أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - أوجاعنا














المزيد.....

أوجاعنا


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4377 - 2014 / 2 / 26 - 07:53
المحور: الادب والفن
    


1.
اوجاعنا اين الاصدقاء في هذا التيهِ العاصف المريب، أوجاعنا مكاننا الذي صار سقيماً وما عدنا فيه نسرج خيلنا لنشرب شاي الامان، اوجاعنا غرباءهم فاضوا بين اصدقائنا وحمل المكان عاطنتهم، وسمتهم، وما عادت أوجاعنا الا أوجاعاً من أوجاعٍ سقم لن نشفى منه، ولا ألفة سنلقى بين أهلنا..
2.
اوجاعنا فراغ لا يمتلئ بالهواء، ولا ببسمة عابرة لا رصيد لها..!!...
3.
"السادةُ الراثون موت الفلاني، السادة المعزون كلهمُ، المقربون من جهته يكتبون مديحاً، وعلى عكس الناكرين من الجهة الاخرى، هم السادة الذين يمتهنون الهوس غالباً ما يسقطون من الصورة، ليس لانهم يندفعون خلف الظاهر، ولا يعرفون كيف تؤكل الكتف الباطن"
4.
هو رسامُ التماثيل، وكاد بها ان يقلب شارعاً فارغاً.. عرفتهُ طويلاً، باسماً غير متأرجح، عرفتهُ ثاقباً، مسالماً غير متراجع؛ هو الولدُ المزواجُ العاشقُ، قد بنيّ حراساً لقصره من الرخام، وكتبَ مجدهم بحبر الأيام.. حتى يجلون الهمّ والغمام. كأنما رسامُ يمسح الغبار عن المعنى، فتأتي قصص قصيرة، تطيرُ بين اصابعنا مثل سرب حمام. هو يتنفس الان؛ بما بقي عنده من ازاميل وآمال، يكتب الان ملحمةُ الجسد اللذيذ، يمسح بنسائمه شهوته، كأنما يكتب عن فنار اضاعته السفن، وعن مكان نسي، وعن زمان مضى..
هو رسامٌ؛ اشهد له لأكثر من ثلاثين عاماً مضينَ سُراعاً، عُجالاً، وكما عرفته لم يخسر شيئاً الا ما استحق ان يخسره مِمَّ خسره الجيل.. هو رسامُ التماثيل التي حملت احجارها الحمائم نتفاً، وكأنها من سجيّلْ..
5.
اليوم العاصف الذي مرّ بحياتي، انستني اياه الاغاني.. كل الاغاني التي كان يرددها رواد المقهى، كانت اغاني التخلص من الطاغوت، كالنشيد تهدر من قلوب المُحررين من العدوّ ذاته، ذلكم هم الاعداء البغاة.. سقطوا تباعاً من قلبي ومن شدة اليأس الذي المّ بهم..
6.
كلُّ هذا الدخان من احتراق غابات قلوبنا، واصحابها تيقنوا بان العدوّ لا يمتلكوا ثقاباً واحداً، ولا حتى حجر؛ لكن الولدان المخلون هم من سربوها، ليلاً .. قد كان المكان.. ليلاً قد كان الزمان، ولكن احتراق الاصابع ندماً، لم يحدث، الا بعد ان اضاعوا الأوطان.. تلك هي حكاية دخان المكان.
7.
على الساحل قبل قليل؛ الماءُ ماءٌ وان ضخّه خرطوم فيل، مسارات القلب واحدة، ولكن: الملوحون يتزايدون على الجبل، حكاية تبتعد عندما سالت عنكِ.. لا تكيدهم فهم اسباب اشتعال، وها هو الفيل يطفاها..
8.
المساء عند "يوسفل" بديع، قد كان.. مجرى الحقل الى الصنوبر، هدنةُ الببغاء الذي لا يمل من الثرثرة، كانما ابحار في عتمة الظلمة الطويلة، كانما مساء من حنظل كلما يطول دون سيدة البيت..
"يوسفل" باتت مهجورة، دونها تتسابق الافكار ولا تحطّ في مكانها.. مدينة تراجع عنها الحبّ، حتى الخطوة النبيّة وتبلل مطرها بنقيع دم.. بالكبرياء؛ "يوسفل" كانت غابة للياسمين، وصارت مرتعاً للباغين..
"يوسفل" نهر خام تعثرت فيه اقدام، هياكل ارواح سمت أبدانها، وجثثها قتلت بعضها البعض للمرة المتكررة..
"يوسفل" هي بلدة: لا يحدها من اعلاها سوى الله، ولا يحدها من كل جانب آخر سوى الطامعين.. الله اهداها ينابيعاً ومن البترول، واسكنها ناس، احبت اعواد الحراب فاقتتلت بها، ولم تكن الا "يوسفل" البريئة بلا كبرياء.. بعد نبع الكبرياء..
9.
المكان الذي يدخل منه الهواء، شباكاً، عزرائيلاً تراه أخطأ في الزحمة منافذه، ويأتي متسربلاً في ثياب الموت، مقتلعاً الاطفال من منابتهم، موقعاً النهارات في ليل وخيم.. الموت يدخل من شقوق صغيرة في الحيطان العالية، ويميت نفوساً كانت يقظة في ايام الحصاد، المكان ميت كلوحة انقلب عليها اللون الأسود، النهار آفل بالارواح العفية،
- "المكان كان يهمّ بشرب الشاي البهرزي. والمكان كان ينتظر الرجل الاخر، والاخر يعبر الى فسحة عمله، والبعض يلتقون في المكان الذي لا يختلف عنه الموعد، كنقطة واضحة"، مكان لاغنية ام كلثوم عصراً، فيروز صباحاً، وجمهرة لعملها فجراً، فالمقهى اكبر من مساحات تمتلئ بالقصائد، تسرب اليها الموت كالهواء، وحصد منها ما استطاع اليه سبيلاً..
المقهى كانت مكاناً للموت، وليست لشيء آخر.. أمكنة تلتقي بأمكنة: يا "بهرز" كم سيبقى القداح في شجيراتك حزيناً باكياً بكل الموت الذي انهمر على المكان..!!
10.
اترك خيط بالونتك قبل ان تأخذك بعيداً عنا، وربما تدفنك بين الغيوم القاتمة..!!
11.
ديك الوز: الطائر الصياد مفرود الاجنحة..
12.
خذيني ليمونة لفنجان شايك الساخن، الدفء يغري ويغوي ويثير، حيث وطن يضمّ اشواق المتغيرات، البرد يأتي بلا جمال بكل حيف وضيم.. خذيني بعيداً عن ملل الاصحاب، وخذي مني الطعم، واعطني الدفء، خذيني كما عهدتيني مواطنا صالحاً لا يشجب الحكومات التي انهكته بفسادها"
13.
اشتاق اليك بما في الهواء من رائحة انوثة، مأخوذ اليك قسراً، فالشوق عندي كانما نهر محجوز بصخور باغية، وبات أمري كمن يبحث عن تسرب، حتماً: الى كل الشقوق، كالبهجة العاتية...
14.
نشجب فلنشجب ونشجب لان الشجب بات سلاحنا الأخير، لنشجب بما بقي لنا من آمال..
15.
قال مكابيوس: "لماذا تتبع حمار الوالي، ككلب الراعي، ونعلم جيداً؛ انه لن يصيبنا الا ما يسقط من يديه، فلا الوالي أبن البلد، ولا الحمار التائه في شعابه سوف يرشدنا الى اهلينا"..



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتاج الفكر في دماغ الأنسان
- الولع بحفلة القتل الراقصة
- الجد وصحبة الغربة
- هيرودوتس في المتاهة
- عن رواية تحسين كرمياني الموسومة بحكايتي مع راس مقطوع
- أوديسا التعددية الثقافية
- مسرحية الأطباء.. وعقل الشيطان
- الضلال الطويلة رواية تشهد على الزمن اللا مٌسرد
- رواية (ورد الحب... وداعا) سيرة حرب
- الصندوق الاسود ... وعاء الافكار الجديدة أم جدليتها الحيوية
- جاء الفيس بوك يارك الحاسبة
- فرن الخواجة
- اين السارد من المسرود في الحلم بوزيرة
- كيف بدأت مع عالم الكتب، وأين تكمن قيمة أي عمل أدبي؟
- كتاب جديد للدكتور فاضل عبود
- العقل المريض بجماله
- رسائل قرة العين
- كنت شيوعياً
- فليم حسن ومرقص
- كونشيرتو النسيان


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - أوجاعنا