أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - حفاةٌ يعلمون الرواة














المزيد.....

حفاةٌ يعلمون الرواة


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4815 - 2015 / 5 / 23 - 13:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حفاةٌ يعلمون الرواة
نعيم عبد مهلهل

تتشكل شخصية الكتابة من خلال موهبة الروح أولاً وثانيا في من يؤثرون فيها ، وحتما الثاني هو من ينميَّ ويصقل ويمنحها خصوصية الرؤية والطريقة والتكوين ، وعليه فأن الكتابة هي فعل ينمو من بذرة أرض الروح وتحتاج الى الوسيط ( الفلاح ) الذي يعتني بها ويُكبرها ويُجملها أيضا .والفلاح هنا في أغلبه هو مجموعة الكون الحياتي ومكوناته البيئة من تضاريس وبشر وأقدار.
وأضع الأقدار من ضمن هواجس صنع الكتابة والكاتب لأننا فعلا نخضعُ لمؤثرات اللحظة التي لا ندري تماما بطبيعتها وتأثيرها ، وبالرغم من هذا فأن جميع ما نبدو عليه نحن الآن هو من نتائج قدر ما ، وربما الأنسان القديم ( السومري ) كان ينتظر ما يتوقعه في الحصة القدرية لحياته ويوعز ذلك الى مزاج الآلهة ورؤاها الى الانسان وخاصة الفقراء ، وهذا بيت شعري لشاعر سومري موجود ترجمه العلامة ( صموئيل نوح كريمر ) يوضح هذا الأمر تماما ، والبيت يقول : في اليوم الذي قسمت فيه الأنصبة كانت الحصة المخصصة لي العذاب والألم .
وأظن أن صدور كتاب تعيني معلما في مدرسة بإحدى قرى الأهوار هو قدر أيضا تضايقت منه أول مرة وحزنت ، ولكني بعد مرور شهر واحد وجدته عالما مثاليا لتطوير حواسنا واكتساب قدرات لم نستطع الحصول عليها في المدينة ، وكنت قد بدأت للتو تطوير موهبة الروي والقص لدي ، وربما تلك المشاهدات اليومية لعالم تصنعه بساطته وجمال بيئته وحفاة سكانه وهم ( يُطمسونَ ) في الطين اقدام من الصبر والتحدي غير عابئين بقصبة حادة أو عظم مكسور ينفذ الى اقدامهم ويتفاقم الجرح ويلتهب ولا يوجد في حياتهم شيء اسمه ( ديتول ) لتطهير الجرح بل يزيدون الجرح جرحا حين يطببونه في بعض المرات من خلال الكي في النار.
شهر واحد وأدركت أن تلك الاقدام الحافية ، حتى التي تقود صغار التلاميذ الى المدرسة وهم من دون حذاء في انتظار ما تجود فيه حصة مدرستنا من معونة الشتاء لتوزع على الأكثر عوزا فيهم ، كنت انظر الى اقدامهم البريئة حيث اكتشفت هناك أن الوجوه ليس وحدها من تحمل براءة البشر في ملامحهم ، الأقدام الحافية ايضا تعكس في تجاعيدها وقوة خطواتها على الارض وربما سيرها الذي يبدو في بعض الاحيان عذبا مثل موسيقى عزف الكاهنات في ممارسة طقوس المعبد.
لهذا كانت الأقدام الحافية أول دروس تطوير الموهبة الروائية والقصصية عندما كانت هذه الاقدام السمراء والمصبوغة بلون التراب وعتمة الطين بوابة تطلع منها على عالم وحياة المعدان في قريتنا ، وربما كانت هي أداة تطوير ما اردت أن أدونه في دفتر ذكريات عن يوميات هذه القرية وهذا ما قد لا يحصل عليه سوى اؤلئك الرحالة والمغامرين الذين اتوا هنا وكتبوا مؤلفات رائعة ورصينة عن حياة أولئك الحفاة.
من تلك الأقدام الحافية والى اليوم أتودد بخيال تلك اللحظات البعيدة وأكتب رواياتي . وأظن أن القدم الحافية والتي تعبر الطرقات المليئة بالشوك والأفاعي وعناد الجواميس هي ذات القدم التي تمناها بوذا لتوصله الى مملكة الضوء في العلا . وربما هي ذات الاقدام التي ادركت فيها ومنها أن الوصول الى دلمون يبدأ من مشيها البطيء والغير حذر وهي تدون على الطين الواح الخليقة البعيدة...!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغاني الغربة
- لا صابئة في دهلران
- جنوب حسين عبد اللطيف
- البعير يستجير بجاموسة
- الجسد المغطى بالقيمر
- دِيكُ المُشرفُ التَربويُ
- ثلاثة يهتزون بحب ورعشةٍ
- حبة الباراسيتول وحفيد أوتونوبشتم
- عربة فضاء ( دَكْ ) النجف
- قبر عقيل علي
- مشاتي بلاد شغاتي
- صحون القيمر الطائرة
- حقول الرز وحقول الألغام
- أيوب الرابع
- فاتن وحمامة الألاج
- معدان الحلم الماركسي
- فنتازيات محسن الخفاجي
- الرفش يأكل القش
- السندباد المعيدي..!
- خواطر أحلام وهبي


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا
- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - حفاةٌ يعلمون الرواة