أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - مندائية بعطر الآس......!














المزيد.....

مندائية بعطر الآس......!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4835 - 2015 / 6 / 12 - 23:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مندائية بعطر الآس......!

نعيم عبد مهلهل

لم أشأ اسأل صديقتي المطربة اللبنانية الصوفية ( جاهدة وهبة ) وأنا في تواصل دائم معها عن سر إغواء الحرف في قصيدة بيروت للشاعرة لميعة عباس عمارة وهي تشدو بها في صوتها لتظهر لنا حلم أنثى مدثرة بأثير المدن وحنانها وامتزاج عاطفة التعميد الأول الذي عمد فيها نبي الشاعرة لميعة ( يحيا ) المعمدان ليسوع ( ع ) .
ولأتذكر أنا مع صوت جاهدة وهي تطربني بجمال عروس المتوسط يوم منحت الدولة اللبنانية الشاعرة لميعة عباس عمارة وسام الأرز الرفيع لكنها أجلت استلام الوسام تلاحما مع محنة لبنان وحزنه من حربه الأهلية وقالت : (على أي صدر أحط الوسام ولبنان جرح بقلبي ينام...)
وهي التي كرمها شاعر لبنان المهجري الشهير إيليا أبو ماضي وهو يقرا قصيدة كتبتها في الرابعة عشر من عمرها في مجلة السمير عندما قال : (إن في العراق مثل هؤلاء الأطفال فعلى أية نهضة شعرية مقبل العراق..! )
نزلت لميعة عباس عمارة من الأمكنة القصية العالية إلى مدن الشعر كما تنزل النيازك في ظاهرة نادرة لترتطم بالأرض وجعاً ولمعاناً وصوتاً ...
مندائية من جنوب يخضبُ جسدهُ بعطر الطين وشهوة القصب وإيماءات السمك المحتفي وهو يداعب بذيله الفضي الهواجس الخفية لسكان المدن المبتلاة بالفقر وغرام الآلهة اللائي سُحرن من أغواءات هذه الموحدة الآتية من أساطير ملاك النور في طائفتها ( زيوا ) لتنشد بهجتها منذ ليل طفولة سماوات مدينتها العمارة الغافية على أديم دجلة وعطر الأهوار وأناشيد ديوك سطوح الإيقاظ المدهش لعطر الشمس.
منتشية من موهبتها في الانتباه إلى إيقاع قلبها وهو ينبض بالسحر المجهول ولتجعل آلهة أزمنة المكان من لحظة شبعاد حتى معطف السياب يشد فتنة السماع لهذا الإيقاع الأنثوي المسكون بألف سيمفونية وألف نافذة وألف دمعة تشد خاصرة الغرام الشهي لحرف مضيء وقداس ترتلهُ الأناشيد المندائية الأولى حتى أن شيوخ الطائفة مسكهمُ الصمت لموهبةٍ من إناثهم تقول :
(( لماذا جعلت طريقي انتهاء وألغيت قدسية الذاكرة.. ؟
أكان اكتمالا لمجدك أن سيقال وهامت به الشاعرة ...! ))
يمتلك شعر لميعة عباس عمارة موسيقى طافحة بالشجن ويصبغها هوس من لمعان أنوثة تسجل لوجدان الشاعرة مساحة متسعة من بهاء خيال الشعر وأداءه المؤسطر بإيقاع انسيابي مؤثر وبتناسق مع إحساس مرهف يشعله مؤثر بسيط ولكنه كوني المشاعر وملتصق بهاجس المكان وبيئته وانتمائه لأساطير ما يتلبسه وما يؤمن فيه من سحر المذهب والثقافة والذكريات.
ظلت هذه الغنائية المسكونة بأجراس نبض القلوب والحروف المنتقاة بعناية لتسجل عاطفة المرأة التي أذهلت ببراءة أنوثتها الأدبية وملكتها الشجاعة هواجس السياب الكبير وليخلد فيها شبابيك إعجابه بالأداء المشع لزميلته وهي تواسيه بابتسامة ومودة المكان الدراسي ليأخذ السياب الأمر على محمل جد ويفتح نوافذ قلبه لهيام عاطفته الرقيقة أمام أي نسمة تبتسم أمامه وينتابه حماس نسج الأساطير في اعتقاد منه أنها حقيقية ، وفي النهاية يقتنع الشاعر بمصيبته ليكتب لسان حال وقيعة ما يحدث له مع النساء في حقيقته: يا ليتني كنت بديواني لأفر من صدر إلى ثاني
قد بت من حسدٍ أقولُ له ياليت من تهواك تهواني.
لك الكؤوس ولي ثمالتها ولك الخلود وأنني فاني.
واعتقد إن السياب ربما لم يكن موفقاً في قصد الفناء لجسده لأنه أبقى لنا خلودا يقترن بذلك الجسد النحيف وكما يقول اراغون :الشاعر الحقيقي بسبب قصائده العظيمة لن يفنى لا روحا ولا جسدا ...!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آدم وحواء في قريتنا
- بهارات فاسكو دي غاما
- معدان البيسبول
- بسكويت الجنة
- أقباط 24 قيراط
- هيرقليطس ، ديالكتيك الماء والسماء
- دوسلدورف و كرمة بني سعيد..!
- أيتماتوف وجميلة إبِحيدر
- مؤتمر السرياليون في الاهوار
- الحلقوم الاحمر
- داحس من دون الغبراء
- ذكريات مدرسة كمال جنبلاط
- غوايات الخبز الحافي
- عاشق جرمانا
- ليلة تشاجر السياب والبياتي
- جان جينيه ( العرائش والجبايش )
- عاطفة الموسيقى الأرمنية
- قمصان الخريط
- حفاةٌ يعلمون الرواة
- أغاني الغربة


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - مندائية بعطر الآس......!