أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - البعير يستجير بجاموسة














المزيد.....

البعير يستجير بجاموسة


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4812 - 2015 / 5 / 20 - 10:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


البعير يستجير بجاموسة
نعيم عبد مهلهل

بين يوم وليلة وجدت السرية التي أخدمُ فيها عسكريتي كجندي احتياط منتصف سبعينات القرن الماضي في لواء مشاة رباياه منتشرة على طول السلسلة الصخرية العالية الممتلئة بأشجار الجوز والبلوط والمسماة جبل هرزلة المطل في قامته الشمالية على حوض بنجوين وسفوحه الجنوبية على المدينة الساحرة التي اسمها نال باريز التي يبدأ الوصول اليها من معسكر قليسان في السليمانية ثم عربت وشاندري ثم نال باريز ثم نبدأ الصعود ببغال سود جُلبتْ من مناطق ديار بكر جنوب تركيا وبأسماء نطلقها نحن عليها ، وبالرغم من اغلبها من الذكور إلا انها جميعها تحمل اسماء انثوية .
وجدت نفسي منقولا انا وسريتي الى منطقة صحراوية لا ينبت فيها اي زرع وليس تضاريسها سوى تلال رملية ومقالع للحصى والرمل وبيوت للعقارب تسمى ( جلات ) وهي منطقة تقع على الحدود العراقية الايرانية واداريا هي تابعة للعمارة في محاذاة حدود محافظة واسط.
تغير شكل الطبيعة لدينا فمن الفردوس الاخضر الى غبار صحراء لا ماء فيها ولا شجر ولم نرَ أي من البشر غير سائق الارزاق والحانوت يطل علينا ، لكن الفرح سكن عيوننا يوم حطَ بدوي مع أباعره غير بعيد عنا ، ومع البدوي الذي لا أعرف ما الذي يجبره ليأتي بجماله وحلاله الى هذا المكان توطدت علاقة طيبة اثناء مروري بمضاربه حيث يمتد سلك المخابرة الذي اقوم بربطه حين تقطعه اقدام أباعره والممتد من مقر السرية فوق تلال حمرين الى مقر الفوج في منطقة المقالع .
ذات صيف كان اليباب قد سكن المكان وافتقد الى غدران الماء التي كانت تتجمع من السيول القادمة من جبل دهلران الايراني في الجهة المقابلة ، وكنت قد اكملت خدمة الاحتياط فمررت على صديقي البدوي لأسلم عليه فوجدته حزينا لأمرين أنه سيفتقدني وفي نفس الوقت هو مضطر ليبيع اباعره الى قصابي مدينة العمارة الذين وجدتهم واقفين بكروش كبيرة بالدور على باب خيمته والكل يساومه ليحصل على بعير بأبخس الاثمان ، وقتها جادلتهم ومنعت استغلال صديقي البدوي وقلت لهم سنأخذ الجمال ونبيعها في الكوت بسعر افضل وقد تلقينا عروضا جيدة .
داهم الغضب صدورهم ورضوا على مضض بالسعر الذي طلبناه لأباعر الرجل الذي قرر ان يودع حياته الطبيعية الصعبة ويشتري بيتا في كربلاء ليعيش قرب ضريح الحسين واخيه العباس ( ع ) كما كان يتمنى.
وتكريما لموقفي ووفاء لصداقة اشهر كنت اشرب فيها حليب الجمل وانتعش بنشوة التخلص من لهيب ظهاري ( جلات ) الحارقة قال الرجل :عندي جمل صغير ولد قبل ثلاث اسابيع خذه معك ربيه انت وليبقى يذكركَ بنا والزاد والعشرة الذي قضيناها معا .
قلت : انا اسكن المدينة وصعب أن تربي بعير في المدن .
قال : خذه الى حيث عملكَ كما تقول معلما في الاهوار ، لا اريد لهذا البعير الصغير أن يُذبح ، اريده أن يبقى ويكبر معك، دعه يستجير بالجواميس ويعيش معها .
ضحكت وقلت : هذه اول مرة اسمع بها ان بعيرا يستجير بجاموسة .
وبالرغم من هذا قبلت عن طيبة قلب عطيته ، وحملته بسيارة بك آب استأجرتها ولم اذهب الى بيتنا مثل كل مرة ،بل ذهبت الى القرية التي تقع فيها مدرستنا ، وبصعوبة حملنا البعير الصغير على شختوره وحين وصلت وجدت شغاتي على الشاطئ مستغربا المشهد .
قائلا :ما هذا يا استاذ ، البعران لا تعيش هنا .
قلت :ولكنه استجار بجواميسكَ.
ضحك وقال : اهلا به............!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجسد المغطى بالقيمر
- دِيكُ المُشرفُ التَربويُ
- ثلاثة يهتزون بحب ورعشةٍ
- حبة الباراسيتول وحفيد أوتونوبشتم
- عربة فضاء ( دَكْ ) النجف
- قبر عقيل علي
- مشاتي بلاد شغاتي
- صحون القيمر الطائرة
- حقول الرز وحقول الألغام
- أيوب الرابع
- فاتن وحمامة الألاج
- معدان الحلم الماركسي
- فنتازيات محسن الخفاجي
- الرفش يأكل القش
- السندباد المعيدي..!
- خواطر أحلام وهبي
- زوربا وابراج الضغط العالي
- المعيدية مارلين مونرو
- حسين نجمة واغنية يا نعمه
- طروب بعد الغروب


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - البعير يستجير بجاموسة