أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - قمصان الخريط














المزيد.....

قمصان الخريط


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4816 - 2015 / 5 / 24 - 22:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



لا يرتدي الألمان الألوان الفاتحة ومنها الأصفر إلا عندما يكون الجو مشمسا لأن الألوان الفاتحة تنسجم تماماً مع مزاج اليوم المشمس في بلاد شتاءها طويل نسبيا .
وهكذا حين تفتح مساءات نهارات الصيف الطويلة نوافذ ملائكية تحت أجفان أناث نهر الراين تأتي الثياب الخفيفة طائرة مثل أجنحة نوارس تحب مجامعة الريح وسوية يُرينا الغرام بين الريح والنساء جمالية الالوان الفاتحة وأجد نفسي في دهشة من قدرة البشر على صناعة الفرح حتى مع اللون الأصفر الذي لم نكن نميل اليه هناك ونعتبره لون حقد وغيرة.
يشع الأصفر في متاهة نهار مشبع بشمس حرارتها مثل دفءٍ شتاتي للأمكنة التي صنعت حلم سراويلنا ( المشرورة ) على حبال الخجل عندما تمرُ البنات وهن يقُدْنَ قطعان الجواميس ويرمقنَ اناقتنا التي نُودُعها لدى الريح لتجفَ ومن كان يجفف قميصا أصفرا فثمة جفاء للعيون عنه ربما لأنهن يعتقدن أن من يتصابح بهذا اللون قد يفقد من يعزه ويتمناه ويريده لاسيما أن اغلب صبيات القرية ينتظرنَ ابناء اعمامهن.
لكن شغاتي أجاب مرة على سؤالي : أن كان للأصفر والالوان الاخرى تأثير في حياتهم ؟
قال : الألوان في حياتنا ليس لها اهمية عدا اللون الأحمر انتبهنا له مع ابناءنا الذين يأتون بجراح الحروب وعدا هذا كان المعدان يموتون بهدوء على وسائدهم إن كان على فراش البعض وسائد.
قلت : والزرقة .؟
قال : نراها في السماء ونعرف انها زرقاء وأن الله والجنة هناك.
قلت : والأصفر ؟
قال :يذكرنا بموسم قطف الخريط.
تذكرت الخريط الذي كنا نسميه فاكهة الاهوار وطريقة تحضيره من البردي ( القصب ) ولماذا اطلقوا عليه هذه التسمية فعرفت حينها الخرّيط (بتشديد الراء) بهذا الاسم نسبة الى طريقة صناعته وتحضيره التي تعتمد على استخراج المادة الصفراء والتي تشبه الطحين من قصب السكر وهو ما يعرف محليا بـ(الخرط) وهذه العملية تتطلب جهدا كبيرا لذا جاءت التسمية نسبة للخرط ويسمى من يقوم بعملية الخرط بـ (الخراط).
هم يستخدموه للأكل وللتطبيب من امراض عديدة ، لهذا كان هو من بعض الهديا التي نأتي بها الى اهلنا في الصيف ونحن نعود لقضاء عطلة الصيف هو اننا نجلب لهم الخريط الذي يشع صفارا ليبدوا مغريا وصلبا وحلوا .
الأن لا يذكرك بتلك الفاكهة الحجرية اللذيذة سوى جمال القمصان الصفراء الملتصق على صدور بنات يسوع وهن يدفعن خطواتهن الموسيقية على ضفاف الراين ، فيما انت تدفع الحسرات وانت تدوزن دقات قلبك مع موسيقى خطواتهم فتلوح لك بلاد الخريط في الافق الذي انخرطت منه النبوءات والاساطير والاغاني وهمسات الغرام الاولى.
بين لون الخريط ولون القمصان تأتي الذكريات بحافلة الشوق كل ركابها من معدان القرية التي تقع فيها مدرستنا. ولأن المعدان لا يحبون حديث السفر ، يلتزمون الصمت في انتظار ما يجول في خاطرهم ، الصباح الذي سينهضون فيه ويأخذون اوانيهم ويذهبون الى القصب يفتحوه ويفرغوا منه الدقيق الاصفر ويعودون به الى بيوتهم لطبخه وتحويله الى خريط صلب يذهبون به الى الاسواق كي يباع جنبا الى جنب مع صحون وقيمر.
خريط وقيمر وإناث بقمصان صفر، هذا هو المساء الرومانسي هنا .
وهناك خريط وقيمر ونساء تولول لأنهم جاءوا ب (خضر بن سوادي ) شهيدا من جبهة حمرين في الحرب ضد داعش...............



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفاةٌ يعلمون الرواة
- أغاني الغربة
- لا صابئة في دهلران
- جنوب حسين عبد اللطيف
- البعير يستجير بجاموسة
- الجسد المغطى بالقيمر
- دِيكُ المُشرفُ التَربويُ
- ثلاثة يهتزون بحب ورعشةٍ
- حبة الباراسيتول وحفيد أوتونوبشتم
- عربة فضاء ( دَكْ ) النجف
- قبر عقيل علي
- مشاتي بلاد شغاتي
- صحون القيمر الطائرة
- حقول الرز وحقول الألغام
- أيوب الرابع
- فاتن وحمامة الألاج
- معدان الحلم الماركسي
- فنتازيات محسن الخفاجي
- الرفش يأكل القش
- السندباد المعيدي..!


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - قمصان الخريط