أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - سايمون الممثلة الجميلة














المزيد.....

سايمون الممثلة الجميلة


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 12:03
المحور: الادب والفن
    



استذكر فيلماً قد شاهدته قبل ايام عنوانه "سايمون"، وهو احدى نوادر المخرجة "اندروا نيكول" ويعدّ الفليم ايضاً من روائع الممثل الاسطورة "آل باتشينو" للعام 1990م.. ظهر فيه بدور شخصية مخرج افلام مغمور اسمه "فكتور ترابسكي"، تخونه الظروف، وتختلف معه الاذواق لحدّ ان تتخلى عنه زوجته اول الامر، وبعد ذلك الممثلة الرئيسة "نيقولا" التي من المفترض ان تمثل له دور البطولة في فيلمه الذي كتبه وأخرجه. ويجدها معرضة عن العمل معه لأسباب وحجج واهية، اولهما بأنها لم تفهم العمل الذي يعمل عليه، حتى صارت تطلب منه طلبات تعجيزية من اجل ان تتفرغ لأعمال مع مخرجين غيره، تظنهم باتوا افضل منه في تقديم اعمالهم، فتتركه. ويتبين فيما بعد بان "نيقولا" لم تترك العمل معه إلا لسبب انفصاله عن زوجته الممولة للفيلم، ويقع في احراج كبير. اثناء ذلك يلتقي به احد اصدقائه القدامى الذين يعرفون نهجه الفني، والذي كان مؤمناً ومعجباً بطروحاته، اسمه "هانك" ويعد نفسه فاشلاً في الفن لكنه تحول الى التكنولوجيا وإعداد برامج الكومبيوتر، وقد سببت له تلك الشاشة مرضاً وعطباً في عينه ولا يمكنه ان يعيش إلا لبضعة اشهر قادمة، ولكن "ترابسكي" لا يمنحه تلك الفرصة، لأنه لم يصدق ما طُرح عليه. لكن بعد موته يصله طرداً بريدياً يتسلمه من محامي "هانك" ويعطيه مغلفاً فيه "هارد دسك" يحوي على ذلك البرنامج الذي حدثه عنه، مُثْبِتاً بأنه جعل الكومبيوتر يشارك في التمثيل، بمهارة. وقد أستحدث صورة ممثلة فائقة الجمال بإمكانها ان تؤدي الادوار المؤثرة باقتدار ومن بعد ان اختار اجمل عينين وأجمل انف وانقى بشرة، واصفى جيد، وأفضل خصر، ليتحول هذا الافتراض الى اجمل ممثلة تظهر على الشاشة، وأعطاها اسماً مركباً من مقطعين رمزاً لكلمتين من المصطلح السينمي "المشهد الاول- المقطع الاول/ S1-M-One"، تقوم بدوره الحسناء "راتشيل روبرت"، ودبلج لها صوت لممثلة أخرى, فصارت شخصية "سايمون" تجمع خبرات التقنية، وثقافة العصر، واستطاع بعد ذلك ان يدخل بها كممثلة كأنها كيان من لحم ودم، وليست معادلة رياضية افتراضية، وصارت تحضر بفاعلية المسابقات حتى نالت ارفع الجوائز، وانشغل الناس بهذه الممثلة التي صار "ترابسكي" يُعتّم على خصوصيتها الاجتماعية -وكأنها "بشراً"- من المتطفلين، والمعجبين بشخصها، وأولهم زوجته، من شدة نجاحها بدأت تشعر بالغيرة تجاهها، وقررت استعادة زوجها الذي تركته لأسباب لم تكن موضوعية، و"سايمون" هي التي جعلتها تعرف قيمة زوجها طالما هو مرغوب فيه وفضلته نجمة الملايين، وعاطفتها تجاهه بدأت تخضر من جديد، وأكثر من السابق. .خصوصاً بينهما ابنة يافعة، ناضجة متعلمة الكثير من ابيها المثقف، الذي استطاع كمخرج ان يواصل طموحاته الفنية بعدة افلام ناجحة جداً فأراد ان يعترف لزوجته بالحقيقة، بأن غريمتها لا وجود لها على ارض الواقع، فلم تصدقه، وتخيلتهُ مازال يعاني من الأسباب التي اختلفت بها معه، فصار عنده ردة فعل بان يتخلص من "سايمون" المفترضة التي لا يمكنه معها استعادة زوجته، فقرر مسح برنامجها. كما اراد ان يقنع جمهوره ويقيم دفناً رسمياً لجثتها الافتراضية، يليق بنجمة، من بعد ان رمى صندوق متعلقاتها الى عرض البحر، ولم يكن بحسبانه أن الشرطة ستتهمه بقتلها، واخفاء جثتها.. وعلى أثرها يتعرض الى تحقيق ينهار فيه، ويعترف بقتلها. ثم ياتي دور ابنته باستعادة ذلك البرنامج من عرض البحر، واستعادة "سايمون" لتظهر على قنوات الاعلام لتقول: انها ما تزال حيّة. منقذة اياه من جريمة ابداعية، بحق شخصية افتراضية.. اذ بات البرنامج الافتراضي حيّاً، ولا يمكن محوه من حياتنا، ولا حتى تجاهله، او ازاحته مثلما باتت العديد من الاوهام التي تدخل حياتنا ولا تفارقها..!
______________



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغلبهمُ صورة نرسيسهم العميق
- للرواية ابواب الرواية
- عودة مكابيوس
- انا وانت كل العالم يجتمع فينا
- انا وانت التاريخ كله
- الصور في الصور صور
- حصان في دست خاسر
- جثتي / قصة قصيرة جداً
- بهرز تحترق أما من مغيث محمد الأحمد
- بهرز كانت تحترق وما من مغيث؟
- متاهة أخيرهم هي مرحلة بعد الجمر قبل الرماد
- كتبةُ السيرة
- ما لم يقله مكابيوس
- كل ما قالته جدتي ل محمد الأحمد
- برج الحاوي لاوي
- هي أغنية موت
- تباً لكم ايها البغاة
- أوجاعنا
- انتاج الفكر في دماغ الأنسان
- الولع بحفلة القتل الراقصة


المزيد.....




- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - سايمون الممثلة الجميلة