أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - فنتازيات محسن الخفاجي














المزيد.....

فنتازيات محسن الخفاجي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4805 - 2015 / 5 / 13 - 13:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


فنتازيات محسن الخفاجي
نعيم عبد مهلهل

محسن خريش الخفاجي ، القاص والروائي والشاعر والرسام والمترجم والحالم ، واحدٌ من أجمل صناع الفنتازيا المدهشة بالنسبة لي ، ليس لأنه صديقي الأثري ، بل لأننا نعتبره كائنا فريدا ، ووحده من ظل يحمل على أكتافه البيت الشعري لجرير ( أعلل النفس بالآمال أرقبها ....ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ) .
محسن أول من فتح لي بوابة الأمكنة الغامضة بسحر فطرتها وبساطتها وأزليتها عندما قلت له في المقهى ذات يوم : أبو علي ترى أي الأمكنة تصلح للبشر أن يكون كاهنا ومعلما في الوقت ذاته ؟
قال : مدارس الأهوار.
ذات يوم صحبني محسن الى مدرسته في أهوار الطار قبل أن ينهي ابده وتقاعده في مدينة على ضفاف الفرات في ضواحي مدينة الناصرية اسمها مدرسة خالد بن الوليد . هناك ارانا محسن المكان الذي فتح له بوابة اخيلته الغريبة التي صنعها بمهارة سردية غريبة في قصصه ورواياته وربما هو الوحيد في مدن الاهوار الذي حول مرسمه والمبني من القصب الى كاليري عجيب من الصور واللوحات ، فيفاجئك حين تدخل صور راكيل وولش والسياب وصوفيا لورين وبرجيت باردو وماركس والبياتي وخورخي بورخيس وبيليه وجون واين ونجيب محفوظ، لتجد أن هذا المكان المسكون بأزل السلالات السومرية يحمل عطر المدن التي سنحت فيها الفرصة لمحسن حين يزورها ويكتب بعض من خواطره الرائعة على ضفاف السين ثم يعود كما يعود السنونو الى عشه في مدرسة نائية كتب في صباحات شمسها الدافئة قصته الرائعة ( شارع الزواج في لكش.)
والأن ذلك المكان المركون في اهوار ناحية الطار بدون تلك الفنتازيا المدهشة التي كان محسن يؤسس عليها احلامه الاسطورية امتلاك الممثلات والشق الفاخرة في هوليود وكتابة اجمل رواية يكتبها عربي . قد فقده بلحظة تعطل عضلة القلب بعد محنة سنوات طويلة من محنة السجن في ( بوكا ) القابع في رمال ميناء أم قيصر ، ثم تأتيه الجلطة والشلل ، لكنه كان يحب الحياة بشكل غريب ، بقي يعيش من أجل الجمال والكتابة وصناعة تلك الدهشة الوردية في الفنتازيا التي لا يستطيع أحد صناعتها غير محسن.
والآن محسن البعيد عن ذلك الكاليري المبني من القصب ، صعد بعيدا الى قرى دلمون في الازل العالي ، ولم يبقي لنا من طعم رحيله سوى تلك السفرة الممتعة الى مدرسته القابعة في زاوية جهة الماء والقصب ، ومع دوران دواليب السيارة الدوج الخشبية التي نقلتنا الى مدرسة محسن ، أعيد استذكار مرثيته يوم أتى الاثير ليقول مات محسن ولم يعد هناك في مدرسة بأهوار الطار الكاليري الذي بناه من القصب :
أعتقد ان مدينة بدون محسن الخفاجي ستفقد الكثير من طعمها ، ومن ابداعها ، ومن رغبتها لتكون عاشقة للقمر والقصة القصيرة ومساء تقضيه عشتار على زقورتها او بين ظلال نخيل فراتها الذي ظل محسن الخفاجي يشرب من ماءه ليغذي عشقه الأزلي لتلك البلاد التي كان واحد من مهرة صناعة الحلم فيها وبها وعليها ....
محسن خريش الخفاجي .. الذكريات لم تعد جميلة هكذا اعتقد عندما سيلفك دوار الدواء الذي لم تعتد تناوله ..وهكذا أعتقد عندما أحاول الاتصال بأخيك الفنان التشكيلي المغترب في هولندا كمال خريش الذي لا يبعدني عنه سوى قطار بساعة واحدة ، لكني لا اتجرأ فأنا اعرف إن قلبه يعاني من عطلٍ قديم ..
وعليه ستبقى في دمعتي امنية أن اراك ذات يوم وانت تبتسم كما الوردة على خدي نجملة خجلى.....



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرفش يأكل القش
- السندباد المعيدي..!
- خواطر أحلام وهبي
- زوربا وابراج الضغط العالي
- المعيدية مارلين مونرو
- حسين نجمة واغنية يا نعمه
- طروب بعد الغروب
- التيزاب وخالد الأمين
- إنجيمهْ (الناي والقصبة )
- أمريكا ومنطق تغيير الهوية
- غاستون باشلار ونافذة الصريفة
- الجغرافيا والفيلم الهندي
- غداء العباس وفكتور جارا
- مايا بليسيتسكايا وذيل السمكة
- تمرين في الكتابة الروحية
- مُسعدْ يرسم ملاكاً
- شيء عن هويتنا الثقافية
- سكان قفص الكناري
- جاموسة الموسيقار المصري
- السيخ لا يأتون من المريخ


المزيد.....




- اخترقت جدار منزل واستقرت في -غرفة نوم-.. شاهد مصير مركبة بعد ...
- مصر تعلن اعتزامها التدخل لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أ ...
- -القسام- تفجر عبوة -رعدية- بقوة إسرائيلية خاصة وتستهدف ناقلة ...
- قصة الصراع في مضيق هرمز منذ الاحتلال البرتغالي وحتى الحرس ال ...
- هولشتاين كيل يصعد للبوندسليغا للمرة الأولى في تاريخه
- البحرين تدعو للتدخل الفوري لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة ومن ...
- طلبت منه البلدية إخفاء قاربه خلف السياج.. فكان رده إبداعيا و ...
- استطلاع: نصف الأمريكيين يعتبرون الإنفاق على مساعدات أوكرانيا ...
- حاكم بيلغورود: 19 شخصا بينهم طفلان أصيبوا بالقصف الأوكراني ل ...
- مشاهد جديدة لسقوط حافلة ركاب في نهر ببطرسبورغ


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - فنتازيات محسن الخفاجي