نظم حكايته، وتلك مزية علمية كبيرة لم تضطلع بها اي رواية عراقية او عربية. بؤرة عدسة لمت تفاصيل بغدادية جديدة لم تكن في بغداد السابقة. حيث كشفت عن "بغداد" جديدة تحت نير الاطماع والمفاسد الاقليمية (تحت نير احتلالين تبادلا المواقع بسرعة مذهلة حيث خرج الامريكان من بغداد ليفسحوا المجال واسعاً لاحتلال اكثر بغضا مبطناً بالمليشيات الدينية المتطرفة).
جرأتها في ذلك الموضع جعلني اهلل لها واعتبرها من الحسنات العظمى التي تجعلني ارفع يدي تحية للسعداوي و أضم نسخة من الرواية الى خانة الروايات التي تستحق القراءة اكثر من مرة.
محمد الأحمد



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحسناءُ في البلاد القصية
- الأشوقَ مني اليك قلبي
- كابوس ليلة في بغداد
- أصابع من السر المثير
- كتاب الحندل وابوابه
- غايات اخرى لوردة المحب
- ما قاله الغاوي للرواي
- حكاية النظرية اليعفورية في الاستبدال
- براءة
- مهرجان الجثث المعلقة
- السحر الاباحي
- حاجتنا الى برنامج صريح
- زياد رحباني
- سايمون الممثلة الجميلة
- أغلبهمُ صورة نرسيسهم العميق
- للرواية ابواب الرواية
- عودة مكابيوس
- انا وانت كل العالم يجتمع فينا
- انا وانت التاريخ كله
- الصور في الصور صور


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - تحية الى بوكر الرواية العربية للعام 2014م