أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - السندباد المعيدي..!














المزيد.....

السندباد المعيدي..!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4804 - 2015 / 5 / 12 - 12:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



للحكايات في الطفولة شأن ، وللطفولة في الحكايات حلم ، وأجمل من كان أثره فينا ، هذا الذي يحول قصصه الى قارب يذهب بكَ الى أبعد من المكان الذي تسمع فيه الحكاية ، لهذا حتى أغير من الجغرافية التي تجلس في رؤوس تلاميذي والمتكونة من الماء والقصب والطير والسمك والجواميس ، أحاول في آخر كل عشر دقائق من الدرس أن اصيد لهم سندبادا من الذاكرة واجفان شهرزاد ، أصيدهُ بحجم ما يتخيلون وأحوله الى مشحوف يسع تلاميذ الصف الستة ومعهم أبحرُ في جمالية الوصف والخرافة والوصول الى مكان ابعد من القرية.
كنت أشعر بشغف التلاميذ للدقائق العشر الأخيرة من الدرس ، ومرات لا تكتمل الحكاية في هذه الدقائق فنأخذُ الفرصة كلها ، وكان التلاميذ الاخرون إذا رأوا الصف الخامس تلاميذه لا يخرجون في الفرصة يعرفون أن حكاية السندباد لم تكتمل فيتكدسون على باب الصف يستمعون بذات الشغف الذي يسكن عيون تلاميذي ، والأجمل في اؤلئك المتجمهرين أن عامليَّ الخدمة في مدرستنا ريكان وشغاتي يقفون معهم واحيانا يتزاحمون مع التلاميذ للحصول على المكان الاقرب من باب الصف لسماع الحكاية جيدا.
ذلك السندباد وتلك الحكايات نساها التلاميذ حين كبروا ، واحد فقط ظل يحملها عبر بحور الذاكرة ، هو ( أنا ) حيث استعيد كل حكاية من كتاب الليالي الألف أو من تأليفي لتتحول الرحلات من سبع الى عشرات الرحلات التي كنت اصنع فيها لدهشة التلاميذ حكايات مبتكرة عن سندباد يقرر ايقاف هجراته صوب جزر الواق واق والهند وشنغهاي وأرض الترك ليجيء الى الأهوار يعشق واحدة من بنات المعدان ويبني بيتا من القصب ، وبالذهب والدر الذي يملكه من رحلاته القديمة يشتري اكبر قطيع للجواميس في قرى الاهوار ، يخلف اولادا ويتناسلون ويتحول البيت الى بيوت ويصبح قرية . وهي قريتكم يا أولاد ( أم شعثه ).
يضحك التلاميذ ويقولون بصوت واحد : السندباد المعيدي جدنا .
أرد : نعم هو جدكم وعليكم أن تفتخروا بذلك ، اجمل ما في الأمر أننا يا صغار نبتكر نسخة جديدة وغير محكية عن ألف ليلة وليلة.
هم لا يعرفوا ما هي الف ليلة وليلة ، ولا الابتكار هم يعرفون ما ارويه انا عن رجل اسمه سندباد اكتشفوا بلحظة تخيلتها انا انه جدهم ، فصاروا سعداء وبات كل واحد حين تسأله عن امنيته يقول لك :مثل جدي السندباد المعيدي اصنع مشحوفا واذهب الى جزر الواق واق.
لقد كبروا الآن ولن اسمع بواحد منهم صنع له مشحوفا واتى الى الجزر البعيدة ، فالمعدان لم يفكروا بواق واق ولا بطنجة او جزر الكناري ، أن في ارواحهم هاجس واحد أن السندباد عندما اختار قريتهم وطنا ابديا له ولأحفاده انما اراد أن يلغيَّ أي فكرة للترحال في رؤوسهم .
ولهذا مسعد الذي حصل على دورة تدريبية في الجيش وذهب الى بومباي الهندية . حين عاد قال :الهنود سألوني هل انت من مدينة السندباد البصرة .
اجبتهم كلا :انا من قرية السندباد أم شعثه .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر أحلام وهبي
- زوربا وابراج الضغط العالي
- المعيدية مارلين مونرو
- حسين نجمة واغنية يا نعمه
- طروب بعد الغروب
- التيزاب وخالد الأمين
- إنجيمهْ (الناي والقصبة )
- أمريكا ومنطق تغيير الهوية
- غاستون باشلار ونافذة الصريفة
- الجغرافيا والفيلم الهندي
- غداء العباس وفكتور جارا
- مايا بليسيتسكايا وذيل السمكة
- تمرين في الكتابة الروحية
- مُسعدْ يرسم ملاكاً
- شيء عن هويتنا الثقافية
- سكان قفص الكناري
- جاموسة الموسيقار المصري
- السيخ لا يأتون من المريخ
- محظيات شمشون الجبار
- الأهوار وناجي العلي


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - السندباد المعيدي..!