أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - أخلاق زرق ورق














المزيد.....

أخلاق زرق ورق


حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4801 - 2015 / 5 / 9 - 17:09
المحور: كتابات ساخرة
    


لايخفى على أحد أثر التحضر والحياة المدنيه على سلوك الناس , فمع تزايد اسباب الرفاهيه تزداد طرديا دوال السلوك الناعم الرقيق ألأنسانوي الرافض للوحشيه وشرعة الغاب لتحتل مكانة مهمه بين مؤشرات المدنيه كمنظومة سلوكيات هارمونيه تتخلى عن( أناها) المتخلفه لصالح ألأنانيه الراقيه كما يُسميها (ديل كارنيجي) , وترفض الذل والعبوديه والتابعيه لصالح قيم التحرر وتتجاوز الشعور بالدونيه الى أفق أخر من ألأحساس بالذات سداه ولحمته التصرف الواعي المدرك لتحقيق الذات من خلال المجموع .
يروي أحد المهاجرين الى المانيا : إنه كان ذات يوم جالس على مصطبه في حديقه عامه يجتر لوعة الفراق وهواجس تمليها عليه مشاعر القلق على ألأهل وألأحبه في ملاعب الصبا , فانتابته حالة (سعال) , وعلى مصطبة مقابله للمقعد الذي يحتله كانت إمرأه طاعنه في السن تُشغِل نفسها ببعض هواياتها , رفعت نظارتها ودققت فيه النظر , تكررت حالة السعال ثانية فركزت العجوز عليه اكثر من السابق , وفي المرة الثالثه نهضت من مقعدها وامسكت بيده واستصحبته الى أقرب مستشفى ليجري الفحوصات اللازمه ,هنا في شرقنا المؤمن حيث نرفض الغرب الكافر بإدعاء إنحطاطه السلوكي القيمي وألأخلاقي نعيش حالات تتجاوز حدود التصور فيما يخص حقوق ألأنسان كقطع الرؤوس تحت نداء التكبيروقطع ألأيدي والختان ألأجباري لغير المسلمين وغيرها من الممارسات الدمويه التي باركها العديد من رجال الدين وهنا تسبى النساء وتباع في أسواق النخاسه بمباركات شرعيه أيضا وتتحول الخلافات الفقهيه لما قبل قرون الى معارك تأكل الحرث والنسل ... وهنا وهنا وهنا ... ومع كل ذلك تجدنا نبشر ألأنسانيه بأن (عدلنا) قادم ! , الملايين منهم شاهدوا (ألأفلام التبشيريه ) التي تبثها عصاباتنا وهي تقطر دما عبر اليوتيوب وتويتر وكوكل حيث تسخرها عقولنا (الجباره) على غير ما اراد لها أهلها , فماذا سيكون ردالفعل تجاهنا ؟ . الواقع يقول إنهم تعاملوا معنا بالحسنى , آووا مشردينا حين لاحقتهم ماكنة السلطات ألأجراميه , وأنقذوا المهاجرين غير الشرعيين من الغرق حين هربوا من جحيم بلداننا بسفن لايستخدموها هم حتى لنقل الحيوانات , فتحوا أبوابهم لأقليات دينيه من أقدم سكان بلداننا حين مارسنا العنف ضدهم بأسم ألأسلام , قتلنا مراسلي صحفهم وفضائياتهم الذين جاؤوا لنقل الحقائق , ذبحنا ممثلي منظماتهم ألأنسانيه الذين نفذوا مشاريع حيويه لخدمة ألأنسان , ومع كل هذا نرفض ما يند عن بعضهم من ردود أفعال سلبيه تجاهنا .
بماذا تُرانا سنبرر هذا التفاوت بين أفعالهم وأفعالنا ؟ هل نستعير من السيد عبعوب حكمته الكونفشيوسيه فنقول : إن أخلاقهم زرق ورق ؟ وماذا نقول عما يحدث ألأن بأسم ألأسلام ؟ هل نكتفي بالقول إن تلك الممارسات ليست من صلب ألأسلام ؟ هل نطلب منهم أن يقفوا بوجه التطرف ليعيدوا لنا أسلامنا من قبضة المتطرفين ؟ أم نعمل على تنقيته مما أُدخِل عليه بأنفسنا ؟ ... إن البشرعند هؤلاء الناس عزيز وفقدانه مؤلم , ويضاعف ألألم تلك الطرق البشعه للتصفيات الجسديه التي يمارسها الأرهاب , ولن يكون لنا مخرجا آمن ما قالته المرحومه (شذره) حين أعترضت على (عواد) وهو يشتم شقيقها الذي طعنه بخنجره قائلة : (عواد عيب عليك لاتشتم حسن لأن قلبه نظيف ) ...



#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عُرِفَ السببْ فبطل العَجَبْ
- شواهد من ثقافات التلقين ...
- خراب الديار ... ورفض الحوار
- واحد ياعراق ..
- إحذروا إنها نُذُر..
- أنا عراقي ...أنا أموت ...(3)
- أنا عراقي ... أنا أموت...(2)
- نا عراقي .... أنا أموت .... (1)
- كفى ياموت
- العقل المؤسسي
- إلى أحدهم
- نفط العراق ... و(جاموسات) لفته
- صباح الخير
- رفقا ب(طيور الجنه) ياأبطال الرصاص ألأرعن
- داعش وأخوة لم تلدهم أمها
- ن حُلكة المعتقل ... إلى فضاء الحريه
- (نَطبي) و(الزواغير) كبار...
- الصناعات الخفيفه ...!!
- عَرَبوش انت مو خوش
- علي حاتم سليمان وأزمات هذا الزمان


المزيد.....




- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة
- شارك في -ربيع قرطبة وملوك الطوائف-، ماذا نعرف عن الفنان المغ ...
- اللغة الروسية في متناول العرب
- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حميد حران السعيدي - أخلاق زرق ورق