أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أيوب الرابع














المزيد.....

أيوب الرابع


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4806 - 2015 / 5 / 14 - 21:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أيوب الرابع
نعيم عبد مهلهل

(( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ * ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ *))
سورة ص: 41 ـ

لم يكن ايوب الثالث قرينا وشبيها بالأيوبيين المقدسين الذين اتى ذكرهما في الكتب السماوية والأساطير ، الأول هو أيوب النبي بن موص بن رازخ بن روم بن العيص بن اسحاق بن إبراهيم الخليل والثاني هو ايوب السومري الذي وردت قصته في الاساطير السومرية في مشابه مقارن بذات قصة النبي ايوب في الكتب السماوية . وأيوب الثالث هو ما اطلقناه نحن المعلمون على واحد من ابناء قريتنا ( أم شعثه ) وأسمه الحقيقي هو ( أيوب أثليث ) .
أيوب نعرف محنته من ملامح ولده ( يوسف ) التلميذ في مدرستنا ، عندما يجئ في بعض الأيام وقد امتلأ وجهه حزنا وكآبة فنعرف أن مصيبة جديدة حلت بأيوب واغلبها موت واحدة من جواميسه الذي تكرر موتها في ماشية أيوب دون سواه من أهل القرية . وكنت كلما اطالع الملامح الحزينة لوجه الطفل تسكنني قناعة أن الحزن والنحس يلاحق كل أيوب في هذا العالم. وكم تمنيت أن اتلو قصيدة ايوب السومري التي وجدوها على واحد من الواح سومر وليقارنها مع قصة النبي أيوب ويضع نفسه ثالثا كممثل للبشر في تحمل اقدار المحنة والحزن.
أيوب الثالث أجاب ذات يوم على مواساتي له : أن كنت تعرف صبر أيوب فتعلم منه ، وربما ايوب علته في خسارة كل ماله وقروح جسده من مرض في بدنه ، انت معافى يا أيوب ، والحلال يعوض ما دمت سالما.
قال :وأنا راض لأنها قسمته ثم رفعه رأسه الى السماء .
في ذات اللحظة تذكرت قصيدة السياب وهو يناجي بالحمد ربه رغم البلايا :لكَ الحمد أن الرزايا عطاء ..وأن المصيبات بعض الكرم .
ربما أيوب الثالث يظن مصيبته كرما لهذا ابتسم بوجهي ومضى الى مراعي ماشيته وكانه يعلم أن واحدة ( ستفطس ) في يوم قريب.
سافرت الى مهجر بعيد وتركت ايوب قريتنا وقد صار مثلا بين المعدان وقد سرقوا تسميتنا له وصار الجميع يناديه (أيوب الثالث ) وكنت اعلم أن جواب الرجل في مواساتي له سيجعلهُ يعبر محنته وسوف يتوقف موت دوابه مع قوته وايمانه.
يوم أتيت الى شواطئ الوطن وزرت القرية التي كنت اعمل فيها معلما كان من بعض أسالتي اين انتهى المطاف بأيوب الثالث ؟
أحدهم أجابني : ايوب توقف الموت في دوابه وكُثر حلاله ، لكن ولده يوسف قتل في حرب حفر الباطن ، ويوم اتوا بنعش ولده ،رفع رأسه الى السماء وقال :ربي موت الدواب أرحم مصيبة من موت الأبن . ثم انه لم يكمل ايام مأتم ولده فلقد توفي في اليوم الثالث وقد أوصى بتسمية ابن ولده يوسف الذي لم يزل في بطن أمه إن كان ذكرا بأسم أيوب الرابع......!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاتن وحمامة الألاج
- معدان الحلم الماركسي
- فنتازيات محسن الخفاجي
- الرفش يأكل القش
- السندباد المعيدي..!
- خواطر أحلام وهبي
- زوربا وابراج الضغط العالي
- المعيدية مارلين مونرو
- حسين نجمة واغنية يا نعمه
- طروب بعد الغروب
- التيزاب وخالد الأمين
- إنجيمهْ (الناي والقصبة )
- أمريكا ومنطق تغيير الهوية
- غاستون باشلار ونافذة الصريفة
- الجغرافيا والفيلم الهندي
- غداء العباس وفكتور جارا
- مايا بليسيتسكايا وذيل السمكة
- تمرين في الكتابة الروحية
- مُسعدْ يرسم ملاكاً
- شيء عن هويتنا الثقافية


المزيد.....




- لماذا نشرت اليونان سفنا حربية قبالة السواحل الليبية؟
- لماذا نشرت اليونان سفنا حربية قبالة السواحل الليبية؟
- قوارب الهجرة من الجزائر: إسبانيا تحقق في ظهور جثث مهاجرين مو ...
- للمرة الأولى منذ إطلاقه... التلسكوب جيمس ويب يكتشف كوكبا خار ...
- من هو زهران ممداني المرشح لمنصب عمدة نيويورك؟
- من هو المرشح المسلم لمنصب عمدة نيويورك زهران ممداني؟
- الجيش الإسرائيلي يزعم تنفيذ عمليات -كوماندوز برية- داخل إيرا ...
- خلافات حادة في واشنطن بعد تسريب تقرير تقييم الضربات على منشآ ...
- مليار دولار من البنك الدولي لتعزيز البنى التحتية في العراق و ...
- إيران - إسرائيل: إنجازات وإخفاقات.


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أيوب الرابع