إبن (الريشه)

حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4841 - 2015 / 6 / 18 - 17:40
المحور: كتابات ساخرة
    

وقف السيد المسؤول خلف المنصه مُرتجلا , وبعد بسملة ودعاء بدأ حديثه (التاريخي) متنقلا بين فقرة وأخرى بدون أن يعرف (الجمهور) معاني جمله المفككه المتناشزه ولا سبب عدم ترابطها , فالرجل كان باعلى درجات الثقه , لم يتلكأ أو يرتبك , بل كان مبتسما يُدير وجهه ذات اليمين وذات الشمال وكأنه متيقن من فهم الحضور لما يُدلي به (سيادته) , إبتعاده عن فحوى ألأجتماع ليس مشكله , حديثه عن منجزاته هو الأخر ليس مشكله حتى وأن كان يكرر (أنا) ثالثة كل كلمتين ليستعرض أهميته وخطورة دوره وضرورة وجوده في هذا الموقع الحساس منذ 12 سنه , المشكله هي ان الكلمه (التاريخيه) طالت حتى تمددت على المساحه الزمنيه المخصصه لفقرات أخرى مقرره ضمن الحفل والقوم في حيرة من أمر الرجل وكلهم يتسائل : ما ألذي يريد أن يوصله ؟ هل هي كلمة وداع ؟ ... لا أحد يقتنع بذلك , فهو من نوع (اللزكه) الذي يغادر الحياة ولا يغادر منصبه , فقد غير ولاءه الحزبي 3 مرات من أجل البقاء حيث هو , إستمر (ميرابو) ينتقل بين المواضيع والناس في شغل عنه , فبعد الدقائق ألأولى من شروعه بالتفوه ب(عصمائه) صار كل جليسين يتحدثان بشأن أخر من همومنا اليوميه , وكان الرجل يلحظ ذلك ويطلب من الحضور العوده للأصغاء اليه مبتدأً بعبارة (رجاء إخوان ألأنتباه) فيعود الحضور الى حالة ألأصغاء متصورين أنه قد بلغ (البيت القصيد) وسرعان مايعودون لأستكمال أحاديثهم الجانبيه بعد ان يتيقنوا أنه مازال مستمرا على ذات الوتيره من حديث (ألأنا ) ... وفي إحدى رجاءاته قلت لمن يجلس بجواري : (صاحبنه يخوط بصف ألأستكان) إبتسم بوقار ثم أطرق قليلا وقال :
كان لدى جدي فرس يُسميها (الريشه) كناية عن خفة جسمها وسرعة جريها وسبقها المعروف بين الخيول , ورغم تقدمه بالسن وعجزه عن الحركه كان يسأل عنها ويوصي بإكرامها , وقد ولدت (حصانا) فأصبح هو ألأخر محط إهتمامه حتى أنه كان يعد أيام عمره , وحين بلغ العمر المناسب طلب من أبناءه أن يهيئوه للركوب بعملية تسمى (التجبيش) , وأوصاهم بأن يقوم بذلك من له درايه ودربه في ركوب الخيل لكي يكون إعداد الحصان على أحسن مايكون , عاد ألأبناء ليخبروه بأن أمره قد نُفِذْ , فسألهم عمن قام بالعمليه , فقيل له (فلان) ... فصاح بهم مغضبا : (بيعوه) .... ذُهل الجميع من غضب الرجل وسرعة قراره , سأله أحدهم : لماذا تأمرنا ببيعه وانت المتعلق به ؟ ...أجاب (حصان الما مجبش زين يعض ويزكط) ولايصلح للتربيه لذا وجب بيعه لأنه لايصلح لغير (الناعور) أو (جر العربات) .
وسسسسسسسسسسسسسسسسسلامتكم

#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات