أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - بهارات فاسكو دي غاما














المزيد.....

بهارات فاسكو دي غاما


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4833 - 2015 / 6 / 10 - 10:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بهارات فاسكو دي غاما
نعيم عبد مهلهل

دار الرحالة البرتغالي فاسكو دي غاما حول العالم ، هكذا كان يظن ، ولكنه أصلا لم يدور لأنه لم يجيء رحاله في الاهوار ولم يجدف بسفينته الى جانب الشخاتير التي صنعت لها ممراً مائياً بين غابات القصب من قضاء الجبايش وحتى قرية أم شعثة حيث تقع مدرستنا ، وحيث قادني هوس حلم الهجرات واحلامها لأفسر رحلة فاسكو دي غاما كما اتخيلها انا متأثرا بقول لامبرتو ايكو : العالم ما تراه أنت والوردة فقط .
وهكذا رأيت الرجل بمنظار ذاكرة المعدان حيث ينتهي عندهم ليل الرحالة بمديح مذكراتهم واهداءهم اؤلئك الطيبين مزيد من حبات الاسبرين ليقضوا على صداع رؤوسهم الذي لايعرفون سره.
أرسل الملك البرتغالي غاما في رحلته الأولى صوب الهند لأمرين اثنين هما نشر المسيحية هناك وجلب اطنان من توابل الهند ، وفي مسيره اكتشف النقطة الاقرب لطريق اوربا الى الهند عبر رأس الرجاء الصالح ، وايضا ( ربما ) جلب المزيد من الكركم والفلفل الاحمر والكاري الى موائد ملكه ليتخلصوا من ( زفرة ) اللحم اثناء الطبخ ويضيف اليه نكهة غيرت في ذائقة طعم الاكل الاوربي الكثير.
يقول شغاتي الكركم كان يجلبه العطارون من البصرة ، والبصرة تجلبه من الهند ؟
ولا أدري كلما تصب أمي مرقة البامية في صحون موائدنا اتذكر الكركم والبزار والكاري ، وتطور الامر عندما كانت توصيني عندما تكون لي سفره الى البصرة ان اجلب لها بهارات البرياني .
مرة سافرت الى البصرة مع شغاتي لأمر يهم تطويع مسعد احد التلاميذ الذي تجازوا المتوسطة وتطوع في البحرية وتم ايفاده الى الهند في دورة عسكرية ، وهناك حيث سوق الهنود في العشار أشاع عطر البهارات شهية التأريخ كله فلم تعد مرقة امي ووصيتها هي من تهيم على العرض المغري لأنواع البهارات وانواعها والوانها بل أن شهية الخيال في قصص الرحالة تمضي الى ابعد من ذلك حيث الهند وتخاطر الرؤى مع حياة الناس في الاهوار وعما يشاع من ان بعض اصلوهم ترجع الى الهند ، ولهذا كان الرحالة الاجانب يسألونهم عن البهارات وان كانوا يزرعونها او يستخدموها في تطيب مطابخهم ويردون :وهل رأيتم مجنون يضع الكركم على القيمر.
فاسكو دي غاما وكولمبس وماجلان هم سدنة خيال الكتب التي كما نمتع فيه سفر رؤوسنا مع القارات التي رحلوا اليها .
ولأن شغاتي يتذكر شيئا من حديث غاما وبهاراته قال بنباهته المعهودة.
ـــ استاذ هل ندور على رأس نهر العشار فلربما نكتشف محلا يبيع البهارات الفاخرة.
ضحكت وقلت :تقصد رأس رجاء الصالح .
قال : نعم ، لأنكَ دوختنا بقصصك عن رحلات هؤلاء ، وكأنهم هم من اتوا بالكاري الى قريتنا . لعلمك انا سألت عطار قريتنا مرة : ان كان هو من يجلب البهارات من الهند فقال : من يجلبها تجار بحارنه وعمانيون وبحارة هنود .
قلت : وهل فاسكو دي غاما معهم.؟
قال : لاغاما ولا كوامه ...هذا سرق الكركم لخرفان ملكه.
ضحكت ، ونظرة الى وجه شغاتي . وقلت إن ذهبت الى لشبونة ذات يوم سأخبر تمثال غاما هناك :اني انقل له تحيات رجل من اهل المعدان يعرفكَ وسمع بأسمك.
اليوم أدور في شوارع لشبونة ، اشم عطر تاريخ من خواطر الغزوات والقراصنة ، واشاهد محنة الازمنة المالية في حياة البلد ، ليفاجئني محل لبائع بهارات هندي .
أبتسم واتذكر شغاتي وتخليدا لذكراه سألته إن كان لديه بهارات برياني .
فقالت مازحا :بهارات البصرة أم دلهي .
فقلت له كلا :بهارات شغاتي......................!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معدان البيسبول
- بسكويت الجنة
- أقباط 24 قيراط
- هيرقليطس ، ديالكتيك الماء والسماء
- دوسلدورف و كرمة بني سعيد..!
- أيتماتوف وجميلة إبِحيدر
- مؤتمر السرياليون في الاهوار
- الحلقوم الاحمر
- داحس من دون الغبراء
- ذكريات مدرسة كمال جنبلاط
- غوايات الخبز الحافي
- عاشق جرمانا
- ليلة تشاجر السياب والبياتي
- جان جينيه ( العرائش والجبايش )
- عاطفة الموسيقى الأرمنية
- قمصان الخريط
- حفاةٌ يعلمون الرواة
- أغاني الغربة
- لا صابئة في دهلران
- جنوب حسين عبد اللطيف


المزيد.....




- مذيعة CNN تواجه بايدن: صور الأطفال في غزة مروعة وتكسر القلب. ...
- أردوغان: تركيا تتابع الوضع في أوكرانيا عن كثب
- وزير التجارة التركي يحسم الجدل بعد تصريحات كاتس عن عودة التج ...
- صحة غزة تعلن الحصيلة اليومية لضحايا الحرب في القطاع
- زيلينسكي يعين رسميا قائد قواته السابق سفيرا لدى بريطانيا
- بعد تهديد بايدن.. رسالة من وزير الدفاع الإسرائيلي إلى -الأصد ...
- بوتين يرأس المراسم في الساحة الحمراء بموسكو للاحتفال بيوم ال ...
- طلاب ليبيا يتضامنون مع نظرائهم الغربيين
- أبو ظبي تحتضن قمة AIM للاستثمار
- أغاني الحرب الوطنية تخلد دحر النازي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - بهارات فاسكو دي غاما