أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - رواية (ورد الحب... وداعا) سيرة حرب















المزيد.....

رواية (ورد الحب... وداعا) سيرة حرب


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3316 - 2011 / 3 / 25 - 16:16
المحور: الادب والفن
    


عن رواية (ورد الحب... وداعا) سيرة حرب لم تتوقف
حمى المفاهيم والرؤى حول النص
قراءة : سمير عبد الرحيم أغا

أصدر الكاتب محمد الاحمد رواية واحدة هي (حركة الحيطان المتراصة) 1998 وأربع مجاميع قصصية من (بعد الجمر. قبل الرماد) الى (ما بين الحب والحب) 2002، في هذا العمل يقتحم الاحمد عالم الرواية من جديد بعد أن أطلقنا على هذا النص رواية، نص (ورد الحب.. وداعا ) منشور في مجلة أفق الثقافية ومنتدى القصة العراقية على صفحات الانترنيت ، ونستطيع أن نقدر صفحاتها في النشر الورقي الى ( 100) صفحة فأكثر. في وقت تتصاعد فيه حمى النشر الالكتروني، لسهولة النشر وسرعة أنتشاره وكيف لا وهو يخترق مقص الرقابة و يتخطى والحدود.
بدأ من الاهداء وهو ما يشفع للكاتب، نستشف أن هذه محاولة روائية... وسيرة شخصية (صورة ثلاثة أيام من الحرب المتواصلة بسرعة خاطفة ) او قصة قصيرة تنوعت في التناول، فأخذت شكل رواية وأكتنزت الوثيقة، وطالما أن العمل الادبي يوجه الى من يضع من أجله العمل كما يقول بارت فأنه حتما قارىء ما. من حيث المذهب الادبي فهي لاتتحدث عن عالم غير مرئي بل هي واقعية أنتقادية تفضح السوء والخراب في الحياة نتيجة سياسة الحاكم مؤيدة القول بالفعل،
قسمت الرواية الى أربعة عشر فصلا.. في كل فصل هوامش ويوميات، وجنسها على مواقع الانترنيت المذكورة (رواية)، أحداث الرواية او القصة تقدم ببناء سردي (يأتي الروي على لسان الكاتب نفسه وهو شخصية الرواية الرئيسية) حول موظف يعمل في محطة كهرباء بيجي.. يحاول أن يكتب رواية عن الاحداث (الرواية..الحلم) وهو داخل بيته ومعه زوجته حيث تطلب منه الطلاق منذ الفصل الاول، (سأناقش معك موضوع فراقنا حالما أنجز الفصل الاول من روايتي)، (وحول هذا الموضوع تدور أحداث القصة او الرواية وحبكتها وحتى أنه لم يفكر بشيء ( ألا بكيفية الاهتداء الى بداية الكتابة وبداية تدوين الاحداث السريعة).
وقبل الوقوف على النص لابد من التأمل في كاتب النص ولابد من معرفة تلك الثقافة التي تشربها هذا الكاتب ونسج علاقاتها المتعددة ليبني عالمه الروائي، فالكاتب محمد الاحمد هو ذاته الذي عاش فترة الحرب وفترة حكم الرئيس السابق وتشرب المأساة وكون ثقافته منها وعاش الجو النفسي لطبيعة الواقع المرير البائس، ويكفي أنه رآها كما هي، لهذا فقد نسج عالمه الروائي من ممتلكات تلك الحالة الاستبدادية ليخرج للقارىء.. صورة النص الذي يرضى عنه. ولابد من الوقوف على أحداث شباط وآذار 1991، والتي تقع فيها أحداث القصة، هذه الحرب التي قامت بها أمريكا ومن معها من دول العالم ضد بلد صغير كالعراق بسبب أحتلاله الكويت، وكانت النتيجة ان دمر العراق.. و مزقت الارواح وقطعت أوصاله (وضعوا نقاط تفتيش في مفترق الطرق لتسهل سيطرتهم على العالمين) حيث قسم العراق الى شمال.. وسط.. جنوب، وكلنا يعرف أن الواقع السياسي العربي.. عامة قائم على الاستبداد والقمع ومتمركز حول الحاكم الطاغية صاحب الرؤية المتماهية والمقترنة وفق تصوره مع مصلحة الوطن ومستقبله، ولم يعط الكاتب أسما لبطله بأستثناء أصدقاءه، أخيه منعم، الشاعر أحمد، سالم، مؤيد، وغيرهم وأكتفى بأختصار موقفهم في الفصل الاخير، وكان الراوي هو نفسه البطل، وحتى رئيس النظام السابق لم يذكره بالاسم بل أعطى له أسم أفتراضي (زعبال) ربما خوفا من الواشين خاصة وان الرواية كتبت في زمنه أي زمن الرئيس السابق وتلك من صفات أبطال محمد الاحمد حيث يعطي لهم في أغلب قصصه أسماء أفتراضية غرائبية وكذلك العنوان (ورد الحب .. وداعا) لم يكن له حضوره الصريح أو الموحى به من شبح الحرب، يبدأ الفصل الاول مسرودا بلسان الكاتب وحتى الفصل الاخير، الاحداث حيث يصفها الراوي وهو في بيته، منها داخل الفصول ومنها داخل الهوامش بأسلوب سردي فني ، فيما تبقى الزوجة معه الى خاتمة الرواية وهي تطلب الطلاق منه ولم نر أطفال لديهم وربما كان هذا سبب لطلب الطلاق، (أريد أن أحقق لها رغبتها التي أهلكتني) وحتى عندما يسافر بها الى مدينته بعقوبة... يصف مناخ الحرب المأساوي والدمار الذي حل بالمدن التي يمر بها... مثل بغداد وهو في الطريق وحين يصل مدينته يلتقي بأخيه منعم ويعرف أخبار بقية أصدقائه أما زوجته فقد ذهبت الى بيت أهلها.
الرواية في بنائها العام وتركيب الاحداث تصلح أن تكون قصة قصيرة طويلة، أما موضوع (محاولة كتابة رواية في وسط غبار الحرب) فقد تكرر لأكثر من كاتب وفي الكثير من القصص والروايات، وعلى الرغم من الصورة الساخرة التي تقدمها الرواية أبتدا من (زعبال) الحاكم السابق فأنها بالمقارنة بحالة الانظمة العربية الراهنة.. واقعية، هذه الواقعية المأساوية التي مني بها عالمنا العربي في كل أقطاره. فالرواية كما يصفها الناقد علي جواد الطاهر (كيان خاص يكمل التاريخ بل يحفظ ما لم يحفظه التاريخ) .
البطل في النص هو ذاته الكاتب، يبسط سطوته على مجمل أحداثها وتتجلى أهوال الموت والدمار على أمتداد صفحاتها ، بصورة فنية وبلغة شفافية يومية بل هي رهافة أنسان ذي ضمير حي يرى بشاعة المأساة تتجلى في مجتمعه يلاحق وسائل الاعلام الغارقة في مدح الرئيس والشوارع الممتلئة بصوره، قضاءه على المعارضين، وغيره. (أسمه لايصلح للاستخدام البشري.. أسمه الذي أجبرونا على التعامل.. لم يكن الا صفحة حرب.. ص ح) وكل ما سرد من كلام يدور حول الحاكم والمحكوم وما جرى بينهما، (سأسرد الليلة الرمضاء التي جاء فيها أمر الانسحاب) يحلل ويدون الاحداث مرة بأسلوب صحفي وهذه هي ميزة أحداث الحرب حيث تنقل، ومرة أخرى يسهب الحدث بأسلوب شعري يصف أنفعالاته (بم أكتب والمداد صامت، والوجوه بائسة ، مليئة بالوجوم ، مريضة بالذهان، العيون لا ترتفع عن مستوى الماء.. الدم.. الدم لاشيء سواه أحتاج دما لأملا به قلمي، دائما أفكر بهذا الشيء وهو عقيم). كل لاحداث محكومة بتفسير الكاتب مفعمة بروح الادانة طوال حكم البغي وقد نقلها أما من الاذاعة او الصحافة او سمع او رأى او فراسة منه في توقع الاحداث السياسية ثم الاحداث الاجتماعية والاقتصادية والعسكرية، وحتى لو نسي شيء فأنه يذكره في هامش نهاية كل فصل، في مشهد.. يصف الطبيب الذي يعالج الفتاة الصغيرة حين نقلها الى المشفى ليوصلنا الى ما يريد، أن يقوله عن السلطة (ضج بعض الرجال قائلين للطبيب بعد أن رأوا الدم النازف من جبين الطفلة، نهض من كرسيه الدوار محاولا الصراخ في وجه من أستفزه، كان معلقا مسدسه الرئاسي اللعين، جيء بها الى هنا تعال لا أجد مبررا للقلق: الآف من الرجال يموتون يوميا)، هذا الوصف اراد به نقل حياة الناس في مدينة بيجي حيث مركز من مراكر سلطة وعائلة الحاكم المستبد، (هؤلاء الاوغاد يملكون كل شيء)، (أغلبهم حماية خاصة من الخط الاول)..
أما السمة الاساسية التي تقوم عليها القصة, فهي النظرة الاحادية في وصف الاحداث, خاصة وهي أحداث لها شأن بمصير الحياة في العراق بأكمله حين وصلت الى مرحلة مصيرية... الزوال او البقاء، وما قدمته من صورة لخراب البلد نتيجة سياسة الحاكم. تعد رؤية مغلقة لاترى أي أمكانية للخروج من هذا الاستبداد سوى بمزيد من الانقسام والغرق في التبعية والولاء للقوى الاجنبية المعادية للوطن وحتى عندما وجدت هذه الرؤية سرعان ما أنطفأت (وتندلع من بعدها الانتفاضة الشجاعة الكبرى كمسرى النار في الهشيم، ولكن لم يكن هناك أحد يحمل رؤية ما بأنهم سوف يواجهون بأبشع الجرائم، ولم يكن هناك تنظيم.. سوى الثأر). أن صناعة الافكار في النص وبالذات الوثيقة مهما بلغت من تقنية جمالية وفنية لا بد لها أن تحمل قناعتها.. في الصدق مثلا وصدق القاص وما يحيط به من ظروف أجتماعية وأقتصادية جعلته يكون فكرة صادقة لما يقع ولما يعالج نفس القاص الذي هو جزء من المجتمع، مثلا أن مجرد ذكر الاسم للرئيس السابق كان يرعب الاخرين..
وعلى مستوى آخر هناك أحادية البرنامج السردي، هذا البرنامج الذي يولده محكي الرواية أو يكاد ولم يمنح شخصيات أخرى في النص (الزوجة) من حيازة محكياتها المخصوصة لكن بحسابها دعامات حكائية ليس أكثر من المحكي الاصلي اذا فأن كان سرد الراوي يسلك في مجراه وجهة أنفرادية ملموسة ينتقل بها السارد من فصل الى فصل، والزوجة كانت صورة سلبية للزوج ولكن في الحقيقة سيطر الهم الوطني على هم الطلاق، مثل أي زوجة وفية، والوطن هذا حاله, لهذا كان مركز الثقل في سرد المحكيات وتنظيمها وفي بلورة المواقف والمجريات وفي هندسة الافضية وتأثيثها وفي نقل المشاهد وتلوينها للكاتب الراوي.
أن تقنية الهوامش التي استخدمها الكاتب في فصوله لينقل يوميات الحرب من الرعب والدمار الذي حل بالبلد، كان موفقا فيها، وقد تمكن الكاتب من ترتيب هذه اليوميات وأحكامها داخل النص, فاليوميات تصلح ان تكون ملائمة لأحداث الحرب وطالما أستخدمها كبار الكتاب والصحفيين في وصف حروب ومعارك طويلة، لأن الحرب دائما تحسب بالايام، وهذا من ضمن أضطهاد النظام له وللاخرين. كل الهوامش هي مشاهد أسترجاع تنقل أهوال الحرب في أشارة حقيقية بالاسماء والاماكن من جبهة الحرب، (هامش.. قالوا عن محاولة أغتيال أعدت بدقة فائقة بقيادة سطام الجبوري بتاريخ 1/8/1990 وأفشلها أحد الواشين):
قد نضع هذا النص وسط حمى المفاهيم والرؤى نغمة في حقل الرواية الواسع المتشابك على الرغم من عدم وجود شروط لوضع هذا التجنيس دون ذلك ولكن بما أن الراوي ذاتي والاخرين هم ملحق بذات السيرة دون ان يحدث تأثيرها عليه او توثر بالاحداث فتكون قصة طويلة أقرب الى تجنيسها من يقول أنها رواية، ويشفع الراوي أهداءه الذي أشرنا أليه حيث يصفها، حركة الافعال والاحداث في (ورد الحب. وداعا) قوية وتملك معرفة وأدراك عن واقعها من خلال سرد الراوي وترسيماته السردية لهذه الحوادث لقد عرف الكاتب كيف يقتنص صورا لوجوه حكم النظام. والرواية برمتها تشكل أحتفاء بالدمار ووفق تقنية سردية (بين لغة شاعرية ولغة الحياة اليومية)، تتكىء على ذاكرة الحرب عبر الوقوف على باقة من الصور الصحفية والفتوغرافية وااللوحات المأساوية المنتقاة بعناية لبطل الرواية وشخوصه، (ورد الحب.. وداعا) نص جيد يمتلك القدرة على الانتشال وتحريك المياه الراكدة، أن الكاتب له أمكانيات أكثر من جيدة في السرد وله لغة مرنة، وأنه يريد أن يبقى بلغته روائيا. وهي تسجل للكاتب خطوة موفقة في هذا الفن.
بعقوبة



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصندوق الاسود ... وعاء الافكار الجديدة أم جدليتها الحيوية
- جاء الفيس بوك يارك الحاسبة
- فرن الخواجة
- اين السارد من المسرود في الحلم بوزيرة
- كيف بدأت مع عالم الكتب، وأين تكمن قيمة أي عمل أدبي؟
- كتاب جديد للدكتور فاضل عبود
- العقل المريض بجماله
- رسائل قرة العين
- كنت شيوعياً
- فليم حسن ومرقص
- كونشيرتو النسيان
- المثقف العربي في زمن الانحطاط العربي: على أي جانبيه يميل..؟
- علم الاجتماع الآلي
- الترفع غربة المثقف العراقي المقصي
- خسارة متأزمة بالفقدان
- النص
- التعددية محنة الاعلام الثقافي العراقي
- قصة قصيرة: ربيبة السيد المسؤول
- عام قاس بعد رحيل البعقوبي (ياسين أبو ظفار)
- عباس الأموي.. عام على رحيل قاس


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - رواية (ورد الحب... وداعا) سيرة حرب