أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - بهرز تحترق أما من مغيث محمد الأحمد















المزيد.....

بهرز تحترق أما من مغيث محمد الأحمد


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4407 - 2014 / 3 / 28 - 19:18
المحور: الادب والفن
    


بشاعة اي قاتل؛ في الاصل هي بشاعة فشل الحاكمين الضالعين في الفساد، وهم المتهمون في اشاعة هكذا فساد، وهكذا توجه لئيم..

1.
حدثني البستان مبتئساً:
- "حرفي في كل مرة، يتيه مني بحثاً عن ورقة يرتسم عليها، باغياً ان ينسرح كماء الى منحدر، ولا يرتضى بالتي ترتسم عليه كثوب ضيق، كورقة تتلبسه. حرفي لا ينثن للتحريف ولا التخريف، او التخويف.. سيبقى عفياً ونظيفاً، مثل جزيرة خيال لن اجعلها تستقر في محيط راكد"

2.
- "المَغول الشرقي الأصفر الذي وصل متنكراً بلحية طويلة قال للمرأة العجوز امام ابنها وحفيدها اخرجي لنا كل ما تملكين من ذهب ونقد والا اغتصبتك امامهما وهما مقيدان الى جذع النخلة، واركعي لي ثم قبلي قدمي، ولما عبّ المال في جيبه اطلق في راس ولدها وولد ولدها عدة اطلاقات، ومشى يجرّ الخراب الممنهج بلحيته ممشطاً ومدمراً لما تراه عينيه.

3.
ما كنت اقراه عن "لبنان" من روايات "شاهدة/ وثيقة" اثناء حربها بات "العراق" الشاهد يرويه، النهج ذاته لكنه مستمر بوحشية اكبر:
- "بقيت الجثث البريئة تتحمل تراشق القصف الشديد المدمر، والقناصة المتسيدة تتصيد كل حيّ"

4.
كلهم يعرفون، العالم كله يعرف، المعرفة تفضح نفسها بانها وصلت الى كل "غير" عارف: "مدن كلها منقوعة بخل التمر، بطاقة نجاة للسائس الذي يودّ بكل قوة ان يبقى سائساً".

5.
"بهرز"
يستفرد بها الغزاة والبغاة، ويسكت عنها الاصدقاء والابناء كما يسكت عنها الاعلام القريب قبل البعيد..
*** *** ***
"بهرز"
أترى ما عادت تهم احد؟..
أترى ماتت فيكم الاستجابة؟...
*** *** ***
"بهرز"
تحترق اما مغيث؟!!

6.
"بهرز المغدورة"
- لا ينفعك اليوم سوى تسجيل الجرم على المجرم..!!
فالقانون لن يمكنه ان يبقى نائماً الى الابد، ولابد من ساعة قريبة.

7.
الرحباني قال مرة: - "ثمة حلف بين الثعلب والناطور، ويظن كل منهم باننا لا نعرف".

8.
دائماً
لا أخشى البحر،
لان السيد "الجدول البعقوبي" علمني الطواف من قنطرة "المُتصَّرِفْ" حتى قنطرة "بهرز"،
لكني أنكسر خجلاً
امام بحر حزنها..
*** *** ***
حزنهُ الملون بحبرها
وجهها الساطع بوجلها..
*** *** ***
لان السيد "خريسان البعقوبي" يشهدني كل يوم على فاجعة تلوّ اخرى من أعلى شعرة في الرأس حتى اخمس القدمين،
*** *** ***
سحرهُ العاطر
بعقوبي آسر
قلبه بستان و شاعر
يكتب عن مدينة حظها
عاثر...
دائماً..

9.
تسيرُ حافة النهر حيث يتوازى الماء مع السماء..
في كل مرة سكارى يرتقون الامل الضائع بنشوة عابرة،
ويغنون بحشرجات "ياليل" مكابرة على الكبرياء،
ينزفون حسبما تنث عليهم الغيمات،
يكرعونها كرعاً، ولا يقربون مقابرها..
الا كطيور بيض تتصيدُ الأماني
"ياليل ما نطخ لك راس ولا نشكي لك حزن"...
الابيض يغرفونه من القلب
الازرق يكرفونه من النهر
الأخضر من انطباق الحافة على الماء
اما الأسود يخلفه الأوغاد..
حيث الوجوه تلتقي بألوانها، مواويل كلما ضاقت عليها الألوان: تتصاعد خناجر
"ياليل".... بموال بهرزاوي" ... ياليل.

10.
وجهان يلتقيان
على الماء كانما يسكنان مرآة
"بهرزيةٌ"
ام
"خريسانية "؟
*** *** ***
تنورتيهما كانتا تشهقان
متسائلتان
لمَ أخفيت قمريك السمراوين الدعجاوين بعباءة السخام،
عن الأعين والأنهر والغدران..
*** *** ***
واحدة لأخرى؛
متى صرت عجوز ياصبية،
نهرها النهر عن السكوت، وعن القهر المتواصل، قد اخبرنا قائلاً:
- "اصبحنا بصبح الصبيّةِ صبيةً لكن الصبية عند اوانها ضاع صباها
وسودها موسم السخام بسخامه"..
-"انا مش سودا بس الليل سودني بجناحوا"

11.
قال "البهرزاوي" لبستانه؛
- "لا تمتعض عما شاهدت،
قد يحمل لك الغراب
صورة اخرى
تكون انت محورها"..
*** *** ***
السيناريو غالباً ما يتكرر دونما ملل
اذ عدّ
ليشمل الأمكنة المحيطة، والوجوه الصديقة
حتى ان كنت منهم، او معهم
فلن يستثنك ابداً..
- "قد عهدنا ديدنهم"

12.
ما قاله القنصل الفخري في حكاية الهلع الدموي:
- "المسرحية ستكتمل لو وجهت قضية "الاجتياح" وحولت من استهتار بحق المواطنة الى قضية عنصرية، وربما هي حفرة اشدّ فتكاً من القتل، وان ننظر اليها بشكل جاد وكونها ابعد من ان تكون طائفية او مذهبية او شوفينية، الحادثة بان جهاز الدولة برمته استمرئ القتل والاهانة وعدم احترام اي قانون في كل مكان من العراق، وصار عدم احترام اي مواطن مهما كان بحجة ان المواطن ارهابي وان الجهاز الأمني هو الهدف، وهو الضحية التي لا حول لها، وسلاحه الفعال القتل والترهيب العنجهي الى حدّ لا يغتفر، وان هذا الدمار الممنهج هو تكملة لقضية اثارة نعرات غير انسانية في ثيمة الانسان المهدور كياناً وقيمة".

13.
كأنما "بهرزةُ"
في غاية الدقة..
في غاية العمق
*** *** ***
كأنما - رايتُ ؛ قد وقف الشاعر عند نقطة في آخر سطره مرمماً بيته
من اهتزاز مميت..
*** *** ***
كأنما ؛ احتاج الى حرف لم يستطع نطقه وعسى ان يكون بحنجرة الآخرين.. كأي قول بليغ.

14.
موال الآهات في البستان الذي عتق فيه الغريد اول قطرة خمرة طيبة اختارها الله وعداً لجنته:
- "اسماء قتلانا تتوارى خلف الطرائد.. ضحايا الغفلة، المغدورة في بيوتها العامرة بالوفاء للإله، تتسرب كالقداح "البهرزاوي"، او كرائحة قشرة التفاح، والشفاه منها ليست بلون الدم، لكنها بلون زهرة رمان يتصاعد في زهوه، ويتناغم مع اسمه، بأسم أمه، او بصفاء حليبها الطيب، الأمين، فكل صيدّ بألف مدينة، وكل مدينة بألف حلم، وكل حلم يتوارى خلف طيور تحلق أسراباً في الأعالي ولا تنزل، ولا تأكل، ولا تبوح الا بأسماء قتلة المدن".

15.
ما قاله بستاننا لسلة البرتقال الفارغة:
"روبير البهرزاوي" لم يكن أحدأ يسميه سوى الرجل النظيف الأمين، الذي كان يمرّ حمامة سلام بيضاء، ويعطي من مال الله الى عباد الله، ويكرم خلق الله بما اعطاه الله. كان موسوع اليدّ، موضوع السريرة، ويقرأ السلام على كل سلام، الرجل "البهرزي الاصيل" لم يكن معروفاً الا بدينه، فاقداً لدفتر ديونه حتى يوم هجرته، بعد ان تساقطت منه بقية اوراقه في اول خريف. الرجل الذي يعمل عنده كان يشعل له سراجه كل "سبت" قد أخبرنا عنه، بانه لم يرحل منها الا وفي بيته جوعاناً قد اشبعه، وعرياناً قد اكساه، "روبير" الذي ترك المدينة ومعها قلبه، ومعها حزنه، يكابد وهو بعيد الآن مع اهله كل ما يحدث في "بهرز" من اجتياح حسب ظنه انها محمية وديعة القلوب"

16.
يا حارس البيت يا صاحب القلب الــــ...
- "المغدرون في الجنة ينتظرون من غدر بهم غِلّاً بقلبٍ ثابت القرار"

17.
"جدرانها شوارعها، خُلِفت من بعد النهب والسطو المسلح في عز النهار، وتحت مرأى ومشهد بعضهم البعض، حيث الارض بقيت تختضّ هلعاً، من مرأى الجثث المنبطحة، مع حركة دورانية طائفة مع أمواج رذاذ البارود، الذي انحسر رمادياً في الأعين، وغطى الأجواء كلها بالسواد، تاركة ما بقي في حدقات القتلى آخر صور للقاتلين بدم بارد، بقايا صور ككل مدينة اجتاحها المغول بهوس، وغلّ"..
- بُهرز أية مسافة كانت بينك وبين مسافات السنين الضوئية التي اسقطت من جغرافية الأديان.

18.
اواه يا قتيل، يا مقتول، يا مظلوم، يا عراق إبن العراق...
مسرحية قتل كان مخرجها وكاتبها، وممثلها الأول من وراء الحدود، ونفذت بأسم وجثة جمهور العراق... اواه ... اواه..!!

19.
سألتُ "نزار قباني" في لقاء لي معه كان في الحلم على حافة كتاب من كتبه: عن الفرق بين قائدنا وقائدهم، فقدم الثاني البعيد على الأول القريب؛ قائلاً: - "قائدهم يقود الانغام، ويتابع تغريد البلابل وزقزقة العصافير، ويحكي حكاية العصور، والقصور، والبلد المقبور دوماً تتعالى فيه القبور على القصور"، وعن الأول: " قائدنا ما تعود الا ان يقود السفاحين واللصوص والجهلة القتلة، وبهم يفتت العباد".

20.
"تلك المسرة قد هاجرت الى بوابة اخرى، وبقي حلمنا وحيداً. يومها لم نكنّ لها احتراماً عندما كانت تحمينا، ذهبت كأننا خلصنا بأفضل خلاص، وما كنا ندري حتى ندمنا، فالريح الصفراء جعلتنا لا نحتفي بالسلام، ولا نعرف الوئام.. في الوقت ذاته مازالت تعدّ لنا في سريرتها غدراً ممنهج سقيم، وحقد متواشج ضغيم، وضغينة كالحة مشينة"، حتى قال البهرزي: - "ما بهرز الا بهرزة في أعين الحاقدين".


‏الخميس‏، 27‏ آذار‏، 2014



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بهرز كانت تحترق وما من مغيث؟
- متاهة أخيرهم هي مرحلة بعد الجمر قبل الرماد
- كتبةُ السيرة
- ما لم يقله مكابيوس
- كل ما قالته جدتي ل محمد الأحمد
- برج الحاوي لاوي
- هي أغنية موت
- تباً لكم ايها البغاة
- أوجاعنا
- انتاج الفكر في دماغ الأنسان
- الولع بحفلة القتل الراقصة
- الجد وصحبة الغربة
- هيرودوتس في المتاهة
- عن رواية تحسين كرمياني الموسومة بحكايتي مع راس مقطوع
- أوديسا التعددية الثقافية
- مسرحية الأطباء.. وعقل الشيطان
- الضلال الطويلة رواية تشهد على الزمن اللا مٌسرد
- رواية (ورد الحب... وداعا) سيرة حرب
- الصندوق الاسود ... وعاء الافكار الجديدة أم جدليتها الحيوية
- جاء الفيس بوك يارك الحاسبة


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الأحمد - بهرز تحترق أما من مغيث محمد الأحمد