أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - اشكالية البقاء














المزيد.....

اشكالية البقاء


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 4848 - 2015 / 6 / 25 - 21:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



التوازن امر يبحث عنه القاصي والداني، والجمع بين الفوضى والتوازن امر اخر يريده الباحث عن السيطرة والتسلط، وبين الامرين تتصاعد وتيرة الحوداث لتظهر الرغبة التي يسعى البعض لتحقيقها من خلال احداث قفزة نوعية واحداث توازن ملحوظ في مسارات البقاء، عله يستطيع ان يحقق بعض وجوده من غير الماهية التي وضعت له مسبقاً من اصحاب السيطرة والتسلط، الا ان الاصطدام المباشر الدائم والمستمر بجامعي الفوضى والتوازن يجعل من الامور تسير وفق معطيات لاتتلائم مع الكثير من التطلعات لاسيما تلك التي يقف ضدها احيانا ابناء الجنس(القومية) الواحد، وابناء الجغرافية الواحدة، مما يجعل من يد اصحاب السيطرة هي العليا... فتكون الفوضى حتمية ليتدخل هولاء من اجل فرض فرضيتهم التوازنية وفق تداعيات ومسلتزمات هم من يضعوها ويصنعون الفارق بين مصالحهم وبين تطلعات المقابل، وهذا بلاشك يزيد الفجوة على اغلب المستويات.
احداث الفجوة يتلائم مع الماهية التي توضع مسبقاً، وهذه الفجوة لاتتم دائما بافعال علنية انما بسيناريوهات دقيقة تُحرضّ اطراف ضد اطراف او تغرس جماعات للعبث بالموجودات وحتى المقدسات لدى الشعوب المتطلعة والباحثة عن التوازن مما يخلق خللاً واضحاً في استراتيجياتها، وبالتالي تدفعها الى خوض معارك ليست لها، لكنها مضطرة كي تبقي على امالها في الحافظ على وجودها وبعض تطلعاتها في احداث التوازن، والغريب في الامر ان المتسلطين هم من يديرون الامور وهم من يتوقعون النتائج بل هم انفسهم من يمولون الاطراف المتنافسة لكي تبقى الفوضى عارمة ومستمرة، وبالتالي لتكون الحاجة ملحة لوجودهم وذلك لاضفاء سمة الشرعية على اعمالهم وحفظ مصالحهم بعيدا عن المفاهيم المطروحة والتي نتجت من بين جنبات مجتمعاتهم وحاولوا لقرون عديدة خداع البشرية بها.
وهذا اجمالاً يخلق من الفجوة ممراً سالكاً لتصدير كل ما يرغبون هم به، وكل ما يجد المتطلعون بانهم بحاجة اليه، مما يعني خلق سوق "شامل" لايقتصر على البضاعة الرديئة فقط انما على استقبال الافكار الدنيئة ايضاً والتي تبيح داخل المستوطنات ( المجتمعات) تلك كل انواغ الفوضى التي هي اصلا متأصلة داخل الانسان ولاتحتاج الا الى محرك وفجوة تندس من خلالها بعض المنشطات كي تصبح آفة بشرية ماحقة لكل ما هو انساني وجودي، ولعل الناظر الى الواقع العياني الذي تمر به المجتمعات الشرق اوسطية واغلب دول العالم الثالث وبعض البيئات المنوعة في اطراف الخراب المسمى المعمورة سيجد بان الاسواق بدأت تتكاثر ليس وفق منهجية عرقية انما وفق منهجية بضاعية نوعية دون الاخذ بالاعتبار المكونات البشرية العائمة فوق تلك المياه الضحلة.
المنهجية هذه هي اشبه ما تكون بالشريعة الاولى التي بدأت البشرية تتكاثر وفق معطياتها لاسيما وهي نفسها من سنتها تحت انظار خالقيها وبذلك تحولت الى مادة دسمة يستند عليها المتسلط والباحث عن الاسواق لخلق الفجوة من جهة وسدها بما يريد من جهة اخرى، وهكذا اصبح صراع البقاء للمتطلعين الى خلق التوزان داخل مجتمعاتهم امراً اشبه بمسرحية تتبادل مكوناتها الادوار احياناً واحياناً اخرى اصبح الامر اشبه بتحريك هذه المكونات حسب احجار الشطرنج تميل كفة على حساب اخرى من اجل تحقيق القدر الاكبر من المصالح لتلك الجهات المتسلطة.
وبهذه الكيفية تعيش المجتمعات الطامحة - المتطلعة ساعية جاهدة للبقاء بحيث تصبح كل مخططاتها موضوعة موجهة لتحقيق ذلك، وهذا ما يجعلها تعيش دوامة لانهاية لها، سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي ، وبلاشك تأثرها على الصعيدين المذكورين يؤدي الى تأثيرات اجتماعية وفكرية اي شمولية، وبالتالي تصبح اهدافها العامة من تحقيق التوازن وطموحاتها الاخرى مجردة من مقوماتها الاساسية التي تحتاجها، لكونها في الاصل وجهت كل طاقاتها لصراع سابق للتوازن وهو الوجود (البقاء).



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البارزاني كان رجل قضية وليس رجل تحزب
- امي..اتساءل..
- اللامعقول والمعقول حول واقعنا
- الى روح هوجام
- مقبرة الغيوم
- المتجارة بالقضية(تجار الخليفة)
- هل من خيار اخر
- قصيدة / كوباني
- بين اروقة الانقال/ جوتيار تمر
- تلك هي اخلاقكم
- قراءة في نص - زيف المجد- للشاعرة فلورا قازان/ جوتيار تمر
- قراءة في نص- غداً- للشاعرة فلورا قازان/ جوتيار تمر
- اقسم بانها طفلة
- قراءة في نص- عباءة جدتي القديمة- للشاعرة أملي القضماني/ جوتي ...
- قراءة في نص- مرثية طفل للرؤية- للشاعرة المميزة نهى الموسوي/ ...
- جوليانا/ قصة
- هل نجوت ...؟
- لماذا اعيش / الانفال
- كوجين في موكب الموت
- صور من ذاكرة شاب/ الانفال


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - اشكالية البقاء