أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوتيار تمر - جوليانا/ قصة















المزيد.....

جوليانا/ قصة


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 4460 - 2014 / 5 / 22 - 22:37
المحور: الادب والفن
    


جوليانا....
جوتيار تمر
كان شاباً مثابراً لم يكن يعرف التعب والملل، يستيقظ في ساعات الصباح الباكر فيأخذ اغراضه ويتوجه الى الحقل، من كان يراه ببشرته البيضاء وعيناه العلسليتين وقوامه الرشيق لم يكن ليصدق بانه فتى حقل، لكن هكذا كان يرى نفسه هو، فتى حقل..بل فتى يعتمد عليه والديَه وأخته التي تصغره بسنة، وهذه الأخيرة كانت تشبه والدتها ببشرتها السمراء المائلة الى الحمرة قليلاً وبعيونها السوداء الواسعة وملامحها الجميلة التي بقيت محافظة عليها على الرغم من كونها تعاني من صعوبات في التنفس أحياناً.
زيا كان يحمل على عاتقه مسؤوليات كثيرة، فمع إدارته لأمور الحقل ظل يساعد عمه الذي كان بلا ذرية، حيث كان يعرج عليه وعلى زوجته يومياً ليرى ماذا يحتاجان وأحيانا كان يساعدهما في أمور الحقل الذي يملكانه أمام بيتهما، فضلاً عن كونه ممن كان يهتم بأخته على الدوام.
في كل مساء بالأخص في مساءات الصيف كان يعود زيا ليأخذ غفوة ثم يخرج إلى أصدقائه يتسامر معهم إلى منتصف الليل فيعود إلى البيت ويدخل غرفته الصغيرة ويرتمي على سريره الحديدي الذي كان يصدر صوت أزيز يخفي وراءه الكثير من الأمور والهماسات.
كان والده يطلب في أيام الصيف من جوليانا أخته أن تذهب مع أخيها الى الحقل لتساعده أو على الأقل أن تذهب أحيانا إلى بيت عمها لتساعد زوجته لأنه كان يظن بأن انشغالها قد ينسيها مرضها قليلاً.. إلا أنها كانت تكتفي بالصمت وتذهب إلى أمها لتساعدها، فكانت الأم أيضا تقول لها إبنتي عليكِ بمساعدة أخيكِ فهو يتعب كثيراً.
في الصيف يتغير كل شيء تختفي الخضرة نهائياً ولاتبقى منها سوى شريط على ضفتي النهر أو حافات الينابيع، أما الأرض فتلبس الاصفر، والشمس تصبح شرسة بالأخص في ساعات الظهيرة التي تجبر زيا أن يلجأ إلى ظل مكان أعده من القصب والقش ليرتاح تحته قليلا ويأكل ما تذهب جوليانا به من أكل إليه.
كان زيا يعيش حالة من الضياع في تلك الأوقات لكون حرارة الشمس تثير فيه كميات كبيرة من هرمونات الذكورة، ولكونه كان دائم الحضور إلى الحقل ودائم التعرض للشمس فان ذلك أثر عليه كثيرا لاسيما وأنه شاب في مقتبل العمر ويملك طاقة..فبدأ يبحث عن منفذ لتلك الطاقة التي يمتلكها، والذي كان يكتفي في مسامراته الليلة قبلها بأن يصرفها في الحديث والاستماع، إلا أن مرور الزمن وانغماسه في العمل بالأخص في ساعات الحر جعلته يعيش حالة ربما لم يكن يعيشها قبل سنوات.
ذهاب جوليانا معه الى الحقل أحيانا جعلته ينهك نفسه كثيراً في العمل لأن أخته لم تكن بقادرة على العمل لساعات طويلة مثله، وذلك ما جعله ينشغل عن ما يدور في رأسه وجسمه قليلاً، وذات يوم بينما هو لوحده في الحقل حيث بقاء جوليانا في البيت جعله يستعيد بعض أفكاره ومحركات جسده، وفي الظهيرة بالذات خرج زيا من حقله وتوجه إلى بيت قريب يبعد ربع ساعة من الحقل، حيث تعود أن يعرج عليه لمساعدة عمه، وهناك أراد التحدث مع عمه، لكنه لم يجد غير زوجة عمه في البيت التي كانت خارجة من الحمام لتوها، اختلطت أوراقه وأصبح مشوشاً، سلم على زوجة عمه وقال لها اين عمي، فقالت خرج قبل ساعة وقال بأنه سيعود في المساء، طلبت منه أن يجلس لحين تلبس، فقال لها إذا لم تكوني تحتاجين الى شيء سأعود إلى الحقل، فتبسمت بخبث وقالت شكراً لك.. عاد زيا مسرعاً إلى حقله وهو يعيش شعوراً لم يعهده من قبل، ومحركات جسمه كانت تدفعه للتفكير بأمور ربما لم يكن لأحد أن يصدق بأن زيا يفكر بها من قبل.
عاد زيا في المساء إلى بيته، ودخل غرفته بعد أن أخذ حماماً سريعاً، حتى أنه لم يأكل كثيراً إنما اكتفى بلقمة صغيرة، غرق في تفكير طويل، دخلت عليه جوليانا ممسكة بكوب شاي، فطلب منها أن تضعه على طاولة صغير صنعها من الخشب بنفسه وهي لاتكفي سوى لوضع كوب مع صحن صغير، فوضعته هناك وقالت له هل تحتاج إلى شيء أخي، وقعت كلمة تحتاج على سمعه كصاعقة، رد بلطف شكرا لكِ أختي، خرجت هي ودخل هو في تبعيات كلمة تحتاج ليتخيل تلك الإبتسامة الخبيثة من وجة زوجة عمه شميران التي كانت في ربيعها الثالث والثلاثينوهي متزوجة من عم زيا صاحب السبع والأربعين ربيعا، وقد مضى على زواجهما خمس سنوات دون أن يُرزقا بأطفال.. أطفئ الأنوار وحاول أن يدس رأسه تحت المخدة ليمنع تلك الافكار أن تشغله أكثر، وكلما كان يضغط على نفسه أكثر كلما كانت الأفكار تجتاحه أكثر، أدرك حينها بأنه لامفر منها، فأخرج رأسه ووضعه على مخدته الناعمة وحاول أن يهدأ ويركز على نومه لكونه في الغد سيذهب الى الحقل ولديه الكثير من العمل، بعد مرور وقت انغمس في نوم عميق يتخلله هواجس وصور، وفي الصباح الباكر أخذ اغراضه وخرج دون أن يأخذ معه أخته، وفي الحقل أراد ان يحرق تلك الافكار والمشاعر والصور بالعمل، وعند الظهيرة بينما هو ينتظر جوليانا أن تأتيه بالطعام إذا به يتفاجئ بعمه يحمل إليه الطعام، جلسا وأكلا معاً فقال له عمه أين أنت لماذا لا أراك منذ فترة لم تعرج علينا.. استغرب زيا بأن زوجة عمه لم تبلغه بأنه مر بهم أمس لكنه لم يجده في البيت..أراد أن يقول له بأنه أمس..لكن عمه قاطعه وقال سأذهب مع والدك إلى بيت خالك في المدينة، عليك أن تعرج على البيت وتأخذ شميران معك للبيت عندكم لحين عودتنا.. شميران اسم زوجة عمه... هز زيا وقال نعم " عمو" سأذهب لكن خير ماذا هناك لتذهبا ..فرد عمه ستعرف عندما نعود.. ذهب العم، وبدأت الشمس تغرب..حمل زيا أغراضه وتوجه الى بيت العم..كانت شميران تنتظره ..سلم عليها..طلبت منه أن يدخل ليرتاح قليلا ثم يذهبا لكنه خاف من صوره ومن تخيلاته وأفكاره فطلب منها أن تستعد لأنه تعب.. كم كانت صدمته كبيرة عندما سمعها تقول تعال سأريح عنك قليلاً.. فزع من تلك اللهجة الناعمة..وبدأت مؤثرات الشمس تسري في جسده، بحيث شعر بأن كل شيء فيه يتحرك..لكنه أحكم القبضة على نفسه وقال شكراً لكِ زوجة عمي سنذهب للبيت.
باتت شميران مع جوليانا في غرفتها التي كانت لاتسع سوى اثنين، لأن زوجها ووالد جوليانا لم يعودا..كان زيا يسمع صوت ضحكهما طوال الليل..فكادت نفسه أن تفقد صوابها، لكنه تمالك نفسه..وفي الصباح بينما هو يستعد للخروج وجد جوليانا مستيقظة تنتظره.. قال لها ابقي مع زوجة العم سأذهب لوحدي فردت لا لأنها أيضا سترافقنا..ذهب الثلاثة الى الحقل..كان الجو حاراً منذ ساعات الصباح الباكر.. وانهمك الثلاثة في العمل..وعند الظهيرة تذكرت جوليانا بأنه لا أحد في البيت سوى أمها لذا ليس هناك من يمكنه أن يجلب الغداء لهم، فطلبت من أخيها السماح لها بالذهاب لاحضار الطعام، فقال لاتذهبي لوحدك خذي شميران معكِ.. لكنها بدون وعي نست اأن تبلغ شميران بذلك وذهبت لوحدها، وبينما زيا يهم بالاستراحة وجد شميران في الحقل..قال أ لم تذهبي مع جوليانا ..قالت لا..ذهبت لوحدها.. وتحت القش هناك جلسا ينتظران جوليانا..اقتربت شميران من زيا وقالت له أراك مترددا في الحديث معي هل يضايقك شيء..رد لا أبداً..فاقتربت منه..كان وجهها يتصبب عرقا.. فرفعت بطرف ثوبها لتمسح به وجهها..واذا بعيني زيا تقعان على ساقيها.. بعدها بقليل مدة حاولت شميران أن تلتقط شيئا من الأرض فاذا بعيني زيا تقعان على صدرها الأبيض ..ولحد الآن لايعرف ماذا كانت شميران تحاول أن تلتقطه.. اقتربت شميران منه وقالت له زيا حاول أن تشد هذه الربطة على رأسي من الخلف لأنها تشعر بدوار من شدة الحر..استجاب زيا لطلبها وبينما هو خلفها يحاول أن يربط رأسها إذا بها تمسك بيده..وتستدير لتقابله وجها لوجه..دفعها زيا قليلاً للوراء خوفاً وخجلاً.. وهو في نفسه لايعرف ماذا يفعل لكونه يعيش حالة من الغليان من المثيرات التي زادت حرارة الشمس من طغيانها.. قالت بخبث هل تخافني زيا..رد مرتبكاً لا لا لكن ماذا تفعلين..أمسكت بيده وبسرعة وضعته على صدرها قالت أريدك أن تمسح العرق عني.. أراد زيا أن يخرج من تلك المحنة لكنه وجد نفسه في حصن منيع.. فبدأ يداعب صدرها..شيئاً فشيئاً وقع عليها دون أن ينجرف كثيراً..وما هي لحظات حتى وصلت جوليانا لتقف أمام ذلك المشهد الغريب.. وقع الطعام منها.. ركضت عائدة الى البيت وهي مصدومة.. سألتها أمها ما بها قالت شعرت بالارهاق فعدت.. وهناك كان زيا يبكي كطفل رضيع فقد كل شيء من حوله.. أما شميران فكانت هي الأخرى مصدومة لكنها في الوقت نفسه كانت منتشية قليلاً لأنها استطاعت من جر زيا إلى عالمها.. في المساء عادا.. لم تتفوه جوليانا بكلمة.. ولأن والدها وعمها لن يعودا حسب ما وصلهم من أخبار من أحد المرافقين لهما فان شميران ستبات الليلة أيضا معها.. حاولت شميران أن تقلل مماحدث..إلا أنها كانت مصدومة.. فبدأت تحكي لها قصتها مع عمها..ومعها كانت تداعب شعراتها وشيئا فشيئا بدأت تداعب وجهها ونزولاً لحين وصلت الى صدرها.. وكأنها اتبعت ذلك الأسلوب لتجرها الى عالمها من جهة، ولتسكتها من جهة اخرى.. فجأة وجدت جوليانا بأن يد شميران تمسك نهديها، شعرت بنشوة ما، لكنها خافت وأبعدت يدها وقالت سأنام تصبحين على خير..
كان زيا يحاول جهده أن يجد لمأزقه مخرجاً لكنه أدرك بأنه يستحيل عليه ذلك.. وفي الصباح خرج دون أن يعلم أحد إلى الحقل وهناك أتعب نفسه كثيرا بالعمل بل بالغ في التعب حتى شعر بغثيان ودوران في رأسه فحاول الوصول إلى تحت القش وارتمى هناك.. مضى الوقت سريعاً فاذا به لايستيقظ إلا في المساء كانت نفسه تحاول أن تجبره على القيام بأمر ما..يجهله لكنه في الوقت نفسه يعلم بأن هذا المجهول لابد منه ليرتاح..كانت شميران وأمه في طريقهما للحقل وقتها وإذا به يراهما فوق رأسه.. ساعداه وعادوا جميعا للبيت.
عاد الوالد والعم وذهبت شميران لبيتها..وبقيت جوليانا تعيش حالة صدمة من ما رأته.. وفي أحد الأيام بينما هي في طريقها إلى الحقل لتأخذ الطعام لأخيها..اعترضها شاب وحاول التحرش بها، فصرخت وركضت مسرعة الى الحقل.. حيث حاول زيا أن يعرف من فعل ذلك لكنه لم يجد أحدا.. بعدها بدأت حالة جوليانا تتدهور.. إلا أن أصيبت بحمى قوية.. فقدت قواها بسببها.. فأضطر والدها أن يطلب من عمها بأن يهتم بالبيت لحين عودته وأم جوليانا من المدينة لأنهما سيأخذانها إلى المستشفى هناك.. بقيا في المستشفى أسبوعين حيث لم يتمكن الاطباء من السيطرة على مرضها الذي سرعان ما انتشر في جسدها كله فأصبحت تتنفس بصعوبة ولاتستطيع التحدث.. توفيت جوليانا..قال الأطباء بانها اصيبت بصدمة مما ساعدت الحمى على أن تسيطر عليها.
أخذ سمعون العم زيا عنده في البيت أثناء وجود والديه وأخته في المستشفى، وكان يعرج على بيت أخيه ليتفقده بين الحين والآخر، أما بقية وقته فكان يقضيه هو الآخر في حقله، أما زيا فقد كان يذهب لحقله كل صباح كالعادة إلا في يوم حيث من شدة التفكير والإرهاق أصيب بأوجاع في ظهره، ولم يستطع يومها الحركة فبقي مستلقياً في فراش أعدته شميران له، بقي العم يتفقده بين الحين والآخر، حتى قال له زيا اذهب لحقلك عمي سأكون بخير، فطلب العم من شميران أن تهتم به.. حينها ابتسمت بخبث مرة أخرى وقالت لاتشغل بالك به، خرج العم وبدأت هي بعد لحظات تقترب منه، وتتحرش به، أصيب زيا بصدمة عندما وجدها تمرر يديها على جسده، حاول ان يرفض وينهض لكن لشدة آلام ظهره لم يستطع الحركة وبدا وكأنه دمية بيد زوجة عمه، التي حاولت بكل وسيلة أن تجره ليمارس معها لعبتها المفضلة، إلا أن زيا تماسك ولم يصل تلك المرحلة، أثناء ذلك كانت الأفكار والهواجس والرغبات تتناسل في ذهن زيا، بين رغبة في أن يظفئ تلك الهواجس وبين خوف من العاقبة، غير أن شميران لم تتوقف من بذل جهدها لإثارته، وفي النهاية بدأت تتحس مواطن في جسده جعلته ينتشي..وما هي إلا لحظات حتى سمعا صوتاً في الخارج.. فنهضت بسرعة وتركت زيا في فراشه، كان والدا زيا قد عادا مع جثمان أخته، فسمع العم بذلك فعاد ليخبر شميران بالأمر دون أن يعلم زيا ، فالأخير مريض أيضاً، سمعت شميران بالأمر ودون وعي صرخت وبدأت بالبكاء، سمع زيا صوت بكائها فظن أن عمه عرف مادار بينهما، لكن عمه دخل عليه وقال استرح أنت وسنعود بعد قليل فقال له ماذا هناك لماذا تبكي زوجة عمي، قال بأنها سمعت خبراً عن مرض والدتها، خرج الإثنان إلى بيت والد زيا، فتلقتهما الأم ببكاء وفجيعة، أما الوالد فقد كان مصدوما وغير مصدق بأن جوليانا رحلت، لم يلمح الأب إبنه، فسأل بدهشة أين زيا، رد العم بأنه مريض في بيته، لديه آلام في ظهره لايستطيع الوقوف من شدتها، بدأت أعين الأب تدمع وكأنه يقول ماذا فعلت بأولادي البنت رحلت والإبن لايستطيع الحركة وسرعان ما بدأت الأمور تتعقد أكثر حين عادوا الى رشدهم قليلا، وأدركوا بأن عليهم أن يأخذوها" جثة جوليانا" إلى القرية المجاورة لعدم وجود "دير" في قريتهم، وهكذا بدأت مراسيم العزاء وأصبح الناس يأتون ويخرجون والكل يسأل اين زيا..؟.
أما زيا فقد كان مستلقياً على ظهره ، لايستطيع الحركة إطلاقاً وكأنه اصيب بشلل، وفي قرارة نفسه كان يشعر بأن امراً ما قد حدث، وكلما حاول أن ينهض كان يصاب بألم شديد في ظهره فلايقوي على الحركة.
استكملت مراسيم أخذها للدير وحملوها في سيارة وذهب الجميع معها إلا شميران التي وصاها زوجها بأن تعود لتهتم ب زيا، فعادت هي إلى بيتها لتجد زيا غارقا في دموعه، حاولت أن تقترب منه لتهدأ من روعه، وتخبره بما حدث، لكن زيا بدأ يرجوها بأن لاتعيد الأمر، فقالت له باكية أنت لاتعلم الفجيعة التي حلت بنا، حينها أدرك زيا بأن إحساسه لم يخنه، فقال هل حدث شيئا لـ جوليانا، انهارت شميران من البكاء وهي تقول بأنها لحقت بملكوت السماء، حاول زيا أن ينهض فبدأ يتحرك ويحاول لكن دون جدوى، فأمسك بيد شميران وقال لها ساعديني على النهوض، قالت يجب ألا تقوم فظهرك لا أحد يعلم مابه، صرخ وهو يبكي ساعديني أريد أن أرى جوليانا،فقالت له لن تلحق برؤيتها فقد أخذوها الى الدير، كان لأنين صراخه وهو يخرق كل شيء ملامح الخطيئة التي اجبرت الإنسان على الموت والحياة في آن واحد، فبدا وكأنه يريد أن يجحد بكل شيء، أمسك بيد شميران وحاول أن ينهض لكنه من شدة الألم وقع وأغمي عليه، فسحبته شميران إلى الفراش وغطته، وجلست ترقب ما هو آت.
بقي زيا في فراشه دون حراك ثلاثة أسابيع، وكان والده وعمه قد نقلاه إلى بيتهم بعد إنتهاء العزاء، شعر زيا بأنه السبب فيما اأصاب أخته، بينما شميران كانت لاتستطيع أن ترفع رأسها لأن هي الأخرى كانت تشعر بنفس الأمر، وعندما وقف زيا على قدميه، خرج ذات يوم الى المقبرة وهو يمسك بوردة بيضاء، ووضعها على قبر أخته وهو يتمتم دفناكِ..نقاؤكِ لم يتحمل خطيئتنا.
بعد ثلاثة أشهر من فقد جوليانا، وشفاء زيا، عاد الأخير إلى حقله الذي أصبح كالأدغال، وبدأ يعيد الحياة إليه، وعيونه ترقب الطريق وكأنه ينتظر أن تأتيه جوليانا بالطعام، أو تأتي لتساعده في الحقل، وفي الجانب الآخر كانت شميران قد استعادت بعض رغبتها وتنتظر أن يعرج زيا عليهم.
سرسنك/ دهوك
8/6/1999



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نجوت ...؟
- لماذا اعيش / الانفال
- كوجين في موكب الموت
- صور من ذاكرة شاب/ الانفال
- أُم ايبو / الهجرة المليونية
- دلبرين في شهرزاد / عامودا
- الحكومة الاعلامية
- فوضى الاعلام تمتزج بفوضى الاحزاب
- قراءة نقدية في نص- عبودية- للشاعرة ايلينا المدني / جوتيار تم ...
- قراءة في نص- عذراً منك- للشاعرة ريم هاني
- الوعي السالب للبناء في كوردستان
- قراءة في احدى نصوص الشاعرة رنا اسعد/ جوتيا رتمر
- دمشقيات
- قصص قصيرة جدا
- قراءة في نص - مطر من الارض- للشاعر شكري اسماعيل/ جوتيار تمر
- رسالة البابا الى الحكام
- قراءة في نص - وقفة - للشاعر هلكورد قهار / جوتيار تمر
- الفعل بالضرورة / مسرحية
- قراءة في نص- لاجدوى- للشاعر شعبان سليمان/ جوتيار تمر
- عندما يصنع الموت حياة / قصة


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوتيار تمر - جوليانا/ قصة