أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - تلك هي اخلاقكم














المزيد.....

تلك هي اخلاقكم


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 4532 - 2014 / 8 / 3 - 20:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تلك هي اخلاقكم
جوتيار تمر
منذ اشهر والاوضاع في العراق بصورة عامة تتجه نحو الاسوأ .. فتنظم الدولة الاسلامية لم تكتفي بتالسيطرة على الموصل وبعض المناطق الاخرى كتكريت والفلوجة وغيرها.. بل انها ساهمت في افتعال الفتنة بين العشائر العربية في تلك المناطق بحيث اصبحت بعضها تطلق على نفسها صحوات تعارض الحكومة المركزية وتساعد ولو بصورة غير مباشرة داعش في مهمتها.. لذلك وجدنا بان اغلب المحاولات التي قامت بها الحكومة المركزية لاستعادة تكريت مثلا باءت بالفشل بالكوارث سواء من حيث الارواح او العتاد والاليات، والتساؤل الذي يشغل بال الكثيرين حول هذه العشائر ترى ماذا تريد..الجواب الظاهري والمعلن عنه سياسيا هو اسقاط حكومة المالكي، وايجاد حكومة اكثر تفاهما وتعاوناً مع تلك المناطق لاسيما انها مناطق يسكنها السنة والمالكي مدعوم من الشيعة، واذا سلمنا بالامر وقلنا تلك مطاليب مشروعة.. لكن كيف يطول الامر الى هذا الوقت دون التوصل الى حل سياسي سلمي تنهي الازمة، الجواب لم ولن يأتي من هذه العشائر لانها ربما لاتريد الحل.. وما زاد من قناعتي في كونهم لايريدون الحل، هو ما يحصل الان في الموصل وضواحيها، وكذلك في المناطق التي استعادتها البيشمركة الكوردية من ايدي داعش، فبعد موجات النزوح التي حصلت وبعد المبادرات الانسانية التي قام بها الكورد تجاه النازحين العرب من سنة وشيعة وتركمان وكذلك المسيحين نجد بان العشائر العربية في مناطق زمار وسنجار وما حولهم تحولوا الى خناجر مسمومة طعنت البيشمركة من الخلف وساندت داعش على الدخول في مناطقهم بل سلموها اليهم.. وزهقت ارواح الكثير من الناس جراء فعلتهم هذه.. وكأنهم لم يستوعبوا الدرس جيداً ففي الموصل رموا عليهم الورود عندما دخلوا.. وحين ثبتت اقدامهم هناك اصبحوا يطمسون معالم نينوى ويفجرون المساجد والمراقد ويفرضون عليهم اتاوات وضرائب بل الادهى والامر اصبحت نسائهم اشبه بجوارى عندهم حتى القاصرات لم يسلمن منهم.. لكن ترى هل كانت العشائر هذه ترجوا من داعش شيئاً لايمكن الوصول اليه بالحوار والحل السلمي السياسي..؟ ام انها خانت ارضها وشعبها وقدمت الموصل هدية لداعش ، ام ان الخيانة فقط هي لنا نحن الكورد لان صرحت اسرائيل بانها ستؤيد اقامة دولة كوردية.. ولعل من قارئ يتسائل ماذا تعني بان اسرائيل صرحت.. والجواب بسيط وسهل ، نتنياهو في احدى تصريحاته بعد الاحداث الاخيرة والتي توترت العلاقة فيها بين الاقليم والمركز واعلان الاقليم بانه قد يلجأ الى الاستفتاء لتقرير المصير.. وقتها صرحت اسرائيل بانها ستساند اقامة دولة كوردية.. فخرجت الصحافة العربية بتفسيراتها كما هي عادتها وقامت تروج بان هناك علاقات دبلوماسية بين اسرائيل والكورد وبالغت في الامر كثيراً حتى انهم قالوا بان في اربيل مقر المخابرات الاسرائيلية.. حينها نظرنا نحن الكورد الى الازدواجية في الشخصية العربية ( نخص هولاء بالذكر ولانعمم ...فقط من اتهمونا بالخيانة) اسرائيل تعيش في اغلب دولهم سفارات وقنصليات وعلاقات تجارية وسياسية وسياحة، لكن بمجرد انها صرحت بانها ستؤيد الكورد اصبحت الخيانة ملازمة للكورد اما هم بلاشك انهم فوق الخيانة.
توجت العشائر العربية في زمار وسنجار تراثها الاخلاقي والعشائري بقيم جديدة، واساليب جديدة تبرهن فيها بان ما قامت به العشائر في الموصل وتكريت وغيرها من المناطق التي تدعم داعش هي من الموروثات التي تجذرت فيهم واصبحت سمة وصفة تلازمهم، ان لم تكن هويتهم الحقيقية التي ضاعت بالنسبة لنا ولم نعد نعرف الصالح منهم من الطالح، هذه العشائر وبعد ان مددنا يد العون لهم طوال الاشهر الماضية حملت السلاح بوجه البيشمركة وساندت داعش التي داهمت تلك المناطق واراقت دماء الكثيرين ممن دافعوا عنها - ظناً منهم بانهم يدافعون عن اناس يؤمنون بالشرف ويؤمنون بالقيم والاخلاقيات التي تكرم من احسن اليهم - ولكن كل تلك النظريات الاخلاقية والكرم والبر والاحسان ذهبت جفاء جراء فعلتهم الشنيعة وطعن البيشمركة من الخلف ومساندة تنظيم داعش الذين دخلوا زمار وسنجار واصبح الناس فيها من الان يعيشون خوفا ورهبة من ما قد يفعلوه بهم.
بلاشك الامور تسوء اكثر فداعش اصبحت تتحكم بالكثير من المناطق الاستراتيجية لاسيما تلك التي تربطنا بسوريا والنقاط النفطية المهمة التي اصبحت تحت ايديهم، ولانعلم اذا ماكانت هذه احدى ادوار داعش باعادة المناطق المتنازع عليها الى حالتها السابقة واستراجعها من تحت يد البيشمركة ام ان في الامر خفايا اخرى نجهلها وعلينا ان ننتظر لادراكها..ولكن أي كان الامر فان هذه العشائر العربية التي ساندتهم ستبقى في القائمة السوداء الملطخة بالخيانة العظمى بنظرنا ولو لا ان الامر انساني لكنا خرجنا منذ الان الى الشوارع لنطالب حكومتنا حكومة الاقليم بطرد كل من لايحمل الجنسية الكوردية خارج الاقليم وليتكفل اهاليهم واقاربهم من هذه العشائر وداعش بهم طالما خانوا وباعوا اليد التي مدت لهم بالخير وطعنوها بالخيانة.. ومهما كانت الظروف وستتحول اليه الامور فان الخيانة تعلن عن هويتها وعن مفقسها الدائم وهي مهما الصقت والفقت بالاخرين تعود الى وكرها الحقيقي.
3/8/2014
كوردستان العراق



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في نص - زيف المجد- للشاعرة فلورا قازان/ جوتيار تمر
- قراءة في نص- غداً- للشاعرة فلورا قازان/ جوتيار تمر
- اقسم بانها طفلة
- قراءة في نص- عباءة جدتي القديمة- للشاعرة أملي القضماني/ جوتي ...
- قراءة في نص- مرثية طفل للرؤية- للشاعرة المميزة نهى الموسوي/ ...
- جوليانا/ قصة
- هل نجوت ...؟
- لماذا اعيش / الانفال
- كوجين في موكب الموت
- صور من ذاكرة شاب/ الانفال
- أُم ايبو / الهجرة المليونية
- دلبرين في شهرزاد / عامودا
- الحكومة الاعلامية
- فوضى الاعلام تمتزج بفوضى الاحزاب
- قراءة نقدية في نص- عبودية- للشاعرة ايلينا المدني / جوتيار تم ...
- قراءة في نص- عذراً منك- للشاعرة ريم هاني
- الوعي السالب للبناء في كوردستان
- قراءة في احدى نصوص الشاعرة رنا اسعد/ جوتيا رتمر
- دمشقيات
- قصص قصيرة جدا


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - تلك هي اخلاقكم